إدانات إسلامية وعربية ودولية للاعتداء الإرهابي على ناقلة الوقود في جدة

تضامن مع الرياض ومطالبة بتحرك للمجتمع الدولي لوضع حد لهذه الأعمال

إدانات إسلامية وعربية ودولية للاعتداء الإرهابي على ناقلة الوقود في جدة
TT

إدانات إسلامية وعربية ودولية للاعتداء الإرهابي على ناقلة الوقود في جدة

إدانات إسلامية وعربية ودولية للاعتداء الإرهابي على ناقلة الوقود في جدة

تواصلت إدانات دول ومنظمات دولية وعالمية للعمل الإرهابي الذي استهدف ناقلة نفط بميناء جدة بالسعودية عبر زورق مفخخ، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تستهدف الأمن الدولي في استقرار ملاحته وإمدادات طاقته، وأمنه البيئي وتقوض أمن المنطقة واستقرارها.
وأدانت الإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر ولبنان بشدة الهجوم الإرهابي، مؤكدة تضامنها مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية التخريبية والوقوف معها صفاً واحد ضد كل تهديد يطال أمنها وأمن الملاحة والتجارة العالمية. وعدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية هذا الاعتداء دليلاً جديداً على سعي الجماعات الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما أوضحت وزارة الخارجية الكويتية أن استمرار هذه الأعمال الإرهابية وما تنطوي عليه من تداعيات خطيرة والتي تستهدف أمن المملكة واستقرار المنطقة وحرية الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة العالمية، يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية.
وأكدت الخارجية الكويتية أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تستوجب معها تحركاً جدياً للمجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن لوضع حد لهذه الأعمال، في الوقت الذي شددت الكويت على وقوفها إلى جانب السعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها. وشددت وزارة خارجية مملكة البحرين على أن هذا العمل العدواني الإرهابي يشكل تهديداً خطيراً للمنشآت الحيوية في المملكة والمنطقة ككل، ويمس أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، مؤكدة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لإجراءات رادعة لهذه التنظيمات الإرهابية التي تشكل مصدراً رئيسياً للتوتر في المنطقة والعالم، والتصدي لكل من يدعمها أو يمولها. وأعربت سلطنة عمان عن تضامنها مع المملكة في مواجهة الأعمال التي تستهدف أمنها واستقرارها وحرية وسلامة الملاحة البحرية.
الى ذلك، اعربت أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي استهدف ناقلة نفط في ميناء جدة، وعدته عملاً تخريبياً ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية الأمر الذي من شأنه التأثير بشكل خطير على حرية الملاحة وأمن واستقرار إمدادات الطاقة.وجددت وزارة الخارجية موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والأعمال الإجرامية والتخريبية مهما كانت الدوافع والأسباب. كذلك عبّرت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية عن شجبها لاستهداف المنشآت المدنية والأعمال التخريبية التي تطال حرية الملاحة الدولية.
من جانبها أكدت وزارة النفط والمعادن اليمنية أن هذا العمل الإرهابي لا يستهدف المملكة فحسب، بل يستهدف أمن واستقرار دول المنطقة بشكل عام، ومنها اليمن، وطرق الملاحة الدولية، ومصادر الطاقة العالمية، مجددة التأكيد على موقفها الثابت المتمثل في دعم المملكة فيما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها وسيادتها وصون أمنها واستقرارها. ودعت الوزارة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إدانة من يقف وراء ذلك، والتصدي بوضوح لهذه الأعمال الهمجية التي تمس عصب الاقتصاد العالمي، وتلقي بألسنة نيرانها على المجتمعات الآمنة في كل مكان.
وحذر معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني من المخاطر المترتبة على استمرار تجاهل المجتمع الدولي للأنشطة الإرهابية التي يقف خلفها نظام الملالي في إيران وأداته من ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب في اليمن. وقال الوزير اليمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «هذه الأنشطة الإرهابية تأتي في سياق مخطط إيران وميليشياتها الطائفية للعبث بالأمن والاستقرار ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد المصالح الدولية». وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن القيام بمسؤولياتها القانونية في وقف هذه التهديدات الإرهابية وحفظ الأمن والسلم الدوليين، واتخاذ إجراءات رادعة وفي مقدمتها إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب.
كما أدانت رابطة العالم الإسلامي باسم كافة مجامعها ومجالسها وهيئاتها العالمية الهجوم الإرهابي، وذكرت الرابطة في بيان صدر عن أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد العيسى أنها تستنكر وتدين تلك الأعمال الإرهابية، واصفة إياها بأنها تستهدف الأمن الدولي في استقرار ملاحته وإمدادات طاقته، وأمنه البيئي. وأعربت الرابطة باسم علماء وشعوب العالم الإسلامي المنضوية تحت مظلتها عن تضامنها ووقوفها التام مع المملكة في مواجهة هذه الاعتداءات، وتأييدها لكافة ما تتخذه من إجراءات حيالها، مشيرة إلى أن هذه الأفعال الإجرامية تعكس حالة البؤس واليأس التي يمارسها الإرهاب في ظل هزائمه المتتالية. واستنكرت منظمة أوابك، الاعتداء الإرهابي، واصفة إياه بالعمل التخريبي والشائن، ويستهدف أمن السعودية، كما يستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة والاقتصاد العالمي.
وقال مجلس وزراء الداخلية العرب عبر بيان أمس إن الأمانة العامة تعبّر عن إدانتها الصارمة وشجبها المطلق لهذا العمل الإجرامي الجبان الذي يستهدف أمن المملكة وطرق الملاحة الدولية ومصادر الطاقة العالمية، وتعلن عن تضامنها التام ووقوفها الكامل إلى جانب المملكة العربية السعودية في الإجراءات التي تتخذها للدفاع عن أراضيها وسيادتها.



السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
TT

السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)

قال مسؤول إيراني إن العلاقات مع السعودية تسير وفق خطوات مدروسة، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين وما يمتلكانه من موارد طبيعية وبشرية وغيرها يساهم بشكل مباشر في تحقيق النمو والازدهار للمنطقة.

وأوضح علي رضا عنايتي، السفير الإيراني لدى السعودية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن تطور العلاقات وتعزيزها بين طهران والرياض يأتي استجابةً لتوجيهات وعزم القادة، مضيفاً: «لقد قطعنا خطوات ملموسة، ولا تزال هناك خطوات أخرى سنمضي بها لاستكمال هذه المسيرة».

جاءت تصريحات عنايتي على هامش إطلاق أول رحلة تجارية مباشرة ومجدولة بين مطار الدمام (شرق السعودية) ومطار مشهد الإيراني أمس (الثلاثاء) لأول مرة منذ سنوات، والتي سيكون لها «بالغ الأثر في تيسير التنقل بين البلدين والمدينتين، وتقرب الشعبين»، وفقاً للسفير.

وشدد عنايتي على أن نمو العلاقات بين البلدين جاء «تلبية لعزم القادة في هذا المجال»، مشيراً إلى ما أكده نائب الرئيس الإيراني خلال لقائه مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أنه «لا رجعة عن هذه العلاقات».

كما اعتبر السفير الإيراني في الرياض زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية لطهران مهمة في إطار التعاون الدفاعي بين البلدين، وقال: «زيارة رئيس هيئة الأركان مهمة في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين، وقمنا بخطوات ولنا خطوات أخرى سنخطوها لنكمل هذه المسيرة».

السفير الإيراني علي رضا عنايتي خلال استقبال أمير الرياض له مؤخراً (إمارة الرياض)

ولفت إلى أن رحلات الطيران سابقاً كانت «مخصصة للعمرة بين المدن الإيرانية ومدينتي جدة والمدينة المنورة، أما هذه الرحلة فهي تجارية ومجدولة، وتتم يومي الثلاثاء والخميس بين مدينة الدمام السعودية ومشهد الإيرانية».

ووصف السفير هذه الخطوة بأنها مشجعة لتعزيز السياحة والتجارة بين البلدين، قائلاً: «على مدار أكثر من عام، تقدمنا بخطوات ملموسة ومدروسة لتعزيز العلاقات وتوطيدها، هناك تواصل مستمر بين القادة والمسؤولين، وعلاقات وثيقة بين وزيري الخارجية في البلدين، بالإضافة إلى ارتباطات شعبية تدعم هذا التوجه».

وتابع: «كل هذه الجهود تسهم في توطيد العلاقات التي أُسست على أسس الخير والمحبة، وهذه الخطوة تمثل امتداداً لما بدأناه في تعزيز العلاقات التي تشهد نمواً مستمراً في المجالات السياسية والدفاعية والثقافية والاجتماعية والسياحية، وستمتد لاحقاً إلى المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها».

وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن شكره وتقديره «للمسؤولين السعوديين الذين سهلوا هذه الرحلات»، مشيراً إلى أن «الشكر موصول أيضاً للمسؤولين في كلا البلدين على جهودهم في ترتيبها».

صورة من تدشين أولى الرحلات التجارية المباشرة بين الدمام ومشهد لأول مرة منذ سنوات (السفارة الإيرانية)

دبلوماسية الزيارات

أوضح علي عنايتي أن الفترة الماضية شهدت تبادلاً لزيارات متعددة بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، مشيراً إلى أن «هناك زيارات مستمرة بين البلدين في إطار الاجتماعات التي تُعقد في السعودية، ومن بينها مشاركة وزير الاقتصاد والمالية الإيراني في المؤتمر العالمي للاستثمار، حيث التقى وزيري الاقتصاد والتخطيط والاستثمار السعوديين، وناقش الطرفان أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري».

واستطرد قائلاً: «كما قام وزير الزراعة الإيراني بزيارة للمشاركة في مؤتمر «كوب 16»، حيث التقى نظيره السعودي، وكانت هذه الزيارة فرصة للطرفين لاستكشاف مجالات تعاون تخدم مصالحهما المشتركة».

وأشار السفير الإيراني إلى أن «البلدين، بما يملكانه من إمكانيات هائلة وموارد طبيعية ومالية وبشرية، لديهما القدرة على التعاون في عدة مجالات تسهم في تحقيق النمو والازدهار للإقليم بأكمله».

خطوات مدروسة

يرى السفير الإيراني أن طهران والرياض تسيران بخطوات مدروسة لتنمية وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، مشدداً على الدور البارز الذي يمكن أن يلعبه المفكرون والأكاديميون في دعم وتنمية هذه العلاقات.

جانب من زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية ولقاء نظيره الإيراني في طهران (وزارة الدفاع السعودية)

وأضاف: «شهدنا زيارة لرئيس مركز الدراسات والبحوث الدبلوماسية الإيرانية إلى المملكة، حيث التقى رئيس معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، كما شارك في ندوة فكرية متخصصة في هذا المجال، وتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين المركزين، ما يفتح آفاقاً أوسع لدراسة سبل توطيد العلاقات بين البلدين، ليس فقط من منظور الدبلوماسيين أو السياسيين، بل من خلال رؤية المفكرين والأكاديميين أيضاً».

وقال: «أعتقد أن للمجاميع الفكرية دوراً مهماً في تنمية هذه العلاقات وتوطيدها بما يخدم مصالح شعبي البلدين، هذه خطوات مدروسة ومضبوطة تُتخذ لإضفاء زخم أكبر وتعزيز أفق التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية الشقيقة».