في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستين، يزور إسرائيل، نشرت في تل أبيب اتهامات متبادلة بين البلدين بتسريب معلومات عن عمليات إسرائيلية خارج الحدود. وفي حين ربط الإسرائيليون هذه التسريبات الأميركية بالانتقام من سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نشر الأميركيون أن «ضابطاً إسرائيلياً هو الذي سرّب خبراً عن عملية قبل ساعات من تنفيذها في إحدى الدول العربية المعادية».
وجاء في هذا النبأ أن «مصدراً إسرائيلياً سرب إلى وسيلة إعلام أجنبية معلومات حول عملية عسكرية (حساسة في دولة عدو)، نفذتها إحدى وحدات النخبة الإسرائيلية». وأكد الأميركيون أن «التسريب تم قبل يوم واحد من تنفيذ العملية، لكن الضابط الإسرائيلي الذي سربها لم يكن على علم بأن تنفيذ هذه العملية العسكرية قد تأجل. وعندما علم، اتصل بوسيلة الإعلام الأجنبية طالباً أن تؤجل نشر الخبر». وحسب صحيفة «هآرتس»، فإن «العملية العسكرية المذكورة نفذت في نهاية المطاف على أرض تلك الدولة العربية المعادية، وجاءت ضمن جهود إسرائيل لمنع التموضع الإيراني في سوريا. وقلائل في قيادة الجيش والحكومة كانوا على علم بها؛ إذ إنها كانت عملية معقدة جداً وتشكل خطراً على حياة الجنود في مكان تنفيذها، لذلك جرى التخطيط لتنفيذها بعد استعدادات طويلة وتدريبات صعبة أجرتها (وحدة النخبة)».
وكان تبادل الاتهامات الإسرائيلي - الأميركي قد بلغ أوجه، في الأسبوع الماضي، عندما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، نبأً مفاده بأن «إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها تقف وراء مهاجمة السفينة الإيرانية (سافيز)»، الثلاثاء الماضي، نقلاً عن مصدر رسمي أميركي. وقد سبق لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن نشرت تقريراً، الشهر الماضي، قالت فيه إن إسرائيل استهدفت خلال الفترة الماضية، ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية أو تحمل نفطاً إيرانياً متجهة إلى سوريا، فيما وصف بـ«فتح جبهة جديدة في الصراع الإسرائيلي - الإيراني». وقد أكدت مصادر في تل أبيب أن هذا التسريب أثار غضب كبار المسؤولين في جهاز الأمن وأثار قلقاً إزاء الهدف الأميركي منه.
وتسود القناعة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة بأن «جهات أميركية مسؤولة عن تسريب معلومات لوسائل إعلام أجنبية عن عمليات عسكرية إسرائيليّة». وبحسب موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب، فإنه «من غير الواضح سبب التسريبات، لكن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة ادّعت أن التسريبات المقلقة تشير إلى تغيير سياسات الإدارة الأميركية تجاه الحرب الإسرائيلية السرية على إيران. وحذرت هذه المصادر من أن يؤدي التسريب إلى كشف طرق عمل الكوماندوز الإسرائيلي في الدول المعادية. ولذلك قرر المسؤولون أن يطرح الموضوع أمام وزير الدفاع؛ أوستين».
وكانت مصادر إسرائيلية أخرى قد عدّت التسريبات جزءاً من الحرب النفسية ضد إيران، وكتب المحلّل العسكري لموقع «واللا»، أمير بوحبوط، يقول: «في البداية، كان من غير الواضح لضباط الجيش الإسرائيلي إن كان النشر في وسائل الإعلام المختلفة جزءاً من عملية دعائية للضغط على إيران، ولتعزيز إنجازات عمليات الكوماندوز البحري، أو أن الحديث عن تسريبات مُوجّهة».
وفي ضوء التلميح الأميركي بأن مصدر التسريب إسرائيلي، نقل بوحبوط عن مصادر في الأجهزة الأمنية، نفيها التام للأمر؛ أكان ذلك من «الموساد» (المخابرات الخارجية)، أم من الجيش الإسرائيلي. وقالت هذه المصادر إن النشر شكّل «مفاجأة خالصة» لها. وأكد بوحبوط أن «أياً من الجهات المخوّلة في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، لا تبدو قادرة على الشرح من هو المسؤول عن التسريبات بشكل واضح، لكن يمكن الفهم أن حماية المعلومات خرجت عن السيطرة، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى ضرر على العمليات مستقبلاً». ونقل الموقع عن مسؤول عسكري آخر أنه «في هذه المرحلة، لا توجد أي معلومات سرّبت من قبل مصادر إسرائيلية لوسائل إعلام أجنبية حول عمليات منسوبة لإسرائيل، وفي حال توفرت معلومات كهذه، فسيُفتح فحص في الأجهزة الأمنية لإيضاح التفاصيل من قبل الجهات المخوّلة».
جهات إسرائيلية تتهم واشنطن بتسريب أنباء عن عملياتها العسكرية السرية
جهات إسرائيلية تتهم واشنطن بتسريب أنباء عن عملياتها العسكرية السرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة