«أسترازينيكا» لتزويد الاتحاد الأوروبي بملايين الجرعات «خلال أيام»

ممرضتان تجهزان جرعات من اللقاح في نانت الجمعة (رويترز)
ممرضتان تجهزان جرعات من اللقاح في نانت الجمعة (رويترز)
TT

«أسترازينيكا» لتزويد الاتحاد الأوروبي بملايين الجرعات «خلال أيام»

ممرضتان تجهزان جرعات من اللقاح في نانت الجمعة (رويترز)
ممرضتان تجهزان جرعات من اللقاح في نانت الجمعة (رويترز)

بعد موافقة الوكالة الأوروبية للأدوية على استخدام اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد وتنتجه شركة «أسترازينيكا» البريطانية - السويدية، وبينما كانت تعلن شركة «جونسون وجونسون» الأميركية أن فاعلية لقاحها الذي يعطى بجرعة واحدة تصل إلى 66 في المائة، كشفت المفوضية الأوروبية بعض البنود السرية من الاتفاق الموقع مع «أسترازينيكا»، التي تدعم موقفها بأن الشركة ملزمة بإعطاء الأولوية لتزويد بلدان الاتحاد الأوروبي بكميات اللقاح المتفق عليها.
ويستفاد من بنود الاتفاق التي قررت المفوضية كشفها أن الشركة تتعهد «بذل أقصى مجهود ممكن لإنتاج اللقاح في مصانعها الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي». وكانت المفوضية تطالب الشركة بتحويل جزء من إنتاجها في المملكة المتحدة لتلبية احتياجات بلدان الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن أعلنت «أسترازينيكا» عن خفض الكميات التي ستسلمها إلى المفوضية في الدفعة الأولى بسبب من مشكلات في سلاسل إنتاج مصانعها الأوروبية، وأنها ستعطي الأولوية لتزويد المملكة المتحدة بالكميات الموعودة في الاتفاق الموقع قبل شهرين من توقيع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
ورغم أن الشركة ما زالت تصر على العراقيل التقنية لتبرير التأخير الذي أعلنت عنه في تسليم الكميات المتفق عليها إلى الاتحاد الأوروبي، بدأت تعطي إشارات باعترافها بأن العقد يلزمها بذل أقصى الجهود في جميع مصانعها المنتشرة في العالم لتسليم أكبر كميات ممكنة إلى السوق الأوروبية. وأوضح المدير التنفيذي للشركة باسكال سوريو: «لدينا سلسلة إمدادات عالمية واسعة جداً، وقررنا نقل المادة الأساسية لإنتاج اللقاح من بعض المصادر إلى المصانع الموجودة في الاتحاد الأوروبي لتعبئتها». كما أكد أن «عملية تسليم أولى تتضمن حوالي ثلاثة ملايين جرعة يُفترض أن تُرسل في الأيام القليلة المقبلة».
تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الأوروبية وافقت على استخدام لقاح «أسترازينيكا» لكل من تجاوز الثامنة عشرة من غير تحديد أي سقف عمري، فيما لا تزال ألمانيا ترفض إعطاءه لمن تجاوز الرابعة والستين، لاعتبارها أنه لا توجد بيانات كافية عن التجارب السريرية التي أجريت على هذه الشريحة العمرية. وكانت الوكالة الأوروبية قد ذكرت في بيان موافقتها على اللقاح التي جاءت بعد اجتماع دام أكثر من ست ساعات، إن «اللقاح يمكن إعطاؤه لكل الذين تجاوزوا الثامنة عشرة، لكن إذا توفر لقاح آخر من المستحسن إعطاؤه لمن تجاوز الرابعة والستين».
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تأييده لموقف ألمانيا التي حاولت حتى اللحظة الأخيرة إقناع الوكالة الأوروبية باعتماد الموقف نفسه، وقال إن «الملاحظات الأولى على لقاح (أسترازينيكا) ليست مشجعة بالنسبة لمن تجاوز الستين عاماً».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.