هل يستطيع غوارديولا ولاعبوه التغلب على تداعيات خسارة نهائي دوري الأبطال؟

فشل المدرب في الفوز بالبطولة قد يظل النقطة السوداء في سيرته الذاتية مع مانشستر سيتي

مانشستر سيتي وموكب الأحزان بعد تبدد أحلام الفوز بكأس دوري الأبطال (أ.ب)
مانشستر سيتي وموكب الأحزان بعد تبدد أحلام الفوز بكأس دوري الأبطال (أ.ب)
TT

هل يستطيع غوارديولا ولاعبوه التغلب على تداعيات خسارة نهائي دوري الأبطال؟

مانشستر سيتي وموكب الأحزان بعد تبدد أحلام الفوز بكأس دوري الأبطال (أ.ب)
مانشستر سيتي وموكب الأحزان بعد تبدد أحلام الفوز بكأس دوري الأبطال (أ.ب)

فور إطلاق صافرة النهاية للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، سقط لاعبو مانشستر سيتي على أرضية الملعب وهم لا يصدقون أنهم خسروا البطولة، وأن حلمهم بالفوز بلقب البطولة الأقوى في القارة العجوز قد تبخر تماماً. لكن المدير الفني للسيتيزنز، جوسيب غوارديولا، كان الأكثر ثباتاً في وجه هذا الشعور بالإحباط واليأس، في محاولة بائسة لمساعدة لاعبيه في التغلب على هذه اللحظات الصعبة. لقد أراد المدير الفني لمانشستر سيتي توضيح أمر واحد بعد خسارة فريقه بهدف دون رد أمام تشيلسي في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب «الدراغاو» بالبرتغال، حيث قال: «أود أن أقول إنه كان موسماً استثنائياً للغاية بالنسبة لنا». وفي الحقيقة، لا يمكن لأحد أن يختلف مع غوارديولا في هذا الشأن، حيث فاز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة في آخر أربع سنوات، وبفارق 12 نقطة عن صاحب المركز الثاني مانشستر يونايتد، وبأداء دفاعي قوي للغاية، وأداء هجومي ممتع ومثير، من خلال تقديم كرة قدم سريعة ورائعة من الناحية الفنية.
وعندما يفشل غوارديولا في الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا، كما فعل الآن خمس مرات مع مانشستر سيتي، يخرج بعض النقاد ليشيروا إلى أن المدير الفني الإسباني فشل في مهمته. وتقول النظرية التي يتبناها هؤلاء النقاد إن دوري أبطال أوروبا هو البطولة التي يريدها النادي ومالكه بشدة، وبالتالي إذا لم يتمكن غوارديولا من الحصول عليها، فسيظل ملعوناً إلى الأبد! لكن هذا هراء، ويغفل باقي الإنجازات الأخرى التي يحققها غوارديولا مع الفريق على المستوى المحلي، والأداء الرائع والممتع الذي يقدمه مانشستر سيتي كل أسبوع، بل ومدى التأثير الهائل الذي يحدثه غوارديولا على كرة القدم الإنجليزية ككل. ومع ذلك، ليس هناك أي شك في أن فشله في الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا سيظل النقطة السوداء في سيرته الذاتية مع مانشستر سيتي.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد نهاية المباراة، والذي لم يكن غوارديولا يرغب في حضوره، ظهر المدير الفني الإسباني متوتراً وحزيناً للغاية، وكان لا يتوقف عن لمس لحيته أو جبينه المجعد أو هز كتفيه. ولا يكاد غوارديولا يعرف طعم الخسارة في المباريات النهائية، حيث كانت هذه هي المرة الثانية فقط التي يخسر فيها مباراة نهائية، أما المرة الأولى فكانت عندما خسر كأس ملك إسبانيا أمام ريال مدريد عندما كان يتولى القيادة الفنية لبرشلونة في عام 2011، وخلال الموسم الجاري، لم يخسر غوارديولا سوى مباراة واحدة فقط في الأدوار الإقصائية، وكانت أمام تشيلسي أيضاً في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
ومن المؤكد أن ألم الخسارة في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا سيستمر لبعض الوقت، بالنظر إلى الفترة الزمنية الطويلة من الآن وحتى المباراة النهائية للبطولة الموسم المقبل. وفي أسوأ الأحوال، قد لا يتغلب غوارديولا على هذا الألم على الإطلاق، ولو كان البعض يرى أن هناك مبالغة في ذلك، فيجب أن نشير إلى أن هذا كان أول نهائي لغوارديولا في دوري أبطال أوروبا منذ 2011، والذي كان أيضاً مع برشلونة!
