الفوز ذهاباً يمنح سان جيرمان الثقة في إزاحة بايرن ميونيخ والتأهل لنصف النهائي

تشيلسي قطع نصف الطريق إلى قبل نهائي «الأبطال»... وبورتو يتمسك بأمل قلب الأمور إياباً

TT

الفوز ذهاباً يمنح سان جيرمان الثقة في إزاحة بايرن ميونيخ والتأهل لنصف النهائي

الفوز الثمين الذي حققه باريس سان جيرمان على بايرن ميونيخ الألماني، حامل اللقب، 3 - 2 في عقر دار الأخير في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، أثبت أن الفريق الفرنسي قادر على تحقيق حلمه بالتتويج باللقب القاري لأول مرة بتاريخه، فيما خطا تشيلسي الإنجليزي خطوة مهمة جداً نحو بلوغ نصف النهائي بفوزه على مضيفه بورتو البرتغالي 2 - صفر على ملعب محايد في مدينة إشبيلية.
وبعد أن فرض نفسه نجماً لمباراة فريقه ضد برشلونة الإسباني في الدور ثمن النهائي بتسجيله ثلاثية في مرمى ذهاباً (4 - 1)، واصل المهاجم الدولي الفرنسي كيليان مبابي تألقه في المسابقة القارية الأهم، بتسجيله ثنائية هذه المرة في ملعب «اليانز ارينا» معقل البايرن ووسط تساقط ثلوج كثيفة معظم فترات المباراة، ليضع سان جيرمان على مشارف نصف النهائي.
وحقق سان جيرمان إنجازاً، لأنه ألحق الخسارة الأولى ببايرن ميونيخ، بعد مرور نحو السنتين و19 مباراة لم يخسر فيها الفريق الألماني في المسابقة الأوروبية. وكان الفريق البافاري تفوق على باريس سان جيرمان 1 - صفر في النهائي القاري، الموسم الماضي، ليُتوج بلقبه السادس في البطولة.
وأشار مبابي، 22 عاماً، عقب اللقاء إلى أنه لم يشعر بأي ضغط في مواجهة واحد من أفضل حُرّاس المرمى على مستوى العالم (مانويل نوير)، وقال: «آمل في إحراز المزيد من الأهداف في لقاء الإياب. أحب اللعب في مواجهة أفضل اللاعبين على مستوى العالم، ومانويل نوير هو واحد من أفضل حراس المرمى طوال تاريخ اللعبة. لم أشعر بأي ضغط».
وأضاف: «لعبنا في النهائي في مواجهته (نوير) ولم أسجل أنا أي أهداف، لكني الآن أحرزت هدفين، سألعب مرة ثانية في مواجهته، وكلي أمل في التهديف من جديد».
وخاض بايرن ميونيخ المباراة من دون هدّافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي لإصابة في التواء في الركبة خلال مشاركته في صفوف منتخب بلاده، أواخر الشهر الماضي، بالإضافة إلى سيرج غنابري المصاب بعدوى «كوفيد - 19».
وأكّد ليفاندوفسكي أنه لن يكون حاضراً في مباراة الإياب أيضاً، الثلاثاء المقبل، وقال: «الوقت لا يزال مبكراً للعودة للتدريبات. عندما أشعر بحال أفضل وأكون متأكداً، سأعود».
ورغم أن هجوم البايرن استطاع تسجيل هدفين في المباراة أمام سان جيرمان، فإن بطل ألمانيا افتقد بشدة لهدافه ليفاندوفسكي، نظراً لصنعه العديد من الفرص (12 تسديدة على المرمى) ولم يجد مَن يترجمها. وشكلت إصابة القناص البولندي عقبة أمام هدف شخصي يسعى له هذا الموسم قبل ثماني مراحل من النهاية، وهو معادلة أو تجاوز رقم أسطورة الفريق البافاري غيرد مولر في عدد الأهداف المسجّلة في موسم واحد، في الدوري الألماني، بعد أن سجل الأخير 40 هدفاً في موسم 1971 - 1972.
وتُظهر الإحصاءات مدى أهمية ليفاندوفسكي بالنسبة لبايرن، بعد أن سجل له 35 هدفاً في 26 مباراة في الدوري هذا الموسم، محطماً رقمه الشخصي القياسي (34 في الموسم الماضي)، و42 هدفاً في 36 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم.
وفي غياب ليفاندوفسكي، لعب المدرب هانزي فليك بالتشكيلة التي خاضت مباراة القمة ضد لايبزيغ في الدوري الألماني، وحسمت اللقاء بنتيجة 1 - صفر، بالاعتماد على الكاميروني اريك ماكسيم تشوبو موتينغ لاعب باريس سان جيرمان السابق في مركز قلب الهجوم، يسانده على الأطراف كل من الفرنسي كينغسلي كومان ولوروا ساني. ويبدو أن هذا هو التشكيل الذي سيخوض أيضاً لقاء الإياب، الأسبوع المقبل.
وأعرب أوليفر كان، الرئيس التنفيذ لنادي بايرن ميونيخ عن ثقته في قدرة فريقه على قلب الأمور إياباً، والتأهل للدور قبل النهائي، وقال: «هذا هو حال كرة القدم، محاولات البايرن الهجومية المتتالية لم تؤتِ ثمارها، بينما كان فريق باريس سان جيرمان فعالاً للغاية».
وأضاف أوليفر الذي كان حارس البايرن ومنتخب ألمانيا السابق البالغ 51 عاماً: «نحن بايرن ميونيخ، ولا يزال أمامنا مباراة العودة. دعونا ننتظر وبعد ذلك سنرى».
أما مدرب البايرن هانزي فليك، فقال: «لم يصنع الفريق المنافس فرصاً كثيرة، لكنه سجل ثلاثة أهداف. أما نحن فحصلنا على كثير من الفرص، ولم نسجل سوى مرتين».
