كوريا الشمالية تتعهد تعزيز «قوة الردع النووية»

TT

كوريا الشمالية تتعهد تعزيز «قوة الردع النووية»

قبل أيام من تولّي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد السلطة، تعهَّد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بتعزيز القدرات النووية لبلاده، وذلك في جلسة اليوم الأخير للمؤتمر الاستثنائي الثامن لحزب العمال الحاكم في بيونغ يانغ، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الكورية المركزية» الرسمية، أمس (الأربعاء). وقال كيم: «بينما نعزز قوة ردع الحرب النووية، نحتاج إلى بذل كل ما في وسعنا لبناء أقوى قدرات عسكرية». وفي نظر محلّلين يرمي الزعيم الكوري إلى جذب انتباه الإدارة الأميركية المقبلة في وقت تعاني فيه كوريا الشمالية من عزلة أكثر من أي وقت مضى. ويمثل تغيير الإدارة في واشنطن تحدّياً لبيونغ يانغ التي وصفت سابقاً بايدن بأنه «كلب مسعور» ينبغي «ضربه حتى الموت»، بينما وصف الرئيس الأميركي المنتخب الزعيم الكوري الشمالي بأنه «بلطجي».
وأعلنت بيونغ يانغ أيضاً أنها ستعقد جلسة لمجلس الشعب الأعلى يوم الأحد المقبل، لمناقشة ما تم طرحه خلال مؤتمر الحزب، بحسب ما نقلته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء. وأضاف كيم في المؤتمر: «من خلال تسريع عملية جعل جيشنا أكثر تميزاً وقوة. نحن في حاجة لجعله مستعداً للقيام بدوره ضد أي شكل من أشكال التهديدات أو المواقف غير المتوقعة».
وأعلن كيم خلال آخر يوم للمؤتمر أن على كوريا الشمالية التركيز أيضاً على تنمية الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. واعترف كيم في بداية المؤتمر الحزبي، أمس (الثلاثاء)، أنه لم يتم الإيفاء بأهداف خطة التنمية الاقتصادية الخمسية التي تم وضعها عام 2016.
وكيم الذي أعلن خلال المؤتمر أن الولايات المتحدة هي «العدوّ الأكبر» لبلاده، خاض مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب حرباً كلامية وتبادلاً التهديدات قبل انفراج دبلوماسي تجلّى بلقاءات تاريخية بينهما. وتوقفت المحادثات بشأن الترسانة النووية لكوريا الشمالية، عندما انهارت قمة هانوي بين ترمب وكيم في فبراير (شباط) 2019، على خلفية التفاوض بشأن مدى استعداد كوريا الشمالية للتخلي عن ترسانتها في مقابل تخفيف العقوبات. ومن المتوقّع أن تعود واشنطن إلى نهج دبلوماسي أكثر تشدّداً في ظلّ إدارة بايدن، يتمحور حول الإصرار على تحقيق تقدم كبير في محادثات على مستوى فرق العمل قبل التطلع إلى عقد لقاءات قمة.
وخصّصت بيونغ يانغ موارد هائلة لتطوير أسلحتها النووية وصواريخها الباليستية التي تعتبرها ضرورية للدفاع عن نفسها، في مواجهة غزو أميركي محتمل. وحقّقت تلك البرامج تقدماً سريعاً في ظلّ قيادة كيم، ومن بينها تنفيذ أكبر تفجير نووي لها على الإطلاق حتى الآن، وصواريخ قادرة على الوصول إلى جميع أنحاء البر الأميركي، في مقابل عقوبات دولية كانت تزداد صرامة.
وخلال عرض عسكري في أكتوبر (تشرين الأول) جرى عرض صاروخ ضخم جديد، رأى محللون أنه أكبر صاروخ متحرك بالوقود السائل على الإطلاق، ومن المرجح جداً أنه قادر على حمل عدة رؤوس نووية.
وأكّد كيم خلال المؤتمر أنّ بلاده أكملت خططها لبناء غواصة تعمل بالدفع النووي، في خطوة من شأنها أن تشكّل تغييراً استراتيجياً لقواعد اللعبة، وأنّها وضعت نصب عينيها تطوير قائمة طويلة من الأسلحة تشمل صواريخ مزوّدة برؤوس حربية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأقماراً اصطناعية للاستطلاع العسكري، وصواريخ عابرة للقارة تعمل بالوقود الصلب.
من ناحيتها، وجّهت شقيقة كيم، كما نقلت عنها «الصحافة الفرنسية»، انتقاداً لاذعاً لسلطات كوريا الجنوبية على خلفية تقارير تحدّثت فيها سيول عن رصد مؤشرات لاستعراض عسكري محتمل في بيونغ يانغ. ونقلت «وكالة الأنباء الشمالية» الرسمية عن الشقيقة كيم يو - جونغ، التي تتمتّع بنفوذ كبير في البلاد، قولها إنّ «الجنوبيين مجموعة غريبة حقاً يصعب فهمها». وأضافت: «إنّهم أغبياء وفي صدارة القائمة العالمية لسوء السلوك». وأكّد الجيش الكوري الجنوبي رصد مؤشّرات على أنّ استعراضاً عسكرياً نظّم مساء الأحد. لكن الجيش لم يحسم ما إذا كان الحدث الذي تم رصده هو «الاستعراض بحدّ ذاته أم تمرين عليه».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.