«الطاقة الدولية» تتوقع عجزاً في مخزونات النفط العالمية

قالت إن تأثير اللقاحات على الطلب سيستغرق أشهرا

النفط يحافظ على مستوياته فوق الـ50 دولاراً للبرميل (رويترز)
النفط يحافظ على مستوياته فوق الـ50 دولاراً للبرميل (رويترز)
TT

«الطاقة الدولية» تتوقع عجزاً في مخزونات النفط العالمية

النفط يحافظ على مستوياته فوق الـ50 دولاراً للبرميل (رويترز)
النفط يحافظ على مستوياته فوق الـ50 دولاراً للبرميل (رويترز)

قالت وكالة الطاقة الدولية إن مخزونات النفط العالمية، التي زادت مع تداعي الاستهلاك خلال الجائحة، ستصل أخيراً لتسجيل عجز بحلول يوليو (تموز) المقبل، مقارنةً مع مستويات ما قبل الجائحة في نهاية 2019. وحذرت الوكالة في تقريرها الشهري الذي صدر أمس (الثلاثاء)، من أن بدء حملات تطعيم للوقاية من فيروس «كورونا» هذا الشهر لن يعكس الدمار الذي لحق بالطلب العالمي على النفط سريعاً.
وقالت: «حالة الحماس المفهومة التي صاحبت بدء حملات تطعيم تشرح جزئياً الأسعار الأعلى، ولكن الأمر يحتاج إلى شهور لنصل إلى عدد كبير من الأشخاص المحصنين النشطين اقتصادياً ومن ثم نرى تأثيراً على الطلب على النفط».
وتابع التقرير: «في الوقت ذاته، ستحل عطلة نهاية العام قريباً مع خطر تزايد حالات الإصابة بـ(كوفيد – 19) واحتمال فرض إجراءات عزل أشد». وعدّلت الوكالة ومقرها باريس توقعها للطلب العالمي على النفط العام الجاري خفضاً بمقدار 50 ألف برميل يومياً وللعام المقبل بمقدار 170 ألف برميل يومياً، مشيرة إلى ندرة الطلب على وقود الطائرات مع تراجع عدد المسافرين جواً.
وذكرت أن أوروبا ستسجل أكبر هبوط، إذ يتوقع أن يقل الطلب في الربع الرابع، مقارنةً مع الربع الثالث بسبب تجدد إجراءات العزل العام.
وأشادت الوكالة بالجهود «الفعالة» لإدارة الإمدادات من جانب منتجين رئيسيين في منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، وذلك من خلال اتفاق الشهر الجاري على مواصلة كبح الإمدادات إلى حد كبير.
وقالت الوكالة: «من الواضح أن الطلب سيكون أضعف لفترة أطول مما كان متوقعاً عند إبرام اتفاق الإمدادات في أبريل (نيسان)، وينبغي التعامل مع زيادة الإنتاج من ليبيا... لسوق تظل هشة ويجب أن تتم التعديلات بحذر».
وعلى صعيد موازٍ، كشفت بيانات أعلنها مكتب الإحصاءات الوطنية أمس، أن إنتاج الصين المحلي من النفط الخام في نوفمبر (تشرين الثاني) زاد 1.2% على أساس سنوي إلى 15.96 مليون طن.
وبلغ الإنتاج منذ بداية العام 178.63 مليون طن بارتفاع 1.6% على أساس سنوي. وزاد استهلاك المصافي من النفط الخام على المستوى الوطني 3.2% في نوفمبر على أساس سنوي إلى 58.35 مليون طن، فيما بلغ الاستهلاك منذ بداية العام 614.41 مليون طن بزيادة 3.1% على أساس سنوي.
في غضون ذلك ارتفعت أسعار النفط فوق 50 دولاراً، إذ رجحت كفة بدء حملات تطعيم لفيروس «كورونا» على تشديد إجراءات العزل العام في أوروبا وتوقعات بتعافٍ أبطأ للطلب. وبدأت الولايات المتحدة حملات تطعيم يوم الاثنين، في حين تجاوزت الوفيات بسبب الجائحة 300 ألف. وشرعت بريطانيا وكندا أيضاً في حملات تطعيم. وارتفع خام برنت 0.3% إلى 50.43 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 14 سنتاً إلى 47.13 دولار للبرميل.
وتعافى النفط في الأسابيع القليلة الماضية، وبلغ برنت 51.06 دولار في العاشر من ديسمبر (كانون الأول)، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار)، بدعم من آمال حيال تعافي الطلب. وانخفضت الأسعار لمستويات متدنية غير مسبوقة في مارس مع انتشار الجائحة.
وشددت لندن القيود وأمرت بإغلاق الحانات والمطاعم، وتدرس إيطاليا خطوات أكثر صرامة في عطلة عيد الميلاد، ومن المحتمل أن تُغلق المتاجر في ألمانيا حتى بداية 2021.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.