المحققون الألمان يحاولون تحديد دوافع منفذ عملية الطعن في بافاريا

السلطات رفضت طلبه للجوء ولكنه يحظى بالحماية المؤقتة

أكاليل من الورود أمس على أرواح ضحايا حادث الطعن في مدينة فورزبورغ بولاية بافاريا (د.ب.أ)
أكاليل من الورود أمس على أرواح ضحايا حادث الطعن في مدينة فورزبورغ بولاية بافاريا (د.ب.أ)
TT

المحققون الألمان يحاولون تحديد دوافع منفذ عملية الطعن في بافاريا

أكاليل من الورود أمس على أرواح ضحايا حادث الطعن في مدينة فورزبورغ بولاية بافاريا (د.ب.أ)
أكاليل من الورود أمس على أرواح ضحايا حادث الطعن في مدينة فورزبورغ بولاية بافاريا (د.ب.أ)

بعد 3 أيام على حادث الطعن في مدينة فورزبورغ بولاية بافاريا، الذي أعاد ذكريات اعتداء آخر بالساطور شهدته المدينة قبل 5 سنوات، ما زالت دوافع المهاجم، وهو لاجئ صومالي، غير واضحة. ورغم إلقاء الشرطة القبض على الشاب البالغ من العمر 24 عاماً بعد دقائق من قتله ثلاثة أشخاص بالسكين وإصابته 6 نساء آخرين، ما زال المحققون غير قادرين على تحديد سبب وقوع هذه الجرائم.
وأطلقت الشرطة النار على الصومالي «جبريل.أ»، وأصابته في رجله ما مكنها من القبض عليه، بعد أن تمكن سكان محليون من محاصرته لوقفه عن تنفيذ المزيد من الهجمات.
وشوهد رجل في أحد أشرطة الفيديو من يوم الاعتداء يحاول تشتيت انتباه الصومالي ريثما تصل الشرطة، وتبين لاحقاً أنه هو نفسه لاجئ قدم إلى ألمانيا قبل 18 شهراً وهو كردي من إيران.
وجبريل نفسه كان وصل لاجئاً قبل 5 سنوات، ورفض طلب لجوئه ولكنه يحظى بالحماية المؤقتة ما يعني أن ترحيله إلى الصومال غير ممكن بسبب تصنيف الخارجية للوضع هناك بأنه خطر.
وتنتظر الشرطة نتائج تحليل هاتفين عثرت عليهما داخل شقته بعد تفتيشها إثر إلقاء القبض عليه. وقال وزير داخلية ولاية بافاريا يواكيم هيرمان، إن تحليل ما عثر عليه سيستغرق بضعة أيام لترجمة المضمون ثم تحليله. وتشتبه الشرطة بأن تكون هناك دوافع متطرفة للاعتداء بعد أن قال أحد الشهود خلال عملية الطعن إنه سمعه يصيح بعبارة «الله أكبر».
ونقلت صحيفة «تاغس شبيغل» أن جبريل اعترف للشرطة بعد إلقاء القبض عليه، بأنه «أكمل الجهاد» بطعنه النساء. ولكن هذه الفرضية لم تؤكدها الشرطة بعد، وقالت إنها ما زالت تقيم الأدلة. وهي قالت بعيد الاعتداء إن الرجل غير معروف لديها بأنه ينتمي للساحة المتطرفة.
ووجه الادعاء العام اتهامات لجبريل تتعلق بالقتل والشروع بالقتل من دون الإتيان على ذكر كلمة إرهاب.
وما زال أيضاً المحققون ينتظرون التقييم النفسي لمنفذ العملية، خصوصاً أنه كان قد أدخل لمصحة عقلية قبل أسابيع بعد أن أظهر إشارات عنف بتلويحه بسكين في وجه شخص يقيم معه في مأوى اللاجئين. والضحايا جميعهم من النساء، والثلاثة اللواتي قتلن، واحدة تبلغ من العمر 29 عاماً، وأخرى 42 عاماً، وسيدة مسنة في الـ82 من العمر.
وكان منفذ الاعتداء قد دخل إلى أحد محال بيع السكاكين، وسأل عن قيمة شراء سكين، قبل أن يستولي عليه ويطعن البائعة به، وكانت أولى ضحاياه التي قتلت.
وتسببت العملية بعودة التحريض ضد اللاجئين، وبعيد العملية أعاد حزب «البديل لألمانيا» توجيه أصابع اللوم للمستشارة أنجيلا ميركل لسماحها بإدخال مئات آلاف اللاجئين عام 2015.
وحتى يوم العملية، شوهد في أحد الأشرطة، مجموعة من الرجال يحاصرون منفذ الاعتداء ويرمونه بالكراسي وهم يهتفون «الأجانب خارجاً»، ويرددون عبارات نازية.
وردت ميركل عبر المتحدث باسمها شتيفان زايبرت الذي كتب على «تويتر»، بأن التحقيقات ستظهر دوافع منفذ العملية، مضيفاً أن «أمراً واحداً هو مؤكد، أن هذا الاعتداء المقيت موجه ضد كل البشرية وكل الأديان».
كانت المدينة نفسها شهدت قبل 5 سنوات اعتداءً نفذه لاجئ أفغاني هاجم ركاب قطار في المدينة بساطور كان يحمله، ما أدى لإصابة 4 أشخاص.
وتبنى تنظيم «داعش» العملية بعد ذلك، وحوكم اللاجئ باتهامات تتعلق بالإرهاب. وكان الاعتداء المتطرف الأكثر دموية الذي شهدته ألمانيا في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016 عندما دهس أنيس العامري، لاجئ تونسي، بشاحنة عدداً من المارة في سوق للميلاد وقتل 11 شخصاً منهم. وقتله لاحقاً الشرطة الإيطالية في عملية مطاردة بعد أن كان دخل إليها هرباً.


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.