القضاء الإسباني ينفي استدعاء زعيم «البوليساريو»

الشرطة أكدت وجود غالي في البلاد بهوية مزورة

زعيم البوليساريو إبراهيم غالي (د.ب.أ)
زعيم البوليساريو إبراهيم غالي (د.ب.أ)
TT

القضاء الإسباني ينفي استدعاء زعيم «البوليساريو»

زعيم البوليساريو إبراهيم غالي (د.ب.أ)
زعيم البوليساريو إبراهيم غالي (د.ب.أ)

نفت المحكمة الإسبانية العليا أمس استدعاء زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، الذي يعالج بمستشفى في إسبانيا، ويواجه شكوى بتهمة ارتكاب «أعمال تعذيب»، خلافا لما أعلنه الاثنين مصدر قضائي معني مباشرة بالقضية.
وأكد المتحدث باسم المحكمة لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن غالي «لم يتم استدعاؤه الأربعاء».
لكن مصدرا معنيا بشكل مباشر بالقضية أكد الاثنين الماضي أنه جرى استدعاء غالي للمثول أمس أمام المحكمة بسبب شكوى حول «أعمال تعذيب» قدمها في إسبانيا من قبل فاضل بريكة، المنشق عن الجبهة، والذي يحمل الجنسية الإسبانية. ونشرت وسائل إعلام إسبانية عدة هذه المعلومات.
وقال المتحدث باسم المحكمة إنه «لم يُطلب من الشرطة سوى تحديد مكانه، والتحقق مما إذا كان في إسبانيا»، من دون أن يتمكن من توضيح أسباب هذا الوضع الملتبس. مضيفا أن «القاضي طلب من الشرطة إجراء التحقيقات اللازمة لإثبات أن هذا الشخص، الذي يقال إنه في مستشفى في لوغرونيو (شمال إسبانيا)، هو غالي بالفعل».
وأكدت الشرطة الإسبانية وجود غالي في «لوغرونيو» بهوية وأوراق مزورة، وذلك بناء على طلب من قاضي المحكمة الوطنية، قبل أن يقرر في مسألة استدعائه للمثول أمام العدالة. فيما أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية أول من أمس استقبال الأمين العام لجبهة البوليساريو «لأسباب محض إنسانية ليتلقى العلاج الطبي».
وبينما أعلنت جبهة البوليساريو أن حالة غالي تحسنت، وخرج من العناية المركزة جراء إصابته بفيروس كورونا، نقلت صحيفة «لاراثون» الإسبانية أن «حالته ما زالت متدهورة، وأنه يخضع للتنفس الصناعي، وهو ما يعني أن وضعه الصحي لا يسمح له بالمثول أمام القضاء». لكن مجلة «جون أفريك» الأسبوعية الفرنسية ذكرت أن زعيم «البوليساريو»، البالغ من العمر 73 عاما، يعاني من مرض السرطان، وأنه نُقل إلى المستشفى بشكل عاجل في 21 أبريل (نيسان) الماضي في بلدة لوغرونيو باسم جزائري مستعار هو محمد بن بطوش.
ودعا ثلاثة صحراويين كانوا يعيشون في مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر، ويتهمون غالي بارتكاب «انتهاكات لحقوق الإنسان» و«أعمال تعذيب»، السلطات الإسبانية إلى محاكمته، في تسجيل فيديو نقلته وسائل إعلام مغربية. وشكّل استقبال غالي في إسبانيا مصدر إحراج لمدريد، التي تحرص على الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب الشريك الأساسي في مكافحة الهجرة غير الشرعية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.