الحلقة (3): مصر بين ثورتي يونيو ويناير: سمات فارقة

«الشرق الأوسط» تنشر حلقات من كتاب «من بوعزيزي إلى داعش: إخفاقات الوعي والربيع العربي» (3 - 9)

الحلقة (3): مصر بين ثورتي يونيو ويناير: سمات فارقة
TT

الحلقة (3): مصر بين ثورتي يونيو ويناير: سمات فارقة

الحلقة (3): مصر بين ثورتي يونيو ويناير: سمات فارقة

* لم تكن 30 يونيو أو 3 يوليو إلا إنقاذا للدولة التي عانت من صراعات الاستقطاب الحاد بين أنصار الرئيس المعزول ومعارضيه
* في الثورتين معا كان الشعب يهتف سعيدا بدور الجيش الذي لم يصطدم به، كما فعلت الشرطة في الثورة الأولى، مؤكدا أن الشعب والجيش يد واحدة
* صعود عنف اجتماعي واستقطاب حاد بين أنصار الرئيس السابق محمد مرسي ومعارضيه، بلغ حد الحرق وحصار المقرات وحرقها والتعدي بالقتل المتبادل

تواصل «الشرق الأوسط» نشر حلقات من فصول كتاب «من بوعزيزي إلى داعش: إخفاقات الوعي والربيع العربي»، من تأليف الكاتب والباحث السياسي المصري هاني نسيره الذي يعمل حاليا مديرا لمعهد العربية للدراسات بقناة العربية بدولة الإمارات. ورصد المؤلف في كتابه الصادر عن «وكالة الأهرام للصحافة» - والذي حصلت «الشرق الأوسط» على حق نشر حلقات من فصوله - سنوات الثورات العربية الأربع وتابع الكاتب تشابهاتها واختلافاتها، وحاول تفسير أسباب تعثر ثورات ونجاح أخرى في إسقاط من ثارت بوجهه، حين اشتعلت من جسد بوعزيزي بتونس ومن أشباهه في مصر، إلى الانتقال من دعوى الربيع العربي ووعده وأمنياته إلى حقيقة «داعش» الداهمة.
وفيما يلي الحلقة الثالثة من الكتاب:

30 يونيو
بينما يصر البعض على وصف ما تم في 30 يونيو على أنه لم يكن ثورة بل كان انقلابا، أو يكتفون بالوصف الثاني على ما تم إعلانه وما كان بعد 3 يوليو، نرى أنها كانت ثورة كتلك التي أسقطت نظام مبارك في فبراير سنة 2011، ففي كلتيهما تحرك الشعب أولا، وتضامن معه الجيش، فانسحب مبارك من المشهد أو ضغط عليه، بينما أصر الإخوان في مصر - كما هم في ليبيا - على البقاء فيه ولو بالدماء..
ربما يجوز ما يراه المعترضون المؤمنون بوصف الانقلاب دور الجيش الذي استجاب لأصوات الملايين التي خرجت في الشوارع، في عزل الرئيس الإخواني ومواجهة جماعته وفض اعتصام رابعة، ولكن من المهم أن نذكر ويذكروا أن مشهد 3 يوليو الذي ظهر فيه وزير الدفاع حينئذ، والرئيس المنتخب فيما بعد، كان بعد أيام طوال من الحراك والثورة، وكان آخر ما ظهر فيه بعد أن ظهرت ملايين هذا الشعب الثائر حينئذ، ولم تكن 30 يونيو أو 3 يوليو إلا إنقاذا للدولة التي استمرت صراعات الاستقطاب الحاد بين أنصار الرئيس المعزول ومعارضيه فيها 7 أشهر، لم تسلم فيها المقرات ولا المنازل ولا المساجد من اشتباكات، بل لم يسلم قصر الرئيس المعزول نفسه، لذا سنورد هنا خمس سمات فارقة بين الثورتين كتبناها بعد 30 يونيو مباشرة علها تفيد أو تصحح شيئا في قراءة المشهد، وفي قراءة حراك شعب أسقط حاكمين وقام بثورتين في عامين، مع نفينا لمسؤولية 30 يونيو عن كثير مما يحدث بعدها، من تخوين لثورة يناير من بعض أبواق التخوين بعد 30 يونيو، أو مما شق تحالف يونيو من قوانين أو إجراءات أو مواقف كان في مقدمتها فض اعتصام رابعة بالقوة في 14 أغسطس سنة 2013 بعد أن تحول منصة جهادوية تهدد الدولة والمجتمع، فحين نتكلم عن حراك 30 يونيو وثورته يبقى الحديث عند تاريخ 30 يونيو.. وفقط ولكل مقام مقال.

