التوافق الوطني الليبي «رهين المحبسين»: التدخل الخارجي والمرتزقة

مصير «ديناصورات السياسة» في ختام ماراثون المفاوضات الطويلة

التوافق الوطني الليبي «رهين المحبسين»: التدخل الخارجي والمرتزقة
TT

التوافق الوطني الليبي «رهين المحبسين»: التدخل الخارجي والمرتزقة

التوافق الوطني الليبي «رهين المحبسين»: التدخل الخارجي والمرتزقة

«هنالك في مدينة نالوت بغرب ليبيا ترقد الديناصورات بسلام»... لكن الدبلوماسية الأميركية السابقة ستيفاني وليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة بالإنابة، خيّرت «ديناصورات السياسة» الأسبوع الماضي بين الانقراض... والتعاطي بإيجابية مع الحلول السياسية التي تتبناها البعثة، ومن ثم، المجتمع الدولي لإيجاد حل للأزمة الليبية.
في يناير (كانون الثاني) عام 1998، كان الأخوان عاشور ومسعود المشائخ يمارسان عملهما في الحفر بالمحجر الرملي في وادي المردوات (شمال شرقي نالوت)، عندما اكتشفا في المدينة - التي يتكلّم سكانها اللغة الأمازيغية، وتعد من أكبر مدن الجبل الغربي وآخرها على بعد نحو 270 كيلومتراً من العاصمة طرابلس - بقايا عظام متحجرة ذات أحجام وأنواع مختلفة. واتضح لاحقاً أنها لديناصورات منقرضة عاشت هناك قبل ملايين السنين.
خلال الأسبوع الماضي، احتاجت وليامز إلى تسع سنوات بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، لتكتشف أن «ديناصورات السياسة» ما زالت على قيد الحياة، في بلد فقد مئات الآلاف ما بين قتيل وجريح بعد كل ما جرى عام 2011.
من على منصة «ملتقى الحوار السياسي الليبي» في تونس، خاطبت ستيفاني وليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة، الليبيين قائلة «كما تعلمون، لقد انقرضت الديناصورات، والديناصورات السياسية تواجه وبصراحة مصير الانقراض ذاته، في حال لم تثبت أهميتها. لا تزال تملك فرصة لإثبات ذلك بالارتقاء لمستوى الأحداث أو تحذو حذو الديناصورات بالانقراض».
التعبير الصادم، ألجم الجميع وألزمه الصمت، فلم يعقّب سوى عدد محدود من السياسيين الليبيين على التهديدات المبطنة للمبعوثة الأممية، التي تأتي في سياق ماراثون طويل ومرير من المفاوضات السياسية والعسكرية داخل ليبيا وخارجها بحثاً عن حل.
وعلى الرغم من أن الدبلوماسية الأممية لم تحدد أسماء المقصودين بتعبير الديناصورات، فلأن «كل لبيب بالإشارة يفهم»، ولأن «العَبدُ يُقرعُ بالعصا - والحُرُّ تكفيهِ الإِشارَة»، كما قال أحدهم، فقد اعتبر الدكتور محمد الذويب، أستاذ اللغات القديمة، في قراءته تصريحات مَن وصفها بالحاكمة الأميركية لليبيا التي «فضّلت مصطلح الديناصور، وجعلته سياسياً؛ لأنها استندت إلى دلالته في الإنجليزية التي تذهب إلى ما وراء صفات هذه الزواحف من رعب وقوة لتدل على فساد حال وفشل وعدم صلاحية وعيش خارج الزمن».
الذويب تابع في تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «وإمعاناً في إذلال هؤلاء رفعت من نبرة صوتها عندما أوردت المثل وأشارت بالسبابة تخويفاً لهم، ثم استعملت أصابع يدها اليمنى كاملة مع إيماءات رفع الحاجبين و(التفنيص) عندما قالت فليذهبوا في الطريق نفسه (أي طريق الانقراض)». وتساءل «هل سيذهب هؤلاء إلى الانقراض سريعاً، أم سننتظر 160 مليون سنة أخرى؟».
