توقيف 1875 مشتبهاً بترويج وتعاطي المخدرات في مناطق شرق الفرات

خلال حملة لشرطة «الإدارة الذاتية»

شرطية تابعة لـ«الإدارة الذاتية» قرب مخدرات مصادرة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
شرطية تابعة لـ«الإدارة الذاتية» قرب مخدرات مصادرة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

توقيف 1875 مشتبهاً بترويج وتعاطي المخدرات في مناطق شرق الفرات

شرطية تابعة لـ«الإدارة الذاتية» قرب مخدرات مصادرة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
شرطية تابعة لـ«الإدارة الذاتية» قرب مخدرات مصادرة شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

كشفت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا (الأسايش)، عن حصيلة حملتها ضد مروجي ومتعاطي المخدرات في مناطق نفوذها، وقالت في مؤتمر صحافي عقد أول من أمس في مدينة القامشلي، إن الحملة التي بدأت أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي وانتهت قبل يومين «ضبطت كميات كبيرة من المخدرات وألقت القبض على مروجين ومتعاطين وتجار وأتلفت كميات كبيرة».
وقال علي الحسن الناطق الرسمي باسم «الأسايش»، إن الحملة نجحت في مصادرة «1700 كيلوغرام من الحشيش، و2637 كلغ من الحشيش المعجون، و3.5 كيلوغرام من بذرة الحشيش، وقرابة 900 ألف حبة مخدرة، و626 إبرة مخدرة»، وأكد بأن الجهود التي وصفها بالجبارة «التي بذلتها قواتنا بحماية المجتمع الإنساني من خطر هذه الآفة ومنع انتشارها بين شرائح المجتمع؛ استكمالاً للجهود التي بذلناها لكسر الإرهاب والوقوف درعاً منيعة من وصوله لدول العالم أجمع».
وتمكنت قوى الأمن خلال هذه الحملة من إلقاء القبض على 1165 متعاطياً و480 مروجاً و230 تاجراً خلال الحملة التي استمرت أكثر من 9 أشهر الماضية، كما أعلنت توقيف 1875 مشتبهاً ما بين متعاطٍ ومروج وتاجر تمت إحالتهم إلى القضاء، كما أتلفت قوات مكافحة الجريمة أول من أمس كميات كبيرة من المواد المخدرة بمختلف أنواعها كانت قد صادرتها في موقع خاص بمدينة القامشلي.
بدوره، أوضح زهير معيش، رئيس جهاز مكافحة الجريمة لدى القوات، أن هذه الحملة جاءت بناءً عن المعلومات الاستخبارية وتعاون الأهالي، «حصلت عليها مفارز الجهاز المنتشرة بالقامشلي والحسكة ومناطق نفوذ الإدارة»، واتهم تركيا بالعمل على ضرب مشروع الإدارة، حيث لجأت إلى استخدام أساليب أخرى في محاربة شعوب المنطقة، «باستخدام دائرة نشر المخدرات في المنطقة كإحدى وسائل الحرب الخاصة، مستهدفة الفئة الشابة التي تعد عماد المجتمع لنشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار»، لافتاً إلى أن هذه الحملة لم تكن ستثمر كل هذه النتائج: «لولا المسؤولية الأمنية والأخلاقية التي تحلى بها أبناء شعبنا لتضافر الجهود وتحقيق مجتمع آمن خالٍ من كافة أشكال الجريمة».
إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن مجموعة عسكرية تابعة للدفاع الوطني الموالي للنظام السوري، عمدت إلى الاستيلاء على مدرسة في قرية جرمز الواقعة جنوب مدينة القامشلي، وقامت بتحويلها إلى مقر عسكري تابع لها، وسط أنباء عن قيام أشخاص يعتقد أنهم من عناصر الدفاع الوطني بإلقاء قنبلة صوتية على حاجز تابع لقوى الأمن الداخلي «الأسايش» في حي الطي بمدينة القامشلي والتي سيطرت عليه الأسايش بشكل كامل مؤخراً.
وأشار في 23 الشهر الماضي، إلى أن «قوات الدفاع الوطني» أنشأت مركز تجمع لعناصرها شرق دوار زوري على طريق M4 جنوب القامشلي، والخاضعة في قسم منها لسيطرة قوات النظام بعد طرد قوات الدفاع الوطني من أحياء عدة في مدينة القامشلي خلال الشهر السابق، عقب معارك مع «الأسايش» في حي طي وحي حلكو، في حين أفاد نشطاء «المرصد»، بأن عناصر من قوات النظام والمنتشرين في قرية زنود جنوب القامشلي، يضايقون الأهالي في القرية، من خلال قيامهم بالاستيلاء على مخصصاتهم من الخبز وبيعها في السوق السوداء.
وفي 17 الشهر الماضي، أفيد بأن مدير منطقة القامشلي يقوم ببيع كميات كبيرة من الخبز من مخبز البعث في مدينة القامشلي والملاصق لمنطقة المربع الأمني، عبر سماسرة، لتعود الأرباح لصالحه، في حين يستولي باقي قياديي «الأفرع الأمنية» على ما تبقى من إنتاج الفرن، ويقومون ببيعها في السوق بأسعار أعلى من سعرها الأساسي المدعوم من قِبل حكومة النظام، ولكل فرع كمية محددة يتم بيعها لسماسرة في ساعات الفجر من كل يوم، حيث لا يحصل المواطنون على نسبة 5 في المائة من إنتاج المخبز؛ الأمر الذي تسبب في تفاقم أزمة خبز في عموم مدينة القامشلي، بالإضافة إلى بيع الخبز، يستغل مدير منطقة القامشلي منصبه في أعمال تجارية أُخرى كمولدات الكهرباء «الأمبيرات» التي تقوم بتزويد المنازل والمحال التجارية بالكهرباء، والتي تعود أرباحها لصالحه.


مقالات ذات صلة

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون صودرت شمال غربي سوريا أبريل 2022 (أ.ف.ب)

دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

تشهد سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط حملة مكافحة المخدرات التي تشنّها الحكومة على شبكات ترويج وتعاطي المخدرات في البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود من الجيش الأردني عند نقطة حدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)

مقتل مهرب مخدرات في اشتباك مع حرس الحدود الأردني

قُتل مهرب مخدرات على الحدود الأردنية السورية في اشتباك بين حرس الحدود الأردني ومجموعة من مهربي المخدرات حاولوا التسلل إلى أراضي المملكة، اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (عمان)
المشرق العربي ضباط شرطة أردنيون يفحصون السيارات عند معبر «جابر» الحدودي الأردني قرب نقطة تفتيش «نصيب» السورية (رويترز)

توافق بين دمشق وعمّان يسهل حركة السوريين عبر معبر «نصيب ـ جابر»

توافقت حكومتا سوريا والأردن على ضرورة إعادة تأهيل معبر «نصيب» وإزالة العراقيل من أمام انسياب الحركة بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

من مايكل جاكسون إلى ليام باين، مروراً بماثيو بيري وغيرهم من النجوم... خيطان جمعا ما بينهم؛ الشهرة المبكّرة والوفاة التراجيدية التي تسببت بها تلك الشهرة.

كريستين حبيب (بيروت)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.