وزير المخابرات الإسرائيلي إلى القاهرة لبحث شؤون اقتصادية

وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين (رويترز)
وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين (رويترز)
TT

وزير المخابرات الإسرائيلي إلى القاهرة لبحث شؤون اقتصادية

وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين (رويترز)
وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين (رويترز)

رد مصدر مقرب من وزير المخابرات الإسرائيلية، إيلي كوهن، على الانتقادات الموجهة إليه في تل أبيب، بسبب زيارته إلى مصر من دون تنسيق مع الوزارات المعنية، قائلاً إن الأبحاث التي سيجريها في القاهرة تقتصر على الشؤون المدنية والاقتصادية، ولا تهم وزارتي الخارجية والأمن.
وأضاف هذا المصدر أن مَن يعتبر زيارته ذات بُعد انتخابي لخدمة حزبه الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو، يكون جاحداً وظالماً، وينطلق من الحسد والعداء ولا يضع خدمة مصالح إسرائيل في رأس اهتمامه.
وقال إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على اطلاع كامل على التحضير لهذه الزيارة. وأعرب عن امله في ألا يؤدي الاعتراض عليها إلى إلغائها في اللحظة الأخيرة.
وكانت مصادر سياسية قد كشفت أن كوهن سيزور القاهرة، الاثنين، على رأس وفد إسرائيلي بمشاركة رجال أعمال إسرائيليين وعدد من ممثلي الشركات التجارية، بهدف دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين قدماً. ثم علم أن الوفد سيضم عضو مجلس الأمن القومي، المشهور باسم «ماعوز»، الذي يُعتبر شخصية سرية من المخابرات يعمل منذ نحو 20 سنة في إدارة العلاقات بين ديوان رئيس الوزراء ودول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وهو يُعتبر مقرباً جداً من نتنياهو، وسوف يعينه قريباً مديراً عاماً لوزارة الاستخبارات.
ولكن الزيارة صدمت المسؤولين في وزارتي الخارجية والأمن؛ فاتهموه بتنظيم الزيارة من دون إبلاغ الجهات الحكومية ذات الصلة، ومن دون عمل تنظيمي للموظفين المختصين بالموضوع. وتبين أن من قام بتنسيق الرحلة هو مجلس الأمن القومي، بعد طلب من الوزير كوهين، من دون علم الجهات ذات الصلة في باقي الوزارات المختلفة. وذكر المنتقدون للزيارة أنه حتى السفيرة الإسرائيلية لدى مصر، أميرة أورن، لم تعلم بأمر الزيارة، وتم إطلاعها على الموضوع فقط بعد تشكيل الوفد.
وأضاف مصدر آخر في تل أبيب أن وزير الاقتصاد، عمير بيرتس، الذي فوجئ بتركيبة الوفد الاقتصادية، غضب هو الآخر من هذه الزيارة، واعتبرها تجاوزاً لصلاحياته. وقام بإجراء محادثة صاخبة مع رئيس مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء، مئير بن شبات، حول الموضوع. لكنها انتهت بشكل ودي، إذ اتفقا على أن يقوم المدير العام لوزارة الاستخبارات بالتنسيق مع نظيره في وزارة الاقتصاد، حول المواضيع التي سيتم طرحها أمام المصريين، وضم مندوب عن الوزارة إلى الوفد.
الجدير ذكره أن موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب، نشر خبراً، في الشهر الماضي، نقلاً عن مصادر إسرائيلية رفيعة، بأن نتنياهو طلب زيارة مصر قبل الانتخابات، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وضع له شرطاً؛ أن يُقدِم على «بادرة حسن نية» في الموضوع الفلسطيني، مثل «الإعلان عن الالتزام بحل الدولتين»، فلم يوافق. لكن مقرباً من نتنياهو نفى الادعاء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.