وأضاف: «لا أحب الخسارة، لكن عندما تخسر بهذه الطريقة نستطيع القول إننا قدمنا مباراة رائعة، ولم يستسلم لاعبو فريقي حتى الثانية الأخيرة».
وحقق سان جيرمان بداية مثالية عندما تلقى مبابي كرة أمامية من الأرجنتيني انخل دي ماريا، فكسر مصيدة التسلل وسدد كرة فشل حارس بايرن مانويل نوير في التقاطها، فمرت بين ساقيه، وتهادت داخل الشباك، بعد مرور 3 دقائق فقط. وحاول البايرن العودة وضغط بقوة، إلا أن سان جيرمان أضاف الهدف الثاني، عندما مرّر البرازيلي نيمار كرة متقنة داخل المنطقة إلى مواطنه وقائد سان جيرمان ماركينيوس، وسيطر عليها كاسراً مصيدة التسلل، لينفرد بنوير ويسدد على يساره في الدقيقة 28. لكن ماركينوس لم يهنأ بهدفه وخرج مصاباً. ولم ينل الهدف الثاني من عزيمة بايرن ميونيخ، فرد عن طريق تشوبو موتينغ وسجل برأسية متقنة في الدقيقة 37. وواصل بايرن ميونيخ ضغطه، وفي الدقيقة 60 وبعد محاولات عدة نجح في إدراك التعادل عندما رفع يوزوا كيميش كرة داخل المنطقة وصل إليها مولر في غفلة من دفاع سان جيرمان ليسدد برأسه داخل الشباك.
وظن الجميع أن بايرن ميونيخ سيخرج فائزاً، لا سيما وسط سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، بيد أن مبابي استغل هجمة مرتدة سريعة، فانطلق وسدد كرة ماكرة خدعت الحارس نوير واستقرت في شباكه، معلنةً هدف الفوز في الدقيقة 68.
وعقب اللقاء، قال لاعب وسط سان جيرمان الألماني يوليان دراكسلر: «إنها نتيجة رائعة، الفوز ليس سهلاً هنا. لقد عانينا كثيراً وعملنا معاً. الجميع ركض كثيراً، ما زالت أمامنا مباراة في غاية الصعوبة إياباً، لكن مِن الصعب البدء بالتحضير لها مباشرة، لأننا منهكون. سنعود إلى الديار ونضع الخطة المناسبة مع المدرب».
وفي مباراة أخرى، خطا تشيلسي خطوة كبيرة نحو نصف النهائي بفوزه الثمين على مضيفه بورتو 2 - صفر على ملعب «رامون سانشيز بيسخوان» في مدينة إشبيلية الإسبانية التي ستستضيف أيضا لقاء الإياب الثلاثاء المقبل بسبب قيود السفر السارية بين إنجلترا والبرتغال.
وفضل هدفي مايسون ماونت في الدقيقة 32 وبن تشيلويل (85) يبدو أن النادي اللندني هو الأوفر حظاً لبلوغ دور الأربعة للمسابقة للمرة الأولى منذ عام 2014، بعدما عرف كيفية كبح جماح مضيفه البرتغالي بطل 1987 و2004، الذي كان فجّر مفاجأة من العيار الثقيل بإطاحته يوفنتوس الإيطالي من الدور ثمن النهائي.
وحافظ تشيلسي، بطل المسابقة عام 2012، ووصيفها عام 2008. على سجلّه الرائع دون خسارة خارج قواعده للمباراة الثامنة على التوالي في مختلف المسابقات.
وعقب اللقاء كال الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي المديح لفريقه الذي نجح في تجاوز الهزيمة المفاجئة 5 - 2 أمام وست بروميتش في الدوري الإنجليزي السبت الماضي، ليفوز 2 - صفر على بورتو، وقال: «فزنا بالعديد من المباريات سويا، وخسرنا معاً، لكن الآن ظهر رد فعلنا الرائع. إنها تقربنا من بعضنا البعض وتزيد الثقة في المجموعة». وأوضح: «كنتُ واثقاً. شاهدت رد الفعل في غرفة الملابس، كنا جاهزين للرد. ستتعرض لخيبة أمل دائماً في الرياضة. التحدي الأكبر كان الانتفاض والعودة بانتصار». وأضاف: «نحن سعداء بالخروج بهذه النتيجة لكنها مباراة واحدة فقط». في المقابل، أشار سيرجيو كونسيساو مدرب بورتو إلى الفارق الكبير في الإمكانات بين الفريقين كان واضحاً، وإشراك تشيلسي العديد من اللاعبين البارزين من على مقاعد البدلاء، وقال: «نعلم نقاط قوة تشيلسي. إنه يملك أسلحة مختلفة، لكننا كنا الطرف الأفضل».
وتابع: «نعرف أنه لا توجد انتصارات معنوية والنتيجة هي ما تهم في النهاية. لكننا انتهينا من نصف الطريق لذا دعونا نؤمن بأنفسنا في قدرتنا على أحداث الفارق إياباً».


مقالات ذات صلة

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (يمين) يواصل التألق مع برشلونة (إ.ب.أ)

ليفاندوفسكي يزدهر في برشلونة المتجدد

قد يكون روبرت ليفاندوفسكي يبلغ من العمر 36 عاماً، لكن إذا كنت تعتقد أنه يُظهر علامات تباطؤ، فأنت مخطئ تماماً.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الاسكوتلندي بن دوك تألق في مواجهة كرواتيا (رويترز)

بن دوك... خليفة صلاح في ليفربول؟

مرحباً... هناك مرشح لخلافة عرش محمد صلاح في ليفربول!

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.