أولا: الجيش بين ثورتين. موقف واحد:
بينما استغرقت الثورة المصرية الأولى في 25 يناير سنة 2011 ثمانية عشر يوما، للنجاح واضطر الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك للتنحي والتخلي عن السلطة لصالح المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 11 فبراير سنة 2011، استغرقت الثورة المصرية الثانية في 30 يونيو يوما واحدا - كانت مخاضاته 7 شهور من التظاهر - منذ صدور الإعلان الدستوري - المعروف بالمحصن - في 21 نوفمبر، وقد استمرت بزخمها حتى 3 يوليو لتعلن خارطة طريق جديدة وفقها، وأعلنتها الدولة ممثلة في وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة بعد حوار امتد ساعات مع رموز القوى المجتمعية والدينية والسياسية، كانت المدة أقصر من الثورة الأولى ولكن كانت السياقات والمخاضات قبلها أطول وأكثر ثورية وتمتد عاما من حكم الرئيس المخلوع.
ولكن كما كان نتاج الثورة المصرية الثانية في 30 يونيو أصعب من الثورة الأولى، يبدو المسار الانتقالي كذلك بعدها أصعب من المسار الانتقالي بعد ثورة 25 يناير، لكونه خلع تنظيما أصوليا تسلطيا، مارس تسلطيته طيلة عام من الحكم والهيمنة، اتهاما دينيا وآيديولوجيا وإقصاء لآخرين من المسيحيين والمدنيين، واستقواء مستمرا بالشعبوية الدينية وتهديدها بتفجير البلد حين يتم الاعتراض على أي قرار أو ممارسة تصدر عنه، وصارت لغة الفصيل والحقيقة المطلقة والمؤامرة المبرر الوحيد لإجراءات تمكينه في الحكم، انقلابا على الديمقراطية والصناديق التي أعطته شرعيته.
أراد البعض، ولا زال، توصيفه، انقلابا عسكريا، رغم أن دور الجيش لم يختلف في الثورتين، متجاهلا عشرات الملايين التي خرجت في الشارع في 30 يونيو بشكل أكثر ضخامة والتحاما من ثورة يناير الأم، هذا رغم موقف الجيش في التحامه مع الشعب، ففي كلتا الحالتين تضامنت القوات المسلحة مع مطالب الشعب وما تراه الشرعية الشعبية، ولم تسع للاصطدام ولم تحاول وأدها على طريقة الجيش السوري أو ميليشيات جماعات السلطة المختلفة، ورغم أن البيان الثاني، وكما فهمت الثورة وقواها رسالة الجيش في بيانه الأول بتاريخ 10 فبراير سنة 2011 حيث اجتمع في غياب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة حينئذ، وأعلن أنه في حالة انعقاد دائم لمتابعة الأوضاع في مصر، وهو نفس اليوم الذي خرج فيه مبارك ليلقي خطابه الثالث مؤكدا تمسكه بالحكم حتى انتهاء ولايته ويفوض نائبه في اختصاصات رئيس الجمهورية وفقا للدستور[1]، وأصدر الجيش البيان الثاني بتاريخ 11 فبراير سنة 2011 وهو نفس اليوم الذي تنحى فيه مبارك، وأعلن تخليه عن الرئاسة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وألقاه نائبه حينئذ الراحل اللواء عمر سليمان نائب الرئيس! وهو نفس الموقف الذي وجدناه من القوات المسلحة المصرية أثناء انتفاضة الخبز عام 1977 حيث اضطرت الرئيس الراحل محمد أنور السادات للتراجع عن قراراته برفع الأسعار، قبل النزول[2]! كما وجدناه في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي في 28 يناير سنة 2013 حين فرض الطوارئ على مدن القناة، فلم يصطدم الجيش بالشعب أو الشعب بالجيش وتحولت حالة الطوارئ لحالة محبة للجيش وبغض للرئيس الذي لم يتراجع عن قراراته ورفض ممثلو مدن القناة ورموزها التواصل معه.
في الثورتين معا كان الشعب يهتف سعيدا بدور الجيش الذي لم يصطدم به، كما فعلت الشرطة في الثورة الأولى، مؤكدا أن الشعب والجيش يد واحدة، وبينما لم يتكلم فلول نظام مبارك الأسبق وغيرهم عن انقلاب عسكري أو خيانة أو ولاء متفهمين هذا الوضع المحرج لجيش من الشعب يتضامن مع الشعب، وجدنا في الثورة الثانية إصرارا وتزييفا للثورة يحمل اتهاما للجيش الذي لم يشارك في إدارة المرحلة الانتقالية بعدها، بوصفها كلها بأنها انقلاب عسكري! وسعي دؤوب لاستنفار الأنصار عليه في سيناء أو عبر التحرش بمؤسساته ودار الحرس الجمهوري في القاهرة، متجاوزين مخاضات ثورة يونيو التي امتدت لعام وخرجت فيها العديد من المليونيات التي تطالب مرسي بالرحيل وسقوط حكم المرشد!
- كان المدى الزمني الأول للثورة الأولى هو المخاض المطلوب، حتى تختمر الثورة شعبيا واجتماعيا، بعد أن كانت معارضة مبارك منذ عام 2004 منذ ظهور كفاية، التي خرجت من رحمها تمرد في الثورة الثانية، معارضة نخبوية، ومع انطلاق الشرارة التونسية والبوعزيزية والتقاطها في مصر في 25 يناير، كان قطع المسافة من التظاهرة الاحتجاجية إلى المليونية الثورية على مستوى الحشد الشعبي، كما أنها المسافة الخطابية والثورية بين المطالبة بـ«إصلاح النظام» إلى رفع السقف الشعبي مع تباطؤ إلى (إسقاط النظام)[3]، وهو ما صعد بقوة مع العنف الذي حدث مع الانفلات الأمني وانسحاب الشرطة ونزول الجيش ومهاجمة السجون، وهو ما ظلت أجهزة الدولة الأمنية تعاني منه طوال الفترة الانتقالية وربما حتى ثورة يونيو، وتكفي الإشارة إلى أن حوادث الإرهاب في سيناء حتى تاريخه تزيد على 12 ضعفا ما بعد الثورة طوال العهود السابقة قبل الثورة! وتكفي الإشارة إلى أن الحوادث الطائفية كانت الأعمق بعد الثورة عن قبلها! وأكثر تكرارا! نظرا للضعف أو الغياب الأمني في أحيان كثيرة! ولكن كانت ثمة فروق كثيرة يمكن رصدها بين الثورتين بعيدا عن محاولة نفي مؤيدي وفلول الرئيس السابق محمد مرسي للثورة الأكبر في تاريخ مصر والتظاهرات الأعظم ربما عالميا - حسب العديد من المراقبين - بأنها مجرد انقلاب عسكري، رغم أن آخر من ظهر فيه أو في تخطيطه الانتقالي المجلس العسكري نفسه، الذي أعطى الرئيس الإخواني السابق العديد من الفرص ضيعها جميعا!