السؤال المنطقي، عصفت به رياح السياسة وتحالفاتها غير المنطقية الباحثة عن مقعد في سلطة جديدة يراد لها أن تتشكل في نهاية رحلة التفاوض التي ترعاها البعثة الأممية.
لكن عن أي ديناصورات نتحدث هنا؟
يقول دبلوماسي غربي «أعتقد أن المستهدفين هم من حافظوا على مقاعدهم في السلطة أو على مسافة قريبة منها على مدى السنوات التسع الماضية». وتابع الدبلوماسي - الرافض الإشارة إلى اسمه - قائلاً «وليامز لم تحدد من المقصود بالمصطلح الذي استخدمته، لكن هؤلاء يعرفون أنفسهم تماماً... والشارع الليبي يعرف أيضاً».
في أحاجي السياسة الليبية، فإن كل النخبة التي تمارسها، على المحك، فطموح الاستمرار في مواقعها يصطدم بخريطة جديدة ترسمها محادثات تتنقل بين الداخل والخارج، على أمل الوصول إلى مائدة مفاوضات أخيرة، للحسم.
يراد إذن، تغيير المشهد برمته، ويحمل هؤلاء لقب مسؤول سابق، لكن الأمر ليس بتلك البساطة. وهنا يعرب دبلوماسي مصري مخضرم سابق عن اعتقاده؛ لأن «الموجودين راهناً في السلطة لن يتخلوا بسهولة عنها»، ثم يضيف «هناك حاجة إلى التغيير نعم، لكن إقصاء هؤلاء بشكل كامل صعب في هذه المرحلة».
- اجتماعات طنجة التشاورية
الاجتماعات التشاورية التي عقدها أعضاء مجلس النواب (البرلمان) الليبي في مدينة طنجة (بأقصى شمال غربي المغرب)، حضرها 111 نائباً، منهم أكثر من 35 من أعضاء مجلس النواب المنعقد في طبرق وآخرون في العاصمة طرابلس. وفيها كان الهدف المعلن هو تغيير رئاسة المجلس الذي جرى انتخابه في الرابع من شهر أغسطس (آب) من عام 2014.
البرلمان، الذي كان يفترض به أن يضم 200 عضو، انتخب له 188 عضواً فقط، بعدما تعذر انتخاب 12 عضواً يمثلون مناطق أوضاعها الأمنية متدهورة. وفي المقابل، حالت استقالة بعض النواب ووفاة بعضهم الآخر دون توفير عدد دقيق لعدد البرلمانيين في ليبيا.
بيد أن اجتماع طنجة، الذي يأتي استجابة لدعوة من البرلمان المغربي بهدف «توحيد البرلمان الليبي المنقسم»؛ تمهيداً لاجتماع موسع يُعقد في مدينة غدامس، غرب ليبيا، قفز إلى ما هو أبعد من توحيد المؤسسة التشريعية في البلاد.
الحديث هنا بشكل صريح، يعني إنهاء ولاية المستشار عقيلة صالح، الرئيس الحالي للمجلس، الذي يتأهب للوصول إلى العاصمة المصرية القاهرة آتياً من العاصمة الروسية موسكو. والجدير بالذكر، أن اسم صالح يتردد جدياً كرئيس محتمل للمجلس الرئاسي الجديد، المتوقع أن يخلف المجلس الحالي الذي يقوده رئيس «حكومة الوفاق» فائز السراج في طرابلس.
صالح، كان دائماً في الآونة الأخيرة منفتحاً، في الواقع على المبادرات التي طرحتها البعثة الأممية، وكذلك وحكومة السراج والقيادي الإخواني خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، ويخطط للبقاء. ويقول أحد المقربين منه «حكومة أو سلطة جديدة من دون عقيلة تشبه تماماً، حلم إبليس في الجنة»، وهذه العبارة القاطعة ذات المغزى العميق تعني أن رئيس مجلس النواب باقٍ ويتمدد، وفقاً للتعبير الشائع والدارج لدى مواطنيه الليبيين.
ويتابع المصدر، الذي طلب إغفال اسمه، «لن ينجح النواب المجتمعون في المغرب في إقالة عقيلة أو انتخاب رئيس جديد للبرلمان». ومن دون أن يفصح هذا المصدر عن مبررات هذا التأكيد، فإنه أشار إلى أن عقيلة صالح سيكون جزءاً رئيساً في المشهد السياسي الليبي الجديد، وإلا فإن الحرب قادمة لا محالة.
- ماذا تريد موسكو؟
من جهة أخرى، في موسكو، استمع المستشار عقيلة صالح إلى عبارات التطمين على الدور الرئيس لمجلس النواب الليبي في المرحلة المقبلة، من دون أن تتورط الدبلوماسية الروسية في إعلان دعمها المباشر لبقائه لاحقاً ضمن السلطة الجديدة. ومن السياسي البريطاني الراحل المخضرم وينستون تشرتشل، يقتبس عبد الباسط البدري، سفير ليبيا السابق لدى روسيا، التعبير الشهير «لا يمكنني أن أتوقع لكم عمل روسيا»، قائلاً عبر تغريدة له «إنه لغز، ملفوف في لغز داخل لغز... وفعلاً هذا ما يحدث في ليبيا حالياً».
البدري، الذي أرفق صورة له مع من وصفه بـ«الصديق العزيز» سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، خلص إلى أنه «ربما يوجد مفتاح لحل الأزمة الليبية حيث سيكون المفتاح هو المصلحة الوطنية الليبية». وبشكل أو بآخر، فإن البدري، الذي يلعب دور «صانع الرؤساء» حالياً في ساحة السياسة الليبية، يدرك أكثر من غيره أن «الحلول ممكنة... وإن كانت معقدة».
على صعيد آخر، بإعلانه اعتزامه الاستقالة من منصبه، يخرج فائز السراج من السباق نحو السلطة الجديدة، ليبقى وزير داخليته الطموح ذو الأصول التركية فتحي باش أغا (باشاغا)، ليحل مكانه رئيساً للحكومة التي ستشكّل.
أغا، ابن مصراتة ليس مرشحها الوحيد، إلا أنه أبرزهم حظوظاً، بفعل تنقلاته الجوية ما بين القاهرة وباريس سعياً وراء دعم... وربما موافقة ضمنية.
تحرك أغا باتجاه حلفاء المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي»، يعكس براغماتيته السياسية، كما يعتقد مقربون منه. ويضيف هؤلاء «طبيعي جدا أن يقوم بزيارات إلى العواصم الفاعلة في المشهد الليبي، عند هذه المرحلة الحساسة في تاريخ البلاد». ولكن ثمة من يرى أن فتحي باش أغا، المحسوب إلى حد ما على جماعة الإخوان المسلمين، يبحث لنفسه عن مكان تحت شمس السلطة الجديدة؛ ضماناً لولاء حلفائه المحليين وتجديداً لتحالفاته الخارجية.
هذه هي المعادلة في ليبيا، التي يصدق فيها تماماً لقب «رهينة المحبسين»، التدخل الخارجي، ولاحقاً المرتزقة الأجانب والميليشيات المسلحة المنتشرة في كل مفاصل الدولة... إذ تتبادل السيطرة عليها في إطار الصراع الدائم بحثاً عن النفوذ والهيمنة والثروة.
