معلومات عن استئناف تركيا إرسال المرتزقة إلى ليبيا

تخريج دفعة من قوات حكومة الوفاق في تاجوراء شرق طرابلس بعد إكمال تدريبهم بموجب اتفاق مع تركيا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
تخريج دفعة من قوات حكومة الوفاق في تاجوراء شرق طرابلس بعد إكمال تدريبهم بموجب اتفاق مع تركيا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

معلومات عن استئناف تركيا إرسال المرتزقة إلى ليبيا

تخريج دفعة من قوات حكومة الوفاق في تاجوراء شرق طرابلس بعد إكمال تدريبهم بموجب اتفاق مع تركيا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
تخريج دفعة من قوات حكومة الوفاق في تاجوراء شرق طرابلس بعد إكمال تدريبهم بموجب اتفاق مع تركيا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

صعدت تركيا تحركاتها العسكرية بليبيا في الفترة الأخيرة، وكشفت مواقع رصد عن تسارع حركة طيران الشحن العسكري إلى غرب ليبيا، في الوقت الذي نشرت فيه وزارة الدفاع التركية أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي صوراً لتدريبات عناصر قوات حكومة «الوفاق» الليبية الموالية لأنقرة داخل معسكرات في تركيا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس (السبت)، بوجود معلومات حول نية تركيا إرسال دفعة جديدة من المرتزقة من عناصر الفصائل السورية الموالية لها إلى ليبيا خلال الأيام المقبلة، مضيفاً أنها أوقفت، منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عودة من تم إرسالهم سابقاً، وذلك رغم استمرار مفاوضات الحل السياسي بعد الاتفاق الليبي - الليبي على وقف إطلاق النار.
وذكر المرصد أن عدد المسلحين المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا بلغ، حتى الآن، نحو 18 ألفاً، بينهم 350 دون سن الثامنة عشرة، وعاد منهم نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم والحصول على مستحقاتهم المالية، في حين تم إرسال مقاتلين متشددين من جنسيات أخرى، بلغ عددهم نحو 10 آلاف بينهم من حملة الجنسية التونسية، لدعم حكومة «الوفاق» التي يرأسها فائز السراج.
وأشار «المرصد» إلى أن عدد القتلى من المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا بلغ 496 قتيلاً.
في الوقت ذاته، تصاعدت حركة طيران الشحن العسكري التركي إلى غرب ليبيا. وكشف موقع «فلايت رادار» السويدي، المتخصص في تتبع حركة الطيران العسكري، عن وصول 3 طائرات شحن عسكرية تركية من طراز «إيرباص إيه 400 إم» إلى قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا أقلعت من كونيا (وسط تركيا) وأماسيا (غرب)، ليصل عدد طائرات الشحن العسكرية التركية التي توجهت إلى الوطية التي اتخذتها تركيا قاعدة لها في غرب ليبيا 10 طائرات خلال أسبوع واحد.
وقبل ذلك أكد موقع «إيتاميل رادرا» الإيطالي المتخصص في رصد حركة الطيران العسكري فوق البحر المتوسط وإيطاليا، وصول طائرتي شحن تركيتين من كونيا إلى غرب ليبيا، بالتزامن مع تفتيش بعثة «إيريني» الأوروبية لمراقبة حظر السلاح على ليبيا سفينة تجارية تركية بشبهة نقلها أسلحة إلى ميناء مصراتة الليبي.
في الإطار ذاته، اعتبرت حكومة «الوفاق» مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري الموقعة مع أنقرة في 27 نوفمبر 2019 «شرعية وتتوافق مع القوانين الدولية»، ولا يمكن مساواتها بالدعم الذي يتلقاه «الجيش الوطني الليبي» بقيادة خليفة حفتر. وصدر هذا الموقف في تصريح للمتحدث باسم وزارة خارجية الوفاق، محمد القبلاوي، لوكالة أنباء «الأناضول» التركية، تعليقاً على تصريحات للمبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، قبل يومين، بشأن الوجود الأجنبي، دون تسمية جهة معينة. وكانت ويليامز أشارت، خلال الاجتماع الافتراضي الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي، إلى وجود «20 ألفاً من القوات الأجنبية أو المرتزقة في ليبيا، فيما يعد انتهاكاً مروعاً للسيادة» الليبية، مشيرة إلى أنهم الآن يحتلون منازل الليبيين.
ورفض القبلاوي ما سماه بـ«الإيهام وعدم ذكر الحقائق كما هي»، في إشارة إلى تصريحات ويليامز التي لم تسمِ فيها طرفاً محدداً. وأضاف أنه «لا يمكن مساواة مذكرة التفاهم الموقعة مع تركيا بالدعم الذي يتلقاه حفتر من دول عديدة» لم يحددها.
وعن مسألة جلب المرتزقة وتدفق السلاح، قال إن «الجميع يعلم، وأولهم ويليامز، أن حفتر، وبدعم دول، هو من بدأ بهذا العمل اللاقانوني والمخالف لقرارات مجلس الأمن الدولي». وجدد التأكيد في هذا السياق على أن «الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع دول صديقة كالتي وقعت مع تركيا، شأن ليبي وشرعي».



