دومينيك تورينت: عندما يتوقف غوارديولا عن التدريب سيدرك منتقدوه أنه كان عبقرياً

«الذراع اليمنى» للمدرب الإسباني في برشلونة وبايرن وسيتي يتحدث عن فنون التدريبات وفودين وميسي

TT

دومينيك تورينت: عندما يتوقف غوارديولا عن التدريب سيدرك منتقدوه أنه كان عبقرياً

هناك صورة لإحدى لقطات المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2009 بين برشلونة ومانشستر يونايتد معلقة على الحائط في منزل دومينيك تورينت، بالقرب من جيرونا. وكانت تلك الليلة قد انتهت بشكل أفضل مما بدأت عليه. وكان أحد أدوار ترينت كمساعد للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا يتمثل في مساعدة زميله، كارليس بلانشارت، في إعداد مقطع فيديو لتحفيز لاعبي برشلونة قبل تلك المباراة المهمة. وتم عرض مشاهد من فيلم «المصارع» وتحتها عبارات وكلمات عن كل لاعب من لاعبي الفريق، وتم عرض هذا الفيديو سراً على طاقم التدريب في الليلة السابقة للمباراة، وكان رد الفعل جيدا للغاية. وعندما تم عرض الفيديو على اللاعبين قبل لحظات من انطلاق المباراة، كان رد الفعل جيدًا أيضا.
يقول تورينت وهو يضحك. «كان هذا الفيدو مفاجئا ومؤثرا، وقد نجح في تحفيز اللاعبين قبل المباراة. لكن اللاعبين كان لديهم حماس شديد، وبالتالي لم يكن من الجيد زيادة حماسهم عن القدر المطلوب. لقد فعلنا ذلك من قبل مع فريق الرديف بنادي برشلونة في المباراة النهائية لملحق الصعود، وقد نجح في تحفيز اللاعبين، الذين تحكموا في زمام المباراة تماما وضمنوا الفوز من أول 30 دقيقة. لكن في روما، سيطر مانشستر يونايتد على أول 15 دقيقة. ولم نقم بذلك مرة أخرى».
ربما لم يكن السبب في ذلك يعود إلى مقطع الفيدو نفسه، حيث يشير تورينت إلى أن «فريق مانشستر يونايتد كان قويا للغاية»، وهو محق تماما في ذلك. وفي النهاية، فاز برشلونة بالمباراة وحصل على لقب دوري أبطال أوروبا بفريق شاب، تطور بعد ذلك ليصبح ربما أفضل فريق في تاريخ النادي. وبعد عامين، كرر برشلونة الإنجاز نفسه، لكن على ملعب ويمبلي هذه المرة. يقول تورينت: «بسبب الطقس السيئ، ذهبنا مبكرًا حتى يتمكن غوارديولا من إتمام عمله كما يريد، والاهتمام بأدق التفاصيل حتى رميات التماس. وكنا على أتم الاستعداد للمباراة».
وكان الفوز على مانشستر يونايتد يعني وصول برشلونة إلى الذروة في فترة أعاد فيها تعريف كرة القدم الحديثة، لكنها كانت المرة قبل الأخيرة التي يصل فيها غوارديولا إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. والآن، وبعد أكثر من عقد من الزمن، عاد غوارديولا مرة أخرى للمباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، لكنه خسرها أمام تشيلسي بهدف دون رد. وعمل تورنت مع غوارديولا في الفريق الرديف لبرشلونة، والفريق الأول لبرشلونة، وبايرن ميونيخ، ومانشستر سيتي، قبل أن يتولى تدريب نادي نيويورك سيتي، الذي حطم معه رقما قياسيا للحصول على أكبر عدد من النقاط، ثم نادي فلامنغو البرازيلي، ويستعد الآن للعودة إلى التدريب في إنجلترا أو ألمانيا.
يقول تورينت: «أولاً كمشجع لمانشستر سيتي ونظرا لأن لدي العديد من الأصدقاء هناك، فإنني كنت أتمنى أن يفوز مانشستر سيتي. لكنني سجلت المباراة لأنني أرغب في مشاهدتها مرة أخرى من الناحية التكتيكية، حتى لا تفوتني الأشياء التي لم ألحظها في المرة الأولى. من المهم للغاية بالنسبة للمديرين الفنيين متابعة مثل هذه المباريات لرؤية كيف يقوم المديران الفنيان بتحريك اللاعبين داخل الملعب».
