الجزائر: 2.5 مليون شخص تلقوا التطعيم

بطء تسلم اللقاح يثير قلق المختصين

TT

الجزائر: 2.5 مليون شخص تلقوا التطعيم

أكد مسؤول بقطاع الصحة بالجزائر، أن ما يقارب مليوني شخص تلقوا اللقاحات ضد وباء كورونا منذ بداية حملة التطعيم في مارس (آذار) الماضي، وحددت الحكومة هدفاً يتمثل في تطعيم 20 مليون شخص، قبل نهاية العام الحالي. غير أن المختصين يستبعدون الوصول إلى هذا السقف، بسبب قلة عدد الجرعات التي تسلمتها الحكومة من الخارج.
وصرَح الطبيب رياض مهياوي، عضو «اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء (كورونا)»، للإذاعة الحكومية أمس، بأن وزارة الصحة تسلمت أكثر من 2.5 مليون جرعة من مختلف اللقاحات المضادة لـ«كوفيد - 19». وكشف عن ترقب تسلم 400 ألف جرعة «في الأربع والعشرين ساعة المقبلة». وتترقب الحكومة حسبه استيراد 4 ملايين جرعة قبل نهاية يونيو (حزيران) الحالي.
ودعا مهياوي الجزائريين الراغبين في أخذ اللقاح إلى طلبه بالمصحات المنتشرة بكثرة في المدن والأحياء. ولم يستبعد نقل عملية التطعيم إلى الساحات العامة. وبحسب الطبيب، «تسير حملة التطعيم بوتيرة طبيعية رغم ما عرفته من بطء في بداياتها، وعلى المواطنين إلى التوجه إلى أقرب مركز طبيّ لتلقي اللقاح ضد فيروس (كورونا)»، مؤكداً أنه «لم يعد هناك ضرورة لإيداع طلب اللقاح عبر الأرضية الرقمية لوزارة الصحة».
وشدد مهياوي على «ضرورة أن يصل اللقاح إلى الأشخاص ذوي الأولوية»، في إشارة إلى المصابين بأمراض مزمنة، ومنهم مرضى السكري الذين يصل عددهم إلى 4 ملايين (44 مليون جزائري حسب آخر إحصاء للسكان).
وأطلقت وزارة الصحة أمس من حي باب الواد الشعبي بالعاصمة، «حملة توعية»، لتشجيع المترددين والمتخوفين من مضاعفات محتملة للقاح، على التطعيم. وقال مهياوي إن حملات مشابهة «سيتم تعميمها على مناطق كثيرة من البلاد». وتبلغ حصة الجزائر من اللقاح، ضمن آلية «كوفاكس» 8 ملايين جرعة، حسبما أعلن في وقت سابق. ولم يوضح عضو «لجنة متابعة الوباء»، آجال تسلم الحصة النهائية. يشار إلى أن حالات الإصابة يقترب من 14 ألف، وحالات التعافي من 10 آلاف. فيما تجاوز عدد المتوفين جراء الوباء 3500.
واستأنفت الحكومة في الأول من يونيو (حزيران)، بصورة تدريجية الرحلات الجوية إلى أربع دول هي فرنسا وإسبانيا وتونس وتركيا، بعد توقف دام 15 شهراً. فيما أبقت على الحدود البرية والبحرية مغلقة.
وقرّرت إعادة تسيير هذه الرحلات بشرط أن يخضع الوافدون لتدابير احترازية صارمة، تشمل مكوثهم في عزل صحّي إجباري لمدة خمسة أيام في فندق غرب العاصمة، على نفقتهم الخاصة، وتحمّلهم كذلك تكاليف الفحوصات المخبرية التي يخضعون لها عند وصولهم إلى البلاد. وأثارت هذه الإجراءات الصارمة استياءً واسعاً في صفوف المهاجرين الجزائريين في الخارج، لا سيّما في فرنسا.
وقادت جمعيات الجالية الجزائرية في الخارج، حملة تحت شعار «حقّي ندخل بلادي» للمطالبة بفتح الحدود للجزائريين وإلغاء شرط الحصول على رخصة استثنائية للسفر، مع تسيير رحلات عادية للخطوط الجزائرية والأجنبية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».