ثانيا: غياب شعار إسقاط النظام وعودة الدولة:
لم يكن إسقاط النظام هو الشعار المرفوع أو المطلب الأساسي، منذ البداية في ثورة يناير؛ فلم تأت جمعة الرحيل إلا يوم 4 فبراير سنة 2011 بعد ثلاثة أيام من خطاب مبارك الذي تأثرت به القوى الثورية، ولكن ألغت تأثيره معركة الجمل قبل يومين، من هذه الجمعة يوم 2 فبراير، ولكن كان «إسقاط مرسي وجماعته» أو «المرشد» وليس إسقاط النظام هو الشعار المرفوع في 30 يونيو، وهو ما استمر شهورا قبل ثورة يونيو نفسها.
فقد ظهرت اللحظة الثورية التي تحققت في يونيو منذ أواخر نوفمبر، فيوم 25 نوفمبر حاصرت تظاهرات محدودة من أهالي سيناء اجتماعات لأربعة وزراء وهتفت بـ«سقوط الديكتاتور»، بعد إعلان مرسي المحصّن! وكانت مليونية التحرير في 30 نوفمبر سنة 2012 بعنوان جمعة التراجع أو الرحيل.
نؤكد من هنا أن ثورة 30 يونيو لم تولد في فراغ ثوري، ولكن سبقتها 7 أشهر من المخاضات الثورية، منذ صدور الإعلان الدستوري المحصن في 21 نوفمبر سنة 2012 شهدت تظاهرات ضخمة تمت فيها محاصرة متبادلة للمؤسسات بما فيها قصر الاتحادية، وتمت اشتباكات بعد هجوم أنصار الرئيس السابق محمد مرسي على المعتصمين السلميين في محيط الاتحادية في 5 ديسمبر سنة 2012 راح ضحيتها عدد من الصحافيين والمواطنين، وكان عدد القتلى حتى نهاية عدد مرسي من المدنيين 154 قتيلا فقط[4]، باستثناء القتلى العسكريين والأمنيين في سيناء وأثناء الاشتباكات المختلفة في مناخ من الانفلات الأمني السائد بعد الثورة وبعد عهد الرئيس السابق!
- لم تكن ثورة 30 يونيو ثورة شعب فقط ولكن كانت ثورة مؤسسات الدولة أيضا؛ علقت الجمعية العمومية الطارئة لمحكمة النقض أعمالها في 29 نوفمبر سنة 2012، وحشد القضاة لجمعياتهم العمومية العديد من المرات لرفض قرارات الرئيس المخلوع محمد مرسي، ورفض المجلس الأعلى للقضاة في مايو ويونيو محاولات تمرير قانون السلطة القضائية رغم التطمينات التي تم التراجع عنها من مؤسسة الرئاسة حينئذ، وتظاهر شباب النيابة العامة ضد النائب العام المعين من قبل الرئيس السابق محمد مرسي وأجبروه على الاستقالة التي عاد فيها في يناير سنة 2013، وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة متابعا لكل هذه المجريات حتى قرر التدخل الناعم للإصلاح وتجسير الحوار بين الرئاسة والمعارضة وإعطاء العديد من الفرص في هذا السياق ولكن لم ينجح.
شعبيا وعلى سبيل المثال لا الحصر قامت في 30 نوفمبر مليونية كانت بعنوان «جمعة التراجع أو الرحيل»، وتم انتقاد مرسي وخطيبه في مسجد الشربتلي الذي يصلي به في منطقة التجمع الخامس، وتسلم الدستور من تأسيسيته في 1 ديسمبر بعد أن حوصرت المحكمة الدستورية العليا يوم 2 ديسمبر لتمنع من الحكم بخصوص تأسيسيته وحل مجلس الشورى، وقد أعلن نادي القضاة فيما بعد أن 90 في المائة من القضاء العالي أو الجالس يرفضون المشاركة في الإشراف على مشروع هذا الدستور فتم إبعادهم والاستعانة بمعاوني النيابة حديثي التعيين وأعضاء من هيئة قضايا الدولة المختلف حول صحة نسبتها للهيئات القضائية.
وكما حوصرت المحكمة الدستورية العليا في 2 ديسمبر، تمت محاصرة دار القضاء العالي عشية صدور قرار عزل النائب العام من قبل أنصار الرئيس المخلوع كما حوصرت ثانية في أبريل سنة 2013، ورفعت شعار تطهير القضاء وكأن القضاء عليه أن يكون تابعا للسلطة أو أن يكون مدنسا!
وفي يوم الثلاثاء 4 ديسمبر سنة 2012 كانت مسيرة الصحافيين لميدان التحرير، واحتجبت 11 صحيفة مصرية عن الصدور، وخرجت مليونية «الإنذار الأخير» في التحرير وأمام قصر الاتحادية ولكن الرئيس المعزول استمر في غيه، وفي 7 ديسمبر كانت مليونية جمعة «الكارت الأحمر» ضد مرسي، والتي بدأ فيها كذلك حصار مدينة الإنتاج الإعلامي من قبل جماعة حازمون.
من هذه المخاضات ولدت ثورة يونيو، من المخاضات الثورية المستمرة بعد حمل دام سبعة شهور على الأقل منذ الإعلان الدستوري المحصن في 21 نوفمبر سنة 2013 حتى الذكرى الأولى لتنصيب محمد مرسي في 30 يونيو سنة 2013، فكانت الثورة التي خلخلته حتى عزلته، آتية من مخاض عام، يشبه عام الحزن، سادت ولفت الاشتباكات والاحتجاجات ومشاهد العنف والقتل على أسباب السياسة أو على أسباب العيش كل مصر، وعلى الحدود مع الإرهاب الصاعد في سيناء في عهد مرسي وغضبا بعد عزله.
لم يتراجع مرسي وظل حتى النهاية متشبثا بتسلطيته - دون تعديل - وجماعته، في 3 يونيو سنة 2013 اجتمع الرئيس بعد دعوته للحوار مستغلا أزمة سد النهضة مع المعارضة، التي رفض جسمها الرئيسي ممثلة في جبهة الإنقاذ حينئذ دعوته منذ أحداث الاتحادية والإعلان الدستوري المحصن في نوفمبر سنة 2012، واجتمع به من اجتمع من الأحزاب الإسلامية المتحالفة مع الإخوان وبعض الوجوه الوسيطة الأخرى، التي تعبر عن أفرادها، ولكن فوجئ المصريون والعالم بأن الاجتماع الذي يخص مسألة مصيرية للمصريين مذاعا على الهواء دون علم الحضور، ولم يتخذ الرئيس المخلوع أي إجراء ضد منظمي الاجتماع والداعين له، فإصراره على الولاء التام لعشيرته وأوليائه كان السمة المميزة لأدائه على كل المستويات، والمثيرة باستمرار لقوى الثورة ومؤسسات الدولة في الآن نفسه.

