العقوبات الأميركية تطال صاحب مطعم في إيطاليا... بالخطأ

موظفة تعمل داخل احد المطاعم بميلانو في إيطاليا (أرشيفية-رويترز)
موظفة تعمل داخل احد المطاعم بميلانو في إيطاليا (أرشيفية-رويترز)
TT

العقوبات الأميركية تطال صاحب مطعم في إيطاليا... بالخطأ

موظفة تعمل داخل احد المطاعم بميلانو في إيطاليا (أرشيفية-رويترز)
موظفة تعمل داخل احد المطاعم بميلانو في إيطاليا (أرشيفية-رويترز)

طالت إحدى العقوبات الأخيرة التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبل مغادرته منصبه صاحب مطعم في فيرونا بإيطاليا عن طريق الخطأ، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وحدث الخطأ كجزء من حملة إدارة ترمب على النفط الخام الفنزويلي المدرج في القائمة السوداء.
في قضية هوية خاطئة، وجد مالك المطعم أليساندرو بازوني نفسه على القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية في يناير (كانون الثاني)، ولكن تم حذف الاسم هذا الأسبوع أخيرًا.
ويقول الخبراء القانونيون إن هذا النوع من الأخطاء يحدث بانتظام وقد يكون مكلفًا.
وعام 2019، فرضت إدارة ترمب عقوبات على شركة النفط الفنزويلية الحكومية «بتروليوس دي فنزويلا» كجزء من استراتيجيتها لفرض استقالة الرئيس نيكولاس مادورو.
واتُّهم مادورو بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان وتزوير إعادة انتخابه عام 2018.
وفي آخر يوم كامل لترمب في منصبه بيناير (كانون الثاني) من هذا العام، فرضت إدارته عقوبات على شخص آخر يدعى أليساندرو بازوني، مختلف عن صاحب المطعم، بسبب اتهامات بأنه مرتبط بشبكة تحاول التهرب من العقوبات المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي.
كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على عدد من الشركات التي قالت إنها مرتبطة ببازوني. وطالت هذه الحادثة بازوني صاحب المطعم الإيطالي.
بعد أشهر، تم اكتشاف الخطأ وأُزيل الآن اسم صاحب المطعم من القائمة.
يوم الأربعاء، اعترفت وزارة الخزانة الأميركية بخطئها وأزالت الاسم من «قائمة المواطنين المعينين بشكل خاص».
وقال بازوني، متحدثا من مطعمه في فيرونا، لوكالة «رويترز» إن ذلك كان خطأ وإنه ممتن لأنه لم يعد متورطا في القضية.
*هوية خاطئة
تُفرض العقوبات عادة على دولة (أو مجموعة دول) أو شركات معينة. ويمكن أن تكون عواقب العقوبات الأميركية مدمرة على الشركات والأفراد، نظرًا لأن الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم وقوة عظمى.
وقال الخبراء إن هناك العديد من الحالات التي تحدث وراء الكواليس، حيث يُطلب من البنوك تجميد مدفوعات الأفراد والشركات التي تم استهدافها بشكل خاطئ في تحقيقات الحكومة الأميركية.
وقال نيكولاس تورنر، المحامي في شركة «ستيب تو آند جونسون» في هونغ كونغ، لـ«بي بي سي»: «غالبًا ما تكون الأهداف بريئة تمامًا، لكن التأثير على أعمال هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكون مدمرًا. قد يستغرق الأمر شهورًا لتصحيح الأخطاء بتكلفة كبيرة».
وتابع: «نتوقع أن يكون لدى حكومة الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى معلومات أفضل عن الأشخاص الذين تستهدفهم، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا».
وأضاف تورنر: «في بعض الأحيان، تستخدم الحكومة المعلومات التي يمكن لأي شخص العثور عليها عبر الإنترنت. إذا لم يتم التحقق من هذه المعلومات بشكل صحيح، فمن السهل حدوث الأخطاء».


مقالات ذات صلة

مستشارا بايدن وترمب للأمن القومي يجتمعان لتسليم «الشعلة»

الولايات المتحدة​ جيك سوليفان ومايك والتز (أ.ف.ب)

مستشارا بايدن وترمب للأمن القومي يجتمعان لتسليم «الشعلة»

وضع مستشارا الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب خلافاتهما جانباً، على الأغلب، في حدث رمزي «لتسليم الشعلة» ركَّز على قضايا الأمن القومي.

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

مرشح ترمب لوزارة الدفاع يواجه استجوابا شرسا من الديمقراطيين

هيغسيث، المذيع السابق في فوكس نيوز والعسكري المخضرم الحائز على الأوسمة، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل التي ترشحت لمنصب وزير الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» في أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)

بزشكيان: إيران لم تخطط قط لاغتيال ترمب

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الثلاثاء إن إيران «لم تخطط قط» لاغتيال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

تعهدّ دونالد ترمب، باتخاذ قرارات جذرية عند عودته إلى البيت الأبيض في مجالات شتّى، من الهجرة إلى المناخ والتجارة الدولية مروراً بأوكرانيا وغزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب (أ.ف.ب)

دعوات لترمب لاستثمار «فرصة فريدة» لردع إيران

أوصى تقريران جديدان الرئيس دونالد ترمب باتخاذ خطوات جذرية لإعادة فرض أقصى العقوبات على نظام الحكم في إيران واستغلال حالة الضعف التي يعاني منها.

إيلي يوسف (واشنطن)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.