مبعوث دولي: على إسرائيل أن تحقق بمقتل مدنيين في حرب غزة

ويبيسونو دعا إلى إبطال مفعول آلاف القنابل التي لم تنفجر

مبعوث دولي: على إسرائيل أن تحقق بمقتل مدنيين في حرب غزة
TT

مبعوث دولي: على إسرائيل أن تحقق بمقتل مدنيين في حرب غزة

مبعوث دولي: على إسرائيل أن تحقق بمقتل مدنيين في حرب غزة

دعا مبعوث الأمم المتحدة إسرائيل، مساء أول من أمس، للتحقيق في مقتل أكثر من 1500 مدني فلسطيني، ثلثهم من الأطفال خلال حرب غزة عام 2014، وطالبها أن تعلن عن نتائج التحقيق.
وأصدر مكارم ويبيسونو، سفير إندونيسيا السابق، تقريره الأول لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، منذ أن صار المقرر الخاص لحقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية خلال يونيو (حزيران) الماضي. لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهم المجلس بأنه مهووس بمزاعم عن انتهاكات إسرائيلية، وقال إن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل في مواجهة أي جهود ترمي إلى عزلها. وخلفت المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية خلال الصيف الماضي نحو 2256 قتيلا فلسطينيا، بينهم 1563 مدنيا. وقال ويبيسونو، إن من بين هؤلاء 538 طفلا، بينما قتل 66 جنديا وخمسة مدنيين في الجانب الإسرائيلي، مضيفا أن «هذا التفاوت الصارخ بين حجم الخسائر في الجانبين يبين عدم توازن القوى، والتكلفة غير المتناسبة التي يتكبدها المدنيون الفلسطينيون.. ويثير تساؤلات من قبيل ما إذا كانت إسرائيل قد التزمت بمبادئ القانون الدولي بالتمييز بين المدنيين وغير المدنيين والتناسب والتحوط».
وتابع بقوله إن «معظم المدنيين لم يكونوا فقط من المارة في الشوارع الذين تصادف وجودهم في المكان والزمان الخطأ.. بل إن معظم الضحايا كانوا أسرا قتلت في ضربات صاروخية لمنازلهم.. وعادة ما يكون ذلك خلال الليل». وكان ويبيسونو قد أجرى مقابلات مع ضحايا في عمان والقاهرة، وشهود عيان في مقابلات عبر دوائر تلفزيونية مغلقة في غزة، لأن السلطات الإسرائيلية لم تسمح له بالذهاب إلى هناك. ومن المقرر أن تصدر لجنة تحقيق، تابعة للأمم المتحدة، قريبا تقريرا منفصلا عن احتمال ارتكاب الجانبين لجرائم حرب. وقد أجبر رئيس تلك اللجنة على التنحي الشهر الماضي.
وقال ويبيسونو إن غزة التي يوجد فيها نحو مائة ألف نازح، ما زالت مليئة بالقنابل والذخائر التي لم تنفجر، والتي تتسبب في مقتل مزيد من الأشخاص، وقدر أن هناك 7000 قذيفة وقنبلة يتعين إبطال مفعولها.
وتزامنت هذه التصريحات مع تصريحات مماثلة لروبرت سيري، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، خلال زيارته إلى قطاع غزة لمدة يومين أنه «يتفهم تماما الإحباط الذي يشعر به أهل غزة من البطء الإجمالي في إعادة الإعمار»، وأن غزة باتت أكثر عزلة من أي وقت مضى، بسبب الكثير من القيود التي لا تزال في مكانها في المعابر الإسرائيلية على كل من البضائع والأشخاص، إضافة إلى أن معبر رفح (مع مصر) مغلق عمليا».
كما أبدى سيري قلقه من أنه «لم يتم تحقيق تقدم كاف لمعالجة القضايا الأساسية في قطاع غزة»، وقال إنه سوف سيؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية لغزة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.