ويضيف: «أتذكر أن المباريات ضد الأندية التي كان يتولى تدريبها توماس توخيل - ماينز ثم بوروسيا دورتموند - كانت دائما ممتعة وصعبة للغاية، فهو من نوعية المديرين الفنيين الذين يجيدون التعامل مع المباريات من الناحية الخططية والتكتيكية. كلا المدربين جيدين للغاية من الناحية التكتيكية. لقد كانا يتقابلان ويتناولان الطعام معًا ويتحدثان عن كرة القدم. كانت المباريات التي تجمعهما صعبة للغاية وتركز كثيرا على الجوانب الخططية، حيث قام كلا الفريقين – مانشستر سيتي وتشيلسي – بتغيير الطريقة التي يلعبان بها مرتين أو ثلاث مرات. كان الأمر أشبه بلعب الشطرنج: أحدهما يحرك قطعة، فيقوم الآخر بتغيير قطعه. إنهما مدربان يتفاعلان جيدا مع أحداث المباراة. ولو ركزت بشكل جيد وأنت تشاهد مثل هذه المباريات، فسترى التغييرات التكتيكية التي تحدث داخل الملعب».
ويتابع: «توخيل لديه كثير من أفكار غوارديولا، وقد التقيا كثيرا. وهذا طبيعي للمدربين الذين يتمتعون بالذكاء والانفتاح على الأفكار الجديدة. لا يمكننا أن نقول إن غوارديولا قد أتى لتعليم الآخرين، لكن إذا كنت مهتمًا بأفكار مختلفة، فسوف يشرح لك ذلك ويتحدث معك. إنه يتعلم من الجميع أيضًا، ويمكن أن يذهب إلى إحدى المباريات تحت سن 12 عاما ويتعلم منها أيضا. إنه مثل قطع الإسفنج التي تمتص المعلومات، بالإضافة إلى أنه متواضع للغاية ولا يعتقد أنه الأفضل. يأتي الناس إليه ويسألونه ويتناقشون معه في العديد من الأمور. وقد اعتاد كثير من المديرين الفنيين مشاهدة الحصص التدريبية التي يشرف عليها غوارديولا، وأتذكر أن زين الدين زيدان قد جاء أيضا لمتابعة مثل هذه الحصص التدريبية».
ويمكن أن تكون الطريقة التي يعمل بها غوارديولا مختلفة عن الآخرين. يقول تورينت عن ذلك: «لورينزو بوينافينتورا [مدرب اللياقة البدنية] يفعل كل شيء يتعلق بالكرة. في البداية، كان الناس يعتقدون أن هذا يعني أننا لا نعمل على الناحية البدنية، لكن هذا ليس صحيحًا. يقول لورنزو دائمًا إنه لم ير لاعبًا من قبل يصعد جبلًا في إحدى المباريات. لكن ربما يبدو الأمر غريبًا للبعض في البداية». وكان من الغريب أيضا للكثيرين أن يقرر غوارديولا الاعتماد على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كماهجم وهمي أمام ريال مدريد في عام 2009، وهو القرار الذي دعمه التقرير الذي أعده تورينت عن دفاع ريال مدريد. يقول تورينت: «لا، لم أتدخل في ذلك، فلا يوجد سوى شخص واحد مسؤول عن مثل هذه القرارات، وهو غوارديولا. لقد أحضرت جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي وأخذوه معهم، وبعد ذلك أخبرني غوارديولا أن ميسي يحب هذه الفكرة. وكان غوارديولا مقتنع بها تماما. لكنني كنت أقول لنفسي : يا إلهي، كيف يجرب شيئا كهذا في مباراة بهذه الأهمية؟».
