«كورونا» قد يسرّع وتيرة خصخصة القطاع الصحي السعودي

اقتصاديون لـ«الشرق الأوسط»: الجائحة فرصة لتعظيم خدمة الرعاية الطبية وجذب الاستثمارات المتخصصة

دعوة للاستفادة من جائحة كورونا في تسريع خطوات خصخصة القطاع الصحي السعودي (الشرق الأوسط)
دعوة للاستفادة من جائحة كورونا في تسريع خطوات خصخصة القطاع الصحي السعودي (الشرق الأوسط)
TT
20

«كورونا» قد يسرّع وتيرة خصخصة القطاع الصحي السعودي

دعوة للاستفادة من جائحة كورونا في تسريع خطوات خصخصة القطاع الصحي السعودي (الشرق الأوسط)
دعوة للاستفادة من جائحة كورونا في تسريع خطوات خصخصة القطاع الصحي السعودي (الشرق الأوسط)

بينما أدت الإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد إلى شلل في حركة التجارة الدولية وتسببت في ركود عالمي وتراجع كبير في معظم الأنشطة الاقتصادية، يرى اقتصاديون سعوديون تسريع وتيرة خصخصة القطاع الصحي في السعودية وزيادة نموه في العام الجاري، مؤكدين أن قرار الخصخصة سيحدث قفزة في الخدمات الصحية المقدمة للمواطن والمقيم.
وبحسب برنامج تخصيص القطاع الصحي السعودي سيتم طرح مجالات عدة لمشاركة القطاع الخاص تتركز أهمها في المراكز الصحية، وتشغيل المستشفيات والمدن الطبية الجديدة، بالإضافة إلى الأشعة، والعلاج التأهيلي، والعناية المنزلية والممتدة، وغيرها من المجالات الرئيسية.
وقال الاقتصادي ورجل الأعمال السعودي، الدكتور خليل خوجة «في وقت تأثر فيه الاقتصاد العالمي كثيرا بجائحة كورونا، كانت السعودية إحدى الدول التي تأثرت أسوة بالدول الأخرى... كما أسواق النفط التي شهدت انخفاضا غير مسبوق في الأسعار ومستوى الطلب، إلا أن ذلك يعتبر عاملا مسرعا نحو التوجه لخصخصة القطاع الصحي لتعظيم إنتاجه في مجالات تتعلق بالرعاية الصحية وكذلك المنتجات التي تحتمها الاحترازات الصحية في ظل انتشار جائحة كورونا، وجذب للاستثمار فيها لتحفيز مشاركة القطاع الخاص وبالتالي تعود إيجاباً على الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل».
وأكد خوجة، أن الحكومة السعودية بادرت منذ بداية الأزمة بخطوات استباقية لحماية صحة الإنسان في المقام الأول ثم حماية الاقتصاد والعمل على تعافيه من خلال الاعتماد على أكثر من 149 مبادرة، بالإضافة إلى برنامج بحجم مخصصات مالية تجاوزت قيمتها 219 مليار ريال (58.4 مليار دولار) لدعم القطاع الخاص والأفراد والمستثمرين، جميعها ساهمت في التخفيف من حدة وأثر أزمة فيروس كورونا المستجد، متوقعاً زيادة الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
من جهته، أوضح رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية، الدكتور عبد الرحمن باعشن لـ«الشرق الأوسط»، أن التوجه الحالي يتجه نحو تحفيز القطاع الصحي ليتمكن من توفير الرعاية الصحية الكاملة في ظل ما أفرزته جائحة كورونا، الأمر الذي ربما يزيد من وتيرة خصخصة القطاع ودعم الشركات العاملة بالمجال في ظل ما تقدمة الدولة من دعم مالي وتحفيزي كامل للقطاع الخاص، مشيرا إلى أن الخصخصة ستسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 برفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي من 40 إلى 65 في المائة بحلول 2030.
وتوقع باعشن، أن يلعب قطاع البنوك السعودي دورا مهما في زيادة الإقراض للشركات العاملة في المجال الصحي لمواكبة المستجدات، لافتاً إلى أن البنك المركزي السعودي «ساما» بذل جهوداً ملموسة في دعم شركات القطاع الخاص من خلال توجيه البنوك التي قدمت الكثير للشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وأن الاتجاه لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وبالتالي زيادة نمو النشاط الصحي في العام الجاري.


مقالات ذات صلة

رئيس وزراء الهند: «الممر الاقتصادي» طريق الحرير للقرن الـ21

الخليج ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي خلال لقائهما في نيودلهي سبتمبر 2023 (واس)

رئيس وزراء الهند: «الممر الاقتصادي» طريق الحرير للقرن الـ21

عدَّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الممرّ الاقتصادي بين بلاده والشرق الأوسط وأوروبا بمثابة طريق الحرير الجديد للقرن الـ21.

