تنديد فلسطيني بهدم إسرائيل قرية في أغوار الضفة الغربية

مطالب بتدخل دولي

فلسطينيون يشاهدون القوات الإسرائيلية وهي تهدم خياماً ومباني أخرى في قرية خربة حمسو في الأغوار بالضفة الغربية (أ.ب)
فلسطينيون يشاهدون القوات الإسرائيلية وهي تهدم خياماً ومباني أخرى في قرية خربة حمسو في الأغوار بالضفة الغربية (أ.ب)
TT

تنديد فلسطيني بهدم إسرائيل قرية في أغوار الضفة الغربية

فلسطينيون يشاهدون القوات الإسرائيلية وهي تهدم خياماً ومباني أخرى في قرية خربة حمسو في الأغوار بالضفة الغربية (أ.ب)
فلسطينيون يشاهدون القوات الإسرائيلية وهي تهدم خياماً ومباني أخرى في قرية خربة حمسو في الأغوار بالضفة الغربية (أ.ب)

ندد الفلسطينيون بشدة اليوم الخميس بهدم إسرائيل قرية في منطقة الأغوار في الضفة الغربية وتشريد سكانها، مطالبين بتدخل دولي لوقف سياسات التهجير القسري.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي دمر أمس خربة حمصة الفوقا في الأغوار، مما دفع أكثر من 14 أسرة إلى العراء دون مأوى، وذلك للمرة الثالثة خلال أشهر.
وقالت وزاره الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان، إن هدم القرية يندرج في إطار «مخطط استعماري توسعي يهدف إلى ضم وأسرلة الأغوار المحتلة لصالح الاستيطان الإسرائيلي».
واعتبرت الوزارة أن ما جرى في القرية «جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تعكس بشاعة الاحتلال وحجم تفشي عقلية الاستعمار والعنصرية والكراهية وسيطرتها على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال».
وقالت الوزارة إنها تنظر بإيجابية لزيارة البعثات الدبلوماسية، خاصة بعثات دول الاتحاد الأوروبي المقررة اليوم، للاطلاع على الدمار الذي خلفته إسرائيل في واقع خربة حمصة.
وأضافت أن «الزيارة غير كافية ولن تقدم الحماية للمواطنين الذين طردوا من أرضهم ودمرت منازلهم وخيامهم من قبل قوات الإرهاب الإسرائيلية، والمطلوب اتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد دولة الاحتلال الاستعماري».
وفي السياق، قال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ إن «جرائم الهدم والتدمير في خربة حمصة الفوقا هي الوجه الأبشع للإرهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني وأرضه».
ودعا الشيخ، في بيان صحافي، المجتمع الدولي إلى «الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني».
كما اعتبرت حركة حماس أن هدم إسرائيل منشآت حمصة الفوقا «استمرار لسياسة التطهير العرقي الذي تمارسه المؤسسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين».
وأكدت الحركة، في بيان صحافي، أن «هذه الهمجية الإسرائيلية في هدم المنازل وتهجير السكان لا يمكن وقفها إلا بتصعيد المقاومة الشاملة والموحدة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.