من القاعدة الشعبية حتى مستوى النخبة... كرة القدم البرازيلية تعاني من العنصرية

التمييز العرقي في اللعبة يُنظر إليه على أنه جزء من الثقافة الرياضية

نادي باهيا أقال المدير الفني مانو مينيزيس بسبب ميوله العنصرية (رويترز)
نادي باهيا أقال المدير الفني مانو مينيزيس بسبب ميوله العنصرية (رويترز)
TT

من القاعدة الشعبية حتى مستوى النخبة... كرة القدم البرازيلية تعاني من العنصرية

نادي باهيا أقال المدير الفني مانو مينيزيس بسبب ميوله العنصرية (رويترز)
نادي باهيا أقال المدير الفني مانو مينيزيس بسبب ميوله العنصرية (رويترز)

يتعرض أصحاب البشرة السمراء في البرازيل للضرب حتى الموت في محلات السوبر ماركت في يوم الوعي بحقوق السود (يوافق 20 من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام للاحتفال بأصحاب البشرة السمراء، ومساهمتهم وقيمتهم في المجتمع)، ويتعرضون للمضايقات والوحشية بشكل روتيني من قبل الشرطة، بل ويتم استبعادهم من الصور التسويقية للمدارس الخاصة، بحيث لا يظهر في تلك الصور سوى أقرانهم من أصحاب البشرة البيضاء. وعادة ما تكون ملاعب كرة القدم أحد الأماكن القليلة التي لا يتعرض فيها البرازيليون أصحاب البشرة السمراء للتحيز والعنصرية، وعادة ما توفر شكلاً من أشكال الهروب من الواقع القاسي للحياة اليومية. ومع ذلك، أظهر حادثان خلال فترة عيد الميلاد أن حتى كرة القدم ليست بمنأى عن العنصرية، سواء على مستوى القاعدة الشعبية أو على مستوى المحترفين.
أولاً، انتشر مقطع فيديو يظهر فيه صبي يبلغ من العمر 11 عاماً، يدعى لويس إدواردو، في ختام إحدى المباريات في كالداس نوفاس بولاية غوياس الريفية وقد أصيب بالذهول وانخرط في البكاء، بعد أن طلب المدير الفني للفريق المنافس من لاعبيه مراراً «مراقبة هذا الأسود». وقد ارتدى لاعبو نادي كورينثيانز قمصاناً عليها اسم «لويس إدواردو» في مباراتهم ضد غوياس بعد بضعة أيام من تلك الواقعة، وتلقى هذا الطفل مقاطع فيديو تدعمه من لاعبين كبار مثل غابرييل خيسوس ونيمار. وعرض عليه نادي سانتوس (وهو النادي الذي نشأ وترعرع به نيمار) أن يخوض فترة اختبار للانضمام إلى النادي.
وفي البرازيل التي تعد واحدة من أكثر المجتمعات غير المتكافئة عرقياً في العالم، والتي تعاني من ضعف التعليم، وارتفاع تكاليف التعليم الخاص، وانخفاض الحد الأدنى للأجور بشكل مؤسف، تعد كرة القدم أحد السبل القليلة لحياة أفضل بالنسبة للأطفال الصغار من أصحاب البشرة السمراء وأسرهم، وهو ما يجعل ملايين الأطفال يحلمون باحتراف كرة القدم. ومع ذلك، وكما ظهر خلال الاشتباكات بين لاعبي فلامنغو وباهيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن الهروب من الفقر لا يعني أن اللاعبين لا يعانون من التمييز والعنصرية.
ففي أثناء هذه المباراة، قال لاعب خط وسط فلامنغو، جيرسون، إن لاعب باهيا، خوان بابلو راميرز، قاله له: «أغلق فمك، أيها الزنجي». وقال جيرسون في تصريحات بعد المباراة: «لقد لعبت كثيراً من المباريات محترفاً، ولم أقل أي شيء لأنني لم أعاني من أي تحيز. لكن بعد استقبال أحد الأهداف، دخل راميرز في شجار مع برونو هنريكي، وذهبت للتحدث معه، فقال لي: (أغلق فمك أيها الزنجي). يتعين عليه أن يتعلم احترام الناس».
وعلق كثير من اللاعبين البارزين على الحادث، حيث قال مهاجم إيفرتون، ريتشارليسون، الذي لعب إلى جانب جيرسون مع كثير من فرق الشباب في البرازيل، لزميله السابق على موقع «تويتر»: «لن ينجحوا في إسكاتنا؛ سوف نصرخ بصوت أعلى وأعلى! نحن معاً يا أخي! أحرقوا العنصريين!».
وبعد المباراة، دخل المدير الفني لنادي باهيا، مانو مينيزيس، في شجار مع جيرسون بجوار خط التماس، واتهمه بـ«الخداع». وأشار مينيزيس الذي تولى قيادة منتخب البرازيل قبل عقد من الزمان، وقاده للوصول إلى المباراة النهائية لدورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، إلى أن جيرسون اتهم راميرز بالعنصرية للحصول على بعض المكاسب في مباراة صعبة. وتسببت تلك الضجة في حرج شديد لنادي باهيا الذي كان دائماً ما يفتخر بأنه أحد أكثر الأندية البرازيلية مناهضة للعنصرية وكراهية المثليين. وبعد نهاية المباراة، أعلن النادي أنه أوقف راميرز وأقال مينيزيس. وقال النادي إنه أقال المدير الفني بسبب سوء النتائج (يحتل النادي المركز السادس عشر في جدول ترتيب الدوري البرازيلي، بعد الخسارة أمام فلامنغو بأربعة أهداف مقابل ثلاثة)، لكن يبدو أن التصريحات التي أدلى بها المدير الفني قد لعبت دوراً في إقالته من منصبه.
