سلالتا بريطانيا وجنوب أفريقيا ترفعان مؤشر وفيات ليبيا

حظر في سرت ووقف الدراسة لمواجهة تفشي «كورونا»

الدكتور علي الزناتي وزير الصحة بالحكومة الليبية خلال زيارته إلى أقسام مركز سبها الطبي (وزارة الصحة)
الدكتور علي الزناتي وزير الصحة بالحكومة الليبية خلال زيارته إلى أقسام مركز سبها الطبي (وزارة الصحة)
TT

سلالتا بريطانيا وجنوب أفريقيا ترفعان مؤشر وفيات ليبيا

الدكتور علي الزناتي وزير الصحة بالحكومة الليبية خلال زيارته إلى أقسام مركز سبها الطبي (وزارة الصحة)
الدكتور علي الزناتي وزير الصحة بالحكومة الليبية خلال زيارته إلى أقسام مركز سبها الطبي (وزارة الصحة)

وسط ترقب لوصول أولى دفعات اللقاح المضاد لـ«كوفيد - 19»، تزايدت أعداد الإصابات والوفيات في ليبيا بسبب تواصل تفشي وباء «كورونا»، رغم تطبيق بعض المناطق للحظر الكلي ووقف الدراسة، لكنّ مسؤولين بالجهاز الطبي يُرجعون ذلك لانتشار سلالتَي بريطانيا وجنوب أفريقيا للفيروس المتحور.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أمس (الثلاثاء)، أن العينات التي فحصتها المختبرات الطبية أظهرت وجود 706 عينات إيجابية، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى 158251 إصابة، تعافى منها قرابة 146 ألف حالة، بينما توفي 2658 مصاباً.
وقررت الأجهزة الطبية والتنفيذية في مدينة سرت، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات العامة بالمدينة، فرض حظر التجول من الخامسة مساءً حتى السابعة صباحاً من اليوم التالي لمدة عشرة أيام، بالإضافة إلى إيقاف الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية بالمدينة الواقعة وسط البلاد.
وأوضح ناطق باسم المجلس البلدي في سرت، أنه نظراً لتفشي وازدياد أعداد المصابين بالفيروس في المدينة خلال اليومين الماضيين إلى 71 حالة جديدة، فقد قرر المجتمعون في بلدية سرت، مساء أول من أمس، فرض الحظر مع تشديد الإجراءات الاحترازية للوقاية من الوباء، إلى جانب إغلاق الأسواق الشعبية لبيع الخضراوات، أو المخصصة لبيع السيارات.
وشدد المجتمعون على ضرورة وقف جميع المناسبات الاجتماعية بشكل نهائي ومنع تجمع المآتم، كما قرروا إيقاف محال الحلاقة والمقاهي وصالات الألعاب، وأوصوا بإلزام المصلين بالإجراءات الاحترازية في المساجد.
وحدد المجتمعون ساعات عمل للمصارف التجارية ومحطات الوقود، مع تقليص عدد الموظفين بالجهات الحكومية للعمل بواقع حضور 20% من أعدادهم، إلى جانب تكثيف حملات التوعية بالإذاعات المسموعة حول طرق الوقاية من الجائحة. ويرى أطباء بمراكز العزل، خصوصاً في الجنوب الليبي، أن أعداد المصابين بالفيروس «أكبر بكثير» من المُعلن عنها المدوَّنة في بيانات المركز الوطني، مشيرين إلى أن عائلات ليبية «تتكتم على إعلان إصابة أحد أفرادها وتفضل معالجته منزلياً خوفاً من (الوصم)»، مما تسبب في ازدياد الإصابات ومن ثم الوفيات.
وأرجع مدير المركز الوطني الدكتور بدر الدين النجار، في تصريحات صحافية، ارتفاع الوفيات خلال الأيام الماضية إلى وجود سلالتَي بريطانيا وجنوب أفريقيا المحورتين. وسبق للمركز الوطني الكشف عن إصابة 17 إصابة بالسلالتين، وسط تحذيرات من تفشي الوباء.
وأبدى النجار تخوفه من تزايد منحنى الخطورة في ظل تصاعد أعداد الإصابات والوفيات مع عجز غالبية مراكز العزل عن استقبال حالات جديدة ونقص الأكسجين.
وسبق لرئيس اللجنة العلمية والاستشارية لمكافحة «كورونا» في ليبيا خليفة البكوش، الحديث عن تعاقد ليبيا على 12 مليون جرعة لقاح، وأن أولى الدفعات ستصل نهاية مارس (آذار) الجاري.
وكان الدكتور علي الزناتي، وزير الصحة بحكومة «الوحدة الوطنية»، قد تفقد بعض المستشفيات في جنوب ليبيا، في زيارة هي الأولى منذ سنوات، مؤكداً أن الجنوب «عانى بما فيه الكفاية، وواجب علينا الوقوف إلى جواره لرفع معاناته، وتوفير كل ما يلزم خصوصاً في ظل تفشي وباء (كورونا)»، وقال: «الهدف أن نكون يداً واحدة لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطن».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».