مسؤول عراقي: بغداد تعول على الدور العربي والخليجي في التحالف ضد «داعش»

إبراهيم العبادي لـ {الشرق الأوسط} : اجتماع 26 دولة في الرياض يمثل أهمية لمواجهة الجماعات المتطرفة

مسؤول عراقي: بغداد تعول على الدور العربي والخليجي في التحالف ضد «داعش»
TT

مسؤول عراقي: بغداد تعول على الدور العربي والخليجي في التحالف ضد «داعش»

مسؤول عراقي: بغداد تعول على الدور العربي والخليجي في التحالف ضد «داعش»

أكد إبراهيم العبادي مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية العراقية، أهمية الدور الذي لعبته الطلعات الجوية العربية والخليجية في قصف مواقع تنظيم داعش، ومساندة القوات البرية العراقية منذ إعلان مشاركتها ضمن «طيران التحالف» لضرب مواقع تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا.
وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «اعتمد العراق على الطلعات الجوية لأشقائه العرب والخليجيين في مساندة الهجمات البرية العراقية لمواقع (داعش)»، منوها بأن «العرب جزء من اتفاقية الدفاع العربي المشترك والاستراتيجية الموحدة لمواجهة الإرهاب، ونعول كثيرا على دورهم».
وأفاد العبادي بأن الاجتماع الأخير لدول التحالف ضد «داعش» بتمثيل هيئات أركان لـ26 دولة في العاصمة السعودية الرياض إنما يأتي «كجزء من الاستراتيجية العالمية لمواجهة التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها (داعش)، بعد امتداد التهديد الإرهابي لعواصم إقليمية وأوروبية عدة دون أي استثناء».
ونوه إبراهيم العبادي بأهمية التنسيق العسكري والأمني والإعلامي بين دول التحالف لمواجهة الجماعات الإرهابية، باعتبارها حربا شاملة تواجهها دول العالم ضد التنظيمات المتطرفة، قائلا: «ليس هناك من مجال للوقوف على الحياد ضد مواجهة (داعش) في سوريا والعراق، واعتبرها معركة وجود، وبحاجة إلى دعم كبير للقدرات الحربية العراقية».
وجدد العبادي في الوقت ذاته رفض العراق المستمر لأي مشاركة برية سواء أكانت لقوات عربية أو دولية، قائلا: «العراق يرفض أي جندي أجنبي يقاتل على أراضيه ضمن القوات البرية، باستثناء وجود بعض المستشارين الأميركيين والغربيين لتدريب القوات العراقية وتقديم الدعم العسكري والاستراتيجي».
وحذر العبادي من مغبة التهاون مع الخطر الإرهابي الممتد على حدود عدد من الدول العربية والإسلامية، بدءا من العراق وسوريا وحتى أفغانستان وباكستان وصولا إلى سيناء وليبيا ومالي والجزائر ونيجيريا قائلا: «لا بد من عدم منح مساحة التحرك للتنظيمات المتطرفة في جميع البلدان العربية وإقليم الشرق الأوسط لقطع السبل أمام (داعش) وغيره من شن هجمات في مناطق أخرى»، مضيفا: «يجب عدم السماح للتنظيمات المتطرفة باحتلال أي مناطق تساعدها بعد ذلك بتعبئة الموارد والتوسع».
وبشأن المشروع الذي تقدمت به كل من مصر وليبيا في مجلس الأمن أخيرا، بهدف التدخل العسكري لمواجهة «داعش»، واستبدال الحل السياسي به، بعد مواجهة معارضة من بعض الدول الغربية والعربية، شدد العبادي على أهمية الجمع ما بين الآليتين السياسة والعسكرية، منوها في الوقت ذاته بتعقيدات التدخل العسكري في ليبيا، في ظل عدم وجود حكومة قوية.
وبرر مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية العراقية التخوفات الحاصلة من الحلول العسكرية في ليبيا بعدم نجاح سياسة الضربات الجوية بمعزل عن التدخل البري، التي اعتبرها غير كافية للقضاء على «داعش»، قائلا: «لا أحد يستطيع التدخل عسكريا والنجاح بملء الفراغ العسكري والأمني في ليبيا، سواء أكان من قبل دولة مصر أو دول شمال أفريقيا، ويعلمون جيدا أنه ليس بالأمر السهل».
من جهة أخرى، أكد على نجاح العمليات البرية التي تقوم بها القوات العراقية أخيرا بمساعدة العشائر والحشود الشعبية، وتمكنها من فرض سيطرتها على عدد من المواقع والمدن بعد احتلالها من قبل «داعش»، بدءا بالمنطقة الشمالية لمحافظة بابل، والأجزاء الجنوبية لمحافظة صلاح الدين، قائلا: «اليوم هناك عمل عسكري كبير تقوم به القوات العراقية والعشائر».
وطالب العبادي التحالف الدولي بأهمية اعتماد تدخل جوي مباشر لمواكبة العمليات البرية دون اقتصار دوره على ضربات متفرقة وانتقائية قائلا: «لا بد من أن يكون هناك عمل عسكري متوازن جوي وبري واعتماد سياسة الوحدة في المواجهة العسكرية».
يُذكر أن دول الرياض شهدت الاجتماع الخامس لرؤساء هيئات الأركان لدول التحالف ضد تنظيم داعش، في حين عُقد اجتماع آخر بواشنطن، إذ اجتمعت 76 دولة ومنظمة لمواجهة التطرف العنيف.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.