- أين يقف حفتر؟
من جانبه، استبق المشير خليفة حفتر الخريطة الجديدة للكيان المتوقع للسلطة المحتملة، بإبقاء «الجيش الوطني الليبي» بعيداً عن حسابات الخريطة المعقدة. ولقد استخدم حفتر للمرة الأولى لدى استقباله وفداً من القبائل المحلية، في مقره العتيد بالرجمة، خارج مدينة بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، تعبيراً غير مألوف. وذلك حين تحدث على لسان الوفد قائلاً، إن «الجيش الوطني خط أحمر ولا يندرج مصيره تحت أي حوار منعقد». وأردف أنه «جيش لكل الليبيين، وأخرج كل عناصره من دوائر الصراع، وكان سباقاً في الدعوة للسلام قبل الجميع».
إذا كانت المؤسسة العسكرية، وفقاً لهذا المنطق، خارج سياق المفاوضات... فإن الأمر نفسه لا بد أن ينطبق على قيادتها أيضاً. وهذا هو المهم.
حقيقة الأمر، أنه لا يوجد من بين مستشاري حفتر والمقربين منه مَن يستطيع التكهن بالخطوة التالية التي يعتزم القيام بها. غير أن المشير، حين كان لا يزال برتبة لواء، قد قال في حوار مطول لـ«الشرق الأوسط» معرّفاً بنفسه «أنا ضابط في القوات المسلحة، حريص على أداء واجبي تجاه شعبي. وبالتالي، دائماً نسأل أنفسنا ما الذي نستطيع أن نقدمه لشعبنا، الذي قدم لنا كل شيء؟ وهذه هي المهمة الوحيدة عندي، وأنا على استعداد دائماً لتقديم ما يريد».
حفتر قال أيضاً «هذه مهمة أمامنا، ونريد أن نبني جيشاً يحمي المواطن والبلاد، ويحمي الدستور في حالة اكتماله والانتهاء منه»، معتبراً أنه «لا يسعى للسلطة، ولكن إذا كُلّفنا أو إذا رأى شعبنا هذا من خلال صناديق الاقتراع».
ومع أن مفاوضات توحيد المؤسسة العسكرية وإنهاء فوضى السلاح في ليبيا لم تصل بعد إلى بر الأمان المطلوب، فإن ثمة شبه إجماع على بقاء حفتر على رأس هذه المؤسسة... حتى إشعار آخر.
ما يستحق الإشارة هنا، أنه إبان المباحثات التي أجريت قبل سنتين في القاهرة، ولم تكلل بالنجاح لجهة إعلان توحيد الجيش تحت قيادة واحدة ومسيطرة، كانت المسألة «محسومة تقريباً لصالح بقاء المشير قائداً عاماً للجيش الوطني»، وفقاً لما أبلغه مسؤول بالجيش لـ«الشرق الأوسط».
وأضاف المسؤول، الذي طلب حجب هويته «لم تكن هناك خلافات حول هذه النقطة. ولم يطرح وفد قوات حكومة الوفاق في المباحثات أي أسماء أخرى لقيادة الجيش. وبالتالي، فإن القضية محسومة»، على حد تعبيره.
وفق هذا المعطيات، على الأقل، سيبقى المشير حفتر قائداً لـ«الجيش الوطني الليبي» في مرحلة انتقالية تضمن انتهاء ولاية «حكومة الوفاق»، والوصول إلى أجواء تسمح بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد. ولكن، مع ذلك فإن أطرافاً في «حكومة الوفاق» وأخرى متحالفة معها تسعى منذ الآن إلى إقناع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بدعمها ضد حفتر؛ وذلك بهدف «تكثيف» تركيز واشنطن على ليبيا، وتقديم ضربة قاضية لطموحات حفتر السياسية، وفقاً لتقارير غربية.
