«الوفاق» تلجأ إلى شركة ألمانية لحل أزمة انقطاع الكهرباء

فائز السراج خلال لقائه أمس وزير ماليته ورئيس ديوان المحاسبة (المجلس الرئاسي)
فائز السراج خلال لقائه أمس وزير ماليته ورئيس ديوان المحاسبة (المجلس الرئاسي)
TT

«الوفاق» تلجأ إلى شركة ألمانية لحل أزمة انقطاع الكهرباء

فائز السراج خلال لقائه أمس وزير ماليته ورئيس ديوان المحاسبة (المجلس الرئاسي)
فائز السراج خلال لقائه أمس وزير ماليته ورئيس ديوان المحاسبة (المجلس الرئاسي)

لجأ فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، إلى شركة «سيمنس» الألمانية للتغلب على أزمة انقطاع التيار الكهرباء خلال فصل الصيف على وجه الخصوص، والتي تعاني منها مدن منطقة طرابلس بسبب تهالك الشبكة وتعرض بعض بنيتها للتدمير بسبب الحرب على العاصمة. كما بحث أمس مع وزير ماليته فرج بومطاري، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، تذليل العقبات التي تواجه مشروعات الكهرباء.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي أمس، إنه في «إطار الجهود المبذولة لإيجاد حلول عاجلة وفعالة لمشكلة الكهرباء، عقد السراج اجتماعاً مشتركاً عبر تقنية (فيديو كونفرنس) مع المسؤولين عن شركة «سيمنس» الألمانية، بمشاركة رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور كريستيان بروخ، وعدد من مديري الشركة، كما شارك رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء في ليبيا (جيكول) وئام العبدلي، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على «خطة عاجلة للتغلب على مشكلة الكهرباء خلال فضل الصيف».
وعرض السراج عددا من المطالب، التي وصفها بـ«الملحة»، مشدداً على أهمية «المساعدة في التخفيف من حدة أزمة الكهرباء خلال فترة الذروة الصيفية المقبلة». وقال إنها «خطوط عريضة يُترك للخبراء والفنيين الخوض في تفاصيلها»، لكنه عبر عن رغبته في أن تتعدى الشراكة بين «سيمنس» والشركة العامة للكهرباء في ليبيا حدود العلاقة التقليدية بين المالك والمقاول، إلى علاقة «تكافل وتكامل يمكن من خلالها المساعدة في نقل التقنية، وتطوير قدرات الشركة المحلية سواء بشرياً أو تقنياً». وطرح السراج ثلاثة عناصر لتحقيق هذه الشراكة أولها، وضع وتنفيذ برنامج تدريبي لتكوين فرق من مهندسين ليبيين، مجازين من شركة «سيمنس» في أعمال الصيانة والعمرات، بالإضافة إلى وضع آلية يمكن من خلالها توفير المتطلبات الفنية الطارئة (من خدمات وقطع غيار)، دون خضوعها للروتين والإجراءات التقليدية، وثالث هذه العناصر تقديم دعم فني لقسمي الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة طرابلس.
كما تطرق السراج إلى تاريخ العلاقة مع شركة «سيمنس»، التي قال إنها تمتد لعقود، وقال إنّها علاقة شراكة قوية حققت نتائج مهمة، من بينها التوقيع على اتفاقية الصيانة والتنفيذ لعدد من المشروعات في ليبيا.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس إدارة «سيمنس»، وفقا لبيان المجلس الرئاسي، ليبيا «شريكاً فعالاً ومهماً لشركته»، كما أبدى بروخ الاستعداد للتعاون المشترك للتخفيف من حدة مشكلة الكهرباء الصيف المقبل. وتعاني مدن الغرب الليبي من أزمات انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر خلال فصل الصيف، لمدد تصل إلى 17 ساعة في اليوم، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات أمام مقر الشركة العامة للكهرباء، والمجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» في طرابلس. واضطر السراج أمام هذه الأزمة إلى إعادة تشكيل مجلس إدارة جديد للشركة العامة للكهرباء.
وعقب اتفاق السراج مع الشركة الألمانية، اجتمع السراج مع بومطاري وشكشك والعبدلي لبحث إمكانية إيجاد آليات عمل، تعجل بتوفير المتطلبات المالية، وتذليل العقبات أمام برامج تغطية العجز في إمدادات الكهرباء، وخطط زيادة القدرة الإنتاجية، والإسراع بتنفيذ المشروعات الخاصة بالإصلاح والصيانة، «للتغلب ولو جزئياً على مشكلة انقطاع الكهرباء، والتخفيف من حدتها خلال فصل الصيف المقبل».
وكانت الشركة العامة للكهرباء قد أعلنت أكثر من مرة أن وضع الشبكة «حرج جداً»، مما يتطلب «ضرورة تعاون جميع المدن والمناطق في عملية طرح الأحمال». لكنها كشفت عن «كثير من المواطنين يرفضون ذلك ويستخدمون السلاح لمنع طرح الأحمال في مناطقهم».



