قيادة عمليات الأنبار تعلن استعادة 90 % من ناحية البغدادي

أكدت بدء «عملية تحرير كبرى» في المحافظة

قيادة عمليات الأنبار تعلن استعادة 90 % من ناحية البغدادي
TT

قيادة عمليات الأنبار تعلن استعادة 90 % من ناحية البغدادي

قيادة عمليات الأنبار تعلن استعادة 90 % من ناحية البغدادي

أعلنت قيادة عمليات الأنبار استعادة السيطرة على أكثر من 90 في المائة من الأراضي التي سيطر عليها مسلحو تنظيم داعش قبل يومين. وقال اللواء قاسم المحمداوي في تصريح خص به «الشرق الأوسط» إن القوات الأمنية «وبمشاركة فاعلة من أبناء العشائر في ناحية البغدادي تمكنت من استعادة السيطرة على المباني التي احتلها تنظيم داعش قبل يومين، وإن المعارك مستمرة لطرد مسلحي التنظيم عن أطراف الناحية».
وأضاف المحمداوي: «تم تحرير كل المدنيين الذين كان يحاصرهم المسلحون، والقوات الأمنية مستمرة في عملية تحرير ناحية البغدادي بالكامل والتوجه صوب قضاء هيت في عملية تحرير كبرى ستشهدها الأنبار لطرد مسلحي تنظيم داعش من كل مدن المحافظة ومناطقها».
بدوره، قال العقيد شعبان برزان، آمر فوج الطوارئ في ناحية البغدادي: «إن قواتنا الأمنية مستمرة بالتصدي لمسلحي تنظيم داعش، وتمكنا من قتل الكثير منهم في معارك شرسة». وأضاف: «القتال لا يزال مستمرا، وتمكن أبطال اللواء 27 التابع للفرقة السابعة بقيادة العميد محمد فتيخان فرحان العبيدي، من دحر الهجمات المتواصلة لمسلحي تنظيم داعش الذين تطاردهم الآن قواتنا الأمنية ومقاتلو العشائر في الجهتين الشمالية والشمالية الشرقية من الناحية».
وكانت وسائل إعلام تناقلت تقارير تفيد بمقتل العميد محمد فتيخان العبيدي على أيد مسلحي تنظيم داعش في معارك في قرية جبة التابعة لناحية البغدادي، لكن قائمقام قضاء القائم فرحان فتيخان فرحان العبيدي، شقيق العميد العبيدي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن أخاه «تصدى مع رجال اللواء 27 للكثير من هجمات مسلحي (داعش) في مناطق عدة وتشهد له ناحية البغدادي». وأضاف: «كنت أتابع النداءات التي يطلقها شقيقي إلى القيادات العسكرية بطلب الدعم والإسناد بالأسلحة والأعتدة، لكن الدعم دائما يأتي بشكل خجول، ورغم نقص الإمدادات فإنه هو ورجاله يقاتلون ببسالة».
من جهته، توقع الشيخ نعيم الكعود، شيخ عشائر البونمر، أن تعلن القوات الأمنية ومقاتلو العشائر في غضون الساعات القليلة المقبلة السيطرة على ناحية البغدادي بالكامل وطرد مسلحي تنظيم داعش منها، وملاحقتهم وتحرير بقية المناطق القريبة وأولها قضاء هيت.
من ناحية ثانية، طلب شيوخ عشائر ومسؤولون في ناحية البغدادي، من الحكومة في بغداد الإسراع بتقديم الدعم العسكري للقوات الأمنية ومقاتلي العشائر، وتقديم الدعم الإنساني لآلاف المواطنين المحاصرين في الناحية.
وقال رئيس المجلس البلدي لناحية البغدادي الشيخ مال الله العبيدي لـ«الشرق الأوسط» إن على رئيس الحكومة حيدر العبادي «توجيه أمر فوري وعاجل لتقديم الدعم من خلال إقامة جسر جوي لإنقاذ سكان ناحية البغدادي الـ50 ألفا المحاصرين داخل الناحية ويعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية؛ فالناحية على أعتاب كارثة إنسانية حقيقية، ولا بد من اتخاذ إجراء فوري وعاجل لإنقاذ أرواح المواطنين العزّل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.