كوخافي: إذا حوكم إسرائيليون في «الجنايات الدولية» فالأوروبيون بعدهم

سفراء غربيون يتجولون في أحد أنفاق «حزب الله»

TT

كوخافي: إذا حوكم إسرائيليون في «الجنايات الدولية» فالأوروبيون بعدهم

حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، نظراءه الأوروبيين، من أن عدم تحركهم إلى جانب جيشه وحكومته ضد محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، التي تسعى للتحقيق في ممارسات تل أبيب في المناطق الفلسطينية (المحتلة)، سيجعل جيوش أوروبا التالية في الدور من بعد جيشه.
وقال كوخافي، الذي يرافق الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، في جولة أوروبية، إن «ما تواجهه إسرائيل في حربها على الإرهاب، تواجهه أيضاً جيوش الغرب في عدة مواقع في العالم. فالدول الديمقراطية في العالم تتعرض كلها لهجمات إرهابية، وتنظيمات الإرهاب تستخدم المدنيين درعاً في حربها هذه، وتقيم مواقع حربية لها ومخازن أسلحة قرب أو حتى داخل بيوت المدنيين الآمنين. فإذا لم نعالجها بسبب تحقيقات محكمة لاهاي، سنخسر جميعاً دولنا وقيمنا الديمقراطية».
وكان رفلين قد صرح خلال الجولة، بأنه «على ثقة من أن أصدقاءنا الأوروبيين، سيقفون إلى جانبنا في المعركة المهمة بشأن إساءة استخدام المحكمة الجنائية الدولية ضد جنودنا ومدنيينا». وقال بحسب بيان صادر عن مكتبه: «نحن فخورون بجنودنا». وهاجم السلطة الفلسطينية على توجهها إلى المحكمة قائلاً: «الجهود الفلسطينية للتقاضي بشأن النزاع لن تساعد في حله. فلا يمكننا أن نتوقع إجراءات بناء ثقة وتحسن في علاقاتنا، عندما يدعو أحد الطرفين إلى إجراء تحقيقات جنائية مع المدنيين من الطرف الآخر في محكمة أجنبية».
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، كوخافي: «الجنود الإسرائيليون يفعلون كل شيء لتجنب إيذاء المدنيين الأبرياء. نحن في عصر جديد من الحرب، وهو أمر شديد التعقيد، ويجب على المحكمة الجنائية الدولية أن تكيف نفسها مع الواقع الجديد».
يذكر أن جولة رفلين وكوخافي تستهدف أيضاً طرح «التهديد من البرنامج النووي الإيراني، وحشد حلف دولي يعاقب (حزب الله) اللبناني على نشاطه الإرهابي في المنطقة». وأشاد رفلين بالتزام دول الغرب «بزيادة تعميق العلاقات مع إسرائيل والالتزام بأمن إسرائيل».
من جهة ثانية، استضاف الجيش الإسرائيلي، مجموعة من سفراء دول أوروبا والغرب، أول من أمس، في جولة على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان بغية التعرف على مكامن الصراع ومجمل التحديات والأخطار. وقد وضع تحت تصرفهم عدة طائرات عسكرية مروحية، ثم اصطحبهم في جولة من الجو بالطائرات المروحية. وبعدها، نقلتهم وحدة الحدود إلى واحد من الأنفاق التي حفرها «حزب الله» اللبناني، وتمتد تحت الحدود وتخترق الحدود الإسرائيلية لعدة مئات من الأمتار. وقد أكد السفراء أنهم فوجئوا بنشاط «حزب الله» ومدى قدراته على حفر أنفاق عملاقة، كهذه، تحت الأرض.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.