الحزب الديمقراطي يعدل عن مقاطعة انتخابات إقليم كردستان العراق

أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
TT

الحزب الديمقراطي يعدل عن مقاطعة انتخابات إقليم كردستان العراق

أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)

أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، قراره المشاركة في انتخابات إقليم كردستان، التي سبق أن قاطعها اعتراضاً على الآليات الخاصة بإجرائها، والتي كانت مقررة في العاشر من شهر يونيو (حزيران) الحالي.

وقال مسؤول فرع الحزب بمحافظة السليمانية آري هرسين، اليوم الأحد، إنه «نظراً للتغييرات التي طرأت على آلية انتخابات برلمان كردستان، فإن الحزب سيشارك بها».

وأضاف هرسين، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة السليمانية، لمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس الاتحاد الوطني بزعامة الزعيم الكردي الراحل جلال طالباني، أن «الحزب دائماً مستعد لخوض الانتخابات، ولكن كانت لديه ملاحظات حول آلية إجرائها، وحالياً ومع التغييرات التي طرأت عليها سيشارك الحزب في انتخابات برلمان كردستان المرتقبة».

من جهته قال زياد جبار، مسؤول فرع حزب الاتحاد الوطني في مدينة السليمانية، خلال المؤتمر: «نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني، ندعو إلى إجراء الانتخابات في أسرع وقت، وننتظر رئيس الإقليم لتحديد الموعد الجديد لإجرائها».

من جهتها أعلنت عضو البرلمان العراقي عن الحزب، إخلاص الدليمي، في تصريح لـها، أن «رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، سوف يصدر، في غضون يومين، قراراً يحدد فيه موعد إجراء الانتخابات».

وأضافت أن «الحزب الديمقراطي لم يكن لديه اعتراض على إجراء الانتخابات أو توقيت إجرائها، بل طالب مرتين بإجرائها، وجرى تحديد الوقت، لكن الاتحاد الوطني هو من طلب تأجيلها».

وأوضحت الدليمي أن «الاعتراض كان على القرارات التي صدرت عن المحكمة الاتحادية، والتي جرى بموجبها إلغاء كوتا الأقليات، فضلاً عن أنها أناطت مهمة الطعن للهيئة القضائية في الاتحادية دون مشاركة الإقليم، كما ألغت أصواتاً من الإقليم».

وأشارت إلى أنه «بعد التعديل الذي حصل لهذه القرارات، وافق الحزب الديمقراطي على الدخول في الانتخابات، والتي سيجري تحديد موعدها من قِبل رئيس الإقليم».

يُذكر أن رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، زار العاصمة العراقية بغداد، الأسبوع الماضي، بعد زيارة وُصفت بالناجحة قام بها إلى إيران. وخلال زيارته إلى بغداد، حضر بارزاني اجتماعات ائتلاف إدارة الدولة الداعم لحكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والذي يتكون، بالإضافة إلى الكرد والسنة، من قوى الإطار التنسيقي الشيعي.

كما زار بغداد، الخميس الماضي، رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، الذي التقى معظم القيادات السياسية والحزبية في بغداد، فضلاً عن لقاءاته مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان بالإنابة محسن المندلاوي.

وعلى الرغم من عدم التوصل إلى حلول نهائية للخلافات بين بغداد وأربيل على مختلف المستويات، فإن الفقرة التي تتعلق برواتب موظفي إقليم كردستان قامت الحكومة الحالية بإرسالها إلى الإقليم على شكل سلف، كل شهرين أوثلاثة.

ومع أن هذه السياسة كانت متبَعة، خلال حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، لكن القوى السياسية والحزبية، ولا سيما الشيعية، كانت ترفض إرسال تلك الأموال إلى الإقليم الذي تتهمه بإيواء الموساد الإسرائيلي، وهو ما جعل مناطق الإقليم، بما فيها عاصمة الإقليم مدينة أربيل، عرضة للقصف بالصواريخ والمُسيّرات، إذ تلقت ضربة إيرانية مباشرة أدت إلى مقتل رجل أعمال كردي وعائلته، خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

لكن سلسلة الزيارات، التي قام بها قادة الإقليم إلى بغداد، وزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الإقليم، وقيامه بإرسال الرواتب مع دعوة من قِبل الحكومة الاتحادية إلى توطين رواتب موظفي الإقليم، أعادت الدفء إلى العلاقات مجدداً.

وفي الوقت الذي برزت الآن أزمة جديدة تخص جداول الموازنة المالية للعام الحالي 2024، حيث اتهمت قيادات شيعية سياسية وبرلمانية الحكومة الاتحادية بزيادة حصة الإقليم من الموازنة على حساب محافظات الوسط والجنوب، إلا أن الزيارة الأخيرة، التي قام بها إلى بغداد مسرور بارزاني، رئيس وزراء الإقليم، حدّت كثيراً من اعتراضات النواب.

إلى ذلك، وبالتزامن مع زيارة بارزاني إلى بغداد، تفجرت أزمة أخرى بين أعلى هيئتين قضائيتين في العراق هما المحكمة الاتحادية العليا، ومحكمة التمييز، بعد أن اتهمت محكمة التمييز المحكمة الاتحادية بأنها تجاوزت صلاحياتها.

في هذا السياق، فإن قرار محكمة التمييز فتح الباب أمام الإقليم للطعن بالقرارات التي كانت أصدرتها المحكمة الاتحادية ضد أربيل، خلال السنتين الماضيتين.