الرئيس الفرنسي يعلن إسقاط 5 مليارات دولار من ديون السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (رويترز)
TT

الرئيس الفرنسي يعلن إسقاط 5 مليارات دولار من ديون السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (رويترز)

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الاثنين) إسقاط ديون مستحقة على السودان بقيمة 5 مليارات دولار. وقال ماكرون خلال المؤتمر الذي تستضيفه فرنسا لدعم الحكومة الانتقالية في السودان، إن السودان أوفى بكل الشروط اللازمة للانضمام إلى مبادرة دعم الدول المثقلة بالديون، مضيفاً أن فرنسا قدمت قرضاً طارئاً للسودان بقيمة 5.‏1 مليار دولار لمساعدته في سداد التزاماته المتأخرة لصندوق النقد الدولي، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وكان وزير المالية الفرنسية برونو لومير قد قال في وقت سابق من اليوم إن بلاده قررت تقديم مساعدات بقيمة 5.‏1 مليار دولار كقرض طارئ للسودان بهدف مساعدته على سداد ديونه المتأخرة لصندوق النقد الدولي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال لومير الذي كان يتحدث وإلى جواره رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن «هذه المساهمة تظهر قوة شراكتنا وثقتنا في السودان».
وكانت ألمانيا قد تعهدت في وقت سابق من اليوم بمزيد من المساعدات للدولة الأفريقية المثقلة بالديون.
وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين أنه يجب إعطاء «الضوء الأخضر لتخفيف الديون» عن السودان خلال مؤتمر العاصمة الفرنسية، مضيفاً أن ألمانيا مستعدة للمشاركة بشكل كامل في هذا الأمر.
وأشار ماس إلى مؤتمر برلين بشأن السودان الذي عُقد العام الماضي، موضحاً أن هذا المؤتمر أعاد السودان إلى المجتمع الدولي للمرة الأولى عقب عقود من العزلة.
وبحسب بيانات وزارة الخارجية الألمانية، تم التعهد في ذلك الوقت بتقديم مساعدات بقيمة نحو 8.‏1 مليار دولار للسودان. ووفقاً لتقارير سابقة، منحت الولايات المتحدة السودان قرضاً بقيمة 15.‏1 مليار دولار لكي يتمكن من تسوية متأخراته مع البنك الدولي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.