أليكس كلابهام: الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم رفض منحي رخصة التدريب 9 مرات

أحد المشرفين على فريق خيتافي للشباب يتحدث عن أسباب رحيله إلى إسبانيا كي يصبح مدرباً

الفريق الأول لنادي خيتافي يعتمد بشكل عام على أكاديمية الناشئين (غيتي)
الفريق الأول لنادي خيتافي يعتمد بشكل عام على أكاديمية الناشئين (غيتي)
TT

أليكس كلابهام: الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم رفض منحي رخصة التدريب 9 مرات

الفريق الأول لنادي خيتافي يعتمد بشكل عام على أكاديمية الناشئين (غيتي)
الفريق الأول لنادي خيتافي يعتمد بشكل عام على أكاديمية الناشئين (غيتي)

يتحدث أليكس كلابهام هنا عن تجربته - التي اتسمت في جزء كبير منها بروح المغامرة - مع عالم كرة القدم في إسبانيا، وأسباب رحيله عن موطنه الأصلي في إنجلترا، فيقول: في عام 2017 أعربت إسبانيا عن فخرها بحصول عدد هائل من المديرين الفنيين، بلغ 15089 مديراً فنياً، على رخصة التدريب على مستوى المحترفين أو رخصة الدرجة الأولى للتدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا).
وفي الحقيقة، تعد هذه أرقاماً استثنائية، خاصة عند مقارنتها بـ1796 مديراً فنياً مؤهلاً في إنجلترا، كما أن الأسعار مختلفة تماماً، ففي حين يصل سعر الحصول على رخصة الدرجة الأولى من إسبانيا إلى 960 جنيهاً إسترلينياً فقط، وسعر رخصة التدريب على مستوى المحترفين إلى 1070 جنيهاً إسترلينياً، فإن تكلفة التسجيل للحصول على رخصة التدريب من الدرجة الألى في إنجلترا تصل إلى 3645 جنيهاً إسترلينياً، مقابل 9890 جنيهاً إسترلينياً للحصول على رخصة التدريب على مستوى المحترفين - هذا إذا كان هناك أي أماكن متاحة في العدد القليل من الدورات التدريبية في إنجلترا من الأساس!
وبعد التقدم لدورة الدرجة الثانية (بي) التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في إنجلترا تسع مرات وتلقي خطاب رفض في كل مرة، اتخذت قراراً مختلفاً تماماً هذه المرة. لقد نشأت في كرة القدم الإنجليزية التي تعتمد على القوة البدنية الهائلة وتعطي الأولوية للإرادة والعزيمة على طريقة اللعب والذكاء الخططي والتكتيكي، لكنني كنت مفتوناً بكرة القدم التي يقدمها مديرون فنيون مثل يوهان كرويف، وجوسيب غوارديولا، ومارسيلو بيلسا، ولويس أراغونيس، وفيسنتي ديل بوسكي.
لقد كانت كرة القدم الإسبانية دائماً مختلفة عن الجميع فيما يتعلق بالناحيتين الخططية والتكتيكية، وكان المديرون الفنيون الإسبان في القمة دائماً في هذا الصدد. لذلك، كنت أريد أن أسير على نفس الطريق، وبالتالي بدأت في تلقي دروس في اللغة الإسبانية وانتهيت من ذلك في صيف عام 2014، وفي غضون 10 أيام من وصولي إلى إقليم كتالونيا – قضيتها في زيارة الأندية – تلقيت دعوة للانضمام إلى الجهاز الفني لفريق تحت 15 عاماً. وكنت أعمل في مجال التدريب في المساء وأقوم بتعليم اللغة الإنجليزية أثناء النهار، حيث يمكنني الحصول على المال اللازم لدراستي الخاصة.