ثالثا: نضج وتطور الظاهرة المدنية:
بينما لم تكن لثورة 25 يناير سنة 2011 خارطة واضحة للمرحلة الانتقالية بعد رحيل مبارك، وهو ما اتضح تخبطها مبكرا في معركة «الدستور أولا أم الانتخابات أولا» في مارس من نفس العام، وصعود فاعلين جدد في المشهد السياسي كانوا فاعلين رئيسيين فيما بعد شأن الدعوة السلفية التي أعلنت حزبها رسميا في يونيو من نفس العام، وسمى أحد دعاتها الاستفتاء الدستوري في 19 مارس «غزوة الصناديق» كما أن إدارة المجلس العسكري - ولم تكن حكما برأينا - لهذه الفترة اتسمت بالتخبط والارتباك ومحاولة التوافق دون حسم بين القوى الإسلامية الشعبية الصاعدة وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين ومن انضاف لهم من السلفيين ومن الجماعة الإسلامية التي لم تشارك في الثورة أصلا، وعرفت الفترة الانتقالية أحد عشر حزبا إسلامويا عكس ما لم ينجح في جمع توكيلات للإشهار، ومع منهج تديين السياسة وتخوين وتشويه المخالفين فكريا أو عقائديا نجحت التنظيمات الإسلامية ذات القواعد الشعبية والفضائيات الدينية في تشويه قوى الثورة سريعا، والصعود لسدة الحكم في مصر وفي تونس وفي ليبيا حتى راجت لدى البعض مقولة «ربيع الإسلاميين». ولكن هذه المقولة التي تأبت على صبر ومرحلية النموذج التركي الذي تلتمسه حينا وترفضه أحيانا، كما كان في دعوة إردوغان لهم للعلمانية في أغسطس سنة 2011، بل سعت لحرق المراحل والتقوى بخطابات وممارسات إقصائية من أرضية دينية للمعارضين، لم تمنحهم القبول رغم نجاحهم في الانتخابات التشريعية، وإصرارهم على الاستحواذ تشريعا رغم عدم دستورية ترشح الأحزاب على الثلث الفردي، وهو ما استجاب له المجلس العسكري حينئذ ولكن رفضته المحكمة الدستورية في حكمها في 14 يونيو سنة 2012 وهو ما خدم مرسي في جولة الإعادة وأكسبه المزيد من تعاطف قوى مدنية وشعبية عادية! وكان التصويت الشعبي مدفوعا دائما في الانتخابات البرلمانية - مجلس الشعب - حيث يقاطع المصريون في الأغلب انتخابات مجلس الشورى نظرا لوظيفته الاستشارية غير المهمة برأيهم، كان تصويتا مدفوعا بالترهيب الديني الخطابي والممارساتي في آن واحد! مع غيبة تنظيمات حزبية وخطط استراتيجية واعية إعلامية وسياسية تساعد على تحرير الناس من هذا التماهي بين الدين المقدس وبين السياسة النسبية والتطابق بين الحزب ومقولة أنه حزب الله أو المتحدث باسمه واسم طائفته المنصورة!
عقب يناير لم تستوعب القوى الثورية درس التنظيم، فالتنظيمات لا تواجهها إلا تنظيمات والفيسبوكيات تظل شظايا في العالم الافتراضي لا يتجاوز تواصلها وظيفة النشر والوعي أحيانا، كما لم تستطع بعض القوى المدنية أن تدافع أو تعرض كما يجب مقولة المدنية، التي تبناها الإخوان على خجل ورفضها السلفيون والجهاديون بوضوح، ونشطت الفضائيات الدينية في تكفيرها وتخوينها، مساوين بينها وبين العلمانية الشاملة التي تنكر المطلق، رغم اعتراف أمثال إردوغان والغنوشي وحتى العريان بما كان يسمى العلمانية المؤمنة، وكان عبد الوهاب المسيري يصف نفسه بالعلمانية الجزئية، فكل ما هو دنيوي علماني ومدني حتى ولو كانت الأحكام الفقهية فهي ليست نصا مقدسا في النهاية! طالما جاز عليها الصواب والخطأ فقد جازت عليها النسبية والاختلاف!
كما لم تنجح القوى المدنية والثورية - رغم إلحاحها على إسقاط النظام وبقاياه - أثناء مخاضات الثورة وبعدها، لم تطرح أي خطوط عامة لشكل النظام الجديد والبديل، الذي تود بناءه، وكانت سيولة وشتات الائتلافات الثورية عند شبابها، ونجح بعضهم في المراهنة على الصدام مع العسكري، وتحميله تبعة انتمائه، ولكن كان الأخطر برأينا تأخر فكرة التنظيم عند الكثيرين من ممثلي وقوى الثورة، فبينما تبخر بعضهم وفقد مصداقيته تفككت بعض أحزابهم، كما لم تقم كيانات جديدة معبرة عن الحالة الجديدة، وأعاق شباب الإخوان الذي كان جزءا من ائتلاف شباب الثورة فكرة إنشاء حزب معبر عنهم في مارس من نفس العام، ولم نر حزبا يعبر عن أحد ممثليها إلا متأخرا فظهر حزب الدستور في أبريل سنة 2012 وظهر بعده التيار الشعبي في 21 سبتمبر سنة 2012، وتأخر ظهور جبهة الإنقاذ لما بعد إعلان 21 نوفمبر سنة 2012 بيوم واحد، كما تأخر ظهور أحزاب أخرى كالمؤتمر لمارس سنة 2013 وغيرها، ولكن يظل يحسب لمحمد مرسي أنه وحد المعارضة التي فشل الجميع في توحيدها وصار يخشى من شتاتها بعد ذهابه وعزله عقب ثورة 30 يونيو سنة 2013.
كان صعود الإسلاميين، وفي مقدمتهم الفصيل الإخواني طبيعيا ما بعد 25 يناير، حيث ملأوا فراغا تنظيميا متاحا لتنظيمات الإسلاميين التي لم ينكر بعضها أنه لم يشارك في ثورتها أصلا كالجماعة الإسلامية المصرية وكالدعوة السلفية في الإسكندرية، وإن عادوا عن هذا الاعتراف فيما بعد مؤكدين على مشاركة أفرادهم ولكن ليس بصفة تنظيمهم، وتحولت صورة الثورة فيما بعد لكونها ليست ثورة بوعزيزي وخالد سعيد ولكن ثورة من خرجوا من السجون بتهم التطرف والإرهاب، وعاد بعضهم عن مراجعات وقف العنف رغم تحولهم للعمل السياسي، كالجماعة الإسلامية مع قيادة آل الزمر لها وبعض صقورها مثل عاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغني المتحالفين مع جماعة الإخوان المسلمين، هذا بالإضافة للخطاب الاتهامي والتكفيري الذي صعد إعلاميا واجتذب مشاعر الكراهية والتمييز لدى العوام، الذين لم يفضهم عنه سوى التمرد على أوضاعهم المعيشية والاجتماعية والأمنية بعد التجربة.
كل هذه المخاضات الثورية التي عرضنا لها في موضع آخر كانت كفيلة بالإصرار على إسقاط حكم الجماعة التي تخبطت داخليا وخارجيا رغم حصولها على ما يقارب 20 مليار دولار مساعدات خارجية ولكن لم تمتلك رؤية للدولة والحكم كما كانت فاعلة ومبدعة في المعارضة! ولم يستطع ولا جماعته التفريق بين ما سماه القيادي والمفكر في الجماعة الإسلامية المصرية ناجح إبراهيم التمييز بين فقه الجماعة أو التنظيم من جهة وفقه الدولة من جهة أخرى.
فلم يكن الاعتقاد السائد هو أن ثمة سرقة للثورة من الرئيس الذي نجح بدعوى «إنقاذها» فقط ولكن كان هناك اعتقاد بأنه يتم اختطاف الدولة من قبل رئيس لا يفكر إلا عبر عشيرته ولصالحها، فقد اعتمد الرئيس السابق محمد مرسي منهج أخونة الدولة والتشريع عبر المباغتة والاستحواذ على الجميع، وهو ما هدد بنى ومؤسسات الدولة جميعا، القضائية والأمنية والدستورية والسياسية، واستنفرها ضده كما استنفر سائر القوى الثورية المعارضة والشبابية بل بعض المتحالفين معه في السابق، فكانت ثورة 30 يونيو ثورة الثوار والدولة معا، تضامن معها القضاء منذ البداية بل كان جزءا منها، ثم تضامنت معها الشرطة وأخيرا تبناها الجيش والأزهر والكنيسة ووضع خارطة طريقها شباب الثورة أنفسهم، ويمكن تحديد سمات الاختلاف في ثلاث سمات هي:
1- تنظيم قوى الثورة وفعاليتها الاجتماعية وتوحد خطابها في مواجهة النظام المخلوع، والتصالح مع النظام وسائر مؤسسات الدولة في مواجهة التيارات المنظمة المؤيدة للرئيس المخلوع.
2- كان تضامن مؤسسات الدولة مع الثورة ضد السلطة الإخوانية، طبيعيا لعدد من الأمور:
أ‌- استشعارها الخطر على بنيتها ومؤسساتها وأمنها القومي خارجيا وداخليا مع ارتباكات سياسات الرئيس السابق محمد مرسي وتخبطاته المستمرة!
ب‌- انتفاء المشروعية القضائية لمؤسسات السلطة التي أقامها الرئيس المخلوع دستوريا وقضائيا ورفضها شعبيا مع تدشين أنصاره في وقت سابق لفكرة محاصرة المؤسسات! التي اصطلت بها مؤسساتهم فيما بعد وخاصة في الشهرين الأخيرين حين ضغط أفراد الشرطة على مؤسساتهم لعدم حماية مقرات الجماعة، والالتحام مع الثورة الشعبية المعارضة.
ج- صعود عنف اجتماعي واستقطاب حاد بين أنصار الرئيس السابق محمد مرسي ومعارضيه، بلغ حد الحرق وحصار المقرات وحرقها والتعدي بالقتل المتبادل، مما كان يستدعي الانتقال لمسار ثوري ودستوري جديد، عجز الرئيس المخلوع عن استيعابه، وكان لا بد من تجاوزه نحو خارطة انتقال جديدة، التزمت فيها مؤسسات الدولة بما طرحته حملة تمرد من تصور للرئاسة في المرحلة الانتقالية وتوليها من قبل رئيس المحكمة الدستورية العليا كأكبر هيئة قضائية في البلاد وتعديل الدستور وغير ذلك.
د- تعرض ملفات السلم الاجتماعي والأمن القومي للخلط سواء فيما يخص حياة المواطن العادي، أو حدود السيادة، أو مشكلة المياه والأنفاق.
في تداعيات الإعلان المحصن في 21 نوفمبر وتطورها بشكل متزايد، يمكن القول إنه في 7 شهور كانت العودة الناعمة القوات المسلحة للتماس مع الشأن السياسي منذ تولي مرسي الحكم في 30 يونيو سنة 2012 حيث دعت في بيان تلفزيوني يوم 8 ديسمبر أكدت فيه «أن منهج الحوار هو الأسلوب الأمثل للوصول إلى توافق يحقق مصلحة الوطن والمواطنين» وهو ما تكرر في 11 ديسمبر حيث دعت القوات المسلحة لحوار وطني بين القوى السياسية والثورية من جهة وبين الرئاسة من جهة أخرى، ولكن بينما قبلت القوى السياسية وجبهة الإنقاذ الحوار رفضته الرئاسة وصرح المتحدث باسمها حينئذ أنه ليس من حق الجيش الدعوة لحوار، ولكن الرئيس هو من يدعو! وتم توجيه إهانات مبطنة لمحاولة التوافق والتوفيق بين الرئاسة الإخوانية والقوى السياسية، التي رفضت أي حوار رسمي بعد أحداث الاتحادية، مع الرئاسة فقد شمل الاستياء العام القوى الثورية ومؤسسات الدولة معا، فرغم أن محمد مرسي نجح بوعود إنقاذ الثورة وتحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، إلا أنه حاول وأدها وإقصاء قواها والتنكر لأهدافها، كما أنه حاول بكل ذريعة السيطرة وحده وجماعته على مؤسسات الدولة والصدام معها وتطويعها نحو تمكين سيطرته بكل شكل.
طالبت القوى السياسية ممثلة في جبهة الإنقاذ وحزب النور السلفي وحزب مصر القوية باستجابة الرئيس للدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، بينما كانت التظاهرات الضخمة لثورة يونيو مصرة على الارتفاع بالسقف حتى نهايته، يأسا من رئيس عهد منه منذ الإعلان الدستوري في 21 نوفمبر سنة 2012 العناد والمراوغة وعدم الاستجابة لمطالب الجماهير، والانحياز فقط لفصيل دون الجميع، والفشل على مستوى جذب الشعب له عبر أي إجراءات أو إصلاحات تحسن من مستوى معيشته، رغم حصوله على قروض من الخارج تقارب 20 مليار دولار! من عدد من الدول العربية!
من هنا كانت «الثلاثون من يونيو» ثورة من أجل الثورة والدولة معا، فقد تضامنت مع تظاهراته، غير المسبوقة مصريا وعالميا، كل مؤسسات الدولة، تضامنت معها الشرطة والقضاء والمؤسسة العسكرية، فقد أكدت القوات المسلحة مرارا في تصريحات وبيانات عديدة أنها تستمد شرعيتها من الشعب من «شرعية الشعب» وأنها تحمي تظاهراته السلمية وطالبت الرئيس المخلوع ثلاث مرات بالحوار والاستجابة للمطالب المشروعة للشعب دستوريا واجتماعيا وأمنيا، ولكن أضاع الرئيس المخلوع كل الفرص، كما تعرضت المؤسسة العسكرية لإهانات مستمرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها، اضطرت الرئيس السابق شخصيا للذهاب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وتقديم اعتذاره عن عناصرها.

