إغلاق «كورونا» يرجئ محاكمة نتنياهو لأجل غير مسمى

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
TT

إغلاق «كورونا» يرجئ محاكمة نتنياهو لأجل غير مسمى

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

أعلن قضاة محكمة إسرائيلية، اليوم (الجمعة)، عن تأجيل مثول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المقرر الأسبوع المقبل في قضية فساد إلى أجل غير مسمى بسبب الإغلاق المشدد الذي فرضته إسرائيل أمس (الخميس) لاحتواء «كوفيد-19»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبدأت محاكمة نتنياهو في 24 مايو (أيار) الماضي، في جلسة حضرها شخصياً، وتم إبلاغه فيها بالتهم الموجهة إليه، وهي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ومن المقرر أن يمثُل في 13 يناير (كانون الثاني) للرد رسمياً على الاتهامات التي عدها في مايو (أيار) «سخيفة».
وقالت المحكمة المركزية في القدس الشرقية، في بيان: «في ضوء القيود المفروضة على تفشي الوباء، والأخذ بعين الاعتبار عدد المشاركين الكبير في جلسة الاستماع، وذلك خلال الإغلاق الساري، فإن جلسة الاستماع المحددة في 13 يناير (كانون الثاني) 2021 ألغيت بسبب الإغلاق». وأضاف البيان: «سيعلن الموعد الجديد لاحقاً».
وفرضت إسرائيل في 27 ديسمبر (كانون الأول) الإغلاق الثالث الشامل منذ بدء تفشي الوباء على أنحاء البلاد كافة مدة أسبوعين. ومددته الخميس حتى 21 يناير (كانون الثاني)، وفرضت قيوداً جديدة، في ضوء ارتفاع الإصابات بالفيروس.
ويأتي تأجيل المحكمة بعد يومين فقط من رفض هيئة القضاة نفسها طلب محامو نتنياهو تأجيل جلسة الأربعاء، بعد أن قالوا إنهم «بحاجة إلى مزيد من الوقت لمراجعة الأدلة التي تم تسليمها لهم مؤخراً».
وجمع فريق الادعاء أكثر من 300 شاهد لدعم اتهاماته.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وجهت إلى نتنياهو تهم بالفساد واختلاس أموال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا، وهو بذلك رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يتم اتهامه خلال فترة ولايته.
ونتنياهو البالغ 71 عاماً، أمضى 14 عاماً منها في السلطة، متهم بتلقي هدايا تقدر قيمتها بـ700 ألف شيكل (180 ألف يورو)، تشمل السيجار والشمبانيا والمجوهرات، من شخصيات متمولة، مقابل تقديم خدمات مالية أو شخصية.
ويتهم كذلك بالسعي إلى تبادل الامتيازات بشكل غير قانوني مع أقطاب وسائل الإعلام، مقابل تغطية إيجابية.
ويقول نتنياهو إن التهم المرفوعة من مدع عام عينه هو في هذا المنصب هي جزء من مطاردة شعواء لإبعاده عن منصبه.
وفي الشهر الماضي، أمرت المحكمة النيابة بتعديل لائحة الاتهام ضد نتنياهو للتمييز بينه وبين أفراد أسرته الذين وردت أسماؤهم، ولن يمثلوا أمام المحاكمة.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: «لا يمكن لنتنياهو قيادة البلاد في أثناء محاكمته»، ملمحاً إلى أن «طبيعة الإغلاق وتأثيره على نظام المحاكم يمكن أن تكون خلفه دوافع سياسية».
وكتب لابيد على موقع «تويتر»: «هناك خوف حقيقي من أن يتخذ قرارات بناء على مصالحه الشخصية للبقاء، وليس المصلحة الوطنية».
ومن جهته، علق وزير العدل بيني غانتس، وهو أيضاً وزير الدفاع الذي تولى المنصب حديثاً، على التأجيل بقوله إن «المشكلة لا تتعلق بتأجيل المحكمة لجلسات الاستماع، ولكن لدى إسرائيل رئيس وزراء قيد المحاكمة».
وقال في بيان حول انتخابات الكنيست المقبلة في 23 مارس (آذار): «هذا الواقع يجب أن يتغير في الانتخابات المقبلة».
وشكل غانتس حكومة ائتلافية مع نتنياهو العام الماضي، قبل توتر العلاقات بينهما وحل البرلمان نفسه.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».