يوسف الصائغ... التركة الضائعة

خلّف مذكرات بألف صفحة ومخطوطات غير مطبوعة

يوسف الصائغ -  جميل صدقي الزهاوي
يوسف الصائغ - جميل صدقي الزهاوي
TT

يوسف الصائغ... التركة الضائعة

يوسف الصائغ -  جميل صدقي الزهاوي
يوسف الصائغ - جميل صدقي الزهاوي

ربما يكون الشاعر العراقي يوسف الصائغ أكثر حظاً من غيره من شعراء وكتاب العراق ومفكريه. نعم، هو كذلك؛ فمصير كتبه يختلف عن مصير كتب الزهاوي مثلاً، التي سلمتها عجوز كانت تستضيفه أحياناً بمنطقة الصابونية (الميدان)، وسط بغداد، لشاب وجدته يشبه صاحبها في أزمنة سابقة. فلما رفضت وزارة الثقافة، نهاية السبعينيات، تسلم مخطوطات الزهاوي من ذلك الشاب بحجة أن المخطوطة لا تعد تراثاً إلا بعد مضي مائتي عام من تأليفها، أخذها ذلك الشباب معه في رحلة التشرد هرباً من بطش النظام وقتها. وبطريقة وأخرى وصلت تلك المخطوطات لدور النشر. راوي القصة وشاهدها، د. عاصم عبد الأمير، يقول إنه كان يسمع إذاعة «مونت كارلو»، نهاية التسعينيات، ثم تصدر، فجأة، خبر ظهور مخطوطات الزهاوي نشرة الأخبار. قصة يوسف الصائغ مع كتبه مختلفة؛ فهو قد طبع كتبه في الشعر والرواية والمسرح في حياته، وحظي بسمعة كبيرة ومكانة مرموقة في الشعر والأدب العراقي والعربي عامة بسببها، مثل الزهاوي. ولا مقارنة بينهما مطلقاً سوى في المصائر التعيسة لحياتهما، أولاً، ولنتاجهما الأدبي ثانياً. لا يجد الزهاوي أحداً يترك عنده مخطوطات كتبه سوى امرأة مجهولة لا نعرف عنها أمراً يستحق الذكر سوى ما ذكره شاهد القصة الوحيد، فيما يترك يوسف الصائغ ما لم يطبعه من مخطوطات لدى راويته أثير محمد شهاب. تختلف قصة الصائغ؛ في الأقل إنه قد ترك مخطوطاته الثلاث لدى شخص معروف لدينا.
ثلاث مخطوطات سلمها يوسف الصائغ لأثير محمد شهاب عام 2002. قال له احتفظ بها عندك. المخطوطات الثلاث عبارة عن رواية بلا عنوان، ومجموعة شعرية (بلا عنوان أيضاً. وثمة من يقول إن هيثم فتح الله عزيزة قد طبع هذه المجموعة، لكن ابنة الصائغ لم تقتنع بها، فلم تُوزع) ضمنها الصائغ عدداً من قصائده غير المنشورة، وقصائد منتخبة من مجاميعه السابقة المنشورة. وهناك جزء ثالث من «الاعتراف الأخير»، وهي المخطوطة الوحيدة التي حملت عنواناً صريحاً وواضحاً لا لبس به. هل هذا كل شيء؟
يجزم لنا راويته أن القصة لم تنته بهذه المخطوطات الثلاث؛ فلديه مذكرات تقول زوجته الرابعة السيدة صباح الخفاجي إنها زادت عن ألف صفحة. ومعها مجموعة قصص موجودة عندها أيضاً. وهناك مخطوط كتاب نشر بحلقات في جريدة «الأديب» الأسبوعية، وهي بعنوان «أنا والشعر والشعراء». ولا تنتهي تركة الصائغ من دون ذكر كم كبيٍر تجاوز الألف من التخطيطات، تتعلق بموضوعات شغلت العراقيين، منها مائة وخمسون تخطيطاً عن أداة الإنارة القديمة لدى العراقيين والمعروفة بـ«اللالة»، فضلاً عن مساحة محترمة للجسد في تخطيطاته. هذه التخطيطات موزعة بين السيد هيثم فتح الله عزيزة وشقيقته «جانيت». نحن، إذن، إزاء تركة ضخمة غير منشورة، ثلاث مخطوطات موجودة وبخط الصائغ، فيما مخطوطتا المذكرات والقصص لا نعرف عنهما أمراً ذا بال، وكذلك الحال مع التخطيطات. فهل انتهى حصر التركة؟ يهز أثير محمد شهاب رافضاً هذا التصنيف والحصر الأخير لتركة الصائغ. فماذا بقي؟ لقد بقي، كما يشدد راويته، أمران. الأول، أنني لست متأكداً أن ما لدينا هو كل ما كتبه الصائغ؛ فربما أعطى لمن يثق به مخطوطات أخرى. وهذه «الأخرى» تتعلق بنسخ مختلفة من المخطوطات الثلاث. وتتصل كذلك بمخطوطات لا نعرف عنها أمراً. والثاني، أن هناك طبعات مختلفة، ربما، عن حياة الصائغ تتعارض مع ما أعرفه أنا مثلاً. فهل كان يوسف الصائغ يتعمد تضليل الآخرين؟ كلا، إنما لدى الصائغ قدرة لافتة على تقديم حياته بطرائق مختلفة، فلو قُدر لك أن تسمع رواية الفنان مقداد عبد الرضا عنه، فستجد نسخة مختلفة عن الصائغ. فكم نسخة لدينا عن الصائغ؟ يجيب راويته: ثمة نسخ كثيرة من الصائغ، ومثلها تركته ذات النسخ المتعددة.
ولكن لِم لم يدفع الصائغ هذه المخطوطات للنشر في حياته، لا سيما أنه كان شخصية ثقافية نافذة، وكانت لديه مقالات ثابتة في المجلات والصحف العراقية الصادرة آنذاك؟ لماذا تركها خلفه؟ المخطوطات الثلاث تحمل أو تحيل ضمناً إلى تواريخ بعيدة عن لحظة رحيله. الرواية مثلاً مؤرخة بتاريخ «الثلاثاء 27\5\1980»، فيما يرد في الجزء الثالث من الاعتراف الأخير ما يفيد بأنها كتبت قبل عام 1995؛ لماذا هذا التاريخ بالتحديد؟ لأن الصائغ يذكر في كتابه أستاذه بدار المعلمين العالي الدكتور صفاء خلوصي، ويدعو له بطول العمر، والمعروف أن «خلوصي» قد رحل عن دنيانا عام 1995. تبقى المجموعة الشعرية فلا تاريخ يحيل إليه سوى ما ذكره أثير محمد شهاب؛ إنه قد تسلمها منه عام 2002. فلماذا أحجم الصائغ، إذن، عن نشر ما لدينا الآن من مخطوطات كتبه في حياته؟ وقد يكون السؤال أكثر تراجيدية عندما نسأل عن مغزى أن يترك الصائغ مصير كتبه غير المطبوعة بيد غيره؟
ربما نجد بعض الإجابة في مخطوطة الرواية؛ فهي بلا عنوان، وليس لدي تفسير مقنع لتغييب العنوان سوى أن الصائغ ربما كان يتحرج من عنوان ذي طبيعة إشهارية تفرض على روايته تأويلاً مسبقاً. هل هذا كل شيء؟ كلا، فمن يقرأ الرواية يجد أنها تقع في خطأ فادح لا يصدر مطلقاً من كاتب وشاعر مثل يوسف الصائغ. يتعلق هذا الخطأ بالتسلسل الزمني لأحداث الرواية، نتحدث عن حوار جرى بين ضياء وهيام، ثم يرد ذكر طفل ضياء وسلوى «سمير»، ثم نعرف أن «سمير» قد ولد لاحقاً على حدث اللقاء بين ضياء وهيام. فكيف يقع الصائغ بهذا الخطأ؟ كيف لرواية تمكث عنده اثنين وعشرين عاماً، ولا يعود إليها مصححاً؟ هل هناك نسخة أخرى من الرواية جرى فيها تصحيح هذا الخطأ، وهذا ما يفترضه راويته أثير محمد شهاب، ويضيف: «لقد اختفت الرواية عندما سلمها لأحدهم، وهو يطلب منه نشرها، وضاع عنوان الشخص، واختفت الرواية، وذات يوم وجد الصائغ المخطوطة».
نبقى في سياق الرواية، أو ما سماه الصائغ نفسه «رواية»، فهي أقرب إلى الحوارية منها إلى الرواية بالمعنى الذي اعتمده الصائغ نفسه في كتابة رواياته الثلاث المطبوعة في حياته «اللعبة والمسافة والسرداب 2». فهل كان عدم قناعته بمستوى «الرواية» وراء عدم نشرها وبقائها مخطوطة طيلة عقدين كاملين ويزيد؟
ربما، لكنني أعتقد أن «الرواية» تعيد تأويل مشكلة الصائغ السياسية. كيف؟ تكرر الرواية التيمات الرئيسة في أدب الصائغ كله: الضحية، والخيانة، والاعتراف، وإلى حد ما إشكالية المسيحي الذي يصبح مسلماً ليتزوج ممن يحب «لم يكن الصائغ متديناً، ولم يشكل الدين عنده قضية كبيرة، ولم يضيره مطلقاً أن يتزوج من مسلمتين، وقد يعني هذا الأمر أنه صار مسلماً؛ بحكم القوانين النافذة في هذه القضية». تتمركز الرواية حول خيانة ضياء لزوجته سلوى مع صديقتها هيام. تعيد الرواية توظيف الخيانة الزوجية فتعطيها بعداً ومعنى يتصل بزمن كتابة الرواية عام 1980 المنفتح على علاقة الصائغ بالحزب الشيوعي العراقي، وما ترتب على صعود الديكتاتور وتصفية الشيوعيين. من يقرأ مخطوطة «الرواية» سيجد أن أقرب شخصيات الرواية إلى الصائغ هي «سلوى» التي يخونها الجميع زوجها وصديقتها، فتجد نفسها في مشكلة كبرى؛ فلا هي قادرة على الانفصال عن زوجها، ولا هي قادرة على مواصلة الحياة معه كما لو أن شيئاً لم يقع. تنتهي الرواية بسؤال ضياء المقتضب لزوجته، رداً على رغبتها بالانتقام لكرامتها بقولها إن من حقها كذلك أن تخونه: «وستخوينني؟»، فتجيبه سلوى «كلا... كيف يخيل لك أني يمكن أن أخونك... إنني أحبك يا ضياء... إنني أحبك والمحبون لا يخونون...». هل أريد القول إن مخطوطة «الرواية» تقدم قراءة مختلفة لمقال الصائغ الشهير «مقدمة لقصيدة عن حب فاشل»، التي أعلن فيها انفصاله عن الحزب الشيوعي الراقي، مع أن مخطوطة الرواية كتبت قبل المقال بثلاثة أعوام؟ نعم، أزعم أن الأمر كذلك.
المخطوطات الثلاث المكتوبة بخط الصائغ هي الآن بعهدة علي وجيه، بعد أن سلمها أثير محمد شهاب له، ووجيه هو من سيتولى طباعتها، بعد موافقة عائلة الصائغ، فما وصلني منها مجرد نسخ مطبوعة على الحاسبة. ولو قدر لي أن أكون صاحب قرار فيما يخص نشر هذه المخطوطات، فإنني سأحجب مخطوطة «الرواية» عن النشر، وأتركها في مكان يسمح للباحثين بقراءتها أو العودة إليها؛ فهي لا تقدم إضافة حقيقية لأدب الصائغ، إنما تضيء حقبة مهمة من حياته يجري تأويلها اعتماداً على ما كتبه الصائغ نفسه في ظروف ملتبسة جداً، ثم ما كتبه من سماهم روايته «إخوة يوسف» عنه، لا سيما بعد رحيله. تنسجم هذه الرغبة مع عدم وجود وصية خاصة من الصائغ لراويته أو غيره بنشر مخطوطاته. سألت أثير محمد شهاب: هل أوصاك الصائغ بنشر مخطوطاته؟ أجاب: لا، لكنه لو كان حياً لما اعترض. ولم يقل إن ماكس برود، القائم على تنفيذ وصية كافكا، قد فعل خيراً عندما لم يحقق رغبة صديقه بحرق كتبه. ثم أضاف: سيكون الصائغ سعيداً في قبره بعد نشر المخطوطات. وكدت لحظتها أن أعقب على جملته الأخيرة: نعم، يشعر الزهاوي بالامتنان لوفاء صاحبته له؛ فقد حفظت تراثه، وهو ما تنكرت له دولة كاملة بمؤسستها المختلفة.

