محامو لبنان يضربون احتجاجاً على لكم شرطي محامياً

استنكار بالجملة وقوى الأمن توضح

نقيب المحامين متحدثاً بعد اجتماع النقابة (فيسبوك)
نقيب المحامين متحدثاً بعد اجتماع النقابة (فيسبوك)
TT

محامو لبنان يضربون احتجاجاً على لكم شرطي محامياً

نقيب المحامين متحدثاً بعد اجتماع النقابة (فيسبوك)
نقيب المحامين متحدثاً بعد اجتماع النقابة (فيسبوك)

توقف المحامون في لبنان عن العمل استنكارا لتعرض المحامي جيمي حدشيتي للضرب واللكم بعد إشكال مع عناصر من قوى الأمن الداخلي. واعتبر نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف أنّ هناك «مخالفات بالغة الخطورة تشير إلى أن شريعة الغاب حلت محل القوانين مرعية الإجراء»، مشددا بعد اجتماع لمجلس النقابة ناقش الاعتداء على المحامي، على ضرورة أن تعمل «قيادات قوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية على ضبط تصرفات عناصرها وإلزامها المناقبية حماية للناس».
وطالب خلف مجلس القضاء الأعلى بالتدخل من «أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من العمل المؤسساتي».
وأوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أنّه «كان من الأجدى بالزّوجين موضوع الإشكال احترام القانون، والامتثال للعنصر بإزالة السّيارة من المكان، التي كانت تعيق حركة السير لكي يقدِّما المثال الأفضل لولديهما الموجوديْن داخل السيارة»، مضيفة في بيان أنّه «بالتّحقيق لدى الفصيلة المعنية تبيّن أن الإعلامية كانت قد ركنت مركبتها الآلية بطريقة مخالفة ولما طلب منها الشّرطي إزالتها من مكانها رفضت باعتبار أنّها تنتظر انتهاء زوجها من شراء بعض الحاجيّات، فقام بتصوير المخالقة ثم عاد أدراجه إلى التقاطع دون أن يتّخذ أي إجراء. ولدى عودة زوجها بعد اتصالها به، توجّه فوراً باتجاه التقاطع وبدأ بشتم العُنصر واتَّهمه بضرب زوجته، وعندها حضر دراج لمعالجة هذه المشكلة، فتعرّض بدوره من قبل المحامي لكلمات نابية وقام بدفعه فاضطّر الدراج إلى الدّفاع عن نفسه».
وأوضح البيان أنّه خلال التحقيق داخل الفصيلة «توجّه المحامي من جديد بإهانة للدراج، مما أدّى إلى ردّة فعل من قبل الأخير ومحاولة التعرّض له، فتمّ منعه من ذلك»، لافتا إلى أنّه بناء على إشارة القضاء، جرى توقيف الدراج والمحامي في حينه، وترك عنصر الإشارة والإعلامية لقاء سندَي إقامة، بحيث عاد القضاء وترك الموقوفَيْن بموجب سندي إقامة في اليوم التّالي.
وأكدت المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي أنها ستبقى على الدوام «حريصة على تطبيق القوانين والأنظمة المرعيّة الإجراء»، طالبة من المواطنين عدم الانجرار وراء الإشاعات والأخبار الكاذبة أو الصّور والفيديوهات التي لا تظهر الحقيقة كاملة، إنّما تُظهِرُ جزءاً منها.
وكانت الإعلامية كلارا جحا قالت إنها وزوجها حدشيتي تعرضا، الأحد الماضي، لاعتداء من عناصر تابعة لقوى الأمن الداخلي بسبب موقف سيارة، في منطقة الشياح (الضاحية الجنوبية لبيروت)، حيث توجه عنصر أمني بكلمات نابية لها، طالبا منها تحريك السيارة لأنها مركونة في مكان غير مخصص للوقوف، وحين تقدّم زوجها للدفاع عنها، تلقى ضربة على الرأس.
وتناقلت وسائل الإعلام أنّ حدشيتي تعرض إلى اعتداء آخر في أحد مخافر بيروت، حيث ذهب مع زوجته للإدلاء بإفادتهما، فقام العنصر نفسه الذي ضربه في الشارع بضربه مرة أخرى أمام المحققين.
من جهتها، استنكرت وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد ما تعرضت له جحا وزوجها من اعتداء على يد عناصر من قوى الأمن الداخلي. واعتبرت الصمد أن «ما حصل أمر مرفوض ومستنكر ومدان» إذ ليس «مقبولا أن يتحول حراس الأمن إلى معتدين على الكرامات تحت أي عنوان من العناوين»، مهيبة بوزارة الداخلية «متابعة الأمر واتخاذ الإجراءات المسلكية في حق المعتدي وفي حق رفاقه في السلك الذين لم يتدخلوا لمنعه من متابعة اعتدائه».
بدوره، استنكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي ما تعرضت له جحا وزوجها على يد عناصر من قوى الأمن الداخلي «سواء لجهة كيل الشتائم لها ولمؤسستها أو الاعتداء بالضرب على زوجها المحامي أمام أطفالهما». واعتبر القصيفي أن «ما حصل هو ظاهرة متكررة لدى عناصر من قوى الأمن، تمثل فصولها في غير منطقة من دون أي اعتبار للعاملين في المهن الحرة ذوي المكانة القيادية في المجتمع»، مشددا على «ضرورة توقف هذا النهج من التعامل مع الإعلاميين والمصورين والمنتسبين إلى نقابات المهن الحرة».
وأهاب قصيفي بالقضاء أن ينظر في الأمر وأن يلاحق المعتدي، لا أن تقتصر المساءلة على من وقع عليه الاعتداء.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.