وبعد موسمين بدأت الأمور تتحسن كثيراً خلال الأيام التي كنت أذهب فيها إلى أكاديمية «لا ماسيا» الشهيرة للناشئين بنادي برشلونة، وقضاء مئات الساعات في تعلم اللغة والتعرف على الثقافة وكرة القدم الإسبانية، (وبعد ثلاثة طلبات مرفوضة أخرى للتسجيل في الدورة الإنجليزية)، وشعرت بعد ذلك بأنني أصبحت مستعداً للحصول على رخصة التدريب الثانية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا) من إسبانيا.
ويمكنني أن أقول بكل صدق إنه لم يكن بإمكاني الابتعاد أكثر من ذلك.
وكان أكثر ما أثار دهشتي هو أن علم أصول التدريس كان موضوع الوحدة الأولى، وسرعان ما تبع ذلك دروس أخرى في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأحياء. وكان المحاضرون المتخصصون يشرحون كل موضوع باستفاضة، وطُلب مني أن أنسى أي أمور متعلقة بكرة القدم أو بالأمور الخططية والتكتيكية حتى أتعلم هذه الأمور جيداً. وكنت مشغولاً للغاية بسبب الطبيعة الأكاديمية لهذه الدورة التدريبية، لكن بحلول الوقت الذي بدأنا فيه العمل في الجوانب الفنية والتكتيكية على أرض الملعب بدأت أشعر بالحيرة والارتباك بسبب التفاصيل الدقيقة الموجودة في هذه اللعبة.
لقد كان للمديرين الفنيين الحرية المطلقة في تطوير نهجهم ومفاهيمهم الخاصة، بشرط أن يتمكنوا من الدفاع عن أساليبهم بشكل مقنع وإقناع زملائهم الطلاب والمعلمين بأفكارهم ومعتقداتهم، سواء في الفصل الدراسي أو على أرض الملعب.
وفي الصباح، كان يقوم معلم متخصص (مدير فني لفريق الدرجة الأولى بأحد أندية الدوري الإسباني الممتاز) بشرح جميع التفاصيل الدقيقة المتعلقة بأبعاد منقطة الجزاء، والعمل الذي يتعين على اللاعبين القيام به في أوقات محددة، وفترات الراحة في أوقات معينة، وعدد اللاعبين والظروف المتغيرة التي تؤثر على التعقيد التكتيكي للحصص التدريبية، والمبادئ التي يجب الالتزام بها.
وفي فترة الظهيرة، يشرح المدير الفني التفاصيل الفنية والتكتيكية داخل أرض الملعب.
وبعد 14 اختباراً تحريرياً و12 ورقة عمل و10 تقييمات عملية، حصلت على رخصة التدريب من الدرجة الثانية في عام 2017 وأنا في السابعة والعشرين من عمري.
وبعد ذلك، أكملت الدورة المكثفة للحصول على رخصة التدريب من الدرجة الأولى من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهي الدورة التي استمرت لمدة 12 أسبوعاً في صيف عام 2018. وخلال هذه الدورة، كونت صداقات مع أقران متشابهين في التفكير وحصلت على دور مع فريق نادي خيتافي تحت 19 عاماً، إلى جانب مكان للدراسة في أكاديمية الناشئين بنادي أتلتيكو مدريد.
في الحقيقة، تعد الدورات التدريبية جزءاً صغيراً من التعلم، لكن مع فتح الأبواب أمام الجميع - بغض النظر عن خلفيتهم أو جنسيتهم أو عمرهم أو جنسهم أو معتقداتهم الكروية - يتم بناء روابط جديدة وتتولد أفكار جديدة.
وبالتالي، لم يكن من قبيل المصادفة أن تنجح كرة القدم الإسبانية في تحويل المديرين الفنيين الشباب إلى نجوم على الساحة العالمية، وخير دليل على ذلك أن المديرين الفنيين الذين تخرجوا في النظام الإسباني قد فازوا بلقب دوري أبطال أوروبا سبع مرات في آخر 12 موسماً. وبعد مرور سبع سنوات على بدء مغامرتي في إسبانيا، التحقت بدورة للحصول على رخصة تدريب المحترفين من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأتطلع إلى الفرصة التالية في هذه اللعبة المعقدة بشكل جميل.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».