مستشارة للأسد: الانتخابات تحدٍ للغرب

TT

مستشارة للأسد: الانتخابات تحدٍ للغرب

قالت المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية بثينة شعبان، إن إجراء الانتخابات الرئاسة السورية في موعدها «تحدٍ لإرادة الغرب». وأعلنت دول غربية، أن الانتخابات «غير نزيهة ولا حرة»، مشيرة إلى أنها لن تعترف بنتائجها، في حين دعمت موسكو الانتخابات وفوز الأسد.
ونقلت قناة «السورية» الرسمية عن شعبان قولها، أن الرسائل التي حملتها كلمة الرئيس بشار الأسد بعد فوزه في الانتخابات، أتت «جواباً على الرسائل التي قدمها الشعب السوري في هذه المناسبة»، مشيرة إلى «محاولات بث الفتن» في سوريا، لتقول إن خروج السوريين في المظاهرات ليقولوا «نحن الذين نقرر، وكل ما قمتم به لا يؤثر علينا لأننا نعلم أنكم تريدون الفتنة بين شعبنا وبين شعبنا وقيادتنا».
«قبل الانتخابات بأكثر من عام، وهم يروجون بأنها تتنافى مع الشرعية، ومع الدستور، ومع القرار 2254» لترد بأن «قرار القيادة بإجراء الاستحقاق الدستوري في موعده تماماً، هو بحد ذاته تحدٍ كبير للإرادة الغربية التي ظنت أنها تستطيع أن تلوي ذراع الحكومة وأن تشوش عليها».
وقالت شعبان، إن الأسد «حين تحدث عن التحدي أي أن الشعب السوري يتحدى كل هذه النظم والمعطيات التي كان يظن الغرب أنه يتمكن من ثني الشعب السوري عن مسيرته»، وأنه تحدثت عن «علاقة تبادلية بين القائد والشعب. وأقول للتاريخ إن صمود الرئيس كان جوهريا في صمود البلد لأنه يقود البلد، وأنه لا سمح الله، لو اهتز السيد الرئيس لاهتزت معنوياتنا جميعاً». وقالت شعبان رداً على سؤال «الذين راهنوا على فشل الاستحقاق هم الذين ينساقون وراء الدعاية الغربية والاختراق الغربي، والغرب قادر على اختراق الصفوف وأن يوهم الناس بما يريد وعدونا يعرف كيف يضخم من قدراته وكيف يدب اليأس والانهزامية”. وأضافت أن الموقف في سوريا اليوم هو «بداية وعي وفرز حقيقي ونهائي أننا نعمل ما هو في صالحنا ونصم أذاننا عن المغرضين والذين يستهدفوننا».
إلى ذلك، أعلنت نقابة المحامين في سوريا أنها وقّعت عقداً مع القائم بأعمال السفارة القبرصية في سوريا، سيفاك أفيديسيان، لاستئجار عقار جديد للسفارة في دمشق.
وقالت النقابة، إن عقد الإيجار وقّعته مؤسسة خزانة تقاعد المحامين في سوريا يمثلها نقيب المحامين، الفراس فارس، وسفارة جمهورية قبرص يمثلها، سيفاك أفيديسيان، القائم بالأعمال الأصيل لجمهورية قبرص.
وأوضحت السفارة، أن مؤسسة الخزانة ستؤجر عقارها رقم 3161 الكائن في منطقة أبو رمانة للسفارة القبرصية «ببدل إيجار ممتاز، يعادل أضعاف بدلات الإيجار السابقة»، وأشارت إلى أن ذلك «سينعكس على تحسين وإنعاش موارد صندوق الخزانة». وقالت النقابة، إن «دول الاتحاد الأوروبي بدأت تدريجياً بالعودة إلى سوريا، والبداية من قبرص».
وكانت المعلومات عن إعادة افتتاح السفارة القبرصية تداولت في البلاد قبل نحو عام. وأغلقت دول الاتحاد الأوروبي سفاراتها في سوريا بعد الأزمة التي ما زالت مستمرة فيها منذ 2011، باستثناء جمهورية تشيكيا. كما جدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على 353 فرداً وكياناً سورياً لسنة أخرى.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.