أفادت مصادر يمنية بأن موسم الأمطار الذي شهدته وما زالت العاصمة صنعاء ومدن أخرى واقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية تسبب في تضرر العشرات من منازل المواطنين إلى جانب التسبب في طفح المجاري واختلاطها بمياه الأمطار وسط إهمال الحوثيين وفساد قادتهم المسؤولين عن الخدمات.
وذكرت المصادر أن السيول الناجمة عن الأمطار ضربت على مدى اليومين الماضيين عددا من أحياء صنعاء، وأدت إلى انهيار 5 منازل في ظل اتهامات متكررة للجماعة الانقلابية بتجاهل حجم المعاناة والكارثة.
وبحسب المصادر، فقد اجتاحت سيول الأمطار بعد اختلاطها بمياه الصرف الصحي منذ أبريل (نيسان) شوارع وأحياء متفرقة في صنعاء مثل: (السنينة والتحرير وشميلة وعصر وباب اليمن والحثيلي وشعوب وشوارع هائل والزبيري وخولان وتعز والزبيري وعصر وغيرها).
ويقول السكان في العاصمة صنعاء وفي مدن يمنية أخرى قابعة تحت سيطرة الجماعة إنه مع استمرار هطول الأمطار وطفح مياه الصرف الصحي وغياب سلطات الجماعة عن القيام بواجبها، فإن أحياءهم باتت تعيش وضعًا مأساويًّا يهدد بكارثة بيئية وصحية.
وتحدث سكان لـ«الشرق الأوسط» عن استمرار تغاضي الميليشيات وعدم تحريكها أي ساكن لحماية الناس وممتلكاتهم جراء استمرار تدفق السيول نتيجة غزارة الأمطار، فضلا عن تفاقم مشكلة طفح مياه الصرف الصحي التي تزامنت مع التدفق اليومي والكثيف لمياه الأمطار.
وحمل السكان الجماعة الانقلابية مسؤولية ما يتعرضون له اليوم من معاناة وخسائر وأمراض متفشية، وناشدوا المنظمات الدولية المعنية بالضغط على الميليشيات والتدخل لإيجاد حلول لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي التي لا تزال راكدة بالقرب من منازلهم وفي شوارعهم.
أحد العاملين في مجال الإصحاح البيئي في العاصمة المختطفة قال لـ«الشرق الأوسط» إن «استمرار تقاعس الجماعة، وعدم التحرك لإيجاد معالجات قد يساعد بشكل كبير في انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة، كالإسهالات والكوليرا والدفتيريا والتيفوئيد والبلهارسيا والتهاب الكبد الوبائي، وغيرها من الأمراض الخطيرة التي كان للعاصمة صنعاء، بحسب تقديرات سابقة لمنظمة الصحة العالمية، النصيب الأكبر منها من الحالات المَرَضية على مستوى المناطق اليمنية».
وفي مديرية برع (شمال شرقي الحديدة) الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، أدت الأمطار الغزيرة إلى وقوع إصابات بشرية، وتضرر العديد من المنازل والأراضي الزراعية جراء الانزلاقات الصخرية والطينية في عدد من قرى وعزل المديرية.
وقالت مصادر محلية في الحديدة لـ«الشرق الأوسط»، إن الانزلاقات الصخرية تسببت في جرف العديد من المدرجات الزراعية وأكثر من 10 سيارات وتهدم نحو 4 منازل إلى جانب تهدم العديد من الحواجز والكرفانات المائية.
في غضون ذلك حذرت مصادر محلية وأخرى طبية من مخاطر استمرار غرق بعض الأحياء السكنية في العاصمة ومناطق أخرى بمياه الأمطار وفيضانات الصرف الصحي، إذ يهدد ذلك ملايين السكان بموجات جديدة من الأوبئة.
وكان أطباء مختصون أكدوا في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن مياه الصرف الصحي تتسبب بأكثر من 15 مرضا خطرا ومميتا نتيجة احتوائها على أنواع متعددة من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات والطفيليات، والمواد السامة المستخدمة في الغسل، التي تزيد خطورتها عند اختلاطها بالمياه الخارجة من المستشفيات بمحتواها من الدماء والمواد الكيماوية والعضوية الضارة.
وأشاروا إلى أن المياه العادمة التي تختلط بسيول الأمطار تسبب أمراضا وأوبئة كثيرة كالكوليرا والملاريا والالتهابات، وأنواعاً أخرى من الطفح الجلدي، كما أن روائحها الكريهة تحمل سمية وتلوثاً غير مرئيين. وقالوا إن المياه الملوثة تُعدّ العامل الأكبر لانتقال الكوليرا، بنسبة تصل إلى 90 في المائة.
وأرجعت مصادر محلية في صنعاء أسباب تردي الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة في مناطق سيطرة الانقلابيين عموماً، وفي صنعاء على وجه الخصوص، إلى حالة الإهمال واللامبالاة التي تمارسها الميليشيات، حيث أدى إهمال قادتها وفسادهم إلى التدمير شبه الكلي لشبكة الصرف الصحي في صنعاء العاصمة وفي مدن يمنية أخرى.
غرق مناطق يمنية بالسيول ومياه الصرف الصحي
غرق مناطق يمنية بالسيول ومياه الصرف الصحي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة