تصاعد الأزمة المصرية - القطرية أمس مع إعلان الدوحة سحب سفيرها من القاهرة للتشاور على أثر الأزمة التي نشبت بعد تحفظ قطر على قرار للجامعة العربية حول الضربات المصرية في ليبيا لمواجهة تنظيم داعش.
وأكدت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة، أمس، أن هناك جهودا تبذل حاليا لاحتواء التوتر بين مصر وقطر، الذي قامت الدوحة على أثره بسحب سفيرها من القاهرة للتشاور، مشيرة إلى أن قادة الدول العربية لديهم الرغبة في العمل معا وفي إطار منظومة متكاملة للتضامن العربي الذي يمنع أي جهة تخريب العلاقات العربية - العربية، باعتبار أن كل المنطقة العربية مستهدفة، والمرحلة تتطلب الاصطفاف العربي الكامل وليس مجرد التضامن.
وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن مجلس الجامعة العربية الذي انعقد على مستوى المندوبين، أول من أمس، كان مع مصر قلبا وقالبا، وجاء بيانه لتقديم المساندة والدعم لمصر في ضرباتها الجوية لليبيا بداية الأسبوع.
وكان السفير طارق عادل، مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، قال إن تحفظ قطر على الضربات الجوية التي قامت بها مصر مؤخرا في ليبيا خلال جلسة جامعة الدول العربية «يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي.. وأنه بات واضحا أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب». وردت الخارجية القطرية أمس باستدعاء سفيرها لدى مصر للتشاور.
وكانت الطائرات المصرية قد قصفت مواقع «داعش» في ليبيا الاثنين الماضي بعد يوم من نشر الجماعة المتشددة لتسجيل مصور لذبح 21 مصريا. وعبرت قطر عن تحفظها على الهجوم في اجتماع لجامعة الدول العربية مما أثار غضب القاهرة.
وأوضح السفير سعد بن علي المهندي مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية القطرية أن الدوحة عبرت عن تحفظها في اجتماع جامعة الدول العربية بالقاهرة على قرار مصر القيام «بعمل عسكري منفرد» في ليبيا دون التشاور مع الدول العربية «لما قد يؤدي إليه هذا العمل من أضرار تصيب المدنيين العزل». ورغم تحفظات قطر قالت جامعة الدولة العربية في بيان أول من أمس الأربعاء بأن الدول الأعضاء فيها «يتفهمون» الغارات الجوية التي شنتها مصر، وألقت الجامعة بثقلها خلف دعوة مصر لرفع حظر السلاح المفروض على الجيش الليبي.
وعبرت قطر أيضا عن تحفظها على هذه المسألة. وقال المهندي في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» إن قطر عبرت عن تحفظاتها إزاء طلب رفع حظر الأسلحة المفروض على ليبيا «من مبدأ عدم تقوية طرف على حساب طرف آخر قبل نهاية الحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لها الحق بطلب رفع الحظر بالنيابة عن الشعب الليبي». وكانت وسائل الإعلام المصرية نقلت عن السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية انتقاده لقطر لتحفظها على الضربات الجوية المصرية في ليبيا واتهامه الدوحة بدعم الإرهاب والخروج على التوافق العربي.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن عادل قوله إن التحفظ القطري على الضربات الجوية المصرية في ليبيا «يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي... بات واضحا أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب».
وكشفت المصادر عن جهود دبلوماسية تبذل على مستوى عال لتهدئة الأجواء بين مصر وقطر، باعتبار أن «الخطر عظيم ويستهدف كل المنطقة العربية».
من جهة أخرى، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أن دماء المصرين الأبرياء وحتى الليبيين لا يمكن أن تذهب هباء، ردا على مقتل 21 مصريا في ليبيا قبل أيام، موضحا أنه يتعين التصدي لمن يبررون القتل باسم الدين ويصنفونه في إطار الجهاد، وهي رؤى مغلوطة تجافي الحقيقة تماما. وذكر السيسي أن الضربة الجوية المصرية لمعاقل التنظيم الإرهابي في ليبيا كانت مركزة، واستهدفت العناصر الإرهابية فقط دون سواها، مضيفا أنه على الرغم مما هو معروف عن حجم الجيش المصري وقوته، فإنه لم يُقدِم على غزو أي دولة طمعا في مواردها أو ثرواتها، لكنه يدافع عن الوطن ويحمي مصالحه.
والتقى السيسي، أمس بمقر رئاسة الجمهورية، عددا من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الأفريقي. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة: «أكد الرئيس على استراتيجية مصر في التعامل مع الدول الأفريقية، التي تقوم على أسس من المشاركة والتعاون لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي، لا سيما أن شعوب القارة قد عانت لعقود طويلة وحان الوقت لتحصل على حقها في الاستقرار والرخاء».
وذكر أن الرئيس استعرض مجمل تطورات الأوضاع في مصر منذ يناير (كانون الثاني) 2011، مؤكدا أن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، ومن ثم فإن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، حيث سيتم استكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر مارس (آذار) المقبل. وذكر السفير يوسف أن رؤساء التحرير الأفارقة قدموا للرئيس وللشعب المصري خالص التعازي في المواطنين المصريين الذي راحوا ضحية العمل الإرهابي في ليبيا، مشيرا إلى أن الرئيس أكد حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع كل الدول الأفريقية، معربا عن تطلعه لزيارة الدول الأفريقية الشقيقة.
جهود عربية لاحتواء التوتر بين مصر وقطر والحفاظ على الأمن القومي العربي
السيسي: الضربة الجوية المصرية في ليبيا وجهت لمعاقل التنظيم الإرهابي
جهود عربية لاحتواء التوتر بين مصر وقطر والحفاظ على الأمن القومي العربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة