حذرت موسكو، أمس، من احتمال وقوع «استفزازات» تهدف إلى التغطية على العملية الانتخابية في سوريا، في وقت دشنت وزارة الدفاع المدرج الجديد الذي تم توسيعه أخيراً، في قاعدة «حميميم» باستعراض فريد لهبوط قاذفات استراتيجية في القاعدة للمرة الأولى منذ نشر القوات الروسية في سوريا.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، إنه «لا يستبعد» أن يقدم المسلحون على شن هجمات «في يوم الاقتراع أو قبله أو بعده». ونقلت وكالة «تاس» الحكومية عن الدبلوماسي الروسي أن «الوضع بالطبع صعب للغاية. للأسف، لم نحقق بعد انتصاراً كاملاً على الإرهابيين في المنطقة، وفي سوريا على وجه الخصوص».
كانت وزارة الدفاع الروسية أطلقت تحذيرات مماثلة، وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا ألكسندر كاربوف، إن «المسلحين أعدوا لاستفزازات في محافظة إدلب باستخدام مواد سامة قبل الانتخابات الرئاسية في سوريا»، موضحاً أن المركز الذي يدير نشاطه في قاعدة «حميميم» تلقى «معلومات تفيد باستعداد مسلحي (هيئة تحرير الشام) لاستفزازات في غرب إدلب باستخدام مواد سامة، وأنهم، برفقة ممثلين عن منظمة (الخوذ البيضاء) الإنسانية الزائفة، قاموا يوم الأحد الماضي بتسليم 6 حاويات بها مواد سامة، يفترض أنها مادة الكلور، إلى منطقة جسر الشغور». وأضاف أنه «بحسب المعلومات المتوافرة، فإن المسلحين يخططون عشية الانتخابات الرئاسية في سوريا لشن هجوم كيماوي، وتمثيله على شكل ضحايا وإصابات بين السكان المحليين لاتهام القوات الحكومية السورية لاحقاً باستخدامه».
تزامنت هذه التحذيرات مع تصعيد موسكو لهجتها ضد الاعتراضات الدولية على الانتخابات، ورأى سفير المهمات الخاصة في الخارجية الروسية فلاديمير تشوروف، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، «أعلنتا بشكل مسبق عدم شرعية الانتخابات في سوريا». وزاد أن «الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي، أبدت تضامناً مع ما يسمى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأعلنوا مسبقاً أن التصويت الذي لم يحدث بعد، غير شرعي وقرروا عدم الاعتراف بنتائجه».
وأشار تشوروف إلى أن المعايير الدولية تقضي بأن تكون الانتخابات شاملة ومتساوية الظروف وسرية ومباشرة، وأن تجري خلال فترات زمنية معقولة. وذكر أنه لا يتم استخدام هذه المعايير من جانب الأطراف المذكورة أعلاه، بل يجري الانطلاق من «تقييمات ذاتية، مثل أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وتنافسية وعادلة». ولفت السفير إلى أن «التهديدات الرئيسية للانتخابات الرئاسية في سوريا، تكمن في الإرهاب والعرقلة الدولية».
في غضون ذلك، شهدت قاعدة «حميميم»، أمس، أول تجربة لهبوط قاذفات ثقيلة على المدرج الجديد الذي تم توسيعه أخيراً، ليضمن استقبال مقاتلات بعيدة المدى وطائرات عملاقة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ثلاث قاذفات بعيدة المدى من طراز «توبوليف - 22 إم 3» وصلت إلى قاعدة «حميميم»، حيث ستتمركز للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية.
كانت روسيا استخدمت قاذفات من هذا الطراز في سوريا سابقاً، لكنها كانت تنطلق من قواعدها على الأراضي الروسية وتعود إليها بعد تنفيذ مهامها. ووفر تدشين المدرج الجديد فرصة لتمركز الطائرات العملاقة وبعيدة المدى في «حميميم» ما يمنحها وفقاً لخبراء القدرة على توسيع نشاط أسطولها الجوي في البحرين المتوسط والأحمر.
ووفقاً لبيان الوزارة، فإن «هذه هي المرة الأولى التي تتمركز فيها طائرات من هذا الطراز في حميميم. وستكتسب أطقم القاذفات بعيدة المدى مهارات عملية في ممارسة مهام التدريب في مناطق جغرافية جديدة أثناء الرحلات الجوية في المجال الجوي فوق البحر الأبيض المتوسط».
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن القاذفات الروسية بعيدة المدى ستعود إلى قواعدها الدائمة في روسيا بعد استكمال المهمات التدريبية للإلمام بالمجال الجوي في منطقة البحر المتوسط، من دون أن توضح عدد وطرازات الطائرات الكبيرة التي ستبقى في «حميميم». وأشارت الوزارة إلى أنه تم الانتهاء من إعادة بناء المدرج الثاني في القاعدة الجوية مع الاستبدال الكامل للغطاء الخارجي، وتركيب معدات إضاءة واتصالات جديدة. وبفضل زيادة طول المدرج، تم توسيع قدرات المطار لاستقبال وخدمة الطائرات من مختلف الفئات.
وجرى التأكيد على أنه مع هذا التوسيع بات بإمكان «جميع طرازات الطائرات الموجودة في سلاح الجو الروسي أن تقلع من قاعدة حميميم الجوية، بما في ذلك الطائرات الثقيلة».
قاعدة «حميميم» الروسية تفتتح المدرج الجديد بعرض قاذفات استراتيجية
موسكو: الإرهاب والعرقلة الدولية أبرز تهديدين للانتخابات السورية
قاعدة «حميميم» الروسية تفتتح المدرج الجديد بعرض قاذفات استراتيجية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة