دراسة: الكلام خطير مثل السعال في نشر «كورونا»

أشخاص يرتدون الكمامة في باريس (رويترز)
أشخاص يرتدون الكمامة في باريس (رويترز)
TT
20

دراسة: الكلام خطير مثل السعال في نشر «كورونا»

أشخاص يرتدون الكمامة في باريس (رويترز)
أشخاص يرتدون الكمامة في باريس (رويترز)

أكدت دراسة علمية جديدة أن الكلام قد يكون خطيراً مثل السعال في نشر فيروس «كورونا» المستجد.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أشار الباحثون القائمون على الدراسة إلى أن «كورونا» يمكن أن ينتقل من خلال عدة طرق، بما في ذلك القطرات المحتوية على الفيروس التي تنبعث عندما يتنفس الشخص المصاب أو يتحدث أو يسعل، وهو ما يفسر سبب انتشار المرض بسهولة أكبر في الأماكن المغلقة.
وبينما تتساقط القطرات الكبيرة على الأرض بعد أن تقطع مسافات قصيرة، يمكن للقطرات الصغيرة المعروفة باسم الهباء الجوي أن تحمل الفيروس لمسافات تزيد على مترين.
وقام فريق الدراسة ببناء نماذج تأخذ في الاعتبار حجم القطرات المنبعثة من الأفراد المصابين عند التحدث أو السعال.
ونظر الفريق أيضاً في مخاطر العدوى، مع الأخذ في الاعتبار الحمل الفيروسي للأفراد المصابين بـ«كورونا» والجرعة المقدّرة المطلوبة للتسبب في العدوى.
وخلصت الدراسة إلى أنه من غير الآمن الوقوف من دون قناع على بُعد مترين من شخص مصاب يتحدث أو يسعل، مؤكدة أن العطس والسعال قد يعرّضان الشخص لنفس خطر الإصابة.
وأوضح الباحثون أنهم لاحظوا أنه بعد ساعة من تحدث الشخص المصاب لمدة 30 ثانية، يكون الهباء الجوي المتبقي محمّلاً بكتلة فيروسية كبيرة جداً، مضيفين أنه في المساحات الصغيرة ومن دون تهوية قد يكون هذا كافياً للتسبب في الإصابة بـ«كورونا».
وقال البروفسور بيدرو ماغالهايس دي أوليفيرا، خبير ميكانيكا الموائع في جامعة كامبريدج والذي شارك في إعداد الدراسة: «التحدث مسألة مهمة للغاية يجب أخذها في الاعتبار لأنها تُنتج جزيئات أدق بكثير من السعال ويمكن تعليق هذه الجسيمات، أو الهباء الجوي، لأكثر من ساعة بكميات كافية للتسبب في المرض».
وتابع: «ينبغي أن نعي أيضاً أن انتقال الفيروس لشخص ما يعتمد على مقدار الهباء الجوي الذي يتنفسه، والذي يتأثر بعوامل بما في ذلك التهوية بالمكان وارتداء الشخص للكمامة ووقوفه على مسافة مناسبة من غيره».
واستخدم الفريق عملهم لتطوير آلة حاسبة على الإنترنت، تسمى Airborne.cam، تساعد الأشخاص على استكشاف خطر الإصابة بالفيروس في الأماكن المغلقة عن طريق الجسيمات المحمولة جواً.
وفقاً للأداة، فإن قضاء ساعة واحدة في متجر بمساحة 250 متراً مربعاً -يُفترض أن يتسع لـ50 شخصاً كحد أقصى- ينتج عنه احتمال إصابة الفرد بنسبة 8% تقريباً بفيروس «كورونا»، بافتراض وجود خمسة مصابين في المتجر وعدم ارتداء الجميع للكمامة.
وإذا تم تحسين التهوية يمكن خفض هذا الخطر إلى أقل من 2%، كما يمكن الحصول على انخفاض مماثل إذا ارتدى الجميع الكمامات ثلاثية الطبقات.
وفي حين أن مخاطر الإصابة ليست سوى تقديرات نظرية، فقد أكد الفريق أن الأداة يمكن أن تساعد المستخدمين على استكشاف طرق للبقاء آمنين في سيناريوهات مختلفة.


مقالات ذات صلة

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان
TT
20

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

عندما نذكر اسم لودفيغ فان بيتهوفن، يتبادر إلى أذهاننا فوراً أحد أعظم عباقرة الموسيقى في التاريخ، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن بيتهوفن لم يؤلف أعظم أعماله في أوج قوة سمعه، بل في أحلك فترات حياته عندما فقد قدرته على السمع تدريجياً حتى أصبح أصمّ تماماً. والسؤال المذهل هو: كيف استطاع هذا الموسيقيّ العبقريّ أن يواصل تأليف الموسيقى بعد أن حُرم من أهم حواسه كمؤلف موسيقيّ؟

الأسنان... للشعور بالموسيقى

السر يكمن في عبقريته وابتكاره اللذين سبق بهما عصره. فقد لجأ بيتهوفن إلى وسيلة غريبة وفريدة: استخدام أسنانه للشعور بالموسيقى. نعم، لقد كان يضع عصا بين أسنانه ويُثبت طرفها الآخر على آلة البيانو. وعندما يعزف، تنتقل الذبذبات الصوتية عبر العصا إلى عظام الفك ومن ثم إلى الأذن الداخلية، فيتمكن من سماع الموسيقى من خلال الاهتزازات وحدها. وهذا الاكتشاف الشخصي الرائع كان بمثابة ثورة صامتة في عالم الإبداع الإنساني.

التوصيل العظمي

قبل أن يُكتشف مبدأ التوصيل العظمي علمياً، استخدم بيتهوفن هذه التقنية بشكل غير واعٍ ليستمع إلى الموسيقى بعد أن فقد سمعه. كان يضع قضيباً معدنياً بين أسنانه موصولاً بآلة البيانو، فتنتقل اهتزازات الصوت عبر عظام الفك مباشرةً إلى أذنه الداخلية. تُعرف هذه الطريقة اليوم باسم التوصيل العظمي، وهي تقنية تتجاوز الأذن الخارجية والوسطى لتنقل الصوت مباشرةً إلى قوقعة الأذن. ورغم أن هذا المفهوم لم يُدرس علمياً إلا في القرن التاسع عشر، فإن بيتهوفن كان من أوائل من استفادوا منه بشكل عملي ومدهش.

التقنية تقلل عبء الإعاقات

بيتهوفن لم يستسلم للعجز. بل على العكس، أنتج في سنوات صممه أرقى وأعظم أعماله، من بينها السيمفونية التاسعة الخالدة، التي لا تزال تُبهر المستمعين في كل أنحاء العالم حتى يومنا هذا. وهذه القصة لا تسلط الضوء فقط على عبقرية موسيقية، بل على إرادة إنسانية فذَّة رفضت أن تنكسر أمام قيود الجسد.

إن تجربة بيتهوفن تعطينا درساً بليغاً في الإصرار والابتكار. فالفن ليس حكراً على من يملكون الحواس كاملة، بل هو انعكاس لروح الإنسان وقوة إرادته في مواجهة التحديات. ومن المؤسف أن هذا الجانب الإنساني في حياة بيتهوفن لا يُذكر كثيراً، رغم أنه يمثل أعظم ما في قصة هذا الموسيقي الخالد.

في عالم اليوم، حيث تُعتمَد التكنولوجيا في علاج الإعاقات وتذليل العقبات، تظل قصة بيتهوفن شاهداً على عظمة الإنسان في ابتداع الحلول، حتى في غياب الأدوات العصرية.