مشاورات جنوبية في عدن لتوحيد فصائل الحراك

تزايد التهديدات لأبناء المناطق الشمالية

مشاورات جنوبية في عدن لتوحيد فصائل الحراك
TT
20

مشاورات جنوبية في عدن لتوحيد فصائل الحراك

مشاورات جنوبية في عدن لتوحيد فصائل الحراك

قالت مصادر مطلعة في الحراك الجنوبي بمحافظة عدن، إن قيادات الحراك عقدت مشاورات واجتماعات، أمس، بهدف توحيد الصف الجنوبي وبلورة موقفها تجاه الأحداث التي شهدتها صنعاء، واستقالة الرئيس هادي وحكومة خالد بحاح، في حين سيطر مسلحون من اللجان الشعبية التابعة للحراك على مؤسسات الحكومة في المدينة التي شهدت انفجارات جراء استهداف مسلحين مجهولين مدرعة لقوات الأمن الخاصة مساء أول من أمس.
وبحسب المصادر، فإن القيادات الجنوبية عقدت أمس اجتماعا موسعا في منزل القيادي محمد علي أحمد لتدارس الوضع الحالي والخروج بموقف سياسي موحد، حيث تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد، والتأكيد على وحدة الصف الجنوبي - الجنوبي، ووحدة الهدف المتمثل في الاستقلال، في حين عاد إلى مدينة عدن القيادي الجنوبي عبد الرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر، وأحد القادة الجنوبيين البارزين، قادما من دولة الإمارات، ويُعد الجفري أحد القيادات الجنوبية البارزة، حيث كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الحكومة التي تأسست في 21 مايو (أيار) 1994 في الجنوب، لكنه خسر منصبه سريعا بسبب حرب صيف 1994 بين شمال اليمن وجنوبه، ويترأس حاليا حزب رابطة الجنوب العربي (الرابطة)، بالإضافة إلى ترؤسه لمجموعة من القادة الاشتراكيين السابقين الذين فروا من البلاد عام 1994.
وتعيش مدينة عدن توترات أمنية، مع تزايد المخاوف من تعرض أبناء المناطق الشمالية للاعتداء، بعد تلقيهم تهديدات من متشددين في الحراك الجنوبي بالخروج من المدينة، في حين استمرت المسيرات التي ينظمها الحراك الجنوبي للمطالبة بفك الارتباط عن الشمال، وجابت مسيرة تابعة لمناصري الحراك ساحة الاعتصام بمدينة خور مكسر، حيث أقيم هناك اعتصام مفتوح منذ الـ14 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمشاركة العشرات من عناصر اللجان الشعبية الذين قدموا من عدة محافظات جنوبية، والذين رفعوا أسلحتهم علانية خلال المسيرة مطالبين باستقلال الجنوب عن الشمال الذي دخل معه في وحدة اندماجية في عام 1990. وقد انطلقت مسيرة حاشدة باتجاه مطار عدن الدولي، بعد صلاة الجمعة في ساحة العروض، وأكد خطيب الساحة الشيخ حسين بن شعيب رئيس اللجنة الإشرافية، بأن دولة الجنوب التي ناضل الجنوبيون من أجلها منذ عام 2007، باتت اليوم على الأبواب، مطالبا قيادات الجنوب بأخذ دورها الصحيح، وعدم خذلان الشعب، داعيا أبناء الجنوب إلى توحيد صفوفهم.
وكانت اللجنة الأمنية في إقليم عدن أعلنت، الخميس، وقف تنفيذ أي توجيهات تأتي من العاصمة صنعاء، ودعت جميع أجهزة الدولة في محافظات عدن والضالع، ولحج، وأبين، إلى أخذ توجيهاتهم من السلطات المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، في حين أعلن مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة استقلال الجنوب ابتداء من يوم أمس (الجمعة)، وتكوين إقليمين للدولة الجنوبية الجديدة هي إقليم عدن وإقليم حضرموت، كما دعا النوبة «العسكريين الجنوبيين إلى سرعة التوجه إلى المعسكرات لتسيير شؤون المحافظات، لحين تشكيل مجلس عسكري».



ميزانية حوثية لكبار القادة وعائلاتهم لتعزيز طرق التخفي والحماية

القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)
القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)
TT
20

ميزانية حوثية لكبار القادة وعائلاتهم لتعزيز طرق التخفي والحماية

القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)
القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)

أفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء بأن الجماعة الحوثية خصصت ميزانية مالية ضخمة من موارد المؤسسات الحكومية المختطفة، على هيئة نفقات يومية لكبار القادة وأُسرهم، وذلك منذ انتقالهم من صنعاء إلى وجهات غير معلومة ضمن إجراءات احترازية لتجنب الاستهداف المباشر من المقاتلات الأميركية.

وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن مكتب زعيم الجماعة الحوثية أصدر في أواخر مارس (آذار) الماضي توجيهات إلى وزارة المالية في الحكومة غير المعترف بها، وهيئتي «الزكاة» و«الأوقاف» المستحدثتين، إلى جانب مؤسسات مالية أخرى تُدير أموال الجماعة المنهوبة، بتخصيص مليارات الريالات اليمنية لصالح قادة الصفين الأول والثاني ولأسرهم، لتغطية نفقات فترة اختفائهم عن الأنظار. (الدولار بنحو 535 ريالاً في مناطق سيطرة الجماعة).

ووفق المصادر ذاتها، فقد شددت التوجيهات على أن يُقتطع جزء من هذه الميزانية من التبرعات الشعبية التي جمعتها الجماعة سابقاً في مناطق سيطرتها تحت لافتة دعم القضية الفلسطينية.

وفي وقت تستمر فيه الجماعة في رفضها صرف رواتب الموظفين الحكوميين منذ سنوات، اتهمت مصادر عاملة في وزارة مالية الانقلاب تورط ثلاث قيادات حوثية بارزة هم: محمد علي الحوثي، ومهدي المشاط، وأحمد حامد، في الاستحواذ على النصيب الأكبر من تلك المبالغ المخصصة لكبار القادة.

ضربات أميركية دمّرت ميناء رأس عيسى اليمني الخاضع للحوثيين (رويترز)
ضربات أميركية دمّرت ميناء رأس عيسى اليمني الخاضع للحوثيين (رويترز)

وأكدت المصادر أن القيادي محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الجماعة، ومهدي المشاط، رئيس مجلس حكمها الانقلابي ومدير مكتبه أحمد حامد، حصلوا على الجزء الأكبر من تلك النفقات، رغم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد.

نهب للموارد

في ظل هذا النهب المنظم للموارد، يعيش أكثر من ثلثي السكان في مناطق سيطرة الحوثيين على حافة الفقر والمجاعة، بينما تستمر الجماعة في التوسع في مشروعها المالي الخاص عبر استغلال الموارد العامة وتوظيفها لصالح القادة وأُسرهم.

كان ناشطون موالون للحوثيين قد كشفوا عن أن مصروفات أحد قادة الجماعة من الصف الرابع بلغت خلال عام واحد فقط أكثر من ملياري ريال يمني، وهو ما يعكس حجم الفساد المالي في صفوف الجماعة حتى في المستويات الدنيا من القيادة.

وتزامناً مع الإنفاق السخيّ على القيادات، كثّفت الجماعة من فرض الإتاوات والجبايات غير القانونية على المواطنين والتجار في مختلف المناطق الخاضعة لها، لتعويض النفقات المتزايدة للقادة المختفين عن الأنظار.

ومنذ بدء الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في 15 مارس الماضي، نفَّذت قيادات حوثية عمليات نهب واسعة شملت مؤسسات حكومية ومقرات رسمية في صنعاء ومدناً أخرى، كما باعت أراضي وعقارات تعود ملكيتها إلى الدولة أو صودرت سابقاً من مواطنين.

تلاعُب بالمساعدات

في موازاة ذلك، اتهمت مصادر حقوقية الجماعة الحوثية بمحاولة وقف صرف المساعدات النقدية التي تقدمها منظمات أممية ودولية ضمن المرحلة الـ19 المخصصة للحالات الفقيرة في صنعاء وريفها، ومحافظات إب، وعمران، وذمار، وريمة، والحديدة.

نازح يحمل مساعدات غذائية على أطراف صنعاء (إ.ب.أ)
نازح يحمل مساعدات غذائية على أطراف صنعاء (إ.ب.أ)

وتستمر الجماعة الحوثية في وضع العراقيل أمام صرف هذه المساعدات، مما تسبب في حرمان مئات الأسر المستحقة في مديريات صنعاء مثل معين وبني الحارث وصنعاء القديمة وبني مطر وأرحب، إضافة إلى مناطق ريفية أخرى.

واشتكى عدد من المستفيدين في صنعاء ومحافظات أخرى لـ«الشرق الأوسط» من ممارسات حوثية تهدف إلى عرقلة عملية صرف المساعدات في بعض مراكز التوزيع، مما فاقم من معاناتهم في ظل أوضاع معيشية متدهورة.