* أكاديمي وناقد عراقي



بلدة يابانية «تؤدّب» السياح ببناء سياج يحجب جبل فوجي عن عدساتهم

بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
TT

بلدة يابانية «تؤدّب» السياح ببناء سياج يحجب جبل فوجي عن عدساتهم

بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)
بعض السياح يشاغبون (أ.ف.ب)

قرّرت سلطات بلدة يابانية صغيرة محاذية لجبل فوجي، إقامة سور عالٍ يحجب منظر الجبل سعياً إلى الحدّ من الأعداد الضخمة للسياح الذين يقصدون الموقع بكثافة لالتقاط صور للبركان الشهير، ويُقدِم بعضهم على تصرّفات سيئة.

وتعتزم مدينة فوجيكاواغوتشيكو إقامة سياج شبكي الأسبوع المقبل بارتفاع مترين ونصف متر، وطول 20 متراً.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن أحد مسؤولي المدينة قوله: «من المؤسف أننا مجبرون على القيام بذلك، لأنّ بعض السياح لا يحترمون القوانين»، مُبدياً سخطه تحديداً من النفايات التي يرميها الزائرون أو من المخالفات المرورية.

يشكل هذا القرار أحدث إجراء تتّخذه اليابان للحدّ من أعداد السياح الضخمة، بعدما منعت السلطات السياح من ارتياد أزقة حيّ في كيوتو يشتهر بعروض فتيات الغيشا.

وزار اليابان أكثر من 3 ملايين سائح أجنبي خلال مارس (آذار)، وهو رقم قياسي شهري للبلاد التي بقيت حدودها مغلقة أمام السياح لمدّة طويلة بسبب جائحة «كوفيد - 19».

الجبل الساحر (رويترز)

ويمكن التقاط صور لجبل فوجي، أعلى قمة في اليابان (3776 متراً)، من مواقع عدّة في فوجيكاواغوتشيكو ومناطق أخرى.

لكنّ الموقع الذي سيُبنى فيه الحاجز يرتاده السياح كثيراً، لأنّ متجراً تابعاً لسلسلة «لوسون» المنتشرة في كل أنحاء الأرخبيل، يظهر في الخلفية.