قال رحيم ستيرلينغ، جناح مانشستر سيتي، بنظرة حزينة: «إنها من اللقاءات التي لا ترغب في الاستمرار بالتفكير فيها. يتعين علينا أن نواصل المضي قدماً». وفجأة، أصبح لدى غوارديولا ولاعبيه أعباء ومتاعب نفسية يتعين عليهم التغلب عليها طوال فترة الصيف الجاري، بل وربما خلال معظم فترات الموسم المقبل. ومن المؤكد أن كيفية تعاملهم مع هذه التداعيات ستكون بمثابة أكبر اختبار نفسي ممكن، خصوصاً أن الجميع سيواصل الحديث عن هذه الخسارة، وهو ما سيعمق الجرح بكل تأكيد.
لقد كانت الهزيمة في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام ليون سيئة، خصوصاً أنه يمكن القول إن مانشستر سيتي هو من هزم نفسه بنفسه في هذا اللقاء. لكن من المؤكد أن الخسارة أمام تشيلسي في المباراة النهائية كانت أسوأ بكثير. وأمام ليون، بدأ غوارديولا المباراة بمفاجأة من العيار الثقيل بالاعتماد على طريقة 3 - 4 - 2 - 1، من خلال الاعتماد على فرناندينيو ناحية اليمين في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، لكن هذه الطريقة لم تحقق النجاح المأمول. لكن غوارديولا أعاد ضبط الفريق من الناحية التكتيكية وعاد إلى أجواء المباراة بالرغم من أخطائه في البداية، وكان من الممكن أن يفوز بالمباراة لو تمكن ستيرلينغ من استغلال الفرصة السهلة التي أتيحت له في الدقيقة 86.
أما ضد تشيلسي، فلم يُعطِ مانشستر سيتي انطباعاً بأن هناك هدفاً يسعى لتحقيقه، خصوصاً أنه لم يخلق أي فرصة تقريباً في الشوط الثاني. لقد كان تشيلسي هو الفريق الأفضل في الشوط الأول، وبمجرد أن تقدم بهدف تراجع للخلف من أجل الحفاظ على النتيجة. وبعد مرور عام على مباراة ليون، أصبح مانشستر سيتي هو الفريق المتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز وليس الوصيف، كما بات لديه المدافع البرتغالي الصلب روبن دياز، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، بالإضافة إلى كثير من اللاعبين الآخرين الذين تحسن مستواهم بشكل كبير، وعلى رأسهم جون ستونز وإيلكاي غوندوغان وفيل فودين. ومع ذلك، اصطدم مانشستر سيتي بفريق قوي للغاية بقيادة المدير الفني الألماني توماس توخيل.
وكان غوارديولا قد خسر مباراة الإياب في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد عندما كان يتولى قيادة بايرن ميونيخ في عام 2014 بنتيجة أربعة أهداف مقابل لا شيء، بعد أن اعتمد على عدد كبير من اللاعبين ذوي النزعة الهجومية على حساب النواحي الدفاعية. ففي تلك المباراة، عانى مانشستر سيتي كثيراً في الهجمات المرتدة، وتعهد غوارديولا بألا يلعب أبداً بهذه الطريقة المفتوحة. ومع ذلك، كرر المدير الفني الإسباني الخطأ نفسه أمام تشيلسي عندما اعتمد على تشكيلة تضم عدداً كبيراً من اللاعبين أصحاب النزعات الهجومية، سواء في خط الوسط أو على الأطراف. وكان من الواضح أن هؤلاء اللاعبين لم يستوعبوا الخطة التكتيكية المعقدة لهذه المباراة. وما كان ممتعاً حقاً هو سماع غوارديولا وهو يؤكد أكثر من مرة أن هذه هي أول مباراة نهائية لدوري أبطال أوروبا بالنسبة لمانشستر سيتي وغالبية لاعبي الفريق. وكان اللاعب الوحيد بالفريق الذي لعب المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا من قبل هو غوندوغان.
وكان غوارديولا يشير ضمنياً إلى أن الخبرات سوف تفيد لاعبي مانشستر سيتي كثيراً في المستقبل، وأن جميع الأندية يجب أن تعاني مرارة الخسارة قبل أن تظفر بلقب هذه البطولة الكبيرة في نهاية المطاف. ومع ذلك، لم يكن فريق تشيلسي المتوج بلقب البطولة يملك خبرات كثيرة، والدليل على ذلك أن تياغو سيلفا كان اللاعب الوحيد بتشيلسي الذي لعب المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا من قبل. لكن الشيء المؤكد هو أن الجميع في مانشستر سيتي يشعرون بالصدمة والألم، وبالتالي ستكون الأيام المقبلة صعبة للغاية داخل النادي.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.