مستثمرو العالم في «قبضة العوائد»... رغم تراجعها

انتعاش الدولار يطفئ بريق الذهب

سجل الدولار أعلى مستوى في عدة أشهر خلال تداولات الجمعة دافعاً الذهب للتراجع (رويترز)
سجل الدولار أعلى مستوى في عدة أشهر خلال تداولات الجمعة دافعاً الذهب للتراجع (رويترز)
TT

مستثمرو العالم في «قبضة العوائد»... رغم تراجعها

سجل الدولار أعلى مستوى في عدة أشهر خلال تداولات الجمعة دافعاً الذهب للتراجع (رويترز)
سجل الدولار أعلى مستوى في عدة أشهر خلال تداولات الجمعة دافعاً الذهب للتراجع (رويترز)

أظهرت بيانات التدفقات من «بنك أوف أميركا» أمس (الجمعة)، أن المستثمرين ضخّوا 45.6 مليار دولار في صناديق النقد في الأسبوع المنتهي في 24 مارس (آذار) الجاري، في أكبر دخول للتدفقات منذ أبريل (نيسان) 2020، وكثّفوا انكشافهم على الأدوات المالية الأميركية المحمية من التضخم... وذلك على الرغم من تراجع عوائد السندات الأميركية خلال الأيام الأخيرة.
وقال «بنك أوف أميركا» إن صناديق الأوراق المالية المحمية من التضخم شهدت تدفقات داخلة بقيمة 1.8 مليار دولار، هي ثالث أكبر تدفقات لها على الإطلاق. وتعهد البنك المركزي الأميركي بإبقاء أسعار الفائدة قرب الصفر لسنوات قادمة، ما يخشى معه المستثمرون أن يحفز ارتفاع التضخم بالنظر إلى قوة التعافي الاقتصادي.
كما ذكر «بنك أوف أميركا» أن سوق ديون الأسواق الناشئة سجّلت أكبر دخول للتدفقات في ستة أسابيع بواقع 1.4 مليار دولار، وأن الأسهم اليابانية تلقت تدفقات قيمتها 2.7 مليار دولار هي الأكبر في 21 أسبوعاً.
وجاءت التدفقات المذكورة سابقة لاستقرار أسعار الذهب أمس، إذ وازن ارتفاع العوائد الأميركية والمخاوف بشأن تعافي الاقتصاد العالمي عقب ارتفاع الإصابات بـ«كوفيد - 19» في أنحاء أوروبا صعود الدولار، بيد أن المعدن الأصفر ما زال على مسار تسجيل أول انخفاض أسبوعي في ثلاثة أسابيع.
ولم يطرأ تغير يُذكر على الذهب في التعاملات الفورية ليستقر عند 1727.10 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1726.30 دولار للأوقية.
وقال برايان لان، العضو المنتدب لدى «غولد سيلفر سنترال»، إن «قوة الدولار بالتأكيد تكبح الذهب، وفي الوقت الحالي فإن عوائد الخزانة انخفضت قليلاً... هذا من المفترض أن يكون إيجابياً للذهب من الناحية الفنية؛ لكن الناس ببساطة لا يتحركون وينتظرون لمعرفة ما الذي سيحدث، وتدفقات رأس المال ستظل تواصل العودة إلى الذهب كأصل ملاذ آمن على الأخص إذا انخفضت العوائد».
ونزلت عوائد الخزانة عن أعلى مستوى في أكثر من عام والذي بلغته الأسبوع الماضي. وأفاد استطلاع أجرته «رويترز» بأنه من المرجّح تعرّض سوق السندات لعمليات بيع أخرى في الأشهر الثلاثة القادمة عقب الاضطراب الأخير في الأسواق المالية. ويزيد ارتفاع العوائد على سندات الخزانة بصفة عامة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدرّ عائداً.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.5% إلى 25.15 دولار، لتتماسك فوق أدنى مستوى فيما يزيد على شهرين البالغ 24.39 دولار للأوقية الذي سجلته يوم الخميس. وربح البلاديوم 1.2% مرتفعاً إلى 2639.18 دولار، وارتفع البلاتين 0.7% إلى 1155.27 دولار. وبالتزامن، سجل الدولار أعلى مستوى في عدة أشهر خلال التداولات مقابل معظم العملات الرئيسية أمس، مدعوماً بموجة من التفاؤل إزاء بيانات اقتصادية أميركية أفضل، وتوزيع لقاحات فيروس «كورونا»، وارتفاع عوائد الخزانة.
وتعافى اليورو قليلاً، لكن التوقعات للعملة الأوروبية المشتركة تدهورت بسبب تجدد إجراءات العزل العام الهادفة لمكافحة فيروس «كورونا» وتباطؤ وتيرة التطعيم من الفيروس في أنحاء الاتحاد الأوروبي. وأمام الدولار مجال أكبر للارتفاع مقابل اليورو، لكنّ مكاسبه مقابل بقية العملات في الأسابيع القليلة الفائتة كانت سريعة جداً، لذا يحذّر بعض المحللين من توقع مستويات أعلى للدولار عن تلك الحالية.
وقال مينوري يوشيدا، رئيس أبحاث الأسواق العالمية لدى بنك «إم يو إف جي» في طوكيو إن «اليورو كسر متوسطه المتحرك في 200 يوم، وتلك علامة واضحة على أنه سيواصل النزول». وأضاف أن «الين يزداد قوة مقابل بعض العملات، مما سيكبح الدولار إلى الين. العوائد تدعم الدولار، لكنّ هذا التحرك قد يشرع في فقدان بعض الزخم».
ومقابل اليورو، نزل الدولار إلى 1.1778 دولار لكنه ما زال قرب أقوى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وجرى تداول العملة الأميركية مقابل 0.9399 فرنك سويسري، لتتمسك بمكسب 0.5% حققته في الجلسة السابقة. وكان الجنيه الإسترليني إحدى العملات المستثناة من مكاسب الدولار، إذ ارتفع إلى 1.3762 دولار بعد أن زاد 0.4% الخميس.
وانخفضت طلبات إعانة البطالة الأميركية لأدنى مستوى في عام الأسبوع الماضي، وقال الرئيس جو بايدن إنه سيضاعف خطته لتوزيع اللقاحات بعد أن وصل إلى هدفه السابق البالغ 100 مليون جرعة قبل 42 يوماً من الموعد المحدد، ودعم الأمران التفاؤل بشأن الدولار.
وسجل مؤشر الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية 92.769 قرب أعلى مستوى في أربعة أشهر. وفي الأسبوع، يتجه مؤشر الدولار صوب تحقيق مكسب 0.9%. وسيفحص المتعاملون بيانات بشأن الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة من المقرر صدورها، بحثاً عن أي تلميحات بشأن متانة الاقتصاد الأميركي.
وعوض الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي خسائر حادة تكبّداها في وقت سابق من الأسبوع. وقال محللون إن العملتين ستظلان مدعومتين على الأرجح بسبب نجاحهما النسبي في الحدّ من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس «كورونا».