على صعيد آخر، إذا كانت الجولة الأولى لـ«ملتقى الحوار الليبي» في تونس قد خلصت إلى تحديد تاريخ يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) من العام المقبل، لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، ورغم اتفاق المجتمعين على تحديد صلاحيات المجلس الرئاسي والحكومة، فإن ثمة «ملفات لا تزال عالقة، أبرزها تحديد شروط الترشح للمناصب السيادية»، وفقاً لما تقوله وكالة «الأناضول» التركية. مقابل ذلك، يعتقد مسؤول عسكري في «الجيش الوطني الليبي» أن تركيا «التي نجحت في الآونة الأخيرة عبر حكومة الوفاق وتفاهماتهما العسكرية المشبوهة، في فرض نفسها لاعباً أساسياً في ليبيا يصعب ترويضه سياسياً، تسعى إلى صدام عسكري».
وهكذا، ما بين مخاوف اندلاع الحرب وحدوث هذا الصدام، فإن العملية السياسية تظل على قيد الحياة إلى حين إشعار أخر...
فهل تصمد «الديناصورات» التي يحتفظ متحف «نالوت» ببقايا عظامها، أم تراها ستنقرض تماماً على مسرح السياسة؟
هذا، حقاً، السؤال الأصعب في المشهد الراهن. أما بخصوص الإجابة عنه، فقصة أخرى، كما يقال.
- وفق تقديرات «البنتاغون»... الوضع في ليبيا هش وخطر
> يعتقد مراقبون للساحة الليبية، أنه على الرغم من شبه الحسم الذي يظهر أنه طال «الجيش الوطني الليبي»، فهو لم يصل بعد إلى أروقة السياسيين. إذ ما زال هناك من كل أجزاء وجوانب السلطة... الأصلي والموازي له. فثمة برلمان موازٍ في العاصمة طرابلس لمجلس النواب (الأصلي) الموجود مقره في طبرق، بأقصى الشرق الليبي، كما أن «حكومة الوفاق» (برئاسة السراج) في طرابلس... في مواجهة «حكومة» عبد الله الثني التي تدير المنطقة الشرقية، أضف إلى ذلك وجود مجالس متنافسة في مؤسسة النفط والمصرف المركزي.
بناءً على كل هذا، فإن معالجة «تفكك الدولة الليبية» كان العنوان الأبرز للمرحلة السابقة التي تسعى بعثة الأمم المتحدة لإنهائها بأقل الخسائر الممكنة. فالوضع الأمني والعسكري، وفقاً لتقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ما زال مهزوزاً وعلى حالة مقلقة من الهشاشة والخطورة، لدرجة لا تسمح باستمرار التجاذب السياسي الحاصل حالياً. ولكن، في المقابل، يبقى الحسم السياسي مرهوناً أيضاً بما يجري على الأرض...
على الأرض الليبية ما زال هناك مَن يدق طبول الحرب باستمرار. وأيضاً، يُسمع كلام إعلامي متواتر عن استعدادات تحشيدية عسكرية متبادلة، وعمليات استعراض للقوة ميدانياً عبر مناورات عسكرية يجريها طرفا الصراع الأساسيان بالذخيرة الحية. وبالتالي، بين الآمال العريضة التي تعكسها بيانات البعثة الأممية والمجتمع الدولي حول إمكانية أن توفر المباحثات السياسة الراهنة الأرضية المناسبة لحل الأزمة، لا تزال هناك مخاوف جدية من انهيار كل ذلك بشكل مفاجئ.
مسؤول رفيع المستوى في البرلمان الليبي، فضّل إغفال ذكر اسمه، قال صراحة «إذا تعذّر الوصول إلى حل، وتعثرت العملية السياسية، فإن العد التنازلي للحرب القادمة، سيكون بديلاً». وتابع هذا المسؤول لافتاً إلى أن «التفاهمات الروسية - التركية بشأن وقف إطلاق النار، والالتزام بالخط الأحمر الذي حدّده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أشهر عدة، متمثلاً في وقوف قوات الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق عند مدينة سرت الاستراتيجية ومنطقة الجفرة المجاورة، أمور قد لا تدوم». واستطرد قائلاً «كلما تأخرت البعثة الأممية في الحسم السياسي، كانت فرص اندلاع حرب جديدة، قائمة».



الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».