وفاز برشلونة في تلك المباراة بستة أهداف مقابل هدفين. يقول تورينت: «ما زلت أعتقد أننا لا نعطي ميسي الثناء الذي يستحقه. ويجب أن أشير أيضا إلى أن ميسي يتابع المباريات الأخرى باهتمام شديد، وبإمكانه أن يخبرك باسم اللاعب الذي يلعب في مركز الجناح في بالميراس أو بوتافوغو أو في أي مكان آخر». ويعد ميسي واحدا من العديد من اللاعبين الذين ساعد تورينت في تطوير مستواهم. ويقول عن ذلك: «عندما كنا نتدرب على الكرات الثابتة، كنا نستخدم أرقامًا لكل منطقة داخل الملعب. فكان من الممكن أن أطلب من أغويرو أن يذهب إلى المنطقة رقم ستة ويضغط فيها على المنافس هناك، وكان دائما ما يفعل ذلك بشكل رائع منذ المرة الأولى. وعندما يتعلق الأمر بالضغط على الفريق المنافس، إذا قرر غوارديولا تغيير طريقة الضغط من العمق إلى أطراف الملعب، فإنه لم يكن بحاجة إلى أن يقول ذلك مرتين. ربما لغة الجسد تعطينا فكرة خاطئة عن أغويرو، لكنه يدافع بشكل جيد ويعمل بشكل رائع، وهو لاعب يتمنى أي مدير فني أن يدربه، وعلاوة على ذلك فإنه يتمتع بذكاء شديد».
ويضيف: «ويتمتع ديفيد سيلفا أيضا بذكاء خارق، بالإضافة إلى أنه قادر على التحكم في رتم المباراة تماما، ويلعب بحماس شديد، كما يدافع بشكل جيد أيضا. إنه يلعب في الخط الثاني في دفاع المنطقة، ويتعين عليه أن يمنع لاعبي الفريق المنافس من التقدم - حدث هذا مع فيليب لام في بايرن ميونيخ أيضًا - وعلى الرغم من صغر حجمه، فإنه لا يخشى مواجهة أي لاعب لو كان يبلغ طوله مترين، فلو كان ديفيد سيلفا هناك، فإن هذا اللاعب لن يحصل على الكرة، فهو من نوعية اللاعبين الذين لا يعرفون الاستسلام أبدا»
لكن هل فيل فودن جاهز للقيام بهذا الدور بدلا منهم؟ يقول تورينت: «جاء سبعة أو ثمانية لاعبين صغار للتدريب معنا، وكانوا جميعا جيدين للغاية من ناحية القدرات الفنية. وقال غوارديولا، الذي يمتلك رؤية ثاقبة، في اليوم الثاني إن هذا الطفل الصغير النحيل هو الأفضل، وسوف يحقق نجاحا كبيرا. فودين لاعب موهوب للغاية، وحتى عندما كان في السادسة عشرة من عمره كان جريئا للغاية، وكان يلعب دون أي ضغوط. لقد تحدث معه غوارديولا في بعض الأمور، وقد استوعبها تماما في غضون ثانيتين فقط: أشياء مثل كيف يقتحم دفاعات المنافسين، ومتى ينتظر، وكيف يتحرك. إنه مميز للغاية من الناحية الذهنية، ويعشق مانشستر سيتي وسيلعب له طوال حياته، وهذا أمر مهم للغاية».
والآن، لعب فودين في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا وهو في العشرين من عمره. وعندما سئل تورينت عن اتهام البعض لغوارديولا بالفشل في البطولات الأوروبية، رد قائلا: «في البداية، كنت أنزعج أكثر من غوارديولا نفسه من سماع ذلك. لكن غوارديولا لا يشعر بالقلق على الإطلاق. الناس لا يفهمونه. صحيح أنه مضى بعض الوقت على آخر مرة فاز فيها بلقب دوري أبطال أوروبا، لكننا لا نحلل السبب وراء ذلك». وأشار تورينت إلى الخسارتين أمام أتلتيكو مدريد وموناكو مع بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي – الخسارتين الأكثر ألما في البطولات الأوروبية – والخروج من الأدوار الإقصائية أمام ريال مدريد وبرشلونة وليفربول وتوتنهام، رافضًا الانتقادات الموجهة لغوارديولا بأنه يبالغ في التفكير في المباريات الحاسمة، ويقول: «في كل مباراة، يُقلب غوارديولا الأمور في رأسه عدة مرات».
