يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات حادة من طرف خصومه السياسيين، وحتى من قبل بعض وزرائه، وذلك بسبب الطريقة التي أنهى بها الصراع مع «حزب الله»، وتوصله إلى «تفاهمات شفهية حول التهدئة». كما اتهموه بضرب قوة الردع الإسرائيلية، خاصة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي كان من بين أشد المعارضين حدة، حيث اعتبر منهج نتنياهو «هدية لتنظيمات الإرهاب ستعينها على ضرب مصالح إسرائيل الأمنية».
وأوضح ليبرمان على صفحته على «فيسبوك» أن قرار «بلع هجوم (حزب الله) الذي قُتل فيه جنديان وجُرح سبعة آخرون هو تصرف متهور وغير مسؤول، لأن البعض سيفهم الآن أن عدم الرد الإسرائيلي ناجم عن الخشية من مواجهته في حرب جديدة، وهذا سيشجعه على مواصلة بناء قوته في لبنان وفي الجولان». ودعا ليبرمان إلى توجيه ضربة قاصمة تكون درسا إلى «حزب الله» حتى يمتنع مستقبلا عن قصف القوات الإسرائيلية، وإلا فإن «قوة الردع الإسرائيلية لا تحمل أي قيمة».
ورد نتنياهو على هذه الهجمة بقوله إن المعركة ما زالت مفتوحة، رغم الهدوء القائم في منطقة الشمال، ودعا خصومه الحزبيين إلى عدم خلط الأوراق، ومعرفة أنه ما زال مشغولا في متابعة الأحداث، وأن التوتر لا يزال حاليا في ذروته، وهو ما يجعل الجيش يقف على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطور. كما اتهم نتنياهو إيران و«حزب الله» بأنهما يحاولان فتح «جبهة إرهاب أخرى» ضدهم من مرتفعات الجولان، إذ قال نتنياهو قبل الدخول في اجتماع طارئ مع قادة الدفاع والجيش، إن «إيران تحاول بمساعدة (حزب الله) فتح جبهة إرهاب أخرى ضدنا من مرتفعات الجولان.. وأولئك الذين يقفون وراء الهجوم اليوم سيدفعون الثمن كاملا».
وانضم إلى نتنياهو وزير دفاعه موشي يعالون، الذي هدد سوريا ولبنان و«حزب الله» بأنهم «سيدفعون الثمن باهظا إذا ما تم شن المزيد من الهجمات، ردا على هجوم القنيطرة». وقال في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش مستعد لكل التطورات، وإن إسرائيل لم تقرر احتواء هجوم «حزب الله»، وعدم الرد على عملية شبعا، مضيفا أن بلاده تستعد لمواجهة التهديدات ليس في المنطقة الحدودية فحسب، بل في الخارج أيضا، وفي ممثليات إسرائيل داخل دول العالم.
وبخصوص احتمال تصاعد المواجهات بين الطرفين، أكّد يعالون أن إسرائيل تلقت رسائل غير مباشرة من «حزب الله» بأنه غير معني بالتصعيد. وقال في هذا الصدد «توجد قنوات اتصال بيننا وبين لبنان عن طريق اليونيفيل، ورسالة من هذا النوع وصلت بالفعل من لبنان». إلا أن يعالون امتنع عن الإقرار بأن الجولة الحالية انتهت، وقال إن «الجيش الإسرائيلي مستعد لكل التطورات».
وكان مئير داغان، رئيس جهاز الموساد الأسبق، قد أطلق هجوما حادا على نتنياهو، بمجرد وقف إطلاق النار على الحدود الشمالية، وقال في ندوة بمتحف تل أبيب، الليلة قبل الماضية «أنا لا أثق في نتنياهو لأن أفعاله ستكلفنا ثمنا باهظا.. والحرب مع (حزب الله) هي حرب مع إيران، والطريقة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي حول الشأن الإيراني خاطئة، فهو يخرب علاقات إسرائيل مع الغرب، وأفعاله مع أميركا مدمرة وستكلفنا ثمنا لا يمكننا تحمله في المستقبل»، مشيرا إلى الأزمة الأخيرة بين مكتب رئيس الحكومة والإدارة الأميركية عقب تلقي نتنياهو دعوة لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي من دون علم إدارة الرئيس أوباما.
ورغم هدوء الأوضاع الأمنية أمس، فقد ذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استأنف صباح أمس عمليات الحفر التي بدأها أول من أمس على الحدود مع لبنان، بحثا عن أنفاق قد يكون «حزب الله» اللبناني يقوم بحفرها عبر الحدود. وكانت عمليات الحفر قد توقفت أول من أمس بعد الحادث الأمني على الحدود، لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أوضحت أمس أن الجيش أعلن أن عمليات الحفر ستستمر أسبوعا، وأن الجيش يتعاون مع عمال محليين في بلدة «زرعيت» الحدودية في الحفر. وأضافت أن الجيش أكد عدم وجود معلومات استخباراتية تشير إلى وجود مثل هذه الأنفاق، إلا أن السكان أبلغوا عن سماع أصوات مريبة.
انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب موافقته على التهدئة مع «حزب الله»
نتنياهو: إيران تريد فتح جبهة إرهاب أخرى ضدنا من مرتفعات الجولان
انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب موافقته على التهدئة مع «حزب الله»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة