كيري في اجتماع لندن حول «داعش»: قوة الدفع للإرهابيين في العراق تراجعت

قال إن الأسلحة الأميركية ستصل قريبا جدا * العبادي: هبوط النفط كارثي وقد يضعف القدرة على محاربة التنظيم

جانب من إجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد تنظيم «داعش» في لندن أمس (أ. ف. ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره البريطاني فيليب هاموند على هامش اجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد «داعش» (رويترز)
جانب من إجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد تنظيم «داعش» في لندن أمس (أ. ف. ب) وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره البريطاني فيليب هاموند على هامش اجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد «داعش» (رويترز)
TT

كيري في اجتماع لندن حول «داعش»: قوة الدفع للإرهابيين في العراق تراجعت

جانب من إجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد تنظيم «داعش» في لندن أمس (أ. ف. ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره البريطاني فيليب هاموند على هامش اجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد «داعش» (رويترز)
جانب من إجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد تنظيم «داعش» في لندن أمس (أ. ف. ب) وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره البريطاني فيليب هاموند على هامش اجتماع الدول الأعضاء في الأئتلاف ضد «داعش» (رويترز)

عقد الائتلاف ضد تنظيم داعش مؤتمرا أمس في لندن يبحث خلاله بصورة خاصة خطر المتشددين الأجانب الذي بات يطرح بشكل ملح بعد الاعتداءات الأخيرة في فرنسا. وقدم المؤتمر فرصة مهمة لتقييم مدى التقدم الدولي المحرز في مواجهة التنظيم التي تهدد الشرق الأوسط والعالم.
وشارك في المحادثات التي كانت برئاسة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ونظيره الأميركي جون كيري وزراء خارجية من 21 دولة عربية وتركيا وممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما حضر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لبحث سبل المضي قدما في القضاء على المتطرفين الذين يحتلون أجزاء كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا.
وفي مؤتمر صحافي عقب الاجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن «قوة الدفع لتنظيم داعش في العراق توقفت أو تراجعت وأن الأسلحة الأميركية ستصل إلى القوات الحكومية قريبا جدا».
وأضاف كيري في المؤتمر الصحافي: «في الأشهر القليلة الماضية شهدنا بكل تأكيد.. توقف قوة الدفع في العراق وفي بعض الحالات تراجعت».
وأكد كيري، أن «القوات البرية استعادت الآن بمساعدة نحو ألفي غارة جوية نحو 700 كيلومتر مربع، وأن القوات العراقية ستحصل على الكثير من البنادق من نوع (إم16) أميركية الصنع (قريبا جدا جدا)».
ويريد العبادي المزيد من برامج التدريب والعتاد لجنوده بخلاف الغارات الجوية التي يشنها التحالف بالفعل، وقال خلال المؤتمر الصحافي: «العراق بحاجة إلى أسلحة ولدى المجتمع الدولي القدرة على تزويده بالأسلحة التي يحتاجها».
وأكد العبادي، أن هبوط أسعار النفط العالمية له «أثر كارثي على الميزانية العامة لبلاده وقد يضعف قدرتها على محاربة مسلحي تنظيم داعش». وأضاف: «نزلت أسعار النفط إلى نحو 40 في المائة من مستوياتها في العام الماضي. واقتصاد العراق وموازنته يعتمدان بنسبة 85 في المائة على النفط، وهذا أمر كارثي بالنسبة لنا. تطرق بحثنا أمس الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا ومصادر تمويله وخطوط إمداده الاستراتيجية والمساعدات الإنسانية التي يتوجب تقديمها في المنطقة».
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أن «الاجتماع الذي ضم الدول الأساسية في الائتلاف، أي تلك التي تشارك أكثر من غيرها في العمليات العسكرية هدفه (التركيز على ما تم إنجازه منذ 4 أو 5 أشهر)».
وأثنى هاموند على القوات العراقية خلال المؤتمر وقال: «إن «التحالف يساعد في إعادة بنائها حتى تتمكن من شن هجوم بري على (داعش) يحقق نتائج دائمة». لكنه نبه إلى أنها «عملية بطيئة».
وكتب هاموند في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أمس أن «الفظائع التي ارتكبت مؤخرا في فرنسا وأستراليا ونيجيريا وباكستان، بالإضافة إلى الابتزاز المقزز الذي يمارسه تنظيم داعش حول الرهينتين اليابانيين، إنما تزيد من تصميمنا على التغلب على هذا التهديد».
وفي مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط» قالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية فرح دخل الله: «هذا اللقاء جزء مهم من جهود الحفاظ على الوحدة والتنسيق مع شركائنا. فمن شأن ذلك أن يساعد كافة شركائنا في التحالف على المساهمة بأكثر السبل فعالية. كما ستكون فرصة لاستعراض الجهود المبذولة للتصدي لـ(داعش) وبحث القرارات التي هناك حاجة لاتخاذها في الشهور المقبلة».
وأكدت دخل الله: «نفذت قوات التحالف ما يفوق الألف ضربة جوية داخل العراق، من بينها 100 نفذتها طائرات (تورنادو) و(ريبر) التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. ونفذت الولايات المتحدة وشركاء من الدول العربية أكثر من 800 ضربة جوية فوق سوريا».
وأضافت دخل الله: «كافة المساهمات بجهود التحالف قيّمة وتلقى التقدير. وكان الاجتماع الذي ضم جميع أعضاء التحالف في بروكسل يوم 3 ديسمبر (كانون الأول) اجتماعا قيما، وسوف تعقد اجتماعات أخرى مستقبلا بهذا الشكل. لكن هناك أيضا حاجة لاجتماع فريق أصغر وأسرع تحركا لإجراء محادثات أكثر تفصيلا والخروج بتوصيات».
وركز مؤتمر أمس على الحملة العسكرية ضد التنظيم الإرهابي ومصادر تمويله وخطوط إمداده الاستراتيجية والمساعدات الإنسانية التي يتوجب تقديمها في المنطقة. ويمثل هذا التجمع جانبا مهما من التعاون في المجال الدولي لضمان الأمن العالمي واستقرار الشرق الأوسط بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وشهدت باريس قبل أسبوعين اعتداءات نفذها 3 متشددين أعلنوا انتماءهم إلى تنظيمي القاعدة وداعش وأوقعت 17 قتيلا.
وبعد أسبوع نفذت حملة مداهمات واعتقالات ضد الأوساط الإسلامية في بلجيكا لإحباط اعتداء وشيك. وكانت لجنة مجلس الأمن في الأمن الدولي قدرت في تقرير نشرته في نوفمبر (تشرين الثاني) عدد المقاتلين الذين انضموا إلى تنظيمات متطرفة مثل «داعش» بـ15 ألفا قادمين من 80 بلدا.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».