اشتعال أسعار المحروقات في السودان

شركات أميركية تشيد بتحسن المناخ الاقتصادي

اشتعال أسعار المحروقات في السودان
TT

اشتعال أسعار المحروقات في السودان

اشتعال أسعار المحروقات في السودان

ارتفعت أسعار البنزين والديزل في السودان على نحو كبير، الجمعة، عقب إصلاحات على صعيد دعم الوقود، وهي جزء من سلسلة إجراءات اقتصادية ساعدت في وضع البلاد على مسار إعفاء مستدام من الديون.
وقال شاهد من «رويترز» إن أسعار البنزين ارتفعت بنحو 23 في المائة، فيما زادت أسعار الديزل أكثر من 8 في المائة في محطات الوقود.
وارتفعت أسعار البنزين في عدة محطات وقود بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى 150 جنيهاً سودانياً (0.4 دولار) من 122 جنيهاً للتر، بينما صعدت أسعار الديزل إلى 125 جنيهاً من 115 جنيهاً. وتلغي الحكومة الانتقالية في السودان تدريجياً معظم دعم الوقود في ظل نقص واسع النطاق.
وفي الخرطوم، يصطف المواطنون في طوابير طويلة للحصول على الديزل، بيد أن عدد المنتظرين لشراء البنزين قل في الأيام الأخيرة. وفي العديد من المناطق خارج الخرطوم ما زال النقص حاداً.
ويشهد السودان أزمة اقتصادية منذ ما قبل الإطاحة بعمر البشير في 2019، ما أدى إلى نقص إمدادات سلع أساسية مثل الوقود والخبز والأدوية. وفي فبراير (شباط) الماضي، خفض البنك المركزي قيمة العملة، في تحرك يستهدف الإفراج عن مساعدة أجنبية وفتح الطريق أمام إعفاء من ديون بمليارات الدولارات.
ونفذت الحكومة التي شُكلت عقب الإطاحة بالبشير إصلاحات مؤلمة، شملت تقليص دعم الطاقة وخفض قيمة العملة، مع تطبيق البلاد برنامجاً تحت إشراف صندوق النقد الدولي في خضم أزمة اقتصادية.
ومساء الخميس، أكد رئيس مجلس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، حرص الحكومة الانتقالية على إحداث تنمية متوازنة بجميع أقاليم السودان، فضلاً عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين كافة.
والتقى حمدوك، الخميس، مع روبيول أولاني دوروجو، المدير الإقليمي لبنك التنمية الأفريقي، الذي أبدى استعداد البنك لتمويل قطاع الخدمات الأساسية بولايات كردفان، لا سيما مشاريع مياه الشرب بمدن ولايتي شمال وجنوب كردفان.
وقبل أيام، استعرض حمدوك، خلال اجتماع مجلس الأعمال الأميركي السوداني، فرص الاستثمار في السودان ورؤية الحكومة للإصلاحات المطلوبة في القطاعات المختلفة.
وشارك حمدوك، مساء الأربعاء، في اجتماع بحضور وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني الدكتور جبريل إبراهيم، ووزير الزراعة والغابات السوداني الدكتور الطاهر حربي، وعدد من رجال الأعمال ومديري البنوك السودانيين، ومشاركة مسؤولين من الإدارة الأميركية، وبنك التنمية الأفريقي، وممثلين لعدد من الشركات الأميركية والعالمية الكبيرة.
وقال حمدوك إن السودان يتمتع بموارد طبيعية وإمكانات متنوعة للاستثمار، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية ارتباط القطاع الزراعي بالتصنيع وتعظيم القيمة المضافة بدلاً عن تصدير المواد الخام.
من جانبهم، أشاد ممثلو الشركات الأميركية خلال الاجتماع بالإنجازات التي حققتها الحكومة والتي يأتي في مقدمتها خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والإصلاحات الاقتصادية وتغيير قانون الاستثمار، مشيرين إلى أن تلك الإنجازات ستسهم بقوة في إيجاد بيئة مواتية للمستثمرين الأجانب للاستثمار في السودان.
وعبّر عدد من ممثلي الشركات الأميركية عن سعادتهم بانفتاح السودان على العالم الخارجي، مؤكدين رغبتهم في تطوير العلاقات الاقتصادية مع السودان.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.