يسرا اللوزي: الإذاعة تمنحني تنوعاً أكثر من التلفزيون

أكدت حاجتها لاستعادة اللياقة قبل العمل بالمسرح

TT

يسرا اللوزي: الإذاعة تمنحني تنوعاً أكثر من التلفزيون

قالت الفنانة المصرية يسرا اللوزي، إن الإذاعة تمنحها تنوعاً أكثر من الدراما التلفزيونية التي تعتمد على ملامح وجوه الفنانين بشكل أكبر، وأوضحت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن أجواء تصوير مسلسل «بين السما والأرض» كانت صعبة جداً بسبب ضيق موقع التصوير والخوف من عدوى «كورونا».
واعتبرت اللوزي تكريمها من قبل حرم الرئيس المصري في احتفالية «المرأة المصرية» خلال الآونة الأخيرة، «مفاجأة» رائعة أسعدتها كثيراً، قائلة: «أشارك منذ فترة في حملات دعم ضعاف السمع، ولم أتوقع أو أتخيل أن ما أفعله له صدىً كبير، لكنني اكتشفت أن صوتي مسموع أكثر مما كنت أتوقع، وأن أمامي مسؤولية لاستكمال ما بدأته، فأنا كنت تقريباً أصغر شخصية بين المكرمات، كأم مؤثرة وهذا يعني لي الكثير».
وعن مسلسلها الإذاعي الأخير «غرام واكصدام» وحرصها على الوجود في الإذاعة دائماً أوضحت: «أشارك في دوبلاج أفلام كارتون ديزني منذ صغري، حيث قضيت طفولتي في استوديوهات تسجيل الصوت، وأستمتع بشكل كبير أمام ميكروفون الإذاعة لأقدم أصوات شخصيات مختلفة، وكلما سنحت لي الفرصة لتكرار ذلك لا أتردد، كما أحرص على تقديم أعمال إذاعية في موسم رمضان منذ 6 سنوات، فالممثل بإمكانه تقديم أعمال متنوعة بصوته، عكس شكله الذي قد يحكمه في أدوار معينة في التلفزيون، وأنا أستغل هذه النقطة لصالحي ومن أجل تنويع أدواري».
وتحدثت يسرا عن كواليس دورها في مسلسل «بين السما والأرض» بموسم رمضان الماضي، قائلة: «دوري لم يكن ضمن شخصيات الفيلم الأصلي، وهذا ما حمسني لتقديمه، وهي لشخصية تنتقم لصديقتها بعد تهديدها من قبل شخص آخر بفيديوهات مصورة كنوع من التحرش وشعرت أن التفاصيل التي عرضها المخرج مهمة ومميزة».
وأشارت اللوزي إلى أنها لم تجد صعوبة في تجسيد هذا الدور لأنها كانت متشبعة فعليا من بعض القضايا المصرية والقصص المؤثرة، وهو ظهر في المشهد الأخير الذي اعترفت خلاله بكل ما كانت تنوي فعله، حيث أظهرت انفعالات وأحاسيس متنوعة.
وذكرت اللوزي أن أجواء التصوير داخل ديكور المصعد الضيق كانت صعبة ومرهقة جداً، وخصوصا في ظل الجائحة، لدرجة أن المصورين كانوا يحملون معداتهم على أكتافهم لساعات، ما تطلب من الفنيين والممثلين تركيزاً فائقاً خلال تلك المشاهد.
واعتبرت الفنانة المصرية أن إعادة تقديم الأعمال السينمائية الكلاسيكية القديمة بشكل معاصر وبمعالجات درامية تلفزيونية حديثة تنطوي على مجازفة كبيرة من المنتج والممثل، ولكن فكرة «بين السماء والأرض» مختلفة، ولم يكن هناك نقل كامل من الفيلم الأصلي، وهذا سبب نجاح المسلسل وتقبل الجمهور له، لافتة إلى أن «مقارنة الجمهور بين العملين حتمية، لكن التفوق في النهاية سيكون من نصيب العمل القديم الذي سيظل الأفضل».
وكشفت يسرا عن استعداداتها لتقديم عروض مسرحية جديدة خلال الفترة المقبلة: «اعتدت المشاركة في الأعمال المسرحية الكلاسيكية والأكاديمية التي يحترم فيها الممثلون النص ومواعيد العرض والبروفات، فالمسرح بالنسبة لي متعة وليس مهنة، لذلك لا أحب فكرة المسرح التجاري، وأتمنى تقديم عمل استعراضي لكننا في مصر لا نهتم حالياً بهذا النوع من الفن، والمسرحيات الاستعراضية تحتاج إلى مدة طويلة تصل أحيانا إلى عامين للتحضير لها وتقديمها بشكل متقن، مع ميزانية ضخمة، لكن للأسف هذا ليس متاحا بالإضافة إلى أنني لست في أحسن حالاتي الجسدية، لأنني متوقفة عن التمرين منذ سنوات، وإذا قررت خوض التجربة، فسوف أحتاج إلى وقت طويل للتحضير لها».



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.