يقول الصحافي البرازيلي المتخصص في شؤون كرة القدم، برييلر بيريس: «من المؤكد أن موقفه كان له تأثير كبير على القرار الذي اتخذه نادي باهيا بإقالته من منصبه في اليوم نفسه». ومع ذلك، يشير بيريس إلى أن هذا لا يعني أن باقي الأندية الأخرى كانت ستتصرف بهذه السرعة أو بهذا الشكل الحاسم لمعاقبة المسيئين، مضيفاً: «لو حدث هذا الأمر في فريق آخر، ربما كنا سنرى سلوكاً مختلفاً تماماً. باهيا معروف باتخاذه للإجراءات الإيجابية، وهو ما ساهم في تبني النادي لموقف لا يتسامح على الإطلاق مع المسيء، لذا قام بإيقاف لاعبه، وتجنب إلقاء اللوم على الضحية».
ويضيف: «رغم ذلك، لا يزال النادي بحاجة إلى التحسن. لقد كانت إقالة روجر ماتشادو، المدير الفني صاحب البشرة السمراء الملتزم اجتماعياً، وتعيين مانو بدلاً منه بمثابة خطأ؛ لم ينظر النادي إلى المسؤولية الاجتماعية، ونظر فقط إلى الجانب الرياضي للأمور. وبسبب تلطيخ صورتهم نتيجة هذه القضية، فقد دفعوا الثمن غالياً. يتعين على نادي باهيا أن يجعل لاعبيه وموظفيه أكثر وعياً بموقفهم، من خلال تعليمهم أهمية إظهار المواقف المناهضة للعنصرية، وأن النادي وجماهيره لن يتسامحوا أبداً مع العنصرية».
وتقدم جيرسون بشكوى إلى الشرطة، بينما تقدم راميرز باعتذار في وقت لاحق في مقطع فيديو نشره النادي على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة به. ويؤكد راميرز أنه لم يطلب من جيرسون أن يغلق فمه، وأنه لم يقل أي شيء عنصري، مشيراً إلى أنه ربما يكون قد أسيء فهمه.
واستعان نادي باهيا بمتخصص في اللغة، خلص إلى أنه لم يكن هناك أي خطأ من جانب لاعب الفريق. ومنذ ذلك الحين، تم رفع الإيقاف عن اللاعب، وأعيد إلى صفوف الفريق. ويقول النادي إنه سيتخذ خطوات لمنع مزيد من الحوادث العنصرية، بما في ذلك كتابة فقرات «مناهضة للعنصرية وكراهية الأجانب وكراهية المثليين» في عقود لاعبيه، وإشراك اللاعبين في دورات لمناهضة العنصرية في فترة الاستعداد للموسم الجديد. كما اقترح النادي بروتوكولاً مناهضاً للتمييز في المباريات، وأيد فكرة الاحتفال بيوم وطني لمكافحة العنصرية في كرة القدم في البرازيل.
وانتقد داني ألفيس الذي بدأ مسيرته الكروية في باهيا، ولعب تحت قيادة مينيزيس في منتخب البرازيل، وعاد الآن إلى البرازيل ليلعب مع نادي ساو باولو، العقوبات المفروضة على مينيزيس وراميرز، وكتب على «إنستغرام»: «يبدو من العار بالنسبة لي أننا تطورنا في كثير من الأشياء المبتذلة، لكن في الأشياء التي كان يجب علينا تطويرها حقاً، أصبحنا أكثر غباءً! ما دامت لا توجد عقوبة شديدة، فلن ينتهي الأمر أبداً».
ويتفق بيريس مع ذلك، قائلاً: «الإقالة لا تكفي لما فعله مينيزيس، خاصة أن سلوكه كان مستهجناً. لا يمكن لمدير فني محترف في كرة القدم أن يتصرف بالطريقة التي تصرف بها في مواجهة تقرير عن العنصرية، حيث قام بتوجيه اللوم إلى الضحية وتشويه سمعته. لقد كانت هذه أسوأ حلقة في مسيرته المهنية».
ويقول بيريس إن قضيتي لويس إدواردو وجيرسون «تعكسان العنصرية البنيوية في المجتمع الذي لا يزال يهمش أصحاب البشرة السمراء، كما حدث مع جواو ألبرتو في سوبر ماركت كارفور في يوم الوعي بأهمية أصحاب البشرة السمراء، ومساهمتهم في المجتمع. في كرة القدم، هناك تسامح أكبر مع العنصرية، ويُنظر إلى الجرائم العنصرية على أنها جزء من الثقافة الرياضية، وهو أمر واضح عندما يتعامل مانو مينيزيس مع اتهام بالعنصرية على أنه استفزاز في كرة القدم. لقد أصبح غياب أصحاب البشرة السمراء عن المناصب القيادية -مثل المديرين الفنيين والمديرين التنفيذيين ورؤساء الأندية- أمراً طبيعياً، رغم أن كرة القدم مليئة بالرياضيين العظماء من أصحاب البشرة السمراء. إن عدم تمثيل أصحاب البشرة السمراء بالشكل المناسب في أقوى الأدوار والمناصب الرياضية هو أحد الأسباب التي تجعل الجرائم العنصرية تمر دون عقاب بشكل عام، في الوقت الذي يتم فيه إلقاء اللوم على الضحايا».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.