مقالات ذات صلة

الذهب يتراجع مع ترقب بيانات الوظائف الأميركية

الاقتصاد سبائك الذهب معروضة في مصنع «أرغور هيرايوس» في مندريسيو السويسرية (رويترز)

الذهب يتراجع مع ترقب بيانات الوظائف الأميركية

انخفض الذهب بشكل طفيف يوم الثلاثاء بعد ارتفاعه بنسبة 1 في المائة في الجلسة السابقة، حيث ينتظر المستثمرون بيانات الوظائف الأميركية في وقت لاحق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية من بورصة المعادن الثمينة الأميركية في نيويورك (رويترز)

الذهب يتجه نحو رابع مكسب شهري على التوالي

تتجه أسعار الذهب لتحقيق مكاسب شهرية رابعة على التوالي، في حين تكافح الأسواق للحصول على الزخم يوم الجمعة، قبيل قراءة رئيسية للتضخم في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك معروضة ببورصة الذهب في سيول كوريا الجنوبية (رويترز)

أسعار الذهب تنخفض للمرة الثانية على التوالي

انخفضت أسعار الذهب للمرة الثانية على التوالي يوم الخميس مع ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما ينتظر المستثمرون بيانات التضخم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر سبائك الذهب من قبو أحد المصارف بهذا الرسم التوضيحي الذي جرى التقاطه في زيوريخ (رويترز)

انخفاض طفيف في أسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم

انخفضت أسعار الذهب قليلاً يوم الأربعاء حيث حافظ الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية على قوتهما قبيل بيانات التضخم الرئيسية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب مرصوصة في غرفة صناديق الودائع الآمنة في منزل الذهب «برو آوروم» في ميونخ (رويترز)

الذهب يتجه نحو أسوأ أداء أسبوعي في 5 أشهر

سجّلت أسعار الذهب أدنى مستوياتها في أسبوعين، يوم الجمعة، متجهة نحو أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من 5 أشهر، مع بدء تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة بعد لهجة متشددة.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الصين: رواية «القدرة الصناعية المفرطة» تعكس قلقاً مفرطاً