ووجود متجر ياباني خلف جبل فوجي «أكسب هذا الموقع في فوجيكاواغوتشيكو شهرة عبر مواقع التواصل، ما دفع السياح إلى زيارته بأعداد هائلة لالتقاط صور»، وفق مسؤول في المدينة.

وبعدما حاولت بلدية المدينة عبثاً الحدّ من أعداد السياح الهائلة من خلال إجراءات توعوية مثل اللافتات، قرّرت اللجوء إلى بناء الحاجز.

ويهدف هذا القرار أيضاً إلى حماية عيادة أسنان مجاورة يتسلّق بعض السياح سطحها لالتقاط صور، وفق المسؤول الذي أوضح أنّ هذا الإجراء سيستمر حتى يتحسّن الوضع.

وفي سياقٍ موازٍ، وبسبب الأعداد الضخمة من السياح، فرضت سلطات مدينة البندقية الإيطالية رسم دخول إليها مقداره 5 يورو.


أبطال الفيلم المصري «شرق 12» يواجهون صعوبات قبل «كان»

مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
TT

أبطال الفيلم المصري «شرق 12» يواجهون صعوبات قبل «كان»

مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)
مخرجة الفيلم تراهن على تميّزه بصرياً (الشركة المنتجة)

يواجه صنّاع الفيلم المصري «شرق 12»، المُشارك في عروض «أسبوع المخرجين» ضمن مهرجان «كان السينمائي الدولي» في نسخته المقبلة، صعوبات مادية ولوجيستية، قد تحول دون مشاركتهم في العرض العالمي الأول لهذا الفيلم المصري الذي يُعدّ التجربة الروائية الطويلة الثانية لمخرجته هاله القوصي.

ونشرت المخرجة عبر حسابها في «فيسبوك» تدوينة عن معاناتها في محاولة سفر الفريق لحضور العرض في «كان»، عقب تواصلها مع مسؤولين من جهات عدّة، ووصولها إلى طريق مسدودة.

وأكدت القوصى لـ«الشرق الأوسط» أنّ فريق العمل واجه مشكلة مادية، في ظلّ عدم دعوة المهرجان أبطال الفيلم للحضور، واقتصار الدعوة على المخرجة فقط، وهي مشكلة حاولوا حلّها بالحصول على دعم رسمي من وزارة الثقافة، عبر نقابة السينمائيين، يتعلّق بتسهيل إجراءات السفر، وتوفير التذاكر، من دون تبلُّغ رد رسمي حتى الآن.

«بوستر» الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضافت أنّ مسؤولي الوزارة أخبروها بشكل شفهي عن تطبيق قرار بترشيد النفقات، ومن ثم عدم إتاحة إمكانية لدعم سفرهم إلى المهرجان، وهو ما دفعهم للتحرّك ومحاولة تدبير أموال السفر والإقامة، بوقت لم تتحرّك فيه الوزارة لمساعدتهم في الحصول على التأشيرات من السفارة الفرنسية في القاهرة.

لكن وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني أكدت لـ«الشرق الأوسط» عدم تسلّمها أي خطابات رسمية بشأن الفيلم وفريق عمله، إلا عبر رسالة من بطله أحمد كمال بشأن رغبتهم في تسهيل إجراءات السفر، عبر تطبيق «واتساب»؛ ما جعلها تطلب منه تقديم طلب رسمي للوزارة، السبت، لاستخراج الأوراق المطلوبة، ومخاطبة السفارة الفرنسية في القاهرة لإنهاء الإجراءات.

وأضافت أن «لا ميزانية لدى الوزارة لتوفير دعم مادي لسفر فريق عمل الفيلم، ولا تقدّم مثل هذا النوع من الدعم للأعمال الفنّية، لكنها تقدّم تسهيلات في الإجراءات اللازمة للسفر ومخاطبة الجهات المعنيّة، وهو ما سيتم على الفور بعد التواصل مع البطل».

أحمد كمال في مشهد من الفيلم (الشركة المنتجة)

وبدوره، أشار أحمد كمال لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّ «دعوة المهرجان لفريق العمل تقتصر على الطلب منهم حضور الفعاليات من دون أي تسهيلات إضافية»، لافتاً إلى أنّ هذه الدعوة «وصلت قبل أيام، بينما يتطلّب الحصول على تأشيرة أسابيع، ما يجعل الحاجة ملحَّة لتدخّل استثنائي من الفريق لإنهاء الإجراءات».

يُذكر أنّ «شرق 12» هو أول بطولة سينمائية للفنان أحمد كمال، وتشاركه فيه الفنانة منحة البطراوي، مع عمر زريق، وفايزة شامة، وأسامة أبو العطا، وباسم وديع؛ علماً أنّ مخرجته هالة القوصي كتبت السيناريو والحوار للفيلم الذي صُوِّر بإدارة مدير التصوير عبد السلام موسى. وهو من نوعية الكوميديا السوداء، تدور أحداثه في إطار من الفانتازيا الساخرة، وصُوِّر على خام السينما وجرى تحميضه في معامل مدينة السينما، ليكون أول فيلم يُصوَّر بهذه الطريقة ويجري تحميضه في مصر منذ أكثر من عقد، وفق القوصي.

المخرجة المصرية هالة القوصي (حسابها في «فيسبوك»)

وأكدت المخرجة أيضاً أنهم استطاعوا توفير بعض الأموال لإنهاء حجوزات الطيران والإقامة خلال فترة المهرجان، لكن المشكلة تكمن في احتمال تعرّضهم لخسارة آلاف الجنيهات في حال عدم الحصول على التأشيرة في الوقت المناسب، معربةً عن أملها بتدخُّل وزارة الثقافة سريعاً لإنهاء هذا الأمر.


هل ينجح أحفادنا في تحفيزنا على الوقاية من مخاطر التدخين؟

المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
TT

هل ينجح أحفادنا في تحفيزنا على الوقاية من مخاطر التدخين؟

المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)
المشاركون في الحملة يلتقطون صورة تذكارية (الشرق الأوسط)

منذ نحو 10 سنوات، أصدر لبنان قانوناً يحمل رقم 174 للحدّ من التدخين. يومها، لم يجد سبيلاً لتطبيقه لأسباب عدّة، بينها اعتراض نقابة أصحاب المطاعم عليه من جهة، وتلكؤ الدولة في تطبيقه من جهة ثانية.

اليوم، تحاول وزارتا الصحة والتربية، بدعم من شركة «الصبّاح أخوان» للإنتاج، سلوك طريق أخرى تُسهم في الوقاية من مخاطر هذه الآفة. ووقع الاختيار على الجيل الثالث لتوكيله بالمهمّة. ومن باب توعية تلامذة المدارس من عمر 8 إلى 12 عاماً، تُنظَّم حملة «طفّيها قبل ما تطفيك».

من أهم الخطوات التي ستساعد الوزارتين على تحقيق هذه الغاية، هي زيارة 1800 مدرسة رسمية وخاصة، والالتقاء بتلامذتها ليسهموا في الحدّ من التدخين. ومن خلال مسابقة مدرسية تنفّذها «الصبّاح»، وتستمر حتى 31 مايو (أيار) المقبل، يُطلب من التلامذة تصوير فيديوهات قصيرة ينبغي ألا تتجاوز الـ30 ثانية، تتناول فكرة مبتَكرة تُسهم في الوصول إلى هذا الإنجاز.

