130 ألف إسرائيلي زاروا الإمارات منذ سبتمبر

رئيس البعثة يتوقع ارتفاع السياح بعد استكمال اللقاحات

زائر إسرائيلي خلال دخوله مطار دبي الدولي (أ.ف.ب)
زائر إسرائيلي خلال دخوله مطار دبي الدولي (أ.ف.ب)
TT

130 ألف إسرائيلي زاروا الإمارات منذ سبتمبر

زائر إسرائيلي خلال دخوله مطار دبي الدولي (أ.ف.ب)
زائر إسرائيلي خلال دخوله مطار دبي الدولي (أ.ف.ب)

قال رئيس البعثة الإسرائيلية في أبوظبي، إيتان نائيه، إن نحو 130 ألف إسرائيلي زاروا الإمارات منذ توقيع المعاهدة الإبراهيمية في سبتمبر (أيلول) الماضي، متوقعاً زيارة نحو 50 ألف إسرائيلي للإمارات بشكل شهري خلال فصل الشتاء، لافتاً إلى أنه بمجرد استكمال الإجراءات المتعلقة بلقاح فيروس «كوفيد - 19» في كلتا الدولتين، فإنه من المنتظر ارتفاع أعداد السائحين في كلا البلدين.
وأكد نائيه أن وجود ممر جوي أدى لشحن البضائع بين البلدين في غضون ساعات، بينما تستغرق مدة الشحن عبر البحر نحو 16 ساعة، وأضاف أن «الواقع الجغرافي الذي يكمن في أن الإمارات تقع في شرق شبه الجزيرة العربية، وإسرائيل في غرب آسيا، بإمكانه خلق ممر ينطلق لجميع أنحاء العالم».
وأوضح، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، أن مجتمعات الأعمال في إسرائيل والإمارات، تسعى حالياً إلى تعزيز التعاون التجاري بين الدولتين، وأضاف أن المزايا التي تتمتع بها الدولتان ستشكل قيمة مضافة إلى هذا التعاون، إذ إن إسرائيل لديها اتفاقيات تجارة مع الغرب، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما تعتبر الإمارات بوابة لأسواق الشرق. ولفت المبعوث الإسرائيلي إلى أن «وجود بنية تحتية متقدمة في الإمارات وإسرائيل، يعزز من فرص تبادل الخبرات في كل المجالات»، موضحاً أن إسرائيل حددت 29 قطاعاً للتعاون مع الإمارات، بينما تم بالفعل التوقيع على اتفاقيات ثنائية في 8 مجالات حتى الآن.
وعلى صعيد الاستثمار، أشار نائيه إلى رغبة عدة شركات إسرائيلية في الاستثمار بالإمارات، إذ إن هناك فرصاً عدة للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتستطيع الدولتان تبادل الخبرات والممارسات عبر تأسيس مراكز بحوث وتطوير مشتركة، ونوه في هذا الصدد بإمكانية التعاون في مجالات، مثل مراكز الأبحاث الصحراوية والبحوث والتطوير التي تخص المناخ.
وكان البلدان قد باشرا المباحثات المباشرة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص من الشركات والمؤسسات الإماراتية والإسرائيلية، بعد توقيع معاهدة السلام بين البلدين في سبتمبر (أيلول) الماضي، التي تمت في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث يعد الجانب الاقتصادي جزءاً أساسياً من المعاهدة.
وعمل الجانبان على التعاون في 11 قطاعاً حيوياً، من خلال فرص واعدة تخدم أجندة التنمية الاقتصادية المستقبلية للبلدين، في مقدمتها الأدوية والطاقة وعلوم الحياة والأمن الغذائي والخدمات المالية والسياحة والسفر، إلى جانب مجالات الفضاء والدفاع والأمن والبحث والتطوير.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».