«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
TT

«مقترح مصري» يحرّك «هدنة غزة»

رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)
رد فعل امرأة فلسطينية في موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي النازحين بغزة (رويترز)

حديث إسرائيلي عن «مقترح مصري» تحت النقاش لإبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة، يأتي بعد تأكيد القاهرة وجود «أفكار مصرية» في هذا الصدد، واشتراط إسرائيل «رداً إيجابياً من (حماس)» لدراسته، الخميس، في اجتماع يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تلك الأفكار، التي لم تكشف القاهرة عن تفاصيلها، تأتي في «ظل ظروف مناسبة لإبرام اتفاق وشيك»، وفق ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مع ضغوط من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإطلاق سراح الرهائن قبل وصوله للبيت الأبيض، كاشفين عن أن «حماس» تطالب منذ طرح هذه الأفكار قبل أسابيع أن يكون هناك ضامن من واشنطن والأمم المتحدة حتى لا تتراجع حكومة نتنياهو بعد تسلم الأسرى وتواصل حربها مجدداً.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن أن «إسرائيل تنتظر رد حركة حماس على المقترح المصري لوقف الحرب على غزة»، لافتة إلى أن «(الكابينت) سيجتمع الخميس في حال كان رد (حماس) إيجابياً، وذلك لإقرار إرسال وفد المفاوضات الإسرائيلي إلى القاهرة».

فلسطيني نازح يحمل كيس طحين تسلمه من «الأونروا» في خان يونس بجنوب غزة الثلاثاء (رويترز)

ووفق الهيئة فإن «المقترح المصري يتضمن وقفاً تدريجياً للحرب في غزة وانسحاباً تدريجياً وفتح معبر رفح البري (المعطل منذ سيطرة إسرائيل على جانبه الفلسطيني في مايو/أيار الماضي) وأيضاً عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، خلال حديث إلى جنود في قاعدة جوية بوسط إسرائيل إنه «بسبب الضغوط العسكرية المتزايدة على (حماس)، هناك فرصة حقيقية هذه المرة لأن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن».

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد، الأربعاء، استمرار جهود بلاده من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال عبد العاطي، في مقابلة مع قناة «القاهرة الإخبارية»: «نعمل بشكل جاد ومستمر لسرعة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة»، مضيفاً: «نأمل تحكيم العقل ونؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل».

وأشار إلى أن بلاده تعمل مع قطر وأميركا للتوصل إلى اتفاق سريعاً.

يأتي الكلام الإسرائيلي غداة مشاورات في القاهرة جمعت حركتي «فتح» و«حماس» بشأن التوصل لاتفاق تشكيل لجنة لإدارة غزة دون نتائج رسمية بعد.

وكان عبد العاطي قد قال، الاثنين، إن «مصر ستستمر في العمل بلا هوادة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين»، مؤكداً أنه «بخلاف استضافة حركتي (فتح) و(حماس) لبحث التوصل لتفاهمات بشأن إدارة غزة، فالجهد المصري لم يتوقف للحظة في الاتصالات للتوصل إلى صفقة، وهناك رؤى مطروحة بشأن الرهائن والأسرى».