الأحفاد، إذن، هم مَن سيتولّون إقناع الأكبر منهم سناً بالامتناع عن التدخين. وضمن نموذج حيّ قدّمته مدرسة الـ«آي سي» في بيروت، انطلقت الحملة، وكانت مناسبة تحمل رسالة صريحة من الوزارتين.

وبالتعاون مع «الصبّاح» ممثَّلة بصادق الصبّاح، وبحضور الوزيرين فراس أبيض وعباس الحلبي، افتُتحت الحملة. استُهلت بعرض فيديو من إنتاج الشركة يحاكي شعار «طفّيها قبل ما تطفيك»، لتتوالى بعدها كلمات المشاركين في تنظيم الحدث ودعمه.

صادق الصبّاح مع حفيده فارس متوجّهاً من خلاله إلى التلامذة (الشرق الأوسط)

وأشار رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، في كلمته، إلى أنّ نسبة التدخين عند اللبنانيين تلامس الـ70 في المائة، ونصفهم تقريباً، هم من المدمنين على السجائر. بدوره، لفت وزير التربية إلى أنّ من شأن هذه الحملة توعية الجيل الجديد بخطورة التدخين، وإلا فسيدفع المدخّنون الثمن غالياً من صحتهم ومستقبلهم.

كذلك، شدّد رئيس الخطة الوطنية لمكافحة السرطان البروفيسور عرفات طفيلي على أهمية الوقاية من السرطان، لافتاً إلى أنّ الدخان يُعدّ من أبرز مسببات هذا المرض. وتابع أنّ اختيار التلامذة للتوجُّه إليهم في حملة التوعية هذه، جاء من منطلق الحرص على تحصينهم من التدخين عندما يكبرون. وقال إنّ الأهم هو مشاركة فاعلة ممَن سيُطلب منهم إعداد فيديو من 30 ثانية حول كيفية محاربة هذه الآفة، وذلك ضمن مسابقة ستُعلَن نتائجها في 31 مايو تزامناً مع اليوم العالمي للحدّ من التدخين.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد وزير الصحة فراس أبيض بأنه متفائل بهذه الحملة. ورأى أنّ عدم تطبيق قانون 174 ناتج عن ضعف الدولة في ظلّ أزمات عدّة تواجهها، وتابع: «سنحاول تطبيقه، لكننا نتمسّك بالوقاية عبر التوعية. سنزور جميع تلامذة لبنان في 1800 مدرسة لنشرح لهم المخاطر، ونلفت انتباههم إلى مشكلة الإدمان التي يواجهها المدخّنون».

وأضاف: «في لبنان، ثمة مَن يحاول العمل ضدّ هذا التيار. إنه (لوبي) شرس قد يفعل المستحيل لإبقاء الإدمان على الدخان قاعدة عامة. اليوم، يُدرك الجميع الكلفة الباهظة التي يتكبّدها المدخّن، وفي مقدّمتها مرض السرطان. لا مفرّ من تطبيق قانون منع التدخين رقم 174».

الفنان جورج خباز كفَّ عن التدخين منذ أشهر (الشرق الأوسط)

أما مدير شركة «الصبّاح» للإنتاج صادق الصبّاح، فتوجّه في كلمته خلال المؤتمر إلى حفيده فارس، طالباً منه عدم الانجرار وأصدقائه خلف هذه الآفة. وتمنّى لو كان هذا النوع من الحملات حاضراً في الماضي، لكان وفّر عليه وعلى غيره تجربة التدخين المُرّة. وتابع لـ«الشرق الأوسط»: «قصدتُ مشاركة قصة حفيدي لأنّ الحملة موجَّهة للتلامذة في سنّه، واقتنعنا في الشركة بضرورة مساندتها والمساهمة في إنتاجاتها. علينا قبل بداية عطلة الصيف بذل كل ما بوسعنا لضمان وقاية الجيل الجديد من الإدمان على التدخين».

ومن ناحيته، أكد الفنان جورج خباز المُشارك في الحدث لـ«الشرق الأوسط»، بأنه اتّخذ قرار التوقّف عن التدخين منذ نحو 4 أشهر. وحضر للمساهمة في الحملة ليُشكّل نموذجاً حيّاً عن تغييرات إيجابية عاشها منذ اتّخاذه هذا القرار.


النشاط البدني بالأماكن المفتوحة قد يحد من الأمراض المزمنة

النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
TT

النشاط البدني بالأماكن المفتوحة قد يحد من الأمراض المزمنة

النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)
النشاط البدني في البيئات الطبيعية يحد من الاكتئاب والسكري (جامعة إكستر)

وجدت دراسة بريطانية أن ممارسة النشاط البدني في الأماكن المفتوحة تُساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة، بما في ذلك الاكتئاب والسّكري من النوع الثاني.

وأوضح الباحثون أن النشاط البدني في الطبيعة يمنع ما يقرب من 13 ألف حالة من الأمراض غير المعدية سنوياً في إنجلترا، ويوفّر تكاليف العلاج بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني، ونشرت النتائج، الخميس، في دورية «البيئة الدولية».

وتؤدي الأمراض المزمنة أو غير المعدية مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسرطان، والسّكري وأمراض الرئة المزمنة إلى 74 في المائة من الوفيات عالمياً.

ويرتبط الخمول البدني بزيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض ومن ضمنها الأمراض العقلية.

ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2022، يُتوقع أن ترتفع الإصابات الجديدة بالأمراض غير المعدية إلى 500 مليون حالة عالمياً بين 2020 و2030 إذا استمرت معدّلات النشاط البدني كما هي، ما سيتسبب في تكاليف علاج تصل إلى أكثر من 21 مليار جنيه إسترليني سنوياً.

وتوصي المنظمة بأن يمارس البالغون 150 إلى 300 دقيقة من النشاط الهوائي متوسط الشدة، أو 75 إلى 150 دقيقة من النشاط عالي الشدة أسبوعياً، للحفاظ على صحة جيدة. ورغم ذلك، لا يحقق 27.5 في المائة من البالغين عالمياً هذه التوصيات.

وخلال الدراسة، ركّز الباحثون على رصد تأثير النشاط البدني في الأماكن المفتوحة، وسط بيئة طبيعية مثل الحدائق والغابات والشواطئ والجبال والأنهار، في الوقاية من الأمراض المزمنة.

وباستخدام البيانات بما في ذلك مسحٌ مقطعي تمثيلي للسكان الإنجليز، قدّر الباحثون عدد حالات 6 أمراض مزمنة هي اضطراب الاكتئاب الشديد، ومرض السّكري من النوع الثاني، وأمراض القلب الإقفارية، والسّكتة الدماغية، وسرطان القولون، وسرطان الثدي.

وفي عام 2019، زار 22 مليون بالغٍ في إنجلترا، البيئات الطبيعية مرة واحدة على الأقل أسبوعياً.

وقدّر الباحثون أن هذه الزيارات منعت 12 ألفاً و763 حالة من الأمراض المزمنة، ما أدى لتوفير تكاليف رعاية صحية بقيمة 108.7 مليون جنيه إسترليني سنوياً.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة إكستر البريطانية الدكتور جيمس غريليير لـ«الشرق الأوسط»: «تُظهر دراستنا أهمية النشاط البدني في البيئات الطبيعية مثل المتنزهات، والشواطئ، والريف في الوقاية من الأمراض المزمنة ببريطانيا، ما يعود بفوائد كبيرة على الصحة العامة، ويسهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية».

وأضاف أن النتائج تكشف أيضاً أن الاستثمار في المساحات الطبيعية التي يَسهل الوصول إليها يُعدّ استراتيجية فعالة للصحة العامة، ويساعد في تعزيز النشاط البدني بين السكان.

وأشار إلى أن فريق البحث يعمل على مشروع لدراسة ما إذا كان سكان المناطق الأكثر خُضرة في المملكة المتحدة يتمتعون بمرونة أكبر في التعامل مع الضغوط الحياتية.


يسرا لـ«الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
TT

يسرا لـ«الشرق الأوسط»: لم أشبع فنياً

يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)
يسرا تؤكد أنّ شغفها الفني لا يزال متوهّجاً (حسابها الشخصي)

قالت الفنانة المصرية يسرا إنَّ شغفها لم ينطفئ رغم مسيرتها الممتدّة لقرابة 50 عاماً، التي قدَّمت خلالها أكثر من 150 عملاً درامياً. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، كشفت عن تفاصيل مُشاركتها ضيفةَ شرف في فيلم «شقو» الذي يُنافس على إيرادات أفلام موسم عيد الفطر، وعن عودتها إلى المسرح مجدداً مع الفنان أحمد عزّ في عمل يُعرض بالرياض، وتفاصيل المكالمة الأخيرة التي جمعتها بالفنان عادل إمام قبل أيام.

بدايةً، تناولت مشاركتها في فيلم «شقو» الذي يجمعها بأمينة خليل، ودينا الشربيني، وعمرو يوسف، ومحمد ممدوح، قائلة: «(درية السيد أحمد) هي المحرّك الرئيسي للأحداث. إنها (دكتورة في الإجرام)، وزعيمة مافيا، فسُعدت جداً لتفكير الشركة المُنتجة بي لتجسيدها، وفخورة بمشاركتي في هذا العمل الذي يقدّمني للجمهور بشكل جديد ومختلف».

تكريم يسرا في بيروت التي تُحبّها (حسابها الشخصي)

وأشارت يسرا إلى أنّ «تفاصيل قصة (درية) الحقيقية لم تتّضح بعد ضمن أحداث الجزء الأول من الفيلم، لكن الجمهور سيتعرّف إليها كاملةً مع عرض الجزء الثاني منه، الذي لم يُحدَّد موعده بعد».

وأكدت سعادتها بترشيحها لتجسيد شخصية شريرة: «أبحثُ دائماً عن الدور المميّز، ولم أشبع فنياً رغم مسيرتي الطويلة. لا أزال أطارد شغفي الفنّي، ولا بدّ أن أتحدّى نفسي لتقديم جميع الأدوار، حتى لو لم تتحلَّ بصفات تمثّلني. هذه ليست المرّة الأولى التي أقدّم فيها دوراً شريراً، فمنذ نحو 7 سنوات، لعبتُ الشرّ في مسلسل (فوق مستوى الشبهات)»، لافتة إلى أنّ «شخصيتها هذه كانت مكتوبة لرجل، لكن الفنان عمرو يوسف أصرَّ على تغييرها إلى سيدة، كما أصرَّ على مشاركتي. وحين أرسل النصَّ إليّ، أُعجبتُ بها ووافقت على تجسيدها في الجزأين».

ورأت يسرا أنه «على الفنان أن يوافق على أيّ دور جيّد، وإنْ تألَّف من مشهدين: الفنان الحقيقي لا بدّ أن يكون متواضعاً، ولا يتعامل مع التمثيل بعدد المشاهد. نصيحتي لأي فنان هي: إياك والغرور. الغرور هو بداية الوقوع في الفشل. أعلمُ قيمتي جيداً، لكن عليَّ أن أكون واثقة من نفسي وأحترم المُشاهد».

الفنانة المصرية يسرا تعود إلى المسرح (حسابها الشخصي)

وأشادت الفنانة المصرية بعدد كبير من المشاركين في العمل: «صناع الفيلم كانوا في أعلى درجات توهّجهم؛ فأمينة خليل رائعة، ودورها لم يكن متوقَّعاً. كذلك دور دينا الشربيني الذي قد يراه المُشاهد سهلاً، لكن صعوبته تكمن في تقديمها إياه وفق المطلوب بالضبط. ولفتتني الكيمياء بين عمرو يوسف ومحمد ممدوح، كما أشكر الموزّع الموسيقي النابلسي على الموسيقى الرائعة التي قدّمها، علماً بأنه حفيد الفنان الراحل عبد السلام النابلسي».

وما سبب غيابها عن السباق الدرامي الرمضاني؟ ردّت: «أعتقدُ أنّ الجمهور يحتاج إلى استراحة مني لبعض الوقت، فيشتاق لعودتي. سأعود بالتأكيد، ولكن لا بدّ أن تكون عودتي قوية».

وأعربت يسرا عن سعادتها لتكريمها ضمن فعاليات «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة»: «تلك فرحةٌ كبيرةٌ لأنّ التكريم جاء من بلد له مكانة كبيرة في قلبي. كنتُ مشتاقة جداً إلى بيروت، بعد غيابي عنها لنحو عامين. وحين هبطت الطائرة في مطارها، شعرتُ بحالة من الحزن تعمّ لبنان. لا أنكر أنني تخوّفتُ من الحضور بسبب الأحداث المشتعلة التي تمرّ بها المنطقة، لكن حين نظرتُ في عيون اللبنانيين، علمتُ قيمة هذا الشعب وعظمته، وحبّه للحياة مهما اشتدّت الصعوبات».

جانب من العرض الخاص لفيلم «شقو» بدبي (حساب يسرا في «إنستغرام»)

وشوّقت الفنانة المصرية جمهورها العربي لعودتها من جديد إلى المسرح من خلال عمل سيُعرض في الرياض: «التحضيرات جارية لإنجازه مع أحمد عزّ الذي أراه نجماً من نجوم الشباب، لكنه يحمل جينات الجيل القديم في الاحترام والأسلوب والمعاملة الطيبة؛ علماً بأنه ليس وحده من هذا الجيل الذي يحمل تلك الصفات، فهناك أيضاً عمرو يوسف، وتايسون، وكريم عبد العزيز وآخرون...».

وفي سياق منفصل، كشفت عن المكالمة الهاتفية الأخيرة مع الفنان عادل إمام: «(الزعيم) بصحة جيدة، وأطلب الابتعاد عن نشر الشائعات حول صحته، فهي تزعجه وأسرته. دعوه يعيش بسلام مع زوجته وأولاده وأحفاده. لقد قدَّم لنا أجمل لحظات حياتنا، وعلينا احترام حياته الشخصية».


بقايا الحساء تُصيب برازيلية بالشلل

الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
TT

بقايا الحساء تُصيب برازيلية بالشلل

الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)
الحساء خطَّ قدراً آخر (شاترستوك)

أُصيبت شابة برازيلية تبلغ 23 عاماً بالشلل بعد تناولها بقايا حساء. ورغم أنّ كثيرين يتناولون عادةً بقايا الطعام يومياً، فإنه لحُسن الحظّ، تُعدّ نادرةً جداً التقارير عن أشخاص يعانون ردود فعل شديدةً تتجاوز التسمُّم الغذائي، بما فيها فقدان الأطراف.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنّ التفاعلات البكتيرية مع بقايا الطعام التي جرى تسخينها أو تخزينها بشكل خاطئ يمكن أن تؤدّي إلى إصابات تُغيِّر حياة الشخص.

وحذَّر الأطباء من ذلك بعد إصابة الشابة بالشلل جراء عدوى بكتيرية نادرة يُعتقد أنها التقطتها بسبب تناول بقايا حساء.

ودخلت كلوديا دي ألبوكيرك سيلادا المستشفى في ولاية كولورادو الأميركية للعلاج من الإصابة بالشلل، والدوخة، وازدواجية الرؤية، وضيق التنفس.

وبعد أسبوعين، شُخِّصت إصابتها بالتسمُّم الوشيقي؛ وهي حالة نادرة وخطيرة يُهاجم فيها السمّ أعصاب الجسم، مما اضطرها إلى الاستعانة بجهاز التنفُّس الاصطناعي.

أرجع مسؤولو الصحّة المحلّيون في الولايات المتحدة سبب العدوى إلى حساء اشترته سيلادا في مدينة أسبن، لكنه أُخضِع للفحص وكانت النتيجة سلبية، لذلك يُعتَقد أنَّ إصابتها سببها طريقة تخزينه أو طهيه.

وحضَّ المسؤولون الناس على ضرورة تخزين الطعام في حرارة تبلغ 4 درجات مئوية أو أقل، وتسخينه جيداً قبل تناوله مرّة أخرى، مشيرين إلى أنه ينبغي عدم تركه في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعة.


عملية «جسر ميناي»... خطط جنازة الملك تشارلز تحدث بانتظام بعد تشخيصه بالسرطان

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
TT

عملية «جسر ميناي»... خطط جنازة الملك تشارلز تحدث بانتظام بعد تشخيصه بالسرطان

الملك البريطاني تشارلز (رويترز)
الملك البريطاني تشارلز (رويترز)

الظروف الصحية للملك البريطاني تشارلز تتدهور تدريجياً، مما دفع مسؤولي قصر باكنغهام إلى الاحتفاظ بخطة محدّثة بانتظام لجنازته «الوشيكة»، والتي بدأت الاستعدادات لها في اليوم التالي لدفن الملكة الراحلة إليزابيث، حسبما نقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن مطلعين.

ظل الملك البالغ من العمر 75 عاماً بعيداً عن الأضواء إلى حد كبير منذ إعلان تشخيص إصابته بالسرطان في فبراير (شباط) لإخفاء حالته المتدهورة، حيث نقلت «نيويورك بوست» أن الوضع «ليس جيداً».

ولم يكشف الملك تشارلز أبداً عن نوع السرطان الذي تم تشخيص إصابته به، لكنه اعترف بأنه ليس سرطان البروستاتا، وهو أحد أكثر أشكال المرض قابلية للعلاج.

كما تم التزام الصمت بشأن رحلته الطبية، لكن المطلعين والمعلقين السياسيين تحدثوا علناً عن كيفية «استجابة الملك بشكل جيد حقاً» للعلاج.

ولكن خلف الكواليس، يقوم مساعدو الملك تشارلز بانتظام بمراجعة نسخ من وثيقة مؤلّفة من مئات عدة من الصفحات تحدد خطط جنازته الملكية، والتي يطلق عليها اسم «عملية جسر ميناي».

وتم إنشاء الوثيقة المفصلة للغاية في اليوم التالي لدفن الملكة إليزابيث في 8 سبتمبر (أيلول) 2022، وتستخدم جنازة الملكة الأطول خدمة دليلاً ميدانياً لضمان سير تشارلز بشكل أكثر سلاسة.

وأكد المسؤولون العسكريون، حسبما نقلت «نيويورك بوست»، أن عملية «جسر ميناي» يتم تحديثها بانتظام، لكنهم أكدوا أنها كانت إجراءً قياسياً، وأنه «سيكون من السخافة قراءة أي شيء» في هذه الحقيقة.

قام جميع الأعضاء الملكيين في الخطة بتحديث خطط الجنازة التي تم تصنيفها حسب كلمات مشفرة تعتمد على الجسور، ومن أشهرها «عملية جسر لندن» الخاصة بالملكة إليزابيث.

تمت تسمية خطة وفاة أمير ويلز السابق على اسم الجسر المعلق الذي يربط جزيرة أنغلسي بالبر الرئيسي لويلز.

وقال مسؤول كبير مشارك في التخطيط للجنازات الملكية: «بالطبع إنهم ينظرون إلى كل جانب من جوانب جسر ميناي. سارت جنازة الملكة كالساعة ورفعت السقف. إن الأمر ليس شيئاً عاطفياً، إنه عمل، يؤخذ على محمل الجد، ومن المفهوم أنه لا أحد يخطط للقبض عليه».

وأضاف مسؤول آخر أن «التخطيط للأسوأ هو ما يفعله الجيش... عليك أن تتذكر حجم هذا الشيء».

وتابع: «أنت في حاجة إلى عملية أمنية عملاقة لأن كل (VVIP) على هذا الكوكب موجود هناك. نحن نتحدث عن كل شيء بدءاً من الدفاع الصاروخي وحتى الحماية ضد هجوم الذئاب المنفردة».


حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: أتعبني مسلسل «محارب» وبكيت وحيداً

ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
TT

حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: أتعبني مسلسل «محارب» وبكيت وحيداً

ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)

للممثل المصري حسن الرداد شعبية كبيرة في العالم العربي. وفي لبنان تعرّف عليه المشاهد في مسلسل «اتهام» من كتابة كلوديا مرشيليان. وها هو اليوم يدخل تجربة جديدة من خلال البرنامج الترفيهي «الليلة دوب»، النسخة العربية من «That’s my jam» الأميركي. انطلقت أول حلقة منه مساء الأربعاء الفائت عبر «إم بي سي».

يقول حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»، إنه شاهد بعض مقتطفات البرنامج من النسخة الأصلية لمقدمه جيمي فالكون؛ ولكنه طبعه بشخصيته وبأسلوبه الخاص. لماذا رغب في خوض هذه التجربة؟ يرد: «لقد أُعجبت بالفكرة وبالجهة التي تنتج البرنامج. سعدت باختيارهم لي وعملت على أن يشبهني البرنامج».

يقول إن التقديم التلفزيوني يلزمه العفوية (الشركة المنتجة)

«أنا والكاميرا أصحاب»، هكذا يصف الرداد علاقته بها، وكان اعتاد على مواجهتها في مجال التمثيل. ويتابع: «في عالم التقديم تمسّكت بالعفوية، بعيداً عن أي أداء مصطنع. فالانسجام بين المقدم والكاميرا يجذب المشاهد. ومفتاح هذا البرنامج روحه الجميلة، فتماهيت مع أجوائه إلى آخر حدٍّ وكنت على طبيعتي».

يقول الرداد، إن في داخل كل إنسان جوانب كثيرة لم تُكتشف. وهو شخصياً أحب التقديم التلفزيوني. «البرنامج خفيف الظل، يجمل ضحكاً وطرافة. وفيه حاولت أن أطلق العنان لنفسي بلا قيود، بعكس الممثل، الذي يتحكم المشهد بأدائه».

تشهد كل حلقة من «الليلة دوب» 4 تحديات مع 4 فنانين، يتغير اثنان منهم بين حلقة وأخرى، وتُختبر معلومات وذاكرة الضيوف، وقدرتهم على إيصال أفكارهم تحت ضغط وقت محدود للإجابة. وتضمّ كل حلقة تحدياً ثابتاً هو «كاراوكي مش أوكي»، حيث يتنافسون من خلال أدوار فنية يختارها لهم الحظ.، أما التحدي الأخير «غني أو تتغسل»، فهو اختبار طريف لقدرة النجوم على أداء أشهر الأغنيات.

في «محارب» جسّد شخصية أتعبته (الشركة المنتجة)

انخرط الرداد بسرعة في برنامج غنائي مُسلٍ، وبديناميكية وخفة ظل لافتتين أدار أولى حلقاته ببراعة. فهو سبق وأدّى من وحي مسلسله الرمضاني «محارب» أغنية «محارب ولعها»، شاركه فيها عدد من أبطال العمل، منهم، أحمد زاهر ونرمين الفقي. وعن دوره في هذا العمل الذي حصد نجاحاً واسعاً يقول: «أتعبتني شخصية (عزيز محارب) كثيراً، وتطلّبت مني جهداً كبيراً؛ لأنها بعيدة عن السطحية وعميقة. ومن أولى حلقاته يواجه مصاب فقدانه والدته بحادثة قتل حصلت بالخطأ. وتمثيل فقدان الأم يحمل الصعوبة بحد ذاته. وأنا بطبعي أحب العائلة وأتفانى من أجلها وأراها الأهم في الحياة. فلقد تربيت على هذا المبدأ وتمسكت به. وسبق لي أن فقدت والدتي؛ لذا أثّر بي الدور كثيراً».

مشاهد كثيرة صوّرها وطبعته بالحزن والإحباط. يروي منها: «في أحد المشاهد أقف أمام جثة أمي في ثلاجة المشرحة وأقول لها (ما اتفقناش على كده). وهي عبارة استخدمتها حقيقة عندما فقدت والدتي. أذكر يومها عندما عدت إلى البيت انفجرت باكياً وحدي في غرفتي. لا أحب أن يتأثر أفراد عائلتي بمهنتي وبمشاعر تُفرض عليّ».

مع ضيوفه في الحلقة الأولى من «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)

وهل أنت من الممثلين الذين يعتمدون الذاكرة الانفعالية في مشاهدهم؟ «لست من هذه المدرسة، وقد تبيّن بأنها خاطئة. لأن استحضارنا أحياناً، مواقف معينة مرّت بنا، قد لا تناسب مشاعر مشهد نصوره. والفرق بين حزن وآخر مختلف. ولكن من دون شك رافقني طيف أمي مرّات مع فيضان من المشاعر وتأثرت إلى حد بعيد».

وعن الشخص الذي يركض إليه اليوم ليتكئ على كتفه بعد غياب والدته يصارح «الشرق الأوسط»: «لا أحد يمكنه أن يحتلّ مكان الأم، ولكن إذا ما شعرت بضرورة البوح أو الاتكاء على أحدهم فأركن إلى رب العالمين. أبتعد قدر الإمكان عن إقحام عائلتي بمشكلاتي، وأحاول إحاطتهم بطاقة إيجابية تُفرحهم بدلاً من أن أزيد من همومهم بطاقة سلبية تغمرني».

يصف الرداد المشهدية الدرامية ككل في موسم رمضان بالمتنوعة، ويقول: «أرضت أذواق الناس على اختلاف مشاربهم ومزاجاتهم. حضرت المسلسلات الكوميدية كما الاجتماعية والشعبية. ولكن أعتقد أن هذه الأخيرة تلاقي رواجاً كبيراً لأنها تخاطب الناس بلسان حالهم». ومن ناحية ثانية، يؤكد الرداد بأن فكرة التميّز والإبداع بما يخص الدراما العربية صارت أمراً صعباً؛ «كلّما مرّ الزمن وتطور يصعُب على أقلام الدراما إيجاد الفكرة الجديدة. كما أن الانفتاح والسوشيال ميديا والمنصات الإلكترونية تقدم كل أنواع الدراما. فالمشاهد العربي بات ملماً بالدراما العالمية والعربية. ولذلك؛ من الصعب إرضاؤه إلا بما يشبهه ويختلف عن موضوعات الغرب».

قريباً يطلّ حسن الرداد في أعمال فنية مع زوجته إيمي سمير غانم. «هناك مشاريع عدّة نحضّر لها معاً، ولا تزال في مرحلة الورق، وهي الأصعب بنظري. ومن بينها فيلم سينمائي وعمل درامي لمنصة إلكترونية».

وفي رأيك، لماذا يتحمّس الناس لرؤية ثنائي متزوج في عمل واحد؟ يجيب: «حسب الثنائي ومدى تقبل الناس لهما. فالمشاهد يرى فيهما ترجمة لهالة أُعجب بها وأحبها؛ كما يرى في العمل الذي يطلان من خلاله معاً، وكأنه ينبع من واقع حياتهما، خصوصاً، إذا كانت العلاقة بينهما حقيقية وليست مجرد تمثيل».

يعترف بإعجابه بالممثلة نادين نسيب نجيم «لقد برهنت عن قدرتها ممثلة ممتازة». وهل تحب التعاون معها في عمل معين؟ «نعم، أكون سعيداً بهذا التعاون، فأنا ممّن يحبون العمل مع الممثل المجتهد».

ويختم الرداد حديثه بقوله، إن وسائل التواصل الاجتماعي أنتجت كثيراً من الشهرة المزيفة، «فيها ظهر أشخاص غير موهوبين، وصدّقوا هذا الوهم مع الأسف. أما الموهبة الحقيقية فتصل الناس مباشرة».


منها متى وكيف يعتذرون... 4 نصائح لتربية أطفال أقوياء

الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
TT

منها متى وكيف يعتذرون... 4 نصائح لتربية أطفال أقوياء

الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)

إذا كان لديك أولاد، فربما تريد أن يكون أطفالك قادرين على مواجهة أكبر تحديات الحياة، مع المرونة اللازمة للتعامل مع كل ما يأتي في طريقهم، وهذا يعني على الأرجح تعليمهم كيف يكونون أقوياء عقلياً، حسب تقرير بشبكة «سي إن بي سي».

وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من قوة عقلية يظهرون مجموعة من السمات والصفات التي تجعلهم أكثر عرضة لأن يكونوا أشخاصاً سعداء وناجحين، بما في ذلك الثقة والمثابرة والمرونة.

ووفق الباحثين، فإن الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت.

وفي ما يلي أربعة أشياء يمكن للأهل القيام بها لتربية أطفال أقوياء عقلياً، وفقاً لعلماء النفس وخبراء الأبوة والأمومة:

ساعدهم على تمكين أنفسهم

تعد الثقة والتحفيز الذاتي جانبين مهمين من القوة العقلية، مما يعني أن أطفالك لا ينبغي أن يعتمدوا على أشخاص آخرين ليشعروا بالرضا عن أنفسهم، وفقاً للمعالجة النفسية إيمي مورين.

وأوضحت مورين للشبكة أنه بإمكان الأهل مساعدة الأطفال على تمكين أنفسهم من خلال تعليمهم عبارات متكررة تذكرهم بأنهم «مسؤولون عن طريقة تفكيرهم وشعورهم وتصرفاتهم، بغض النظر عن أداء من حولهم».

ويجب أن تكون العبارات قصيرة وسهلة التذكر، وفقاً لمورين، وعرضت هذه الأمثلة الأربعة:

-كل ما يمكنني فعله هو أن أبذل قصارى جهدي.

-أنا أتصرف بثقة.

-أنا جيد بما فيه الكفاية.