ويضيف: «أكبر سوء فهم لغوارديولا يتمثل في التمريرات القصيرة (تيكي تاكا)، والانتقادات التي توجه إليه بأنه يستخدم ذلك بشكل سيئ ويجعل فريقه يلعب تمريرات لا معنى لها. لكن يجب على هؤلاء أن يفهموا أن التمركز داخل الملعب شيء آخر. يعتقد الناس أن غوارديولا يطلب من لاعبيه تمرير الكرة 40 مرة قبل التسجيل، لكن هذا غير صحيح. وإذا كان غوارديولا قادر على شن هجمة سريعة في ثانيتين فقط فسوف يفعل ذلك. يقول الناس إن غوارديولا يحرم المنافس تماما من الاستحواذ على الكرة، وهذا صحيح، لكنهم يعتقدون أنه يريد الاستحواذ من أجل الاستحواذ، وهذا غير صحيح. إنهم لا يعرفون أنه يمتلك أفضل سجل دفاعي، ولا يرون كيف يتأقلم مع الطرق التي يلعب بها المنافسون، وكيف أنه الأفضل والأكثر تنوعًا طوال الوقت. وعندما يتوقف غوارديولا عن التدريب، سنفتقده كثيرا ونقول إنه كان عبقريا».
تورينت أكد أن السنوات العشر التي قضاها مساعدا لغوارديولا الأفضل في مسيرته، وساعدته على التعلم وتولي الآن مسئولية نادي من الطراز العالمي. وأوضح تورينت : «لقد كانت عشر سنوات مهمة من العمل معا، لأنه حين تكون مع الأفضل في العالم تتعلم الكثير وتكون لديك فلسفة مماثلة له». وعمل تورينت بين 2008 و2018 مع غوارديولا في برشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر سيتي، حتى وافق في 2018 على تولي تدريب نيويورك سيتي الأمريكي قبل أن يتركه ويتولي قيادة بطل الدوري البرازيلي وكأس ليبرتادورس. وقال «أنا على ثقة الآن بأنني مستعد لقيادة أي فريق في العالم»، معربا عن شكره لنصيحة جوارديولا بقبول عرض فلامنغو». وقال «حين عرف (بيب) باهتمام فلامنغو، قال لي ألا أترك هذه الفرصة الفريدة تفلت مني وشجعني على قبول هذا التحدي الجديد».
وقال تورينت، مساعد غوارديولا منذ بداية المشوار التدريبي، إن مدرب مانشستر سيتي لم يأت إلى إنجلترا لإحداث ثورة في الكرة الإنجليزية، بل لجلب جميع أفكاره و محاولة تطويرها وجعلها أكثر شمولية، مشيرا إلى أن غوارديولا منفتح، يريد دائماً معرفة ثقافات الدول الأخرى، لذلك لا عجب من عدم مكوثه لفترات طويلة مع الفرق التي قام بتدريبها. وأوضح «على أية حال، غوارديولا دائماً يؤمن بفلسفته وبأهمية عدم التخلي عن المبادئ المقتنع بها، لكنه أيضاً متيقن بوجود العديد من الطرق للعب كرة القدم، و بضرورة وجود العديد من الأفكار والأساليب، تماماً كوجود الخير والشر، وهنا لا أصور فلسفته بأنها الخير، لكنني أتحدث عن أهمية وجود الشيء و عكسه».
ويتابع: «هذه هي الطبيعة البشرية. غوارديولا ليس مثاليًا، ولا يوجد أحد كذلك، لكنه قريب من المثالية والكمال في عمله. لذلك، يبحث الناس عن هذا السبب أو ذاك للتقليل مما يقوم به. في إسبانيا، هناك بعض المتربصين الذين يقولون إنه فاشل وإنه لن يحقق الفوز. لكن ما رأيهم الآن بعد وصوله للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا؟ هؤلاء الناس غير قادرين على تقديم الاعتذار عندما يثبت أنهم كانوا على خطأ. إنهم لا يملكون وجهات نظر خاطئة، لكنهم لا يحترمون الآخر ويهينونه. أين هؤلاء الناس الآن؟ لا مكان لهم بكل تأكيد. لا يمكنهم أن يقنعوني بأن غوارديولا ليس جيدا، حتى بعدما خسر المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا».


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».