(يتبع غدا بالحلقة الرابعة)
* ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة

الحلقة (2): الموجة الثانية للثورة في مصر وتونس

 

الحلقة (1): اتجاهات الثورات العربية في 4 سنوات

 



جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

قال متحدث عسكري باسم جماعة «الحوثي»، يوم الخميس، إن عناصره استهدفت سفينة إسرائيلية في خليج عدن.

وأوضح يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم جماعة «الحوثي»، في بيان، أن جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي داروين» في خليج عدن بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأضاف أن جماعته استهدفت بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة «عدداً من الأهداف التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات)» جنوب إسرائيل.

وأكد البيان على استمرار جماعة الحوثي في «منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي»، وتعهد بتنفيذ مزيد من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية.

وتستهدف جماعة «الحوثي» منذ أشهر سفناً تقول إنها متجهة إلى إسرائيل، وبعض السفن الحربية الموجودة في المنطقة، وتقول إنها تنفذ تلك العمليات دعماً للفلسطينيين في غزة.

وتشنّ القوات الجوية الأميركية والبريطانية من آنٍ لآخر عمليات قصف جوي ضد أهداف تابعة لجماعة «الحوثي» في اليمن.


موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
TT

موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)

قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الخميس، إن فريقاً تابعاً للمنظمة الدولية في قطاع غزة كان يتفقد موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية اضطر إلى البحث عن مأوى «لبعض الوقت»، الأربعاء، بعدما تعرضت المنطقة لإطلاق نار.

وأضاف المتحدث أن قذيفتين سقطتا على بعد نحو 100 متر، لكن لم تقع إصابات، وتمكن الفريق في النهاية من مواصلة الجولة.


ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
TT

ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)

حذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الخميس)، من خطورة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وأكّد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي تلقاه منه ضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد والحيلولة دون توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

كما أكد العاهل الأردني أيضا أهمية «إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة».


قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان اليوم (الخميس) بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت عناصر من فرق الإطفاء التابعة لاتحاد بلديات بنت جبيل أثناء إطفاء حريق؛ لكنها قالت إنهم نجوا من القصف.

وبحسب وكالة «أنباء العالم العربي»، ذكرت الوكالة أن الحريق الذي كانت العناصر تعمل على إطفائه كان قد اشتعل نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية قذائف فوسفورية وضوئية.

وقالت إن القوات الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف مدفعية «لترهيب عناصر الإطفاء».

وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو استهدفت مبنى عسكرياً تابعاً لجماعة «حزب الله» في منطقة علما الشعب، ومنصات لإطلاق القذائف الصاروخية، وبنى تحتية تابعة للجماعة في منطقة كفر شوبا.

وذكر أدرعي عبر منصة (إكس) أن القوات الإسرائيلية نفذت هجمات أيضاً «لإزالة التهديد في عدة مناطق بجنوب لبنان»، مشيراً إلى رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة، وأربع قذائف صاروخية أخرى باتجاه منطقة جبل الروس دون وقوع إصابات.

من جهة أخرى، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية إنها شنت ‌‌‏اليوم هجوماً بطائرة مسيرة على مقر عين مرغليوت للمدفعية الإسرائيلية «وأصابت ‏هدفها... رداً على ‏استهداف القرى الجنوبية».

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن صفارات الإنذار دوت في عرب العرامشة بشمال إسرائيل، قرب الحدود مع لبنان، لكنه لم يذكر في بيانه أي تفاصيل أخرى.

كان الجيش الإسرائيلي قد ذكر فجر اليوم أنّ مقاتلاته قصفت ما وصفها بأنها بنية تحتية لـ«حزب الله» في منطقة مارون الراس جنوب لبنان، إضافة لنقطة مراقبة تابعة للحزب في منطقة مركبا.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
TT

واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

بعد هدوء نسبي، عادت الجماعة الحوثية لتنفيذ هجماتها البحرية ضد السفن، في الشهر السادس منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث أكد الجيش الأميركي اعتراض وتدمير صاروخ وأربع مسيرات، كما أكد الجيش اليوناني تدمير مسيرة خامسة.

وتبنت الجماعة الموالية لإيران، الأربعاء، مهاجمة ثلاث سفن في خليج عدن والمحيط الهندي، ليرتفع عدد السفن التي هاجمتها إلى 102 سفينة، وفق زعيمها عبد الملك الحوثي، في حين أبلغت هيئة بريطانية عن هجوم آخر استهدف سفينة على مقربة من جنوب غربي ميناء عدن، الخميس، دون أضرار.

وأفادت هيئة العمليات البريطانية في تقرير على منصة «إكس» بأن قبطان سفينة شحن أبلغ عن سماع دويّ قويّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر على بُعد نحو 15 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني. وأضافت أن السفينة وطاقمها بخير، وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

الإبلاغ عن الحادث جاء غداة إعلان الجماعة الحوثية تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية. وفق بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع.

وزعم سريع أن قوات جماعته البحرية استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفتْ مدمرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيرة.

تصدٍّ أميركي ويوناني

أفاد الجيش الأميركي، في بيان، الخميس، باعتراض الهجمات الحوثية وتدمير صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات، كما أبلغ الجيش اليوناني عن اعتراض مدمرة تابعة له طائرتين من غير طيار.

وأوضحت القيادة الأميركية المركزية، في بيان على منصة «إكس»، أنه في الساعة 11:51 صباحاً (بتوقيت صنعاء) يوم 24 أبريل (نيسان) ، نجحت سفينة تابعة للتحالف في التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن فوق خليج عدن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

ورجح البيان أن الصاروخ كان يستهدف السفينة «إم في يورك تاون»، وهي سفينة تملكها وتديرها الولايات المتحدة وترفع علمها، وتضم طاقماً مكوناً من 18 أميركياً وأربعة يونانيين.

وفي حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن العسكرية والتجارية، أضاف البيان الأميركي أنه بشكل منفصل، بين الساعة 12:07 والساعة 1:26 ظهراً، نجحت القوات في الاشتباك وتدمير أربع طائرات دون طيار فوق المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وطبقاً للجيش الأميركي، تقرر أن الصاروخ المضاد للسفن والطائرات من دون طيار كانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليونانية، الخميس، قولهم إن سفينة حربية يونانية تشارك في المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر اعترضت طائرتين مسيرتين أطلقهما الحوثيون من اليمن صوب سفينة تجارية.

وبحسب مسؤول يوناني تحدث للوكالة، أطلقت الفرقاطة اليونانية «هايدرا»، التي كانت ترافق سفينة تجارية في خليج عدن النار على طائرتين مسيرتين، حيث دمرت واحدة بينما ابتعدت الأخرى».

وتشارك اليونان بفرقاطتها ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي «أسبيدس» لحماية الملاحة من الهجمات الحوثية، لكن دون المشاركة في ضربات مباشرة على الأرض ضد الجماعة، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

الجنرال روبرت بريجر رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام (أ.ب)

وفي وقت سابق، قال قائد المهمة الأوروبية الأدميرال اليوناني فاسيليوس غريباريس إن سفن الاتحاد اعترضت 9 طائرات حوثية مُسيَّرة، وقارباً مُسيَّراً، وأربعة صواريخ باليستية.

ولدى الاتحاد 4 سفن عسكرية، ومن بين دوله المشاركة في المهمة: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها؛ إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

مهاجمة 102 سفينة

تبنى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس، في خطبة بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، مهاجمة 102 سفينة خلال 200 يوم، وفق زعمه، مشيراً إلى أن جماعته تسعى لتوسيع الهجمات في المحيط الهندي.

وتربط الجماعة الموالية لإيران وقف هجماتها البحرية بإنهاء الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة وإنهاء حصارها، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتتخذ من قضية فلسطين ذريعة للمزايدة.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وأن الحل الأنجع هو من خلال دعم القوات الحكومية لاستعادة كل الأراضي اليمنية، بما فيها الحديدة وموانئها.

عنصر حوثي يرفع لافتة تمجد إيران حيث تتهم الجماعة بتنفيذ أجندة طهران في المنطقة (إ.ب.أ)

ويقول الجيش الأميركي إن الحوثيين هاجموا السفن في 122 مناسبة، وإن قواته نفذت قرابة 50 ضربة على الأرض لتقليص قدرات الجماعة ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة. بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض، ابتداء من 12 يناير الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

مدمرة أميركية تشارك في حماية السفن في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وأُصيب نحو 16 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.