-أختار أن أكون سعيداً اليوم.

أظهر لهم قيمة إنجاز أمر صعب

قد يكون من الصعب رؤية الأطفال يفشلون في شيء ما. ومع ذلك، يحتاج الآباء إلى أن يُظهروا لأطفالهم أن قبول التحدي الصعب يمكن أن يعلمهم الكثير، مثل كيفية أدائهم تحت الضغط، سواء نجحوا أم فشلوا.

وتوصي عالمة النفس ماري سي مورفي في حديث لـ«سي إن بي سي»، بأن «تحتفل بأطفالك عندما يظهرون الشجاعة لمواجهة التحدي الصعب، ساعدهم على التفكير في ما تعلموه وكيف يمكنهم تطبيق تلك الدروس والمهارات الجديدة للمضي قدماً».

وقالت: «حاول أن تحكي لأطفالك قصصاً شخصية عن الأوقات التي ثابرت فيها في المواقف الصعبة، وما تعلمته من أخطائك الماضية، هذا النوع من القصص يساعد في تطبيع الأطفال، ويظهر لهم أن أي شيء يستحق القيام به عادة ما ينطوي على القليل من النضال، خصوصاً في البداية».

كن متفائلاً

التفاؤل يمكن أن يكون سلوكاً معدياً، ولهذا السبب يقول علماء نفس الأطفال إنه من المهم للآباء أن يكونوا نموذجاً للسلوك الجيد لأطفالهم. ويشمل ذلك التفاؤل، وهو عنصر أساسي في القوة العقلية، وفقاً لعالمة الأعصاب ويندي سوزوكي.

وقالت عالمة النفس التربوي ميشيل بوربا لـ«سي إن بي سي»: «يشعر الأطفال المتفائلون والمفعمون بالأمل بقدر أكبر من السيطرة على حياتهم وعادة ما يكونون أكثر ثقة عند مواجهة التحديات الجديدة».

وأضافت أن «التفاؤل يمكن تعلمه وتعليمه، لذا تذكر أن الأطفال يستمعون دائماً ويراقبون الإشارات حول كيفية التصرف.

علّمهم كيف ومتى يعتذرون

أحد الجوانب الرئيسية للقوة العقلية هو الذكاء العاطفي، الذي يتضمن التعاطف والوعي الذاتي. علّم أطفالك أهمية احترام الآخرين وأنفسهم، بما في ذلك الاستماع باحترام إلى وجهات نظر الآخرين والاعتذار بصدق عندما يظلمون شخصاً ما، كما نصحت مورين.

لكنها أوضحت أن «هذا لا يعني أنك أو أطفالك يجب أن تعتذروا باستمرار»، محذرة من الوقوع في فخ «لوم الذات السام»، الذي يحدث عادة عندما تستنزف الأفكار السلبية ثقتك بنفسك.

وقالت: «فقط تذكر أن الأشخاص الأقوياء عقلياً يتحملون مسؤولية سلوكهم. إنهم يقدمون اعتذارات صادقة عندما يندمون على أفعالهم ويسعون جاهدين للتعويض كلما أمكن ذلك».


لماذا يدمّر مشاهير قصوراً بملايين الدولارات؟

جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)
جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)
TT

لماذا يدمّر مشاهير قصوراً بملايين الدولارات؟

جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)
جانب من منزل ويست الرمادي (شاترستوك)

هل تبحث عن منزل على الشاطئ؟ لربما تكون محظوظاً، بعدما خفَّض كايني ويست سعر قصره في ماليبو، كاليفورنيا، إلى 39 مليون دولار، ضمن خصم يبلغ 14 مليوناً على سعره الأصلي. ولكن ثمة مشكلة. فالقصر لا يحتوي على نوافذ، أو أبواب، أو كهرباء، أو مستلزمات منزلية. وهو غير صالح للسكن تماماً، إلا إذا كنت طير نورس!

تروي صحيفة «الغارديان» البريطانية، أنّ السبب خلف الانطباع بأنّ القصر مهجورٌ، يعود إلى التخلّي عنه. ففي عام 2021، أنفق المغنّي 57 مليون دولار عليه. إنه واحد من منازل قليلة في الولايات المتحدة صمَّمها المهندس المعماري الياباني الشهير تاداو آندو، المعروفة عنه تصاميمه الخرسانية الصندوقية التي تبدو للبعض مثل «المخابئ البشعة»، ولكنها، في الواقع روائع معمارية، مما دفع موقع «آرت نيوز» إلى التعريف عنه بالقول: «منزل غير مكتمل، ونحت غير مكتمل». ثم قرَّر إعادة تصميم المكان بالكامل. ووفق أحد المقاولين الذي يقاضي ويست بتهمة انتهاك قوانين العمل وعدم دفع الأجور، أراده الأخير أن يبدو كأنه «ملجأ من القنابل من العشرية الأولى للقرن العشرين». وذكر أنه يعتزم الاستغناء عن جميع السلالم و«لا يريد كهرباء». في النهاية، تخلّى عن المشروع. ليس لأنه كان «مجنوناً تماماً»، وفق الصحيفة، ولكن لاعتقاده بأنّ القصر كان «ظلاً خاطئاً من اللون الرمادي. كان يأمل في درجة لونية أكثر دفئاً، أو مزيد من اللون الرمادي المتوافق».

زار ويست المنزل عند شروق الشمس وغروبها فقط، قبل التوقُّف عن زيارته تماماً، تاركاً هذا السؤال: «لا بدَّ أنه أمرٌ جميلٌ، في خضمّ أزمة الإسكان العالمية، أن تكون لديك 57 مليون دولار لتنفقها على منزل تدمّره على الفور، أليس كذلك؟!». ولكن ويست ليس المشهور الوحيد الذي أنفق ثروة على منزل للتخلُّص منه. فكريس برات وزوجته كاثرين شوارزنيغر أيضاً خصما 12.5 مليون دولار من سعر منزل يعود تاريخه إلى منتصف القرن الماضي، صمّمه المعماري الشهير كريغ إلوود. وقد أثار الاثنان ضجّة عارمة لتسويتهما إياه بالأرض لبناء منزل مزرعة. منزل المزرعة هو المعادل المعماري لقهوة التوابل باليقطين: موجود في كل مكان وغير جاذب على الإطلاق. وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بالقول: «إنه إجابة الألفية عن منازل طفرة المواليد غير المتّسمة بأي ذوق»، وتابعت أنّ شعبية تلك المنازل قد تكون استجابةً للاضطرابات الاجتماعية ذات الصلة. قد يكون قصر برات - شوارزنيغر غير ملهم، لكنه أكثر جاذبية من بيت كايني ويست الخرساني باللون الرمادي، الذي قورِن بـ«جناح العزل النفسي». فوفق الصحيفة، يعاني «فقر التصميم الشديد لدرجة أنّ كيم كارداشيان تُعطي الموظفين إرشادات حول كيفية تنسيق الألوان مع النغمات المحايدة، وعلى ما يبدو أنها تشتري وجبات خفيفة لأطفالها باللون الرمادي أيضاً». تعمل كارداشيان حالياً على بناء منزل على شكل سفينة فضاء في بالم سبرينغز، بكاليفورنيا، تصفه بأنه «خرساني، رمادي اللون، ومريح». وكما قالت الشاعرة الأميركية دوروثي باركر: «إذا أردتَ معرفة الرأي الصريح في المال، فانظر إلى الناس الذين يملكونه».