عاملة في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية في مقاطعة شاندونغ شرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية في مقاطعة شاندونغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين: رواية «القدرة الصناعية المفرطة» تعكس قلقاً مفرطاً

عاملة في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية في مقاطعة شاندونغ شرق الصين (أ.ف.ب)
عاملة في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية في مقاطعة شاندونغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قال وزير التجارة الصيني وانغ ونتاو إن التحقيق الأوروبي لمكافحة الدعم المتعلق بالمركبات الكهربائية الصينية، والمبني على فرضية «القدرة الصناعية المفرطة» يعد إجراءً نموذجياً لـ«الحمائية التجارية». وعلاوة على ذلك، تأمل الصين أن يعالج الجانبان شواغل بعضهما بعضاً من خلال الحوار والتواصل.

وفي معرض إشارته إلى أن ما يسمى بالقدرة الصناعية المفرطة اتهام في غير محله، قال وانغ إنه ليست القدرة الإنتاجية الصناعية هي المفرطة، بل القلق، لافتاً إلى أن اتهام الصين بتشويه السوق هو نتيجة «عقلية مشوهة»، وفق ما نقلته وكالة «شينخوا» الصينية يوم الثلاثاء.

ووفقاً لوزارة التجارة، أدلى وانغ بهذه التصريحات خلال الاجتماع الـ29 للجنة التعاون الاقتصادي والصناعي المشتركة بين الصين وإسبانيا، الذي عقد في مدريد، وترأسه وانغ بالمشاركة مع وزير الاقتصاد والتجارة والأعمال الإسباني كارلوس كويربو.

وخلال الاجتماع، تبادل الجانبان وجهات النظر المتعمقة حول مسائل شملت تعزيز التنمية العالية الجودة في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، وتحقيق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الدعم بشأن المركبات الكهربائية الصينية، وتسهيل التبادلات الثنائية للموظفين، والمشتريات الحكومية، ووصول المنتجات الزراعية والغذائية إلى الأسواق، وغيرها من الأمور.

وقال وانغ إن الصين ستعمل مع إسبانيا لمواصلة الارتقاء بمستوى التجارة بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات الثنائية، ودفع التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والتعاون في أسواق الطرف الثالث، وتوسيع مجالات التعاون من أجل تحقيق نتائج رابحة للجانبين.

وأعرب وانغ عن أمله في أن تلعب إسبانيا دوراً إيجابياً في إقناع الاتحاد الأوروبي بالبقاء عقلانياً ومنفتحاً في مجال صناعة الطاقة الخضراء والجديدة.

بدوره قال كويربو إن إسبانيا تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الصين، وترغب في مواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والحفاظ على الحوار والتعاون مع الصين، وتعزيز التنمية المتوازنة للتعاون الاقتصادي والتجاري، وحفز استكشاف المزيد من فرص التعاون من قبل الشركات من البلدين في مجالات، مثل السيارات، والطاقة المتجددة، وأدوات الآلات الصناعية والمعدات الطبية.

وفي سياق منفصل، سجل قطاع الطيران المدني في الصين انتعاشاً كبيراً في عام 2023، حيث ازدادت رحلات الركاب الجوية إلى أكثر من ضعفي ما كانت عليه في عام 2022؛ وفقاً لبيان إحصائي رسمي صادر عن هيئة الطيران المدني الصينية.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، يوم الثلاثاء، بأن البلاد سجلت نحو 619.58 مليون رحلة ركاب جوية خلال العام الماضي، بزيادة نسبتها 146.1 في المائة على أساس سنوي، وفق البيان الذي صدر على موقع الهيئة الإلكتروني.

وتجاوز إجمالي حجم نقل البضائع والبريد في القطاع 7.35 مليون طن في عام 2023، بزيادة نسبتها 21 في المائة عن عام 2022.

وفي عام 2023، كان لدى الصين 5206 خطوط جوية داخلية منتظمة، تربط 255 مدينة أو منطقة في البر الرئيسي. وربطت شركات الطيران الدولية في البلاد الصين بـ127 مدينة في 57 دولة؛ وفق البيان.

وأشار التقرير إلى أنه بحلول نهاية عام 2023، كان هناك 259 مطاراً للنقل المحلي، بزيادة 5 مطارات عن نهاية عام 2022، من بينها 38 مطاراً لديها معدل نقل سنوي للركاب يبلغ 10 ملايين مسافر أو أكثر.