«يونيسيف»: 2014 أسوأ عام للأطفال في حالات الطوارئ

إطلاق حملة لجمع 3.1 مليار دولار للوصول إلى 62 مليون طفل

«يونيسيف»: 2014 أسوأ عام للأطفال في حالات الطوارئ
TT

«يونيسيف»: 2014 أسوأ عام للأطفال في حالات الطوارئ

«يونيسيف»: 2014 أسوأ عام للأطفال في حالات الطوارئ

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، نداء لجمع 3.1 مليار دولار أميركي لمساعدة 62 مليون طفل محاصر في نزاعات تهدد جيلا جديدا حول العالم، والأطفال المتضررون في مناطق الصراع يعيشون في سوريا وأوكرانيا وغيرها من مناطق تشهد أزمات، بينما تشير الإحصاءات إلى أن العام الماضي كان أسوأ عام للأطفال في الحالات الطوارئ.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الزيادة التي تحتاجها في التمويل من أجل أداء مهامها تعد زيادة كارثية وتبلغ مليار دولار.
وهذا هو أكبر مبلغ تطلبه المنظمة بسبب استمرار الحرب في سوريا، وبسبب وباء «إيبولا» في مناطق غرب أفريقيا. وأوضحت المنظمة أن القسم الأكبر من المبلغ، وهو 903 ملايين دولار، سيتخصص للمساعدة في تحصين الأطفال ضد الأمراض، وتنقية المياه، وتحسين أساليب الصحة العامة والتعليم في سوريا، وما حولها.
وستوجه 500 مليون دولار أخرى إلى مساعدة المجتمعات المتضررة من «إيبولا» عن طريق برامج الوقاية والعلاج.
وفي الوقت نفسه، تسعى المنظمة إلى جمع 32 مليون دولار لأوكرانيا، إذ تقول إن 600 ألف شخص نزحوا عن ديارهم داخل البلاد، وإن نحو 1.7 مليون طفل متضررون من الصراع.
وأكد المتحدث باسم منظمة «يونيسيف» بسمارك سوانغن لـ«الشرق الأوسط»: «الأطفال المتضررون من الأزمة السورية (التي تمثل أكبر تهديد للأطفال في العصر الحديث) هم الأولوية الأولى لـ(اليونيسيف)، وقد تضرر أكثر من 8 ملايين طفل سوري في خلال السنوات الـ4 الأخيرة، من بينهم أكثر من 5.6 مليون طفل تعرض للحرب في سوريا، و1.7 مليون آخرين لاجئين في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، وتتزايد الأرقام يوميا».
وفي هذا العام، كجزء من خطة «يونيسيف» الخاصة بسوريا عام 2015، ستجدد المنظمة جهودها لحماية الأطفال في أقسى ظروف، كما قال سوانغن.
وستوفر لهم المنظمة المزيد من الخدمات، وهي وصول برامج غذائية إلى أكثر من مليوني طفل مشرد داخل سوريا، وضمان نصف مليون طفل يتلقى الكتب المدرسية.
وقالت مديرة برنامج الطوارئ في «يونيسيف» أفشان خان: «من الكوارث الطبيعية المدمرة إلى الصراعات العنيفة والأوبئة المنتشرة، يواجه أطفال العالم جيلا جديدا من الأزمات الإنسانية».
وأعربت خان: «وسواء كانت هذه الأزمات تتصدر عناوين الأخبار أو كانت مخفية عن العيان، تطارد حالات الطوارئ الناشئة عن الانقسامات الاجتماعية، وتغير المناخ، الأطفال بشكل لم نره من قبل».
وهناك أعداد متزايدة من الأطفال تواجه صراعات معقدة ومدمرة، وكوارث طبيعية وحالات طوارئ أخرى، بما فيها وباء «إيبولا»، الأمر الذي يعرضهم بشكل استثنائي للعنف، والجوع، والمرض، وبالتالي تبرز الحاجة للمزيد من الموارد للتصدي لهذه الأزمات.
ويغطي النداء أيضا أزمات منسية تعاني من قلة التمويل، رغم أن الأطفال هناك بأمسّ الحاجة للمساعدة. ومن بين هذه الأزمات الأطفال في أفغانستان، تم تمويل 35 في المائة من احتياجاتها فقط في عام 2014، ودولة فلسطين، تم تمويل 23 في المائة من احتياجاتها في العام الماضي.
ويُذكر أن 5.2 مليون شخص يعيشون في مناطق النزاع، ووصل عدد النازحين إلى 600 ألف شخص. ويعيش طفل واحد من كل 10 أطفال بالعالم، أو 230 مليون طفل، لوحدهم حاليا في دولة أو منطقة متأثرة بالنزاعات المسلحة. وبلغ عدد الأطفال المتأثرين 1.7 مليون طفل في كل أنحاء العالم.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.