المجتمع الدولي يدين «الاستخدام المفرط للقوة» في كولومبيا

TT

المجتمع الدولي يدين «الاستخدام المفرط للقوة» في كولومبيا

دانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات غير حكومية، الثلاثاء، «الاستخدام المفرط للقوة» من جانب قوات الأمن في كولومبيا خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد مشروع الإصلاح الضريبي، خصوصاً في غرب البلاد، حيث أطلقت الرصاص الحي. وأرادت الحكومة الكولومبية من بين أمور أخرى من مشروع الإصلاح الضريبي الذي تم سحبه بعد أن تسبب في أعمال عنف واحتجاجات راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، خفض البدلات الضريبية، وزيادة ضريبة الدخل لبعض الفئات، وإلغاء إعفاءات ضريبة القيمة المضافة لعدد من السلع والخدمات، وذلك لتعويض العجز في ميزانية الدولة الناجم عن جائحة كورونا.
وقُتل نحو 19 شخصاً وأصيب زهاء 846 بجروح في كولومبيا في أعمال عنف خلال أيام من المظاهرات التي خرجت احتجاجاً على مشروع ضريبي قدمته الحكومة اليمينية. وتحت ضغط المظاهرات الضخمة، أعلن الرئيس المحافظ إيفان دوكي، مساء الأحد، سحب مسودة المشروع. وقالت المتحدثة الرسمية باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مارتا هورتادو للصحافيين في جنيف: «نشعر بقلق بالغ حيال التطورات التي شهدتها خلال الليل مدينة كالي في كولومبيا، حيث فتحت الشرطة النار على متظاهرين». ودعت إلى التهدئة قبيل مظاهرات جديدة مرتقبة. وأضافت: «ما يمكننا قوله بوضوح وفقاً للمعلومات التي بحوزتنا، ولدينا شهود، إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وضربت متظاهرين». وقالت، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية: «يتحقق مكتبنا في كولومبيا من العدد الدقيق للضحايا، ويعمل على تحديد كيف وقعت هذه الحادثة الفظيعة في كالي»، مشيرة إلى أن المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد بلغوا عن تعرضهم للتهديد والمضايقة. وشددت على أنه «لا يجب استخدام الأسلحة النارية إلا كملاذ أخير». وفي بروكسل، أعلن المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في المؤتمر الصحافي اليومي، أن «الاتحاد الأوروبي يدين أعمال العنف». وتابع المتحدث بيتر ستانو أن «الأولوية هي الحد من هذا التصعيد للعنف وتجنب أي استخدام غير متناسب للقوة من قبل قوات الأمن». وأضاف: «نعوّل على المؤسسات الكولومبية لإجراء تحقيق وتقديم مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان والحريات إلى القضاء».
ودعت الولايات المتحدة إلى «أقصى درجات ضبط النفس من جانب الشرطة لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح». وطالبت منظمة العفو الدولية غير الحكومية بإنهاء «قمع المظاهرات» و«عسكرة المدن». وساء الوضع في كالي مساء الاثنين، وسجل مكتب الأمن المحلي خمسة قتلى و33 جريحاً خلال هذا اليوم في المدينة التي ينتشر فيها الجيش منذ الجمعة. وبدأ قطع الطرق الرئيسية يُحدث نقصاً في الوقود، ويثير مخاوف بشأن مرور شاحنات الأكسجين والمعدات الطبية في خضم جائحة «كوفيد – 19».
وقال مسؤولون كولومبيون إن خمسة من عناصر الشرطة أصيبوا بعد أن تم إضرام النار في مركز للشرطة بمنطقة لا أورورا في العاصمة بوغوتا. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن 14 مركز شرطة أخرى تعرضت للتخريب في جميع أنحاء المدينة، وسط احتجاجات مستمرة منذ أيام ضد إصلاح ضريبي مقترح.



قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
TT

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)

اتفقت دول العالم بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ، وفقاً لاتفاق صعب تم التوصل إليه في قمة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب29) في باكو بأذربيجان.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتقدمة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.

واتفقت الدول أيضاً على قواعد سوق عالمية لشراء وبيع أرصدة الكربون التي يقول المؤيدون إنها ستؤدي إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشروعات جديدة داعمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكان من المقرر اختتام القمة أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد القادم.

ورفضت الدول النامية أمس الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين. وتعاني الدول النامية من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

وكشفت محادثات كوب29 عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية، كما جعلت الإخفاقات السابقة في الوفاء بالتزامات التمويل المناخي الدول النامية متشككة في الوعود الجديدة.

وبعد إعلان الاتفاق، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي، وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ «عملنا بجدّ معكم جميعا لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار ثلاث مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش في بيان «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساسا لمواصلة البناء عليه».