نحو 100 ألف فلسطيني من غزة وصلوا مصر منذ بدء الحرب

متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
TT

نحو 100 ألف فلسطيني من غزة وصلوا مصر منذ بدء الحرب

متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)

قال السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الخميس) إن 80 ألفا إلى 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب بين اسرائيل و«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ويعد معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي غير الخاضع لسيطرة إسرائيل. لكن إسرائيل لها الحق في مراقبة عبور الأشخاص والبضائع. ومن خلال هذا المعبر تمر المساعدات الإنسانية إلى غزة ببطء شديد.


إعلام إسرائيلي: وفد مصري يزور إسرائيل غداً وسط جهود لوقف القتال في غزة والإفراج عن المحتجزين

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إعلام إسرائيلي: وفد مصري يزور إسرائيل غداً وسط جهود لوقف القتال في غزة والإفراج عن المحتجزين

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية (الخميس) أنّ وفداً مصرياً سيزور إسرائيل غداً (الجمعة) في إطار الجهود الجارية لوقف القتال في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، تأتي هذه الزيارة في أعقاب زيارة قام بها رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار إلى القاهرة أمس (الأربعاء).

وفي وقت سابق من اليوم، قال البيت الأبيض إن قادة 18 دولة بينها الولايات المتحدة طالبت بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين في قطاع غزة، بمن فيهم مواطنو تلك الدول.

وقال قادة الدول الثماني عشرة في بيان مشترك نشره البيت الأبيض إن العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة «الذين يحميهم القانون الدولي».

وأضاف البيان أنّ الصفقة المطروحة لإطلاق سراح المحتجزين من شأنها أن تؤدّي إلى تهدئة فورية وطويلة الأمد في غزة، بما يسهل إيصال المزيد من المساعدات الضرورية إلى جميع أنحاء القطاع وإنهاء الأعمال القتالية.


مباحثات جديدة لـ«السداسي العربي» مع واشنطن والاتحاد الأوروبي في الرياض

سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
TT

مباحثات جديدة لـ«السداسي العربي» مع واشنطن والاتحاد الأوروبي في الرياض

سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، مطلع الأسبوع المقبل اجتماعاً لـ«السداسي العربي» الوزاري، بمشاركة وزراء الخارجية في دول السعودية، وقطر، والإمارات، والأردن، ومصر، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وفقاً لمصدر عربي تحدث لـ«الشرق الأوسط».

وأفاد المصدر بأنه على هامش «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي سيعقد في الرياض يومي 28-29 أبريل (نيسان) الحالي، من المتوقع أن تجري عدد من الاجتماعات برعاية السعودية منها لقاء للسداسي العربي ومن ثم لقاء للسداسي العربي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكون هو الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر، بالإضافة إلى لقاء آخر لـ«السداسي العربي» مع الاتحاد الأوروبي.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، سيكون أحد الملفات الرئيسية على طاولة الاجتماعات، وذلك بعدما كشف الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، (الاثنين)، عن «حديث بدأ يتبلوّر في أروقة الاتحاد الأوروبي، على الأقل عند بعض الدول، للاتجاه إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية»

الزيارة السابعة لبلينكن

ويزور أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، المنطقة للمرة السابعة منذ اندلاع الحرب في غزة، بينما يُنتظر أن يلتقي بمسؤولين عرب وإقليميين، بالإضافة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على هامش حضورهما «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي سينعقد في الرياض يومي الأحد والاثنين 28-29 أبريل (نيسان) الحالي، وفقاً لما أفاد به المصدر لـ«الشرق الأوسط».

وكان «السداسي العربي» ناقش مع وزير الخارجية الأميركي في 20 مارس (آذار) الماضي، بالعاصمة المصرية، القاهرة، تصوّراً عربياً لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على قطاع غزة ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية، مقابل تطبيع عربي واسع مع إسرائيل، بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية؛ وفقاً لمصدر فلسطيني تحدّث لـ«الشرق الأوسط» في حينه.

توجّه أوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وفي حديث لوسائل الإعلام أعقب «المنتدى رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي» بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، (الاثنين)، في لوكسمبورغ، كشف وزير الخارجية السعودي عن «تطوّر مهم جدّاً» تمثّل في توجّه لدى بعض الدول في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، عادَّاً أن اجتماع مجلس التعاون الخليجي مع الاتحاد الأوروبي شكّل «فرصةً للضغط في هذا الاتجاه».

الاجتماع السابق في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

بينما جدّد مجلس التعاون الخليجي، الدعوة إلى مؤتمر دولي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية لمناقشة جميع المواضيع المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ورحّبت السعودية (الأربعاء)، بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرةً أن نتائج التقرير تؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني، كما أدانت الرياض، (الثلاثاء)، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة بغزة دون رادع، آخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وأكدت في بيان للخارجية، أن إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار.

وجدّدت الرياض مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في غزة، ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها.

الجولة السابعة لبلينكن في المنطقة (واس)

وتحتضن العاصمة السعودية الرياض يومي الأحد والاثنين المقبلين، الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار: «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية» برعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، بحضور أكثر من 1000 مشارك من رؤساء الدول، وكبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية، لمناقشة مختلف القضايا والتطورات الاقتصادية العالمية.


دويٌّ قويٌّ وتصاعُد للدخان من البحر جنوب غربي عدن

حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
TT

دويٌّ قويٌّ وتصاعُد للدخان من البحر جنوب غربي عدن

حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)
حاوية خلال مرورها في البحر الأحمر (أرشيفية - رويترز)

قالت هيئة بحرية بريطانية إن قبطان سفينة أبلغ عن سماع دويٍّ قويٍّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر، اليوم (الخميس)، على بُعد نحو 15 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن السفينة وطاقمها بخير وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

ويشن الحوثيون في اليمن هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، ويقولون إنها حملة للتضامن مع الفلسطينيين خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الحوثيون، أمس، إنهم نفَّذوا ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي.


تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن

نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)
نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)
TT

تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن

نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)
نازحة يمنية في محافظة مأرب تجلب الماء إلى خيمتها (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن تأثيرات قاسية على الأطفال اليمنيين بسبب التغيرات المناخية، حيث تسهم في النزوح وانعدام الأمن الغذائي ومفاقمة الصراعات، كما تؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي، والإضرار بصحة الأطفال خلال مراحل مختلفة من حياتهم.

