روت الشابة الإسرائيلية التي تجاوزت الحدود مع سوريا، أن المحققين معها حاولوا تجنيدها لصالح خطف جنود إسرائيليين، ومارسوا الضغوط القاسية عليها، لكنها رفضت طلبهم وأبلغتهم أن هدفها سلمي، وليس المساهمة في الحرب.
وقالت الشابة، وفقاً للائحة الاتهام الموجهة إليها في محكمة الصلح في الناصرة، إن عناصر النظام السوري الذين اعتقلوها، حققوا معها في مقر عسكري في دمشق، وطلبوا منها أن تقودهم إلى ثكنة عسكرية للجيش الإسرائيلي لإطلاق نار على أحد الجنود، وخطفه جريحاً.
وكانت الشابة الإسرائيلية قد تجاوزت الحدود، مطلع شهر فبراير (شباط) الماضي، من موقع خالٍ من السياج في جبل الشيخ، وسارت على الأقدام لساعات طويلة حتى بلغت قرية حضر في المنطقة الشرقية من الجولان. وتجمهر حولها كثير من المواطنين، وأخذها اثنان منهم إلى محطة للشرطة في المنطقة، ونقلت بعد ذلك بيوم إلى دمشق، حتى جرى التحقيق معها. وقد ردت على طلب تجنيدها بالقول إنها «غير معنيّة بالموت والقتل»، فأجابوها: «لن نقتل الجنود الإسرائيليين، بل سنخطفهم إلى سوريا». لكنها رفضت. وتمت إعادتها لإسرائيل بصفقة تبادل مع سوريا، بواسطة روسيا.
المعروف أن الشابة، التي حظر نشر اسمها، هي من عائلة يهودية متدينة من بلدة بيت شيمش قرب القدس، وعمرها 25 عاماً. وقد تركت بيت والديها وتخلت عن التدين وخدمت في الجيش الإسرائيلي. ومنذ تسريحها من الخدمة العسكرية عام 2019 راحت تمارس حياة البداوة. وأقامت علاقات ودية مع عرب كثيرين عبر الشبكات الاجتماعية. وحاولت التقاء عدد منهم. وزارت مرات كثيرة أراضي السلطة الفلسطينية.
وحسب لائحة الاتهام، سافرت الشابة في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بسيارتها على طول الحدود اللبنانية، وتحدّثت مع لبنانيين كانوا على المقلب الآخر من الحدود، «وانتشرت صورها في لبنان، وكتب إلى جوارها أن (حزب الله) حائر من الإسرائيلية الشجاعة التي تتجوّل قرب الحدود». ثم حاولت دخول قطاع غزة في نهاية العام الماضي مرتين، مرة عبر البر، ومرة من البحر، فاعتقلتها الشرطة الإسرائيلية وأطلقت سراحها. وفي يناير (كانون الثاني) 2021، اجتازت الشابة الحدود مع الأردن أثناء ركوبها دراجة، ووصلت إلى ثكنة للجيش الأردني، واحتست القهوة مع الجنود، قبل أخذها إلى التحقيق وإعادتها إلى إسرائيل لاحقاً. وخلال التحقيق قالت الشابة إنها تعرف أنه يمكن اجتياز الحدود من المعبر (بشكل رسمي)، إلا أنها اجتازت الحدود بشكل غير قانوني «بسبب الشعور المرتبط بذلك، وبسبب أنها أرادت الالتقاء بجنود».
ووفق لائحة الاتهام، قررت الشابة، في نهاية الشهر ذاته، اجتياز الحدود مع سوريا والبقاء هناك لفترة، «وسافرت إلى كريات شمونة، وبعد يوم استقلت في السابعة مساءً حافلة إلى مجدل شمس، وبعد ساعة وصلت إلى البلدة ونزلت من الحافلة. من هناك بدأت بالصعود إلى جبل الشيخ وتجاوزت الحدود، وهي تحمل طعاماً ومعدات شخصية وهاتفاً وكاميرا، أبقتها جميعاً في المنطقة منزوعة السلاح، وأخذت معها الكاميرا فقط».
وقال محاميا الشابة، بعد تقديم لائحة الاتهام: «على النقيض من الحالات السابقة، التي سبّبت إضراراً بأمن الدولة، ولم تقدم لائحة اتهام ضد أشخاص اجتازوا الحدود، في هذه الحالة واضح للجميع أن الشابة لم تضر ولم تكن عندها نية الإضرار بأمن الدولة»، وأثارا تساؤلات عن أسباب تقديم لائحة اتهام ضدها.
سوريون حاولوا تجنيد «الشابة الإسرائيلية» لصالح خطف جنود
احتست القهوة مع جنود أردنيين وحاولت دخول غزة والضفة
سوريون حاولوا تجنيد «الشابة الإسرائيلية» لصالح خطف جنود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة