لماذا تثير أزمة «كورونا» في الهند قلقاً عالمياً؟

دفن ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في نيودلهي (أ.ف.ب)
دفن ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في نيودلهي (أ.ف.ب)
TT

لماذا تثير أزمة «كورونا» في الهند قلقاً عالمياً؟

دفن ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في نيودلهي (أ.ف.ب)
دفن ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في نيودلهي (أ.ف.ب)

وصفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أزمة تفشي فيروس «كورونا» المستجد التي تشهدها الهند حاليا بأنها تذكير قاتم بأن لا أحد سيكون آمنا من هذا الوباء حتى يصبح الجميع آمنين، حيث إن الجائحة تدمر بلدا تلو الآخر دون هوادة.
وأوضحت أن المشاهد المروعة لأزمة الهند التي تكافح مع ارتفاع عدد الإصابات جراء تفشي الفيروس صدمت العالم.
وأكدت «بي بي سي» أن تفشي الوباء لا يعتبر أزمة للهند فقد ولكن للجميع، حيث كشف الوباء عن مدى ترابط العالم، وأنه إذا كانت دولة ما تعاني من مستويات عالية جدا من انتشار الفيروس، فمن المحتمل أن ينتشر إلى بلدان أخرى.
وتابعت أنه حتى مع تطبيق قيود على السفر والحجر الصحي وإجراء اختبارات متعددة، لا يزال من الممكن أن تتسرب عدوى الفيروس، حيث إذا جاء المسافر من مكان ينتشر فيه الفيروس بشكل كبير، فهناك فرصة لانتقال الفيروس معه ولفتت إلى أن الرحلة الأخيرة من نيودلهي إلى هونغ كونغ كان على متنها50 راكبا مصابا بفيروس «كورونا».

وذكرت «بي بي سي» تصريحا لكبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية الدكتورة سوميا سواميناثان التي قالت إن «الفيروس لا يحترم الحدود أو الجنسيات أو العمر أو الجنس أو الدين، وإن ما تشهده الهند الآن يحدث للأسف في دول أخرى».
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هناك سببا آخر يدعو للقلق من معدلات الإصابة المرتفعة في الهند ألا وهو ظهور نسخة متحورة من الفيروس تسمى B.1.617 والتي يطلق عليها البعض «المتحورة المزدوجة» بسبب أنها نتيجة تحور مزدوج للفيروس، وقالت إن هناك أدلة معملية تشير إلى أنها أكثر قابلية للانتشار، وأن الأجسام المضادة قد تجد صعوبة في منعها، لكن العلماء لا يزالون يقيمون مقدار فقدان المناعة أمامها.
ويقول الدكتور جيف باريت، مدير مبادرة الجينوم (كوفيد - 19) في معهد ويلكوم سانجر: «لا أعتقد أن هناك أي دليل على أن تلك النسخة المتحورة لا يمكن إيقافها باللقاحات»، وتابع: «أعتقد أنه يتعين علينا أن نراقب ذلك بعناية، ولكن ليس هناك في الوقت الحالي سبب يدعو للذعر».
ويوضح البروفسور شارون بيكوك مدير اتحاد (كوفيد - 19) في بريطانيا أن الطريقة للحد من النسخ المتحورة من الفيروس هي منع تكاثره، لذا فتعتبر أفضل طريقة للتحكم في المتحورات هي التحكم في المتاح.

وقالت «بي بي سي» إن عمليات الإغلاق وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي ستؤدي إلى تحقيق ذلك لكن التطعيم يعد أمرا حيويا، ولكنه يحدث ببطء في الهند فحتى الآن تلقي أقل من 10 في المائة من سكانها الجرعة الأولى من لقاحات «كورونا» وأقل من 2 في المائة تلقوا التطعيم كاملا هذا بالرغم من أنها موطن أكبر شركة لتصنيع اللقاحات في العالم ألا وهي معهد مصل الهند، وهذا سبب آخر لتأثير زيادة عدد الإصابات في الهند على العالم.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن السلطات الهندية أوقفت في مارس (آذار) صادرات كبيرة من لقاح أسترازينيكا مع بدء انتشار الإصابات وشمل ذلك لقاحات مبادرة كوفاكس المدعومة من الأمم المتحدة لتقديم جرعات للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ولفتت إلى أن التحالف العالمي من أجل اللقاحات «غافي» الشريك في تلك المبادرة قال، الاثنين، إنه ينتظر معرفة موعد استئناف الصادرات من الهند.

وأوضحت «بي بي سي» أن هذا التوقف سيؤثر بالتأكيد على عمليات التطعيم في العديد من الدول، لكن هذا يعني أن المزيد من اللقاحات يتم استخدامها محليا في الهند، بينما تحاول زيادة الإنتاج، ويقول العلماء إن هذه أولوية ومع الوضع الصعب هناك.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية الدكتورة سوميا سواميناثان قالت: «نحتاج إلى مضاعفة التطعيم في أسرع وقت ممكن، وإلا فإن الفيروس سيفعل كل ما في وسعه للاستمرار في الانتشار».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.