عبد العاطي أشار إلى أن «هناك أفكاراً مصرية تتحدث القاهرة بشأنها مع الأشقاء العرب حول وقف إطلاق النار، وما يُسمى (اليوم التالي)»، مشدداً على «العمل من أجل فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني» الذي احتلته إسرائيل في مايو الماضي، وكثيراً ما عبّر نتنياهو عن رفضه الانسحاب منه مع محور فيلادلفيا أيضاً طيلة الأشهر الماضية.

وكان ترمب قد حذر، الاثنين، وعبر منصته «تروث سوشيال»، بأنه «سيتم دفع ثمن باهظ في الشرق الأوسط» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل أن يقسم اليمين رئيساً في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.

دخان يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية على ضاحية صبرا في مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن مايك والتز، مستشار الأمن القومي الذي اختاره ترمب، سيقابل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمير، الأربعاء، لمناقشة صفقة بشأن قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبد المهدي مطاوع أن «المقترح المصري، حسبما نُشر في وسائل الإعلام، يبدأ بهدنة قصيرة تجمع خلالها (حماس) معلومات كاملة عن الأسرى الأحياء والموتى ثم تبدأ بعدها هدنة بين 42 و60 يوماً، لتبادل الأسرى الأحياء وكبار السن، ثم يليها حديث عن تفاصيل إنهاء الحرب وترتيبات اليوم التالي الذي لن تكون (حماس) جزءاً من الحكم فيه»، مضيفاً: «وهذا يفسر جهود مصر بالتوازي لإنهاء تشكيل لجنة إدارة القطاع».

وبرأي مطاوع، فإن ذلك المقترح المصري المستوحى من هدنة لبنان التي تمت الأسبوع الماضي مع إسرائيل أخذ «دفعة إيجابية بعد تصريح ترمب الذي يبدو أنه يريد الوصول للسلطة والهدنة موجودة على الأقل».

هذه التطورات يراها الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء سمير فرج تحفز على إبرام هدنة وشيكة، لكن ليس بالضرورة حدوثها قبل وصول ترمب، كاشفاً عن «وجود مقترح مصري عُرض من فترة قريبة، و(حماس) طلبت تعهداً من أميركا والأمم المتحدة بعدم عودة إسرائيل للحرب بعد تسلم الرهائن، والأخيرة رفضت»، معقباً: « لكن هذا لا ينفي أن مصر ستواصل تحركاتها بلا توقف حتى التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن».

ويؤكد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور أن «هناك مقترحاً مصرياً ويسير بإيجابية، لكن يحتاج إلى وقت لإنضاجه»، معتقداً أن «تصريح ترمب غرضه الضغط والتأكيد على أنه موجود بالمشهد مستغلاً التقدم الموجود في المفاوضات التي تدور في الكواليس لينسب له الفضل ويحقق مكاسب قبل دخوله البيت الأبيض».

ويرى أن إلحاح وسائل الإعلام الإسرائيلية على التسريبات باستمرار عن الهدنة «يعد محاولة لدغدغة مشاعر الإسرائيليين والإيحاء بأن حكومة نتنياهو متجاوبة لتخفيف الضغط عليه»، مرجحاً أن «حديث تلك الوسائل عن انتظار إسرائيل رد (حماس) محاولة لرمي الكرة في ملعبها استغلالاً لجهود القاهرة التي تبحث تشكيل لجنة لإدارة غزة».

ويرى أنور أن الهدنة وإن بدت تدار في الكواليس فلن تستطيع حسم صفقة في 48 ساعة، ولكن تحتاج إلى وقت، معتقداً أن نتنياهو ليس من مصلحته هذه المرة تعطيل المفاوضات، خاصة أن حليفه ترمب يريد إنجازها قبل وصوله للسلطة، مستدركاً: «لكن قد يماطل من أجل نيل مكاسب أكثر».