وقال التقرير الصادر عن «اليونيسيف» حول تأثير المشهد المناخي وتأثيره على الأطفال، إن السياسات والاستراتيجيات الوطنية المعنية بشؤون المناخ والبيئة والطاقة في اليمن تفتقر إلى مراعاة قضايا الأطفال، وأحياناً لا تتضمن أي إشارة لهم، كما تفتقر الاستراتيجيات القطاعية ذات الصلة بهم إلى روابط قوية مع مواجهة تحديات المناخ وتأثيرها عليهم.

طفل يمني مع حصة غذائية حصلت عليها عائلته من برنامج مساعدات دولي (إ.ب.أ)

وذكر التقرير أن درجات الحرارة المرتفعة ستؤدي إلى زيـادة حـدة وفـرات موجـات الحر والجفاف، ما يفاقم تدهور الأراضي وشـح المياه، ويضر بالنظم البيئية الساحلية، وتراجع كميات الأمطار التي تسقط كل عام وتصبح أكثر تقلباً ولا يمكن التنبـؤ بهـا.

ويؤدي شح المياه، إلى جانب أحداث السيول، إلى تعريض سبل العيش للخطر، وإشعال النزاعات على الأراضي والموارد المائية، وتدفع بمزيد من السكان إلى الهجرة والنزوح إلى المناطق الحضرية.

وبحسب التقرير، يعاني القطاع الزراعي في اليمن من عوامل ضغط تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، ويعد الماء عاملاً رئيســياً في هذا الخصوص، إما بسبب عدم انتظام هطول الأمطار وإما بسبب الأضرار الناجمة عن السيول.

وأشار التقرير إلى أن قطاع الطاقة يعتمد على المنتجات النفطية، التي يتصدر قائمة استهلاكها النقل والمنازل وإنتاج الكهرباء، وبعد أن شهد الإنتاج المحلي من النفط تراجعاً منذ عام 2015، وارتفعت أسعار الوقود حتى قبل بدء النزاع، كانت مرافق الكهرباء في اليمن هي الأقل قدرة على توليد الطاقة، ما جعل معدل الحصول عليها في اليمن هو الأدنى في المنطقة.

عبء ثقيل

تشكل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من اليمن نسبة ضئيلة من إجمالي انبعاثات العالم، حيث تشهد البلاد تقدماً ملحوظاً في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي يلجأ اليمنيون إلى استخدامها على أنها بديل موثوق لشبكة الكهرباء، ويستخدمها المزارعون في ري الأراضي، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على طبقات المياه الجوفية الهشة.

نازحة يمنية تسير رفقة أطفالها الأربعة شمال غربي البلاد (الأمم المتحدة)

وعدّ التقرير إمكانات طاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية في اليمن واعدة، على الرغم من عدم استغلالها بشكل كبير حتى الآن.

وأكد التقرير أن الأطفال اليمنيين يتحملون 88 في المائة من العبء العالمي للأمراض الناجمة عن تغير المناخ، وهم أكثر الفئات عرضة لخطر الآثار الناجمة عن الأحداث المناخية القاسية وموجات الحر، ويزداد هذا الخطر بسبب سوء التغذية وشح المياه النظيفة.

ويتوقع معدو التقرير ازدياد الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل، وتفاقم حرمان الأطفال بسبب الصدمات المناخية المتكررة التي تفوق قدرات آليات التكيف التقليدية. وعندما يحتاج الأطفال إلى رعاية طبية عاجلة، فإن الوصول إلى الخدمات الصحية يمثل تحدّياً بالنسبة للعديد من العائلات اليمنية.

ووفقاً لـ«اليونيسيف»، يتسبّب تدهور الأراضي وانعدام الأمن الغذائي والمائي في النزوح ويسهم في اتساع دائرة الفقر والنزاع والعنف والاستغلال، مما يُعرض الأطفال للمخاطر، وتُؤدّي الكوارث الإنسانية الناجمة عن تغير المناخ إلى نزوح واسع النطاق، ما يتطلب توفير الخدمات التي تستجيب لاحتياجات الأطفال من الحماية.

وتتمثل احتياجات الحماية في الدعم النفسي الاجتماعي ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولمّ شمل الأسرة، ليتسنى التصدي لتلك التحديات.

الإضرار بالتعليم والصحة

توقعت المنظمة الأممية، في تقريرها، أن يؤدي النمو السكاني المتسارع، إلى جانب موجات الجفاف المتكررة، إلى تفاقم حدة المنافسة على الموارد المائية، سواء للاستخدامات المنزلية أو الزراعية أو الصناعية، حيث تغطية إمدادات المياه في اليمن منخفضة بشكل كبير، إذ يعاني 39 في المائة من السكان من محدودية الحصول على مياه الشرب أو أنهم يحصلون على مياه غير مأمونة.

زاد تفاقم التهديدات المناخية والبيئية من صعوبة الالتحاق بالمدارس ومعدلات تسرّب الطلاب اليمنيين، بالإضافة إلى التأثير سلباً على تحصيلهم العلمي، بينما تتسبب السيول في إلحاق الضرر بالمدارس رديئة التصميم أو التي شيدت في مواقع غير مناسبة، بينما تستدعي موجات الحر الاستثمار في توفير التهوية المناسبة وزيادة المساحات الخضراء في المدارس.

الجفاف يتسبب بتدهور الكثير من الأراضي الزراعية في اليمن ويدفع السكان إلى النزوح والهجرة (إ.ب.أ)

ويهدد تلوث الهواء في البيئات الحضرية صحة الأطفال، ويزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية في مراحل متقدمة من حياتهم.

ويتسم المناخ في اليمن بأنه شبه استوائي وجاف إلى حد كبير، ويكون الطقس حاراً ورطباً على طول الساحل الغربي، معتدلاً في الجبال الغربية، وحاراً وقاسياً في الصحراء على الجانب الشرقي من البلد، وتختلف درجات الحرارة اختلافاً كبيراً بحسب الارتفاع عن مستوى سطح البحر، أو بحسب البعد عن البحر كما في المناطق الساحلية.

ويتراوح معدل درجات الحرارة في الهضاب المرتفعة من أقل من 15 درجة مئوية في الشتاء إلى 25 درجة مئوية في الصيف، وفي السهول الساحلية من 22.5 درجة مئوية في الشتاء إلى 35 درجة مئوية في الصيف.

وارتفع متوسط درجة الحرارة السنوي بنحو 0.39 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1960، وهو معدل أسرع من المتوسط العالمي. وقد سُجل ارتفاع أسرع في درجات الحرارة خلال أشهر الصيف الثلاثة بمعدل متوسط قدره 0.56 درجة مئوية لكل عقد، مقارنة بانخفاض معدل هذا الارتفاع في فصل الشتاء ليصل إلى 10.21 درجة مئوية لكل عقد.

وتظهر البيانات المسجلة لمتوسط درجات الحرارة السنوية على مدار 120 عاماً اتجاهاً تصاعدياً متزايداً في درجات الحرارة مصحوباً بتقلبات أشدّ حدّة.