«الشرق الأوسط» ( الرياض)
الاقتصاد أحمد الشيخ متحدثاً إلى الحضور خلال حفل تدشين المقر الإقليمي (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

«بيبسيكو»: 2.4 مليار دولار حجم استثماراتنا في السعودية

تخطط الشركة الأميركية متعددة الجنسيات للمشروبات والأغذية الخفيفة «بيبسيكو» للتوسع في استثماراتها بالسعودية وتصدير منتجاتها، بعد افتتاح مقرها الإقليمي بالرياض.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع «برنامج استدامة الطلب على البترول» مذكرة تفاهم مع شركة «هيونداي موتور»... (واس)

«الطاقة» السعودية توقع مذكرة تفاهم مع «هيونداي» لتعزيز النقل المستدام

وقّع «برنامج استدامة الطلب على البترول»، التابعُ لوزارة الطاقة السعودية، مذكرة تفاهم مع شركة «هيونداي» بالعاصمة الكورية بهدف تسريع وتيرة الابتكار في قطاع النقل.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد شعار «أرامكو» (رويترز)

«أرامكو» و«بي واي دي» تتعاونان في تقنيات مركبات الطاقة الجديدة

وافقت «أرامكو السعودية» و«بي واي دي» على بحث الفرص المُثلى للتعاون في تقنيات المركبات العاملة بمصادر الطاقة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منطقة جازان (واس)

مشروعات جازان تنتظر استثمارات القطاع الخاص بمعايير محددة

علمت «الشرق الأوسط» أن المكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة جازان الواقعة جنوب السعودية يعمل حالياً على إرساء أرضية مشتركة تنطلق منها جميع الأعمال في المشروعات.

بندر مسلم (الرياض)

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT
20

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

أعلنت شركة «شيفرون»، عملاق النفط الأميركي، يوم الاثنين، أنها بدأت إنتاج النفط والغاز من مشروع في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، مما يُقرّب الشركة خطوة نحو هدفها المتمثل في زيادة الإنتاج من حوض المحيط بنسبة 50 في المائة هذا العام.

يتألف مشروع «باليمور»، الذي تبلغ تكلفته 1.6 مليار دولار، والواقع على بُعد نحو 160 ميلاً جنوب شرقي نيو أورلينز، من 3 آبار من المتوقع أن تُنتج ما يصل إلى 75 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وتهدف «شيفرون» إلى زيادة إنتاج النفط والغاز من الخليج إلى 300 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً بحلول عام 2026، وفي الوقت نفسه، تعمل على خفض التكاليف بما يصل إلى 3 مليارات دولار في جميع أنحاء أعمالها.

وبدلاً من بناء منصة إنتاج جديدة في «باليمور»، ستنقل الآبار النفط والغاز إلى منصة قائمة، وهو ما قالت الشركة إنه سيسمح لها بزيادة الإنتاج بتكلفة أقل.

وقال بروس نيماير، رئيس قسم الاستكشاف والإنتاج في الشركة للأميركتين، في مقابلة: «يتميز مشروع باليمور بربطه بمنشأة قائمة، مما سمح لنا بطرح الإنتاج في السوق بسرعة أكبر». وأضاف أن هذا المشروع هو الأول لشركة شيفرون في تكوين جيولوجي في الخليج يُسمى نورفليت؛ حيث شهدت صناعة النفط والغاز تاريخياً اكتشافات أقل مقارنة بأجزاء أخرى من حوض المحيط.

وأوضح نيماير أن التطورات التكنولوجية أساسية لتوسيع نطاق استكشاف الموارد، مثل استخدام عُقد قاع المحيط، ما يسمح لعلماء الجيوفيزياء بجمع بيانات أفضل تحت قاع المحيط.

تُشغل شركة «شيفرون» مشروع باليمور بحصة 60 في المائة، بينما تمتلك شركة «توتال إنرجيز»، المالكة المشاركة، حصة 40 في المائة. وتمتلك «باليمور» ما يُقدر بنحو 150 مليون برميل من المكافئ النفطي من الموارد القابلة للاستخراج. وتمتلك الشركة 370 عقد إيجار في خليج المكسيك، وتتوقع المشاركة في صفقة إيجار هذا العام من قِبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفقاً لنيماير.

يأتي إطلاق شركة «باليمور» الناشئة بعد إعلان شركة «شيفرون» عن أول إنتاج نفطي في أغسطس (آب) من مشروع أنكور في خليج المكسيك، الذي يُعدّ إنجازاً تكنولوجياً رائداً، إذ يُمكنه العمل في ضغوط مياه عميقة تصل إلى 20 ألف رطل لكل بوصة مربعة.