صاروخ صيني تائه في الفضاء يزرع الخوف على الأرض

TT

صاروخ صيني تائه في الفضاء يزرع الخوف على الأرض

توقعت وزارة الدفاع الأميركية أن يسقط الصاروخ الصيني الذي يدور في الفضاء على الأرض غداً (السبت)، من دون أن تحدد حتى الساعة موقع سقوطه، وهل سيكون على اليابسة أو فوق المحيط.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي خلال المؤتمر الصحافي اليومي، أول من أمس (الأربعاء)، إن وزير الدفاع لويد أوستن على علم بالتقارير حول الصاروخ الصيني، وإن قيادة قوات الفضاء تتابع مسار حطامه الذي يبدو أن جسمه الأساسي لا يزال سليماً تقريباً، وقد يسقط في مكان ما في 8 مايو (أيار) الحالي. لكنه أضاف أنه من السابق لأوانه معرفة مكان سقوطه أو طبيعة الإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها، قبل تحديد منطقة دخوله الغلاف الجوي للأرض. ورغم المخاوف التي يثيرها سقوط الصاروخ فوق الأرض بعدما فقدت بكين السيطرة عليه، فإنها ليست المرة الأولى التي تسقط فيها أجسام من صنع الإنسان كانت تحلق في الفضاء فوق الأرض. وقال تقرير لمحطة «سي إن إن» إن الحطام المتوقع قد لا يشكل تهديداً كبيراً للسلامة العامة.
ونقلت عن علماء فيزياء فلكية قولهم: «إنها لن تكون نهاية العالم». ويبلغ وزن حطام الصاروخ الصيني نحو 20 طناً، وهو الجزء الفارغ من الصاروخ، ويعتبر أكبر قطعة فضائية ستسقط بشكل حر على الأرض منذ العام 1991. ورابع أكبر قطعة تسقط على الأرض. لكن الصاروخ الصيني جدد الجدال بين السلطات والدول التي تطلق صواريخها ومركباتها في الفضاء، والمدافعين عن البيئة حول خطورة سقوط تلك الاجسام على الحياة.
وتشير دراسات إلى أن الفضاء الخارجي المحيط بالأرض بات مسكوناً بآلاف قطع الحطام، وهي تهدد السلامة سواء فوق سطح الأرض أو في الفضاء. وتشير تلك الدراسات إلى أنه على الرغم من أن معظم الحطام الفضائي غير المتحكم به، يتعرض للاحتراق فور دخوله الغلاف الجوي، قبل اصطدامه بالأرض، لكن الأجزاء الكبيرة مثل الصواريخ قد تسقط بشكل كامل نسبياً فوق مناطق مأهولة بالسكان. وبحسب التقرير، فقد سقطت في العام الماضي واحدة من أكبر قطع الحطام الفضائي في المحيط الأطلسي، بعد مرورها في خط مباشر فوق مدينة لوس أنجليس غرب الولايات المتحدة وشرق نيويورك.
أما القطع التي سقطت فوق الأرض وتعد أكبر من الصاروخ الصيني، فقد كانت من محطة «سكايلاب الفضائية» التابعة لوكالة «ناسا» عام 1979. وقطعة من صاروخ «سكايلاب» عام 1975، ومحطة «ساليوت7» الفضائية الروسية عام 1991. ويضيف التقرير أن تلك الحوادث تعد قليلة، لأن وكالات الفضاء حول العالم تحاول تجنب ترك الأجسام الكبيرة تحلق في مدار الأرض، عبر دفعها إلى خارج المدار، كي تتجنب سقوطها على الأرض. ويوضح أحد الخبراء أنه لا توجد حتى الساعة قواعد أو ضوابط أو قانون دولي يحكم التعامل مع مخلفات الفضاء، داعياً إلى التشديد على ضرورة بذل جهود «كي لا نترك نفاياتنا في المدار بهذه الطريقة». وأشار إلى أن الصاروخ الصيني مصمم بطريقة تترك القطع الكبيرة منه في مدار منخفض، وهذا الأمر ليس جيداً مقارنة بما تفعله وكلات الفضاء الأخرى التي تتجنب ذلك.
وبحسب التقرير، فإن الحطام الذي يطفو في الفضاء يقدر بنحو 9 آلاف طن من الخردة، أي ما يعادل وزن 720 حافلة مدرسية، ومئات أو ملايين الأجسام التي تدور في مدار غير خاضع للرقابة. ويشمل ذلك قطعاً من صواريخ مستهلكة وأقمار اصطناعية معطلة وحطاماً ناتجاً عن عروض عسكرية للصواريخ المضادة للأقمار الاصطناعية التي تقوم دول مثل الصين وروسيا باختبارها، وتتركز خصوصاً في مدارات قريبة من الأرض. ورغم عدم تأثير هذا الحطام مباشرة على سكان الأرض، فإنها تؤثر بشكل كبير على الأقمار الاصطناعية العاملة على توفير الخدمات مثل تتبع الطقس والمناخ وأنظمة الملاحة الأرضية والبحرية والفضائية، وكذلك على محطة الفضاء الدولية أو المحطات الخاصة ببعض الدول.
وبينما كان هناك نحو 1000 قمر اصطناعي قبل سنوات، يوجد الآن أكثر من 4 آلاف تدور حول الأرض. وما يزيد في حجم المشكلة أن الخبراء والمتخصصين في علوم الفضاء لا يملكون خريطة دقيقة عن هذا الحطام. ويتم تعقب الاصطدامات المحتملة باستخدام أجهزة استشعار لتحديد مكان سقوطها بشكل تخميني.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.