بيلوسي تطالب بمقاضاة أي مشرع «ثبُت ضلوعه في اعتداء الكونغرس»

تقارير متضاربة حول هدف المقتحمين... واستمرار التحقيقات

بيلوسي لدى عقدها مؤتمراً صحافياً أول من أمس (أ.ب)
بيلوسي لدى عقدها مؤتمراً صحافياً أول من أمس (أ.ب)
TT

بيلوسي تطالب بمقاضاة أي مشرع «ثبُت ضلوعه في اعتداء الكونغرس»

بيلوسي لدى عقدها مؤتمراً صحافياً أول من أمس (أ.ب)
بيلوسي لدى عقدها مؤتمراً صحافياً أول من أمس (أ.ب)

طالبت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، الجمعة، بمقاضاة أي مشرع «ساعد» مؤيدي الرئيس دونالد ترمب على اقتحام مبنى الكونغرس، حسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام أميركية. وقالت بيلوسي: «إذا تبين أن أعضاء من الكونغرس شاركوا في هذا التمرد المسلح، أو ساعدوا وحرضوا على الجرائم، فإنه سيتعين اتخاذ إجراء خارج الكونغرس فيما يخص المقاضاة».
وأودى الهجوم غير المسبوق بحياة خمسة أفراد، ودفع مجلس النواب إلى التصويت على عزل ترمب للمرة الثانية، بسبب الخطاب الذي ألقاه على مناصريه حاضاً إياهم على التصدي لفوز الرئيس المنتخب جو بايدن و«استعادة البلاد». وتغلب المئات الذين اقتحموا المبنى على الشرطة، مما أثار تساؤلات عن سبل تأمينه، وعن معرفة بعض المشاغبين مواقع مكاتب النواب.
في المقابل، تتكشف معطيات ووقائع جديدة في التحقيقات الجارية حول هذا الاقتحام، في ظل تضارب في المعلومات، خصوصاً تلك التي كانت ولا تزال تتحدث عن وجود مخطط لأسر وقتل عدد من المشرعين.
وقال المدعي العام الفيدرالي للعاصمة واشنطن، مايكل شيروين، الجمعة، إنه لا يوجد دليل مباشر على محاولة قيام بعض الفرق بخطف وقتل مشرعين خلال أعمال الشغب التي اندلعت في مبنى الكابيتول. وتأتي تصريحاته بشكل يتعارض مع اتهام مكتب منفصل للمدعي العام في ولاية أريزونا، مثيري الشغب، بالسعي إلى «أسر واغتيال» مشرعين. وأدرج ممثلو الادعاء هذا الاتهام في ملف يطلبون فيه من القاضي احتجاز جاكوب تشانسلي، أحد قادة الغوغاء، الذي تم تصويره بغطاء رأس من جلد الدب وقرنين، وكان يضع على وجهه طلاء بلون العلم الأميركي الأحمر والأبيض والأزرق، وكان عاري الصدر. وقال المدعون العامون في ملف المحكمة، إن الأدلة القوية بما فيها كلمات تشانسلي نفسه وتصرفاته في مبنى الكابيتول، تؤيد حقيقة أن نية مثيري الشغب هي القبض على المسؤولين المنتخَبين في حكومة الولايات المتحدة واغتيالهم. وناقض شيروين هذه الادعاءات في حديثه مع الصحافيين، الجمعة، قائلاً إن هناك «انفصالاً» بين سلطات تطبيق القانون الاتحادية، وفقاً لتقرير في الإذاعة العامة الأميركية. ويتهم ممثلو الادعاء في أريزونا، تشانسلي، «بالمشاركة النشطة في تمرد حاول بعنف الإطاحة بحكومة الولايات المتحدة». كما يُزعم أنه ترك رسالة على منصة نائب الرئيس مايك بنس، محذراً من أن «المسألة مسألة وقت فقط، وأن العدالة قادمة». صحيفة «واشنطن بوست»، كانت أوردت، في تقرير لها، الجمعة، أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، نجا بأعجوبة من المجموعة التي اقتحمت مبنى الكابيتول، التي كانت على بعد 100 قدم فقط من مكانه داخل الكونغرس. وكان المحتجون قد هتفوا بشعارات معادية لبنس وطالبوا «بشنقه على شجرة».
هذا وكشفت الصحيفة أن تقريراً داخلياً سرياً وزع في الكونغرس، حذر قبل ثلاثة أيام من الهجوم، من وجود مخطط لسيناريو عنيف. وقال التقرير إن أنصار ترمب رأوا في جلسة الكونغرس «الفرصة الأخيرة» لإلغاء الانتخابات الرئاسية، وهو ما قد يؤدي إلى أعمال عنف في ظل الدعوات للتظاهر أمام الكابيتول، حيث عقد أعضاء المجلسين جلسة مشتركة للتصديق على فوز بايدن بالرئاسة. وحذر التقرير من احتمال تدفق آلاف المتظاهرين الغاضبين الذين يحرضهم ترمب، مدعومين بالمتطرفين البيض وتنظيمات يمينية متطرفة أخرى إلى واشنطن حاملين السلاح، وبأن غضبهم هذه المرة يستهدف أعضاء الكونغرس. وأضاف التقرير أن المنظمين كانوا يحثون أنصار ترمب على القدوم مسلحين بالبنادق، وإحضار معدات قتالية متخصصة، بما في ذلك الأقنعة الواقية من الغازات والسترات الواقية من الرصاص، وبأن التقرير اطلع عليه قادة شرطة الكونغرس، الذي نقله مدير وحدة الاستخبارات جاك دونوهيو. وأضافت الصحيفة أن التقرير دفع قائد شرطة الكونغرس ستيفن سوند، إلى السعي لتفعيل الطوارئ واستدعاء الحرس الوطني. واتهم سوند، الذي قدم استقالته لاحقاً، مسؤولي الأمن في الكونغرس، بعرقلة جهوده لاستدعاء الحرس الوطني.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».