ظهور مفاجئ للطائر «ذي الحواجب السوداء»

طائر «الثرثار ذو الحواجب السوداء» بجزيرة بورنيو (دورية بيردينغ آسيا)
طائر «الثرثار ذو الحواجب السوداء» بجزيرة بورنيو (دورية بيردينغ آسيا)
TT

ظهور مفاجئ للطائر «ذي الحواجب السوداء»

طائر «الثرثار ذو الحواجب السوداء» بجزيرة بورنيو (دورية بيردينغ آسيا)
طائر «الثرثار ذو الحواجب السوداء» بجزيرة بورنيو (دورية بيردينغ آسيا)

وجد فريق من الباحثين في إندونيسيا وسنغافورة دليلاً على أن «طائر كان يعتقد لمدة تزيد على 170 عاماً على أنه منقرض، لا يزال حيا إلى الآن». ووصف الباحثون في ورقتهم المنشورة أول من أمس، في دورية «بيردينغ آسيا» تاريخ الطائر، ولماذا كان يعتقد أنه انقرض؟ وكيف تم العثور عليه في بورنيو؟ وهي ثالث أكبر جزيرة في العالم، وأكبر جزيرة في آسيا، وهي مقسمة سياسياً بين إندونيسيا وماليزيا وبروناي.
وشهد الجزء الإندونيسي من الجزيرة العام الماضي، التقاط المواطنين الإندونيسيين محمد رزقي فوزان، ومحمد سورانتو، اصطياد طائر غريب لم يتمكنا من التعرف عليه، فقاما بتصويره وأرسلا صوره إلى الباحثين في حديقة سيبانجاو الوطنية بإندونيسيا، ثم أطلقا سراح الطائر.
وأثارت الصورة انتباه الباحثين بالحديقة الذين أدركوا للوهلة الأولى أنهم أمام اكتشاف مهم، وبالتعاون مع باحثين من سنغافورة، أصبح واضحاً لهم أن وصفه يطابق وصف طائر «الثرثار ذي الحواجب السوداء» المخزن في متحف التاريخ الطبيعي في لايدن بهولندا.
وكان عالم الطبيعة الألماني كارل شوانر، والذي كان يعمل بمتحف التاريخ الطبيعي في لايدن، قد عثر على هذا الطائر خلال الفترة ما بين عامي 1843 و1848 في جزيرة جاوة بإندونيسيا، وكان هذا الاكتشاف هو الدليل الوحيد على وجود الطائر، والذي يصنف منذ تم الاحتفاظ به في المتحف قبل 170 عاماً على أنه منقرض.
وقال الباحثون في تقرير نشره موقع «ساينس إكس نيتورك» بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «اكتشاف الطائر، يثبت أن الاعتقاد الخاطئ بانقراض الطائر، كان سببه أن الناس يبحثون عنه في المكان الخطأ، ويثير أيضاً التساؤل حول عدد أنواعه التي تعيش في جزيرة بورنيو، وما إذا كانت في خطر».
وأعرب الباحثون عن رغبتهم بشدة في السفر إلى المنطقة التي تم العثور فيها على الطائر، لكن الوباء حد من السفر إلى الجزيرة. وأكدوا أنهم «يخططون لإجراء رحلة بمجرد أن يكون ذلك ممكناً». في غضون ذلك، سيقومون بإجراء تحديثات على نصوص علم الطيور، ليس فقط لإزالة وصف منقرض عن طائر «الثرثار ذي الحواجب السوداء»، لكن لتقديم مزيد من التفاصيل حول ميزاته المادية.


مقالات ذات صلة

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.